الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

ادارة الفصل _ ج1




إدارة الفصل
الباحث / عباس سبتي

مقدمة  :
     اختلفت التعريفات بشأن مفهوم " إدارة الفصل " باختلاف وجهات النظر التي تبنت مفاهيم " إدارة الفصل " ، مثل مفهوم التسلط والشدة الذي ينادي أن يكون دور المعلم عبارة عن عملية ضبط نظام الفصل ، ومفهوم التسامح الذي يترك حرية الحركة والتنقل للتلاميذ ، ومفهوم تعديل السلوك .
     حيث يقوم المعلم بتنمية الأنماط السلوكية المرغوبة ، ومفهوم البناء الاجتماعي ويركز على تنمية الجو الاجتماعي في الصف .
     مع إيمان المربين بأهمية "إدارة الفصل " من أجل تطوير عمليتي التعليم والتعلم إلا أن الدراسات التي تناولت تدريب المعلم الطالب على مهارات الصف المدرسي قليلة ( بول Poole  1994م ) .
     ظهر اهتمام بإدارة الفصل نتيجة المشكلات التي تواجه المعلم المبتدئ وغيره في الفصل  ، حتى أن الخوف يلازم هذا المعلم وهو يواجه الطلبة لأول مرة ، وقد يرجع هذا الخوف وشدته لدى المعلم لما يسمعه باستمرار عن هذه المشكلات ، وخاصة مشكلة عدم ضبط نظام الفصل ، ولعل هذه المشكلة تعاني منها المدارس في كافة الدول المتقدمة والنامية ، فقد جاء التقرير التربوي في الولايات المتحدة بهدف الإصلاح في النظام التعليمي فيها بقضية حفظ النظام في الفصل الدراسي ، هذا قد تعد هذه المشكلة الحافز الأول في الاهتمام بموضوع " إدارة الفصل " لدى أكثر التربويين ،  إلا أن كلمة .
     " الإدارة " لها عناصر تشتمل  بعضها على حفظ النظام أو مشكلة الشغب أو الفوضى داخل حجرة الدراسة  ، بل أن هذا الموضوع إذا ما طبق بالشكل المطلوب سوف يحل مشكلات تربوية كثيرة داخل نطاق أسوار المدرسة وخارجها .
     وهناك من يفصل بين عملية التدريس التي تتم داخل أو خارج الفصل الدراسي وبين إدارة الفصل ، خاصة من يعتقد أن إدارة الفصل تعني حفظ النظام في الفصل فقط  ، بل ويعتقد أن مشكلة الشغب والفوضى في الفصل تواجه المعلم المبتدئ ، لكن ماذا نقول بوجود مجموعة من الأفعال التي تتم في الفصل ويقوم بها المعلم والتلاميذ وهذه الأفعال تربط أو لا تفصل بين عملية التدريس وإدارة الفصل ، من مثل : أفعال المعلم التي تنظم جلوس التلاميذ أو توجد نوعاً من التفاعل بين المعلم وتلاميذه ، والأفعال التي تركز على التعليم الأكاديمي واستخدام طرق التدريس حسب الموقف التعليمي ، والأفعال التي تزيد في خلق جو اجتماعي في الفصل ، وعمل التلاميذ خارج المدرسة بحل الواجبات واستغلال البيئة الخارجية في التعلم الذاتي ، مما يعني سير عمليتي التعليم والتعلم بشكل هادف .

تعريفات  :
     وتعني إدارة الفصل العمليات التي يقوم بها المعلم والطلبة من أجل تحقيق الأهداف التعليمية ، ومن هذه العمليات : التخطيط ، والتنظيم ، والتوجيه ، والتقويم ... .
     إن إي جماعة أو مؤسسة تحتاج إلى هذه العمليات من أجل تنظيم أمورها ، وخاصة المؤسسات التعليمية تحتاج أكثر إلى ضبط وتنظيم لأنها تتعامل مع الصغار والمراهقين من التلاميذ الذين يحتاجون وبشكل مستمر إلى تعليمهم أعراف ولوائح هذه المؤسسات ، خاصة وهم قد جاءوا من" بيئات" قد لا تعرف الضبط أو الربط ، وتكفي مسألة احترام النظام ومراعاة شعور الآخرين ،  إلى جانب أن أكثر مؤسسات إعداد المعلم لا تولي الاهتمام الكافي بإعطاء مقررات " إدارة الفصل " لطلبتها ، أو أنها تركز على موضوع حفظ نظام الفصل فقط مع إهمال بقية أساليب إدارة الفصل .
     الإدارة التربوية كعلم ظهر حديثاً في منتصف القرن العشرين ، ظهر أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا ،هناك عدة مسميات عند تناول الإدارة التربوية خاصة عند تناول " إدارة الفصل " ولا بد من التعرف على مفهوم التربية ، ومفهوم الإدارة التعليمية ومفهوم الإدارة المدرسية ... .
     التربية " عبارة عن عملية بناء وتوجيه الإنسان والوصول به إلى مرحلة النضج والكمال " .

مفهوم الإدارة التربوية :
     ظهرت عدة تعريفات لمفهوم الإدارة التربوية  :
     هي عملية قيادة الآخرين وتوجيههم وإرشادهم من  أجدل تحقيق أهداف منشودة .
     أي الإدارة : فكر ، تخطيط ، تنفيذ ، متابعة وتقويم .
     أو هي كما عند " فنيفر " : هي تنظيم وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف مرغوبة .
     ويقول " تيد " هي : تكامل الجهود الإنسانية في الوصول إلى هدف مشترك .
     الإدارة التربوية يقال أنها عملية خلاقة يمكن أن توفر الموارد البشرية و المادية وكيفية استغلالها من أجل تحقيق أهداف وغايات في إطار من المناخ الاجتماعي والإنساني .
     الإدارة المدرسية هي تحاول أن نتحقق أهداف المدرسة التي يطلبها المجتمع ، فهذه الإدارة تقوم بكل المهام والأنشطة ، وبناء نظام جيد للاتصال بين المجتمع والمدرسة .
     إدارة التعلم هي من عناصر إدارة الفصل ، وقد يظن كثير من الآباء وغيرهم على أن إدارة الفصل عبارة عن  ضبط سلوك المتعلمين كي يتعلموا تعليماً هادفاً ، بينما يركز بعض التربويين على توفير البيئة التعليمية تدفع التلاميذ إلى التعلم الذاتي ، وأن البيئة التعليمية  مطلب ملح في التأكيد على مفهوم " إدارة الفصل " .

     هذا وقد ظهرت عدة تعريفات ومفاهيم للإدارة الفصلية ومنها :   
     " توفير البيئة التعليمية التي يتم من خلالها التفاعل الإيجابي بين المتعلمين والمعلم " .
     " توجيه نشاط الأفراد المتعلمين نحو الأهداف التعليمية المشتركة من خلال تنظيم جهودهم وتنسيقها وتوظيفها بالشكل المناسب للحصول على أفضل نتائج التعلم بأقل جهد ووقت " .
     " العملية التي تهدف إلى توفير تنظيم فعال داخل الصف من خلال الأعمال التي يقوم بها المعلم لتوفير الظروف الملائمة لحدوث التعلم في ضوء الأهداف التعليمية التي سبق تحديدها بوضوح ، لإحداث تغيرات مرغوب فيها في سلوك المتعلمين تتسق وثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه من جهة ، وتعمل على تطوير إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن في جوانب شخصياتهم المتكاملة من جهة أخرى " .
     " أنها جزء من الإدارة المدرسية ككل وصورة مصغرة منها والمنفذ للسياسة التي تخطط لها " .
     " مجموعة من الأنشطة التي يستطيع المعلم من خلالها أن ينمي العلاقات الإنسانية وخلق جواً اجتماعياً انفعالياً داخل الصف " .
     إدارة الفصل تتضمن التعاطف والتفاهم مع التلاميذ ، والقدرة على التوجيه والإرشاد الجماعي  والفردي والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاقية للتلاميذ ، واحترام مشاعر وقدرات وحرية تعبير لدى التلاميذ ، ومراعاة حاجات التلاميذ الاجتماعية والعلمية والفردية ، والقدرة على المحافظة على النظام في الفصل ، والقدرة على مواجهة المواقف المعقدة في الفصل ، وتنمية الانضباط الذاتي للتلاميذ ، واحترام أنظمة الفصل من خلال القدوة الحسنة ، والعدل في معاملة التلاميذ .
     " البحوث التي أجريت فيما بين 1970و1980م قد أسفرت عدة مقترحات هامة لإدارة الفصل ، منها أن المعلم يحاول جاهداً أن يتعاون مع التلميذ والوسائل التي يستخدمها لإثارة دافعية التلاميذ ، وتعلم قواعد وضوابط نظام الفصل خاصة مع بداية العام الدراسي في اللقاء الأول ، وما يتبعه المعلم من أساليب تدريسية في عملية التعليم ، ويشكل المعلم بيئة التعلم وما يتوقعه من تلاميذ من إنصات واستماع ، لذا التعليم المباشر يتطلب أن توجد قواعد تحكم تحدث التلميذ وإجراءات تضمن الممارسة الجيدة واستراتيجيات توزع المشاركة .

وظائف الإدارة :
     تهتم الإدارة بالوظائف لتي تكون من صميم عملها ، وهذه المهام عبارة عن عناصر تتكون منها الإدارة  وهي :
     التخطيط : أي تحديد ما هي الأهداف التي يجب متابعتها ، وما يجب عمله خلال فترة زمنية .
     التنظيم : أي تجميع الأنشطة وتحديدها وتوفير الإمكانات اللازمة لتنفيذ هذه الأنشطة .
     توظيف الهيئة العاملة : أي تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية وتدريبها وتوظيفها .
     القيادة : أي توجيه السلوك البشري أثناء أداء العمل ورفع الروح المعنوية لديهم (الاتصال ) .
     الرقابة : قياس أداء العمل أو ما تم إنجازه   ( التقويم والمتابعة ) .
     التمويل والميزانية .

وبالنسبة لأدوار المعلم فيمكن تلخيص ذلك بالنقاط التالية :

1- التدريس : حيث يقوم المعلم بعدة وظائف في مجال التدريس من مثل : 
     التخطيط :
     وهو ما يضعه من تصور مستقبلي لوضع أهداف وكيفية تنفيذها من خلال تحديد أساليب التدريس ووسائل وأنشطة تعليمية .

     التنفيذ :
     وهو ترجمة التصور السابق في شكل نتاج تعليمية يمكن ملاحظتها في سلوك المتعلمين بعد تهيئتهم وإثارة دافعيتهم وإشعارهم بأهمية النجاح ومراعاة مشاعرهم وقدراتهم والفروق الفردية بينهم .

     الإشراف والمتابعة :
     ما يقوم به المعلم من إجراءات وسبل لضبط الفعاليات في الفصل والمحافظة على النظام ، وضبط الحضور والغياب والتوجيه والإرشاد .

     التقويم :
     ما يقوم به المعلم من إجراءات للحكم على مدى تحصيل التلاميذ واكتسابهم المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات المرغوبة ، وتحديد نقاط القوة والضعف .   

2- تنظيم البيئة الفصلية للتعلم :
     أي توفير الجو الفصلي  كي يشعر المتعلم بالراحة والطمأنينة ، والتوزيع الأنسب ما في الفصل من الأثاث والوسائل  التعليمية والأجهزة وغيرها ، على أن لا تشكل هذه الأجهزة عائقاً لتحركات التلاميذ أثناء مزاولة الأنشطة والخبرات التعليمية ، وأن يكون في الفصل إضاءة وتهوية كافية .

     3- الضبط وحفظ النظام :
     الهدوء عامل مهم في تعلم التلاميذ ، إلى جانب تفاعلهم مع المعلم وتفاعلهم مع بعضهم البعض ، والنظام يجب على المعلم أن يعود تلاميذه عليه .

     4- توفير المناخ النفسي العاطفي والاجتماعي :

     أي توفير جو المودة والتراحم والحب كي يتعلم التلاميذ ، وهذا الجو يجب أن يشعر به التلاميذ مما تزيد علاقتهم بالمعلم وبالتالي تساعد هذه العلاقات على تحقيق الأهداف وزيادة الدافعية لديهم ومشاركتهم الإيجابية في الأنشطة الصفية .       


     وأكد بعض الباحثين على أن المعلم غير من مهامه نتيجة لتطور العلوم التربوية ، فمن الأدوار التي يقوم بها المعلم :
     التأكيد على عملية التعلم بدلاً من عملية التعليم .
     إشراك التلاميذ في التخطيط والتنفيذ للأنشطة الصفية .
      الانتقال من التعليم المباشر إلى التعليم الذاتي .
     استخدام الوسائل كمادة تعليمية بدلاً أن تكون وسيلة إيضاح .
     الانتقال من التعليم الجمعي إلى التعليم الانفرادي .
     الانتقال من التقويم الختامي إلى التقويم  التكويني .

     تطورت نظريات علوم الإدارة وأكدت على العامل الإنساني والاهتمام بآراء العاملين ومراعاة الفروق الفردية ، لذا على المعلم أن يتابع نظريات الإدارة الحديثة ، خاصة التي تهتم بإنسانية التلميذ وإتاحة فرصة المشاركة في العملية التعليمية واختيار ما يناسبهم ، ومع المراعاة للتعليم الفردي .
     في ضوء نظرية الإدارة الحديثة أصبح المعلم مدير العملية التعليمية ، عليه أن يقوي العلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ .

ومن هذا المفهوم ظهرت مهام متعددة  للمعلم في الفصل ومنها :
     إعداد مصفوفة الأسئلة في كل درس أثناء عرض المادة .
     خلق جو الدافعية والتشويق من أجل حث التلاميذ على الاشتراك التلقائي في الأنشطة التعليمية .
     ضبط نظام الفصل وتعويد التلاميذ على والانضباطية الذاتية في نفوسهم .
     التعليم داخل وخارج الفصل ، في الحديقة والمكتبة والبيئة المحلية .
     تحديد الأهداف وأنواعها والأساليب التي تساعد على تحقيق الأهداف .
     توزيع المهام والمسئوليات على التلاميذ وشعور كل تلميذ بأهميته ودوره في الأنشطة .
     تشجيع التلاميذ على إنجاز العمل وتوجيههم ومراقبتهم .
     تقدير قيادة المعلم في ضبط نظام الفصل .

مداخل إدارة الفصل :
     اختلفت هذه المداخل باختلاف التعريفات السابقة لإدارة الفصل ، ويمكن إيجاز كما يلي : 

     المدخل التسلطي :
     الذي يعد إدارة الفصل عملية ضبط سلوك المتعلمين ، ويوفر المعلم النظام ويحافظ عليه داخل الفصل ( التأديب ) .

     المدخل التسامحي :
     دور المعلم توفير أقصى درجة من حرية للتلاميذ ، كي يتحقق النمو الطبيعي للتلاميذ ، أي أن إدارة الفصل تعني هنا مجموعة من الأنشطة التي يستطيع المعلم بواستطها أن يزيد من حرية المتعلمين .

     المدخل السلوكي :
     حيث ينظر إلي إدارة الفصل على أنها تساعد في تعديل سلوك المتعلمين .

     المدخل الاجتماعي ( الإنساني )  :
     وهو عملية إيجاد جو اجتماعي انفعالي إيجابي داخل الفصل نتيجة تنمية العلاقات الإنسانية ، بهدف تحقيق التعلم الهادف .

     المدخل التعاوني :
     ينظر إلى الصف على اعتبار أنه نسق اجتماعي ، تلعب الجماعة دوراً محورياً ، لذا ينظر إلى التعليم من خلال تفاعل وتعاون المجموعة الصفية مع المعلم " .

مدخل الفصل المتمركز حول المتعلم :
     ويعتمد هذا المدخل على تكوين ورش عمل يعمل فيه التلاميذ حسب سرعة فهمهم ورغبتهم ، وهذا يعني تفويض السلطة لهم بعد أن يتنازل المعلم عن بعض أدواره ، ويكون كعضو في الجماعة أو قائد فريق عمل ، وقد يدير المتعلم المناقشات الصفية أو توجيه الأسئلة إلى التلاميذ .

مدخل الفصل المفتوح :
     يعمل المعلم مع التلميذ كمنشط ومستشار أكثر من كونه ملقن للمعلومات ، ويكون للمتعلمين في الفصول المفتوحة دور في التخطيط والتنظيم لأنشطة الفصل ، وحرية التنقل داخل الفصل مع وجود مهارة الضبط  الذاتي ، وتوجد تأثيرات إيجابية مثل الإبداع والاستقلال والتعاون والتكيف النفسي وحب الاستطلاع بعد القيام المتعلم بالأنشطة الصفية .

مدخل الجودة على مستوى الفصل :
     إدارة الجودة الشاملة تعني تحقيق درجة من الامتياز ، وتوقع أفضل من كل تلميذ ، واتباع النظرة طويلة المدى وإدراك المتعلم كمستهلك ، وأنه قوة داعمة للجودة بالفصل والتعاون أكثر من إظهار التنافس ، والعمل ضمن فريق أكثر من العمل على حدة (فردي ) وإكساب مهارة حل المشكلات ،واتخاذ القرارات وتنمية التفكير الناقد والابتكاري والاتصال والقيادة والتنظيم الجيد للفصل .
     ( الإدارة الفصلية ، الرويشد وتقي )   ( راجع موضوع استراتيجيات التدريس ) .

أنماط قيادة إدارة الفصل :
     السلوك له دور في قيادة الفرد للآخرين ، وهذا السلوك يعكس علاقته وتعامله مع غيره ، وهذا السلوك يأخذ أنواعاً ومنها :

     سلوك تسلطي :
     يستخدم المعلم أساليب القسر والتخويف ، ويستبد برأيه ولا يسمح للتلاميذ أن يعبروا عن آرائهم ، بل عليهم تنفيذ للأوامر ، لا يشرك التلاميذ معه في وضع أهداف النشاط الصفي ، ويجعل التلاميذ يعتمدون عليه بسبب عدم ثقته بقدراتهم , وزرع عدم الثقة بأنفسهم ، وقد يكبت التلميذ رغباته مما يجعله ينفر من التعلم ، يظهر على بعضهم الشرود والاتكالية وعدم الرغبة في التعاون ، لا يقيم وزناً للعلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ فلا  يتعرف على ميولهم وحاجاتهم .

     سلوك ديمقراطي :
     توفير جو المودة والطمأنينة وإتاحة فرصة حرية القيام بالأعمال ، واحترام قيم ومشاعر التلاميذ والرغبة في إشباع حاجاتهم ، إتاحة فرصة التعاون والنافس بين التلاميذ ، إشراكهم في المناقشات وإبداء الرأي والنقد ، واستثارة اهتماماتهم واستخدام أساليب التعزيز الفوري ، وإشراكهم في وضع الخطط والأهداف واتخاذ القرارات ، وإتاحة فرصة لهم في تقويم أعمالهم بأنفسهم ، وتشجيعهم على التعلم ، تنمية حرية إبداء الرأي والنقد البناء فيهم وتحمل المسئولية والاستماع إلى الآخرين .

     سلوك فوضوي أو تساهلي :
     ترك حرية كاملة للتلاميذ في اختيار الأنشطة دون توجيه ، عدم تقويم أعمالهم ، والاستعداد لتقديم العون فقط دون التدخل الفعلي ، المحافظة على الصداقة معهم دون أن يحفزهم ويشجعهم ، شعور بعضهم بالقلق بأنهم يمارسون أنشطة غير موجهة يحول دون معرفة ما ينتظر منهم مما يجعلهم غير واثقين بما يعملون .
     ( الإدارة الفصلية ، الرويشد وتقي ) .

أساليب إدارة الفصل :
     توجد أساليب في تنظيم وإدارة الفصل ، منها مؤثرة وتعد عناصر لا غنى عنها ، ومنها مهمة .

الدراسات والبحوث في مجال إدارة الفصل :
     في دراسة ميدانية بشأن " فعاليات إدارة الفصل بالأساليب  الحديثة في زيادة الإنتاجية الداخلية " .

     لد. أمينة عثمان ، ركزت الدراسة على الدمج بين مبادئ الإدارة التعليمية وإدارة الصف الدراسي ، وتخصص المناهج وطرق التدريس ، وعرضت الباحثة في الإطار النظري مفهوم الصف الدراسي ومواصفاته وكيفية إدارة الفصل ،وكيف يكون المعلم مديراً ناجحاً لفصله ، وكيف يوفر لبيئة المناسبة لاستخدام الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية الداخلية داخل الفصل ، واستخدمت بطاقة ملاحظة واستبيان . من أهم النتائج اتخاذ القرار على مستوى الفصل كما في المدارس الأجنبية ، لكن توقفت الدراسة عند التحصيل الدراسي كمؤشر لكفاءة إدارة الفصل ، إلا أن هناك القيم والأخلاقيات ونوعية المواطن . (ص81 إدارة التعليم في الوطن العربي ، عبدالغني عبود وحامدعمار ) .

     دراسة إدارة الصف المدرسي من وجهة نظر الطالب المتدرب وفقاً للجنس والتخصص الأكاديمي ، للدكتور سعد عبدالله الناجم ، كلية التربية ، جامعة الملك فيصل ، في المقدمة استهل الباحث حديثه عن أهمية النظام والضبط في حجرة الدراسة من خلال توفير المناخ العاطفي والاجتماعي بين المعلم وتلاميذه  وتنظيم البيئة الفيزيقية وتوفر الخبرات التعليمية ، وهذه عوامل مهمة في إدارة الفصل ، حيث أن هذه الإدارة من أهم عناصر الكفايات التدريسية وترتبط بأداء وتحصيل التلاميذ ، وتعديل سلوكهم ، وشرط أساسي للتدريس الفعال ، وهناك معوقات أمام الإدارة الصفية من مثل ضعف دافعية التلميذ واعتماد على أسلوب واحد من التدريس كالإلقاء والشرح ، وتسلط المعلم على تلاميذه مما يؤدي إلى خوفهم منه ، لذا كان سلوك المعلم له تأثير على سلوك التلميذ من حيث :

     التخطيط :
     أي حسن إعداد المعلم لدرسه وتوفير الأنشطة الصفية والوسائل المعينة .

     الإدارة ( Management   ) :
     بمعنى ضبط سلوك التلاميذ .

     التدريس :
     تزويد المعلم بالخبرة والعلوم .

     الاستغراق :
     كم من الوقت يقضيه التلميذ في عمليات التعلم والتعليم الذاتي .

     التغطية :
     قدرة التلميذ على استيعاب وفهم المحتوى التعليمي .

     النجاح : 
     استطاعة التلميذ على تحقيق النجاح .

     استخدم الباحث في أداة بحثه  استبانة " إدارة الصف " وتتكون من :

     الكفاءة التدريسية وتشمل على البنود :
     متابعة أعمال التلاميذ الصفية واللاصفية – تعليمات عن تعديل السلوك – تقبل سلوك التلاميذ – المرونة واللباقة – الثقة بالنفس – تحمل المسئولية – تقبل آراء التلاميذ – إشراك التلاميذ في المناقشة – توفير بيئة تفاعل صفي – تقويم أعمال التلاميذ – استخدام أسلوب الثواب والعقاب  .

     التمكن العلمي :
     ويشمل البنود : الحقائق والمفاهيم – وضع خطة درس والإعداد اليومي – صياغة الأهداف السلوكية وتطبيقها – وضوح أهداف الدرس – مراعاة الفروق الفردية – الحركة داخل الفصل بطريقة سليمة .

     الأداء التدريسي  ويشمل البنود :
     القدرة على توظيف إطلاعه التام أثناء أدائه الدرس – لديه أفكار إبداعية – تنوع طرق التدريس – ملاءمة الموضوع لبيئة التلميذ .

     القدرة على الإدارة الصفية :
     وتشمل البنود : يربط محتوى الدرس بأهداف المادة – يثير انتباه التلاميذ للدرس – طرح أسئلة واضحة وتوزيعها- يشارك التلاميذ في الدرس .    

     مهارة التدريس :
     وتشمل البنود : مهارات متعلقة بالمادة – توظيف الحقائق والمعارف الجيدة في مجال المادة – استخدام جيد لأدوات التقويم – تشجيع التلاميذ على التعاون – يعالج السلوك الصفي بحسن تصرف – القدرة على محافظة استمرار انتباه التلاميذ .
   ( مجلة التعاون ، العدد 44 ، ديسمبر 1996 ) .

     دراسة " أسلوب الضبط الجماعي للسلوك الصفي ل " Oleary   Backer   Evans   and    Saudagas    1969  " بهدف تحديد أثر عدد من المتغيرات على السلوك الفوضوي لسبعة أطفال في الصف الثاني الابتدائي ، بينت النتائج أن قيام المعلم بتوضيح قواعد السلوك الصفي لتلاميذه يومياً وتركيزه على هذا السلوك ، وتنظيمه للبيئة الصفية ، إلا أنه يتجاهل السلوك الفوضوي ، فلم يكن لذلك أثر كبير على السلوك الفوضوي لستة أطفال عينة الدراسة .
     وقد تعرض الباحثون إلى أساليب الضبط الجماعية ، وهي على نوعين : 1- تعريض جميع أفراد المجموعة لأساليب الضبط ذاتها في الوقت نفسه ، وبحيث تتوقف إمكانية الحصول على التعزيز على سلوك كل  فرد من أفراد المجموعة ، ويسمى هذا الأسلوب  بأسلوب الضبط الجمعي المستقل .


2- أسلوب الضبط الجماعي غير المستقل .
     ويشمل على آلية أو أسلوب من أجل تطبيق إجراءات تعديل السلوك في ضوء سلوك المجموعة ككل ، ومن أشكال هذا الأسلوب في الضبط السلوكي الجماعي " لعبة السلوك الجيد  "   Good  Behavior Game  " التي صممها بعض الباحثين الأجانب عام 1969م .  ( المجلة التربوية ، العدد 42 ، شتاء 1997م )
دراسة فاعلية لعبة السلوك الجيد في خفض السلوك الصفي غير المناسب ، ل " جمال الخطيب ونزيه حمدي " ، وتهدف الدراسة إلى استقصاء فاعلية لعبة السلوك الجيد في خفض السلوك الصفي غير المناسب ، واشتملت الدراسة على دراستين الأولى وتمثلها عينة من 95 طالب وطالبة للصف الرابع الابتدائي ، والثانية وتمثلها 1077 طالب وطالبة للصف السادس الابتدائي ، وبينت نتائج الدراسة الأولى أن لعبة السلوك الجيد أدت إلى انخفاض ملحوظ في تكرار كل من السلوك الحركي واللفظي غير المناسب والسلوك العدواني لأفراد المجموعة التجريبية ، في حين لم يطرأ تغير يذكر على استجابات أفراد المجوعة الضابطة . 
     وبينت نتائج الدراسة الثانية أن انخفاضاً ملحوظاً قد طرأ على السلوك  الصفي غير المناسب لدى أفراد المجموعات التجريبية .
     وتتضمن اللعبة بتقسيم التلاميذ في الصف إلى فريقين ، وتوضيح قواعد السلوك الصفي وشروط الفوز باللعبة بناء على مجموعة النقاط التي يحصل عليها كل من الفريقين من خلال التوقف عن السلوك غير المناسب ، وقواعد اللعبة هي :
     - انتبه للمعلم  ولا تتحدث مع زملائك أثناء الدرس .
     - اجلس في مقعدك ولا تخرج منه .
     - ارفع يدك عندما تريد التحدث مع المعلم .
     - لا تجب عن الأسئلة إلا بعد أن يؤذن لك المعلم .
     - لا تقم بأي عمل يزعج الآخرين .
     - لا تأخذ ممتلكات الآخرين أو أن تلفها .

إيجابيات اللعبة :
     - إشراك الصف ككل في البرنامج العلاجي .
     - توظيف المعززات الطبيعية المتوفرة في المدرسة .
     - تمكين المعلم نفسه من تنفيذ برنامج تعديل السلوك .

سلوكيات غير مناسبة :
     تحريك المقعد من مكانه – القفز في الصف – التجول في الصف – التحدث بدون استئذان – الخروج من المقعد – الازعاج اللفظي – العدوان الجسمي    ( المجلة التربوية ، العدد 42 ، شتاء 1997م ) .

     دراسة " الممارسات السلوكية الشائعة للمدرسين في إدارة الفصل وقلق الامتحان وعلاقتها ببعض المتغيرات " ( محمود عطا محمد ، كلية إعداد المعلمين ، الرياض ، المجلة التربوية العدد23 ) .
     تهدف الدراسة إلى كشف عن الممارسات السلوكية الشائعة بين المعلمين داخل الصف وبيان مدى الاختلاف في تقييم وتقدير  هذه الممارسات .
     وفي الجانب النظري قال الباحث لا بد من ابتكار أساليب التدريس الحديثة لزيادة التحصيل الدراسي وتحليل التفاعل الصفي ، وتعرض إلى دراسة  "   Anderson "   التي بينت وجود  سلوك متسلط وسلوك غير متسلط للمعلم  ، وبينت دراسة " لبيت و هوايت  Lippit  and White " أنماط القيادة ( الديكتاتورية و الديمقراطية والمتساهلة على الطلبة ، وأوضحت الدراسة أن الطلبة في ظل القيادة الديكتاتورية يعتمدون اعتماداً كبيراً على المعلم في استجاباتهم ، ولا يستطيعون اتخاذ قرار ، وفي دراسة " فلاندرز " التي تهدف إلى معرفة العلاقة بين سلوك المعلم والتحصيل الدراسي ، وأهم نتائجها أن سلوك المعلم غير المباشر القائم على تقبل مشاعر التلاميذ وأفكارهم والثناء والتشجيع ، وأسلوب المناقشة ، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحصيل .

استخدم الباحث أداتين :
     استبيان الممارسات السلوكية المباشرة وغير المباشرة : 
      ممارسات داخل الفصل :
     أساليب ضبط الصف ، أساليب الثواب والعقاب ، التفاعل مع التلاميذ ، ملاحظة السلوك الصفي اللفظي وغير اللفظي ( أداة فلاندرز  ، أو أداة ملاحظة إدارة الفصل والضبط الصفي ل كوونن وبراون ) ..

     ركزت عبارات الاستبيان (37 عبارة ) على مكونات :
     ممارسات التحفيز والاحباط ( تشجيع وثناء ، وأساليب العقاب مثل زجر ونقد وتهديد ووعيد ) .

ممارسات تقبل مشاعر الطلبة وآرائهم ( تشجع وثناء )

     ممارسات الضبط الصفي وتوجيه الطلبة ( التعامل والتعاون مع الطلبة ، والاهتمام بمشكلاتهم وتوجيههم عند الخطأ مع مراعاة الفروق الفردية ، وممارسات  لفظية وغير لفظية لإدارة الفصل وضبطه مع حزم ومرونة ( أساليب التعامل مع الطلبة وتوجيههم وأساليب الضبط الصفي ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق