السبت، 28 سبتمبر 2013

التحصيل الدراسي .. تدني وقلق




التحصيل الدراسي .. تدني وقلق

بقلم الباحث / عباس سبتي

     لماذا يمتحن الطالب خريج الثانوية وحاصل على 4 نقاط في نظام  المقررات  ببعض المواد ( أو ما يسمى امتحان القدرات  ) قبل دخول الجامعة ؟
     انخفاض المستوى أو المعدل بعد دخول الجامعة ، لماذا ؟؟
     التعلم الجامعي تعلم ذاتي ، أن يبذل الطالب مجهوداً أكبر .
     رفقاء الطالب وتأثيرهم ، استغلال حرية التنقل والدخول والخروج من الجامعة دون رقيب ، الاختلاط في بعض الكليات .
     الإيحاء بعدم القدرة على الحصول على تقدير " الامتياز " .
     صعوبة مواد التخصص ، القسم ، الكلية .

هل تؤيد وجود ضعف مخرجات التعليم عندنا ؟ ولماذا ؟
أين يوجد الخلل ؟

استمع إلى هذه الحكاية :
     التفوق الدراسي إذن مسألة مهمة، لكن السؤال الأهم هو: كيف نساعد أولادنا على إحراز هذا التفوق؟
     سؤال توقفت طويلا أمامه عندما وصل ابني البكر إلى الثانوية العامة، خاصة أنني أنا شخصيا كنت إحدى ضحايا تلك الشهادة ، ولهذا وجدتني أسترجع أحداث تلك الأيام لأستخرج منها العبرة علني أتجنب سلبيات تجربتي وأنا أتعامل مع ولدي قدر الإمكان.
     أعترف، ببعض الألم ، بأن تجربتي مع الشهادة الثانوية لم تكن فيها أية إيجابيات، فعلى الرغم أنني كنت الابنة البكر لأبوي، ومناط حبهما ورعايتهما، ربما إلى حد المبالغة، إلا أن هذا الحب تحول إلى قيد خانق تجلى واضحا في تلك السنة التي كنت استعد فيها لنيل تلك الشهادة. فجأة، وفور أن مر على السنة الدراسية شهر واحد فقط أعلنت حالة الطوارئ في البيت وطبقت أمي بصرامة شديدة لائحة من الممنوعات لا أول لها ولا آخر: التليفونات ممنوعة، وأمي فقط هي التي لها حق الرد على المكالمات.. "التلفاز" نقلته إلى غرفة نومها، ورفعته فوق الخزانة لأنه - من وجهة نظرها - يهدر الوقت فيما لا يفيد. الخروج ممنوع فيما عدا يوم الخميس، على أن يمنع نهائيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وحتى الزيارات العائلية تكفلت بمنعها تماما .
     دخلت الامتحان وفي داخلي كم من القلق والرعب لا حدود لهما، ورأيت زميلاتي، وهن يرتجفن هلعا حتى قبل أن يدخلن لجنة الامتحان بالإضافة إلى نظرات المراقبين التي بدت لنا صارمة، ولا تتسم بأي ود أو تعاطف إنساني، مما أشعرني بأنني أواجه الأعداء  وحدي في معركة لا تكافؤ فيها على الإطلاق، وكان لا بد أن يحدث المحظور، فرسبت في أربع مواد، كنت - وهذا هو المحير - أحصل في كل منها على الدرجات النهائية في الامتحانات الشهرية خلال نفس السنة.
     الوالدان يحلمان لي بمستقبل غير عادي. كانا يخططان ويقرران، لكنهما لم يتركا لي أي فرصة لأن أحلم فيها لنفسي ، إذ سلبا مني حقي في أن أحلم. فمات داخلي الحافز، وملاحقتهما لي كل دقيقة، واصدار تلك القائمة من الممنوعات أشعرني بأنني يجب أن أنجح من أجلهما، وليس من أجل نفسي. خوفهما الذي وصل إلى حد الهلع من توقع الفشل انعكس علي ففقدت ثقتي في نفسي، وكانت النتيجة هي أنني دخلت الامتحان وأنا مهزومة سلفا.. أحد أبناء عمومتي أصر والده على أن يلتحق بشعبة العلوم. لماذا؟ لأن الوالد يمتلك عيادة ويريد إلحاقه بكلية الطب، ليرث نفس المهنة من بعده، حاول المسكين إقناع والده بعشقه للفن وأنه يحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة إلا أن الوالد أصم أذنيه وأعلنها بوضوح: أريد لابني أن يكون امتدادا لي.. وكانت النتيجة فشله الذريع في الحصول على الثانوية العامة لأربع سنوات متتالية، وفي النهاية التحق بالقسم الأدبي بعد أن هدد بالتوقف عن الدراسة نهائيا، ولم يكن أمام الأب إلا أن يوافق.

هل صحيح أن الوالدين يفكران بمستقبل الابن الدراسي فقط ؟
نعم (     )           لا  (   )

من هو السبب في هذا الضعف الدراسي أو .. ولماذا ؟؟


     كشفت دراسة علمية لأحد الباحثين ( جوزيف عبدالله ، الجامعة الأمريكية ،  عن التعثر الدراسي أن أسباب هذا التعثر ترجع إلى : صعوبة الحصول على الدرجات المرتفعة بسبب سوء المذاكرة وعدم فهم السؤال وعدم تعرف الطالب على قدراته في التعامل مع المواد في الامتحان مع مشكلات عائلية وغياب المراقبة والمتابعة من البيت ، رفقاء السوء خاصة المراهقين وتأثيرهم السلبي على زميلهم .

     نضيف نحن القول : هل الألعاب الإلكترونية لها دور في تدني تحصيل الطالب ؟
     ولماذا يقضي الطالب وقتا أطول بممارسة الألعاب الإلكترونية ؟

     في دراسة لنا " الألعاب الالكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة " ، وكانت نتائج هذا العزوف  بضم مستوى وسلم الموافقة : نعم ، وأحياناً كالآتي :
     ممارسة اللعب من ثلاث ساعات فأكثر باليوم الواحد بنسبة ( 35،5%) وعدم رضى الوالدين  بانشغال الأولاد  باللعب على حساب الدراسة والاستذكار بنسبة ( 56،3%) وانشغال الطلبة بالحديث عن الألعاب الإلكترونية بالمدرسة بدلا من الحديث بشئون الدراسة بنسبة ( 78،1%)  وسرحان الطلبة والتفكير بهذه الألعاب وهم بالصف الدراسي بنسبة ( 35،3%) وتأجيل حل الواجبات المنزلية من اجل ممارسة هذه الألعاب بنسبة (48%) وتفضيل ممارسة الألعاب على عملية المراجعة والاستذكار بنسبة (49%) وانخفاض درجات المواد الدرسية بسبب ممارسة هذه الألعاب بنسبة ( 51،2%) وتفضيل اللعب الإلكتروني على قراءة الكتاب المدرسي بنسبة (63،1%) والاضطرار إلى أخذ الدروس الخصوصية بسبب انخفاض المستوى التعليمي والعلمي للطلبة بنسبة (41،1%) .
    
     الإجابة عن السؤال السابق هي أن الطلاب يعزفون عن الدراسة بسبب عوامل منها :
     صعوبة المناهج .
     عدم تحقيق رغبات وميول الطلاب .
     عدم تلائم المناهج مع الحياة العملية لهم .
     أكمل : ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق