إدارة الفصل
الباحث / عباس سبتي
مقدمة :
اختلفت التعريفات بشأن مفهوم " إدارة
الفصل " باختلاف وجهات النظر التي تبنت مفاهيم " إدارة الفصل " ،
مثل مفهوم التسلط والشدة الذي ينادي أن يكون دور المعلم عبارة عن عملية ضبط نظام
الفصل ، ومفهوم التسامح الذي يترك حرية الحركة والتنقل للتلاميذ ، ومفهوم تعديل
السلوك .
حيث يقوم المعلم بتنمية الأنماط السلوكية
المرغوبة ، ومفهوم البناء الاجتماعي ويركز على تنمية الجو الاجتماعي في الصف .
مع إيمان المربين بأهمية "إدارة الفصل
" من أجل تطوير عمليتي التعليم والتعلم إلا أن الدراسات التي تناولت تدريب
المعلم الطالب على مهارات الصف المدرسي قليلة ( بول Poole 1994م )
.
ظهر اهتمام بإدارة الفصل نتيجة المشكلات
التي تواجه المعلم المبتدئ وغيره في الفصل
، حتى أن الخوف يلازم هذا المعلم وهو يواجه الطلبة لأول مرة ، وقد يرجع هذا
الخوف وشدته لدى المعلم لما يسمعه باستمرار عن هذه المشكلات ، وخاصة مشكلة عدم ضبط
نظام الفصل ، ولعل هذه المشكلة تعاني منها المدارس في كافة الدول المتقدمة
والنامية ، فقد جاء التقرير التربوي في الولايات المتحدة بهدف الإصلاح في النظام
التعليمي فيها بقضية حفظ النظام في الفصل الدراسي ، هذا قد تعد هذه المشكلة الحافز
الأول في الاهتمام بموضوع " إدارة الفصل " لدى أكثر التربويين ، إلا أن كلمة .
" الإدارة " لها عناصر تشتمل بعضها على حفظ النظام أو مشكلة الشغب أو الفوضى
داخل حجرة الدراسة ، بل أن هذا الموضوع
إذا ما طبق بالشكل المطلوب سوف يحل مشكلات تربوية كثيرة داخل نطاق أسوار المدرسة
وخارجها .
وهناك من يفصل بين عملية التدريس التي تتم
داخل أو خارج الفصل الدراسي وبين إدارة الفصل ، خاصة من يعتقد أن إدارة الفصل تعني
حفظ النظام في الفصل فقط ، بل ويعتقد أن
مشكلة الشغب والفوضى في الفصل تواجه المعلم المبتدئ ، لكن ماذا نقول بوجود مجموعة
من الأفعال التي تتم في الفصل ويقوم بها المعلم والتلاميذ وهذه الأفعال تربط أو لا
تفصل بين عملية التدريس وإدارة الفصل ، من مثل : أفعال المعلم التي تنظم جلوس
التلاميذ أو توجد نوعاً من التفاعل بين المعلم وتلاميذه ، والأفعال التي تركز على
التعليم الأكاديمي واستخدام طرق التدريس حسب الموقف التعليمي ، والأفعال التي تزيد
في خلق جو اجتماعي في الفصل ، وعمل التلاميذ خارج المدرسة بحل الواجبات واستغلال
البيئة الخارجية في التعلم الذاتي ، مما يعني سير عمليتي التعليم والتعلم بشكل
هادف .
تعريفات :
وتعني إدارة الفصل العمليات التي يقوم بها
المعلم والطلبة من أجل تحقيق الأهداف التعليمية ، ومن هذه العمليات : التخطيط ،
والتنظيم ، والتوجيه ، والتقويم ... .
إن إي جماعة أو مؤسسة تحتاج إلى هذه العمليات
من أجل تنظيم أمورها ، وخاصة المؤسسات التعليمية تحتاج أكثر إلى ضبط وتنظيم لأنها
تتعامل مع الصغار والمراهقين من التلاميذ الذين يحتاجون وبشكل مستمر إلى تعليمهم
أعراف ولوائح هذه المؤسسات ، خاصة وهم قد جاءوا من" بيئات" قد لا تعرف
الضبط أو الربط ، وتكفي مسألة احترام النظام ومراعاة شعور الآخرين ، إلى جانب أن أكثر مؤسسات إعداد المعلم لا تولي
الاهتمام الكافي بإعطاء مقررات " إدارة الفصل " لطلبتها ، أو أنها تركز
على موضوع حفظ نظام الفصل فقط مع إهمال بقية أساليب إدارة الفصل .
الإدارة التربوية كعلم ظهر حديثاً في منتصف
القرن العشرين ، ظهر أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا ،هناك عدة
مسميات عند تناول الإدارة التربوية خاصة عند تناول " إدارة الفصل " ولا
بد من التعرف على مفهوم التربية ، ومفهوم الإدارة التعليمية ومفهوم الإدارة
المدرسية ... .
التربية " عبارة عن عملية بناء وتوجيه
الإنسان والوصول به إلى مرحلة النضج والكمال " .
مفهوم الإدارة التربوية :
ظهرت
عدة تعريفات لمفهوم الإدارة التربوية :
هي عملية قيادة الآخرين وتوجيههم وإرشادهم
من أجدل تحقيق أهداف منشودة .
أي الإدارة : فكر ، تخطيط ، تنفيذ ، متابعة
وتقويم .
أو هي كما عند " فنيفر " : هي
تنظيم وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف مرغوبة .
ويقول " تيد " هي : تكامل الجهود
الإنسانية في الوصول إلى هدف مشترك .
الإدارة التربوية يقال أنها عملية خلاقة
يمكن أن توفر الموارد البشرية و المادية وكيفية استغلالها من أجل تحقيق أهداف
وغايات في إطار من المناخ الاجتماعي والإنساني .
الإدارة المدرسية هي تحاول أن نتحقق أهداف
المدرسة التي يطلبها المجتمع ، فهذه الإدارة تقوم بكل المهام والأنشطة ، وبناء
نظام جيد للاتصال بين المجتمع والمدرسة .
إدارة التعلم هي من عناصر إدارة الفصل ، وقد
يظن كثير من الآباء وغيرهم على أن إدارة الفصل عبارة عن ضبط سلوك المتعلمين كي يتعلموا تعليماً هادفاً
، بينما يركز بعض التربويين على توفير البيئة التعليمية تدفع التلاميذ إلى التعلم
الذاتي ، وأن البيئة التعليمية مطلب ملح
في التأكيد على مفهوم " إدارة الفصل " .
هذا وقد ظهرت عدة تعريفات ومفاهيم للإدارة
الفصلية ومنها :
" توفير البيئة التعليمية التي يتم من
خلالها التفاعل الإيجابي بين المتعلمين والمعلم " .
" توجيه نشاط الأفراد المتعلمين نحو
الأهداف التعليمية المشتركة من خلال تنظيم جهودهم وتنسيقها وتوظيفها بالشكل
المناسب للحصول على أفضل نتائج التعلم بأقل جهد ووقت " .
" العملية التي تهدف إلى توفير تنظيم
فعال داخل الصف من خلال الأعمال التي يقوم بها المعلم لتوفير الظروف الملائمة
لحدوث التعلم في ضوء الأهداف التعليمية التي سبق تحديدها بوضوح ، لإحداث تغيرات
مرغوب فيها في سلوك المتعلمين تتسق وثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه من جهة ،
وتعمل على تطوير إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن في جوانب شخصياتهم المتكاملة من جهة
أخرى " .
" أنها جزء من الإدارة المدرسية ككل
وصورة مصغرة منها والمنفذ للسياسة التي تخطط لها " .
" مجموعة من الأنشطة التي يستطيع
المعلم من خلالها أن ينمي العلاقات الإنسانية وخلق جواً اجتماعياً انفعالياً داخل
الصف " .
إدارة الفصل تتضمن التعاطف والتفاهم مع
التلاميذ ، والقدرة على التوجيه والإرشاد الجماعي
والفردي والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية للتلاميذ ، واحترام مشاعر
وقدرات وحرية تعبير لدى التلاميذ ، ومراعاة حاجات التلاميذ الاجتماعية والعلمية
والفردية ، والقدرة على المحافظة على النظام في الفصل ، والقدرة على مواجهة
المواقف المعقدة في الفصل ، وتنمية الانضباط الذاتي للتلاميذ ، واحترام أنظمة
الفصل من خلال القدوة الحسنة ، والعدل في معاملة التلاميذ .
"
البحوث التي أجريت فيما بين 1970و1980م قد أسفرت عدة مقترحات هامة لإدارة الفصل ،
منها أن المعلم يحاول جاهداً أن يتعاون مع التلميذ والوسائل التي يستخدمها لإثارة
دافعية التلاميذ ، وتعلم قواعد وضوابط نظام الفصل خاصة مع بداية العام الدراسي في
اللقاء الأول ، وما يتبعه المعلم من أساليب تدريسية في عملية التعليم ، ويشكل
المعلم بيئة التعلم وما يتوقعه من تلاميذ من إنصات واستماع ، لذا التعليم المباشر
يتطلب أن توجد قواعد تحكم تحدث التلميذ وإجراءات تضمن الممارسة الجيدة
واستراتيجيات توزع المشاركة .
وظائف
الإدارة :
تهتم
الإدارة بالوظائف لتي تكون من صميم عملها ، وهذه المهام عبارة عن عناصر تتكون منها
الإدارة وهي :
التخطيط : أي تحديد ما هي الأهداف
التي يجب متابعتها ، وما يجب عمله خلال فترة زمنية .
التنظيم : أي تجميع الأنشطة وتحديدها
وتوفير الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذه الأنشطة .
توظيف الهيئة العاملة
: أي تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية وتدريبها وتوظيفها .
القيادة : أي توجيه السلوك البشري
أثناء أداء العمل ورفع الروح المعنوية لديهم (الاتصال ) .
الرقابة : قياس أداء العمل أو ما تم
إنجازه ( التقويم والمتابعة ) .
التمويل والميزانية .
وبالنسبة
لأدوار المعلم فيمكن تلخيص ذلك بالنقاط التالية :
1-
التدريس : حيث يقوم المعلم بعدة وظائف في مجال التدريس من مثل :
التخطيط :
وهو ما يضعه من تصور مستقبلي لوضع أهداف
وكيفية تنفيذها من خلال تحديد أساليب التدريس ووسائل وأنشطة تعليمية .
التنفيذ :
وهو ترجمة التصور السابق في شكل نتاج
تعليمية يمكن ملاحظتها في سلوك المتعلمين بعد تهيئتهم وإثارة دافعيتهم وإشعارهم
بأهمية النجاح ومراعاة مشاعرهم وقدراتهم والفروق الفردية بينهم .
الإشراف والمتابعة :
ما يقوم به المعلم من إجراءات وسبل لضبط
الفعاليات في الفصل والمحافظة على النظام ، وضبط الحضور والغياب والتوجيه والإرشاد
.
التقويم :
ما يقوم به المعلم من إجراءات للحكم على مدى
تحصيل التلاميذ واكتسابهم المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات المرغوبة ، وتحديد
نقاط القوة والضعف .
2-
تنظيم البيئة الفصلية للتعلم :
أي توفير الجو الفصلي كي يشعر المتعلم بالراحة والطمأنينة ، والتوزيع
الأنسب ما في الفصل من الأثاث والوسائل
التعليمية والأجهزة وغيرها ، على أن لا تشكل هذه الأجهزة عائقاً لتحركات
التلاميذ أثناء مزاولة الأنشطة والخبرات التعليمية ، وأن يكون في الفصل إضاءة وتهوية
كافية .
3- الضبط وحفظ النظام
:
الهدوء عامل مهم في تعلم
التلاميذ ، إلى جانب تفاعلهم مع المعلم وتفاعلهم مع بعضهم البعض ، والنظام يجب على
المعلم أن يعود تلاميذه عليه .
4- توفير المناخ النفسي العاطفي والاجتماعي :
أي توفير جو المودة والتراحم والحب كي يتعلم
التلاميذ ، وهذا الجو يجب أن يشعر به التلاميذ مما تزيد علاقتهم بالمعلم وبالتالي
تساعد هذه العلاقات على تحقيق الأهداف وزيادة الدافعية لديهم ومشاركتهم الإيجابية
في الأنشطة الصفية .
وأكد بعض الباحثين على أن المعلم غير من
مهامه نتيجة لتطور العلوم التربوية ، فمن الأدوار التي يقوم بها المعلم :
التأكيد على عملية التعلم بدلاً من عملية
التعليم .
إشراك التلاميذ في التخطيط والتنفيذ للأنشطة
الصفية .
الانتقال من التعليم المباشر إلى التعليم
الذاتي .
استخدام الوسائل كمادة تعليمية بدلاً أن
تكون وسيلة إيضاح .
الانتقال من التعليم الجمعي إلى التعليم
الانفرادي .
الانتقال من التقويم الختامي إلى
التقويم التكويني .
تطورت نظريات علوم الإدارة وأكدت على العامل
الإنساني والاهتمام بآراء العاملين ومراعاة الفروق الفردية ، لذا على المعلم أن
يتابع نظريات الإدارة الحديثة ، خاصة التي تهتم بإنسانية التلميذ وإتاحة فرصة
المشاركة في العملية التعليمية واختيار ما يناسبهم ، ومع المراعاة للتعليم الفردي
.
في ضوء نظرية الإدارة الحديثة أصبح المعلم
مدير العملية التعليمية ، عليه أن يقوي العلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ .
ومن
هذا المفهوم ظهرت مهام متعددة للمعلم في
الفصل ومنها :
إعداد مصفوفة الأسئلة في كل درس أثناء عرض
المادة .
خلق جو الدافعية والتشويق من أجل حث
التلاميذ على الاشتراك التلقائي في الأنشطة التعليمية .
ضبط نظام الفصل وتعويد التلاميذ على
والانضباطية الذاتية في نفوسهم .
التعليم داخل وخارج الفصل ، في الحديقة
والمكتبة والبيئة المحلية .
تحديد الأهداف وأنواعها والأساليب التي
تساعد على تحقيق الأهداف .
توزيع المهام والمسئوليات على التلاميذ
وشعور كل تلميذ بأهميته ودوره في الأنشطة .
تشجيع التلاميذ على إنجاز العمل وتوجيههم
ومراقبتهم .
تقدير قيادة المعلم في ضبط نظام الفصل .
مداخل
إدارة الفصل :
اختلفت هذه المداخل باختلاف التعريفات
السابقة لإدارة الفصل ، ويمكن إيجاز كما يلي :
المدخل التسلطي :
الذي يعد إدارة الفصل عملية ضبط سلوك
المتعلمين ، ويوفر المعلم النظام ويحافظ عليه داخل الفصل ( التأديب ) .
المدخل التسامحي :
دور المعلم توفير أقصى درجة من حرية
للتلاميذ ، كي يتحقق النمو الطبيعي للتلاميذ ، أي أن إدارة الفصل تعني هنا مجموعة
من الأنشطة التي يستطيع المعلم بواستطها أن يزيد من حرية المتعلمين .
المدخل السلوكي :
حيث ينظر إلي إدارة الفصل على أنها تساعد في
تعديل سلوك المتعلمين .
المدخل الاجتماعي ( الإنساني ) :
وهو عملية إيجاد جو اجتماعي انفعالي إيجابي
داخل الفصل نتيجة تنمية العلاقات الإنسانية ، بهدف تحقيق التعلم الهادف .
المدخل التعاوني :
ينظر إلى الصف على اعتبار أنه نسق اجتماعي ،
تلعب الجماعة دوراً محورياً ، لذا ينظر إلى التعليم من خلال تفاعل وتعاون المجموعة
الصفية مع المعلم " .
مدخل
الفصل المتمركز حول المتعلم :
ويعتمد هذا المدخل على تكوين ورش عمل يعمل
فيه التلاميذ حسب سرعة فهمهم ورغبتهم ، وهذا يعني تفويض السلطة لهم بعد أن يتنازل
المعلم عن بعض أدواره ، ويكون كعضو في الجماعة أو قائد فريق عمل ، وقد يدير
المتعلم المناقشات الصفية أو توجيه الأسئلة إلى التلاميذ .
مدخل
الفصل المفتوح :
يعمل المعلم مع التلميذ كمنشط ومستشار أكثر
من كونه ملقن للمعلومات ، ويكون للمتعلمين في الفصول المفتوحة دور في التخطيط
والتنظيم لأنشطة الفصل ، وحرية التنقل داخل الفصل مع وجود مهارة الضبط الذاتي ، وتوجد تأثيرات إيجابية مثل الإبداع
والاستقلال والتعاون والتكيف النفسي وحب الاستطلاع بعد القيام المتعلم بالأنشطة
الصفية .
مدخل
الجودة على مستوى الفصل :
إدارة الجودة الشاملة تعني تحقيق درجة من
الامتياز ، وتوقع أفضل من كل تلميذ ، واتباع النظرة طويلة المدى وإدراك المتعلم
كمستهلك ، وأنه قوة داعمة للجودة بالفصل والتعاون أكثر من إظهار التنافس ، والعمل
ضمن فريق أكثر من العمل على حدة (فردي ) وإكساب مهارة حل المشكلات ،واتخاذ
القرارات وتنمية التفكير الناقد والابتكاري والاتصال والقيادة والتنظيم الجيد
للفصل .
( الإدارة الفصلية ، الرويشد وتقي ) ( راجع موضوع استراتيجيات التدريس ) .
أنماط
قيادة إدارة الفصل :
السلوك
له دور في قيادة الفرد للآخرين ، وهذا السلوك يعكس علاقته وتعامله مع غيره ، وهذا
السلوك يأخذ أنواعاً ومنها :
سلوك
تسلطي :
يستخدم المعلم أساليب القسر والتخويف ، ويستبد
برأيه ولا يسمح للتلاميذ أن يعبروا عن آرائهم ، بل عليهم تنفيذ للأوامر ، لا يشرك
التلاميذ معه في وضع أهداف النشاط الصفي ، ويجعل التلاميذ يعتمدون عليه بسبب عدم
ثقته بقدراتهم , وزرع عدم الثقة بأنفسهم ، وقد يكبت التلميذ رغباته مما يجعله ينفر
من التعلم ، يظهر على بعضهم الشرود والاتكالية وعدم الرغبة في التعاون ، لا يقيم
وزناً للعلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ فلا
يتعرف على ميولهم وحاجاتهم .
سلوك ديمقراطي :
توفير جو المودة والطمأنينة وإتاحة فرصة
حرية القيام بالأعمال ، واحترام قيم ومشاعر التلاميذ والرغبة في إشباع حاجاتهم ،
إتاحة فرصة التعاون والنافس بين التلاميذ ، إشراكهم في المناقشات وإبداء الرأي
والنقد ، واستثارة اهتماماتهم واستخدام أساليب التعزيز الفوري ، وإشراكهم في وضع
الخطط والأهداف واتخاذ القرارات ، وإتاحة فرصة لهم في تقويم أعمالهم بأنفسهم ،
وتشجيعهم على التعلم ، تنمية حرية إبداء الرأي والنقد البناء فيهم وتحمل المسئولية
والاستماع إلى الآخرين .
سلوك فوضوي أو تساهلي :
ترك حرية كاملة للتلاميذ في اختيار الأنشطة
دون توجيه ، عدم تقويم أعمالهم ، والاستعداد لتقديم العون فقط دون التدخل الفعلي ،
المحافظة على الصداقة معهم دون أن يحفزهم ويشجعهم ، شعور بعضهم بالقلق بأنهم
يمارسون أنشطة غير موجهة يحول دون معرفة ما ينتظر منهم مما يجعلهم غير واثقين بما
يعملون .
( الإدارة الفصلية ، الرويشد وتقي ) .
أساليب
إدارة الفصل :
توجد أساليب في تنظيم وإدارة الفصل ، منها
مؤثرة وتعد عناصر لا غنى عنها ، ومنها مهمة .
الدراسات
والبحوث في مجال إدارة الفصل :
في دراسة ميدانية بشأن " فعاليات إدارة
الفصل بالأساليب الحديثة في زيادة
الإنتاجية الداخلية " .
لد. أمينة عثمان ، ركزت الدراسة على الدمج
بين مبادئ الإدارة التعليمية وإدارة الصف الدراسي ، وتخصص المناهج وطرق التدريس ،
وعرضت الباحثة في الإطار النظري مفهوم الصف الدراسي ومواصفاته وكيفية إدارة الفصل
،وكيف يكون المعلم مديراً ناجحاً لفصله ، وكيف يوفر لبيئة المناسبة لاستخدام
الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية الداخلية داخل الفصل ، واستخدمت بطاقة ملاحظة
واستبيان . من أهم النتائج اتخاذ القرار على مستوى الفصل كما في المدارس الأجنبية
، لكن توقفت الدراسة عند التحصيل الدراسي كمؤشر لكفاءة إدارة الفصل ، إلا أن هناك
القيم والأخلاقيات ونوعية المواطن . (ص81 إدارة التعليم في الوطن العربي ،
عبدالغني عبود وحامدعمار ) .
دراسة إدارة الصف المدرسي من وجهة نظر
الطالب المتدرب وفقاً للجنس والتخصص الأكاديمي ، للدكتور سعد عبدالله الناجم ،
كلية التربية ، جامعة الملك فيصل ، في المقدمة استهل الباحث حديثه عن أهمية النظام
والضبط في حجرة الدراسة من خلال توفير المناخ العاطفي والاجتماعي بين المعلم
وتلاميذه وتنظيم البيئة الفيزيقية وتوفر
الخبرات التعليمية ، وهذه عوامل مهمة في إدارة الفصل ، حيث أن هذه الإدارة من أهم
عناصر الكفايات التدريسية وترتبط بأداء وتحصيل التلاميذ ، وتعديل سلوكهم ، وشرط
أساسي للتدريس الفعال ، وهناك معوقات أمام الإدارة الصفية من مثل ضعف دافعية
التلميذ واعتماد على أسلوب واحد من التدريس كالإلقاء والشرح ، وتسلط المعلم على
تلاميذه مما يؤدي إلى خوفهم منه ، لذا كان سلوك المعلم له تأثير على سلوك التلميذ
من حيث :
التخطيط
:
أي حسن إعداد المعلم لدرسه وتوفير الأنشطة
الصفية والوسائل المعينة .
الإدارة
( Management ) :
بمعنى ضبط سلوك التلاميذ .
التدريس :
تزويد المعلم بالخبرة والعلوم .
الاستغراق :
كم من الوقت يقضيه التلميذ في عمليات التعلم
والتعليم الذاتي .
التغطية :
قدرة التلميذ على استيعاب وفهم المحتوى
التعليمي .
النجاح :
استطاعة التلميذ على تحقيق النجاح .
استخدم الباحث في أداة بحثه استبانة " إدارة الصف " وتتكون من :
الكفاءة التدريسية وتشمل على البنود :
متابعة أعمال التلاميذ الصفية واللاصفية –
تعليمات عن تعديل السلوك – تقبل سلوك التلاميذ – المرونة واللباقة – الثقة بالنفس
– تحمل المسئولية – تقبل آراء التلاميذ – إشراك التلاميذ في المناقشة – توفير بيئة
تفاعل صفي – تقويم أعمال التلاميذ – استخدام أسلوب الثواب والعقاب .
التمكن العلمي :
ويشمل البنود : الحقائق والمفاهيم – وضع خطة
درس والإعداد اليومي – صياغة الأهداف السلوكية وتطبيقها – وضوح أهداف الدرس –
مراعاة الفروق الفردية – الحركة داخل الفصل بطريقة سليمة .
الأداء التدريسي ويشمل البنود :
القدرة على توظيف إطلاعه التام أثناء أدائه
الدرس – لديه أفكار إبداعية – تنوع طرق التدريس – ملاءمة الموضوع لبيئة التلميذ .
القدرة على الإدارة الصفية :
وتشمل البنود : يربط محتوى الدرس بأهداف
المادة – يثير انتباه التلاميذ للدرس – طرح أسئلة واضحة وتوزيعها- يشارك التلاميذ
في الدرس .
مهارة التدريس :
وتشمل البنود : مهارات متعلقة بالمادة –
توظيف الحقائق والمعارف الجيدة في مجال المادة – استخدام جيد لأدوات التقويم –
تشجيع التلاميذ على التعاون – يعالج السلوك الصفي بحسن تصرف – القدرة على محافظة
استمرار انتباه التلاميذ .
( مجلة التعاون ، العدد 44 ، ديسمبر 1996 ) .
دراسة " أسلوب الضبط الجماعي للسلوك
الصفي ل " Oleary
Backer Evans and
Saudagas 1969 " بهدف تحديد أثر عدد من المتغيرات على
السلوك الفوضوي لسبعة أطفال في الصف الثاني الابتدائي ، بينت النتائج أن قيام
المعلم بتوضيح قواعد السلوك الصفي لتلاميذه يومياً وتركيزه على هذا السلوك ،
وتنظيمه للبيئة الصفية ، إلا أنه يتجاهل السلوك الفوضوي ، فلم يكن لذلك أثر كبير
على السلوك الفوضوي لستة أطفال عينة الدراسة .
وقد تعرض الباحثون إلى أساليب الضبط
الجماعية ، وهي على نوعين : 1- تعريض جميع أفراد المجموعة لأساليب الضبط ذاتها في
الوقت نفسه ، وبحيث تتوقف إمكانية الحصول على التعزيز على سلوك كل فرد من أفراد المجموعة ، ويسمى هذا الأسلوب بأسلوب الضبط الجمعي المستقل .
2-
أسلوب الضبط الجماعي غير المستقل .
ويشمل على آلية أو أسلوب من أجل تطبيق
إجراءات تعديل السلوك في ضوء سلوك المجموعة ككل ، ومن أشكال هذا الأسلوب في الضبط
السلوكي الجماعي " لعبة السلوك الجيد
" Good Behavior Game " التي صممها بعض
الباحثين الأجانب عام 1969م . ( المجلة
التربوية ، العدد 42 ، شتاء 1997م )
دراسة
فاعلية لعبة السلوك الجيد في خفض السلوك الصفي غير المناسب ، ل " جمال الخطيب
ونزيه حمدي " ، وتهدف الدراسة إلى استقصاء فاعلية لعبة السلوك الجيد في خفض
السلوك الصفي غير المناسب ، واشتملت الدراسة على دراستين الأولى وتمثلها عينة من
95 طالب وطالبة للصف الرابع الابتدائي ، والثانية وتمثلها 1077 طالب وطالبة للصف
السادس الابتدائي ، وبينت نتائج الدراسة الأولى أن لعبة السلوك الجيد أدت إلى
انخفاض ملحوظ في تكرار كل من السلوك الحركي واللفظي غير المناسب والسلوك العدواني
لأفراد المجموعة التجريبية ، في حين لم يطرأ تغير يذكر على استجابات أفراد المجوعة
الضابطة .
وبينت نتائج الدراسة الثانية أن انخفاضاً
ملحوظاً قد طرأ على السلوك الصفي غير
المناسب لدى أفراد المجموعات التجريبية .
وتتضمن اللعبة بتقسيم التلاميذ في الصف إلى
فريقين ، وتوضيح قواعد السلوك الصفي وشروط الفوز باللعبة بناء على مجموعة النقاط
التي يحصل عليها كل من الفريقين من خلال التوقف عن السلوك غير المناسب ، وقواعد
اللعبة هي :
- انتبه للمعلم ولا تتحدث مع زملائك أثناء الدرس .
- اجلس في مقعدك ولا تخرج منه .
- ارفع يدك عندما تريد التحدث مع المعلم .
- لا تجب عن الأسئلة إلا بعد أن يؤذن لك
المعلم .
- لا تقم بأي عمل يزعج الآخرين .
- لا تأخذ ممتلكات الآخرين أو أن تلفها .
إيجابيات
اللعبة :
- إشراك الصف ككل في البرنامج العلاجي .
- توظيف المعززات الطبيعية المتوفرة في
المدرسة .
- تمكين المعلم نفسه من تنفيذ برنامج تعديل
السلوك .
سلوكيات
غير مناسبة :
تحريك المقعد من مكانه – القفز في الصف –
التجول في الصف – التحدث بدون استئذان – الخروج من المقعد – الازعاج اللفظي –
العدوان الجسمي ( المجلة التربوية ،
العدد 42 ، شتاء 1997م ) .
دراسة " الممارسات السلوكية الشائعة
للمدرسين في إدارة الفصل وقلق الامتحان وعلاقتها ببعض المتغيرات " ( محمود
عطا محمد ، كلية إعداد المعلمين ، الرياض ، المجلة التربوية العدد23 ) .
تهدف الدراسة إلى كشف عن الممارسات السلوكية
الشائعة بين المعلمين داخل الصف وبيان مدى الاختلاف في تقييم وتقدير هذه الممارسات .
وفي الجانب النظري قال الباحث لا بد من
ابتكار أساليب التدريس الحديثة لزيادة التحصيل الدراسي وتحليل التفاعل الصفي ، وتعرض
إلى دراسة " Anderson " التي بينت وجود سلوك متسلط وسلوك غير متسلط للمعلم ، وبينت دراسة " لبيت و هوايت Lippit and White " أنماط القيادة ( الديكتاتورية و الديمقراطية والمتساهلة على
الطلبة ، وأوضحت الدراسة أن الطلبة في ظل القيادة الديكتاتورية يعتمدون اعتماداً
كبيراً على المعلم في استجاباتهم ، ولا يستطيعون اتخاذ قرار ، وفي دراسة "
فلاندرز " التي تهدف إلى معرفة العلاقة بين سلوك المعلم والتحصيل الدراسي ،
وأهم نتائجها أن سلوك المعلم غير المباشر القائم على تقبل مشاعر التلاميذ وأفكارهم
والثناء والتشجيع ، وأسلوب المناقشة ، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحصيل .
استخدم
الباحث أداتين :
استبيان الممارسات السلوكية المباشرة وغير
المباشرة :
ممارسات داخل الفصل :
أساليب ضبط الصف ، أساليب الثواب والعقاب ،
التفاعل مع التلاميذ ، ملاحظة السلوك الصفي اللفظي وغير اللفظي ( أداة
فلاندرز ، أو أداة ملاحظة إدارة الفصل
والضبط الصفي ل كوونن وبراون ) ..
ركزت عبارات الاستبيان (37 عبارة ) على
مكونات :
ممارسات التحفيز والاحباط ( تشجيع وثناء ،
وأساليب العقاب مثل زجر ونقد وتهديد ووعيد ) .
ممارسات
تقبل مشاعر الطلبة وآرائهم ( تشجع وثناء )
ممارسات الضبط الصفي وتوجيه الطلبة (
التعامل والتعاون مع الطلبة ، والاهتمام بمشكلاتهم وتوجيههم عند الخطأ مع مراعاة
الفروق الفردية ، وممارسات لفظية وغير
لفظية لإدارة الفصل وضبطه مع حزم ومرونة ( أساليب التعامل مع الطلبة وتوجيههم
وأساليب الضبط الصفي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق