الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

ادارة الفصل _ ج2




 2- مقياس الاتجاه نحو الامتحانات ( قلق الامتحانات ) :   
     مقياس " سبيلبرجر   Spielberger  " بالاشتراك مع الآخرين وذلك لقياس الفروق بين الأفراد لكشف القلق من الامتحان ، ويتكون هذا المقياس من (20 ) فقرة تجاب كل منها بواحدة من أربع إجابات  ( لا مطلقاً –أحياناً – غالباً – دائماً ) ، ويحتوي المقاس على مقياسيين فرعيين : مقياس اشغال البال والقلق Worry   ومقياس الانفعالية  Emotionality  . المجلة التربوية ، العدد 23 ، ربيع 1992)  .

     دراسة " كيربي وساندرا كيربي Kirby  and  Kirby  ، 1994م " ركزت على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النشاط الزائد المصاحب ، فأنهم فقدوا القدرة على الانتباه ، مما قد يسببون فوضى في نظام الفصل ، وقد لا تكون هذه السلوكيات متعمدة ، وقدما اقتراحات للمعلم يستخدمها في إدارة فصله عندما يواجه مثل هؤلاء الأطفال ( التعاون ، العدد 44 ، ديسمبر 1996م ) .

     دراسة " أيديولوجية ضبط الفصل " ل محمود فتحي عكاشة من جامعة الإسكندرية وداود عبدالملك الحدابي من جامعة صنعاء ، ركزت الدراسة على بعض أساليب إدارة الفصل منها أساليب القيادة وشخصيات المعلم حيث استندت الدراسة على دراسة " ليبت هويت 1943م " في تعريف نمطي القيادة " الديكتاتورية والديمقراطية " ، ويقصد بنمط " المعلم الديكتاتوري أو التسلطي " أنه الذي يسود في الفصل المتمركز نشاطه حول المعلم ، مع سيطرة عالية للمعلم ونشاط رسمي أو شكلي مع السماح بنشاط ضئيل للتلاميذ ، وعملية الاتصال تتمركز حول المعلم . ونمط " المعلم الديمقراطي " هو الذي يسود الفصل المتمركز نشاطه حول المتعلم مع توزيع أكثر للسلطة واستقلال أكثر للمتعلم ، والتأكيد على أفكار التلاميذ والاهتمام بالتفكير التباعدي ، والسماح بنشاط لفظي عالي للتلاميذ ، وعملية الاتصال مفتوحة بين المعلم والتلاميذ وبين التلاميذ بعضهم ببعض ، ودلت نتائج الدراسة على أن المعلم المبتدئ في بداية عمله و المعلم الطالب أكثر تسلطاً في ضبط الفصل ، وأيضا معلمي المرحلة الثانوية أكثر تسلطاً من معلمي المرحلة الابتدائية .

     دراسة ( ريان Riann     1960 م ) التي كشفت عن أنماط لسلوك المعلمين .

     النمط الأول : دافئ ومتفهم ودود في مقابل التعليم المتمركز حول ذاته .
     النمط الثاني : مسئول ومحب للعمل ومنظم في مقابل غير المسئول وغير المنظم .
     النمط الثالث : نشط وخيالي في مقابل كسول ورتيب السلوك .

     دراسة ( ويلور Willower وزملائه 1967م ) حول أيديولوجية ضبط الفصل ، وركزت الدراسة على النمط التسلطي والنمط الإنساني ، ويتصف النمط التسلطي بالاهتمام والمحافظة على النظام وعدم الثقة بالطلبة واستخدام العقاب لضبط الفصل ، بينما يتصف النمط الإنساني بالنظر إلى الطلاب كأفراد وتوفير جو يسمح لهم بتحقيق رغباتهم وحاجاتهم ومساعدتهم على التعلم من خلال التعاون والتفاعل وتنمية الضبط الذاتي بدلاً من فرض النظام عليهم .

     دراسة كونن  Kounin  1970م : افترض كونن أن المفتاح ليس في الطريقة التي يضبط المعلم تلاميذه كأفراد ، بل في طريقة إدارة المجموعات الصفية ، فإحساس التلاميذ بأهمية العمل واشتغالهم منهمكين في إتمام النشاط سوف يخفف من إحداث سلوكيات صفية غير سليمة .
     في دراسة لبعض الباحثين ( إمر ، وإيفرتسون ، وأندرسون ، 1984م ) لتحديد بعض سلوكيات في اليوم الأول الدراسي ، درسوا (27) معلماً في الصف الثالث الابتدائي ، وتم ملاحظتهم ملاحظة تامة ، فلاحظ الباحثون (7) معلماً فعالين في إدارة الفصل ، و(7) أقل فاعلية بوضوح في إحداث اندماج للتلاميذ في المهمة أو التعلم بالمقارنة بالسلوك بعيداً عن المهمة Off_task behavior .

أهم النتائج :
     المعلمون الأكثر فعالية كانوا يتفاعلون مع التلاميذ بدرجة كبيرة ، وأنفقوا وقتاً في شرح القواعد والإجراءات .
     وتميز هؤلاء المعلمون بإجراءات وعمليات تعليمية أفضل وجعلوا النشاط الأكاديمي أكثر متعة .
     وكانوا أكثر حساسية وتجاوباً مع حاجات التلميذ واهتماماته بالخصوص في تقدير سعة الانتباه ومستويات صعوبة الدرس والحكم الكلي عما عليه عمله .
     وأظهروا للصف مهارات إصغاء أفضل ومهارات وجدانية أحسن .
     ما أهم الأعمال التي قام بها المعلمون المميزون في اللقاء الأول الدراسي ؟
     لكن غير أساسية ، ومنها يمكن الاستغناء عنها أحياناً ، ومنها لا تعيق عملية إدارة الفصل في غيابها .

التفاعل الصفي :
     من أساليب إدارة الفصل استخدام التفاعل الصفي بهدف توثيق العلاقة بين المعلم والتلميذ ، ويمكن قياس هذا التفاعل بعدة أدوات  ، لكن لا بد من الحديث عن تطور أدوات الملاحظة وهي التي تقيس التفاعل الصفي ،   صمم " هورن " الأمريكي أداة لقياس مشاركة التلاميذ في الفصل عام 1914م ، وفي عام  1929م صمم " بار Barr  " أداة الملاحظة المنظمة داخل الفصل ، إلا أن انتشار هذه الأداة كان في الخمسينات من القرن العشرين ، بعد فشل الأساليب التقديرية ذات المراتب في تحديد مواصفات المعلم ذي الفاعلية ( أي مواصفات التدريس الفعال ) ( سلوك التدريس ، معالم تربوية ، محمد أمين المفتي ، 1991م ) .
     وفي عام 1935م طور " رايت ستون " أداة الملاحظة بعد الاستفادة من أداة " هورن " ، وهذه الأداة تعالج تحفيز المعلم للتلاميذ واستجاباته لهم ، واتباعه أسلوب التعلم ، وطور أداة أخرى تتكون من فئات سلوكية خاصة بالتلاميذ مثل مبادراتهم وفضولهم ونقدهم وتذكرهم وتحملهم لمسئوليات التعلم ، ثم طور "أندرسون " والذي كان معاصراً ل "رايت ستون " أداة منظمة للملاحظة لعلاج المناخ الاجتماعي في الفصل من خلال سلوك المعلم السلطوي أو السوي والاجتماعي ، وفي عام 1942م صمم كل من " لوين " و " ليبيت " و " وايت " أداة تضم ثلاثة أنواع من السلوك : السلطوي والديمقراطي والسائب أو المتساهل Laisse Faire  ، وفي عام 1949م ظهرت أداة على يد كل من " جون " و " يثول " وتشتمل على سبعة أنواع من السلوك للمعلم.
     وفي بداية الخمسينات من القرن العشرين طور " روبرت بيلز  R   Bales   " أداة ملاحظة أساليب تفاعل المجموعات الصغيرة وكيفية الاتصال بين أفرادها ، وركز على تكرار السلوك وتحديد الوقت لهذا السلوك ، ومع نهاية الخمسينات صمم " ند فلاندرز Ned  Flanders " أداة ملاحظة التفاعل اللفظي الصفي ، ثم نقحها في بداية الستينات (1961) ، وتعد أداة " فلاندرز " الأكثر انتشاراً في مجال الملاحظة الصفية  ، وسوف نتحدث عن هذه الأداة بعد قليل .
     تعددت وتنوعت أدوات الملاحظة بدرجة كبيرة في مجال التعليم والإصلاح الاجتماعي ، هناك أكثر من (80) أداة في الملاحظة الصفية لتقييم سلوك المعلم (التدريس ) وسلوك التلميذ ، وفي مجال البحث التربوي والتدريب والتقويم هناك أكثر من ( 100 ) أداة ، وتوجد أكثر من ( 30 ) أداة في الملاحظة اللاصفية في مجال الإصلاح الأسري ومجال المصانع ومجال الطب النفسي والبيطري  ( أدوات ملاحظة التدريس ، محمد زياد حمدان ، 2001م ) .
     هذه الأدوات تحتاج قبل استخدامها وتطبيقها في الميدان إلى التدريب في كيفية استخدامها ، لذا نهيب بمسئولي مؤسسة إعداد المعلم إدخال في مناهجها مقرر " كيفية استخدام أدوات الملاحظة"  التي تعزز العملية التعليمية وتطور من أداء المعلم وترفع من المستوى التحصيلي للطلبة .
     من أدوات التفاعل اللفظي وتستخدم  لملاحظة السلوك الصفي اللفظي للمعلم والتلاميذ ، وأشهرها أداة "فلاندرز " ، التي تقيس التفاعل اللفظي وتنقسم هذه الأداة إلى ثلاثة أنواع من السلوك :

أولاً : سلوك المعلم : سلوك مباشر وسلوك غير مباشر .
سلوك غير مباشر:
     1- تقبل المشاعر :
     يقبل المعلم مشاعر تلاميذه من خلال العبارات التي يستخدمها والتي لها أثر طيب في نفوسهم خاصة العبارات التي تعكس عن الذات مثل : إن كثرة الواجبات المنزلية قد أرهقتكم ، يظهر أنكم قلقون من الامتحان ... ألخ .

     2- الثناء والتشجيع  : 
     يشجع المعلم تلاميذه من أجل إزالة التوتر والرهبة من نفوسهم ، مع عرض التلاميذ أفكارهم وتصوراتهم مثل :
     أحسنت يا محمد .
     أنت يا جسام تلميذ ذكي .
     لقد حليت هذه المسألة يا فهد على الرغم من أنها مسألة صعبة .

     3- تقبل الأفكار : 
     ويحاول المعلم أن يتقبل أفكار التلاميذ من خلال تردد أو قول كلامهم أو إعادة صياغة العبارة التي قالها التلميذ أو تلخيصها أو توضيحها أو إضافة لها كي تتفق مع موضوع الدرس .

     4- توجيه الأسئلة :
      توجيه الأسئلة يجعل التلميذ يتفاعل مع الدرس ويشعر أن المعلم مهتم به ، وتجعل بعض الأسئلة التلاميذ يفكرون ، لذا يعد طرح الأسئلة من مهارات التدريس ، وكلما كانت الأسئلة تثير التفكير أو تجعل التلاميذ يعبرون عن آرائهم ، كلما تفاعل التلميذ أكثر من معلمه .

سلوك مباشر :
     1- الشرح والتلقين : 
     وذلك من خلال طرح الحقائق والمعلومات والأفكار والمفاهيم ، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في الدول العربية أن أسلوب التلقين أو الحفظ من أكثر الأساليب المتبعة في المدارس .

     2- إعطاء التوجيهات : 
      يعطي المعلم بعض التوجيهات بهدف قيام التلميذ بسلوك أو كلام معين يخدم الموقف التعليمي مثل إخراج الكتب من الأدراج أو قراءة موضوع ما أو فتح صفحة من الكتاب المدرسي أو ... .

     3 - النقد :
     يقصد المعلم من هذا الأسلوب تعديل سلوك التلميذ مثل منع التلميذ من مواصلة التحدث مع زميل له أو يجعله ينتبه للدرس أو يجعله يفتح الصفحة المطلوبة بسرعة .
     السلوك غير المباشر للمعلم يزيد من حرية التلاميذ ويجعلهم يتفاعلون أكثر مع الدرس ، بينما السلوك المباشر للمعلم قد يقيد حرية التلاميذ . 

ثانياً: سلوك التلاميذ :
     عبارة عن أما إجابة عن أسئلة المعلم أو تنفيذ تعليماته .
     وأما عندما يبدأ التلميذ بتوجيه سؤال أو قول عبارة وجملة أو يعلق على صورة أو عبارة ... ألخ أو يعرض وجهة نظره دون أن يطلب منه .

ثالثاً : سلوك مشترك :
     وهو عبارة عن صمت أو فوضى ، وهي فترات لا يحدث فيها المعلم أو التلاميذ أي قول أو فعل ، وأما فترة الفوضى فهي أما أن يتكلم أكثر من تلميذ معاً ، أو محاولة أكثر أو بعض التلاميذ الإجابة عن سؤال المعلم برفع الأيدي مع إصدار صوت : استاذ  ،استاذ ،  استاذ ... .
     ومن أدوات التفاعل الصفي أسلوب تحليل التفاعل ل " براون Brown  " وهو عبارة عن سلوك كل من المعلم والتلاميذ :
1-  محاضرة المعلم ( TL ) : الشرح والتفسير والرواية والتعليمات
2-  أسئلة المعلم (TQ  ) : عن المحتويات والخطوات التي يحتاجها التلميذ للإجابة .
3- استجابات المعلم ( PR ) : تفهم مشاعر وحاجات التلاميذ ، وصف المشاعر بأسلوب بعيد عن التهديد ، والتشجيع والملاطفة ، واستخدام آراء وأفكار التلميذ ، واستخدام أساليب النقد الخفيفة والبناءة .
4-   استجابات التلاميذ (PR) : نتيجة أسئلة المعلم أو تعليماته .
5- مبادرة أو مبادأة التلميذ (PV) : تدل على التفوق والعبقرية من خلال تعليق التلميذ أو طرح الأسئلة .
6-   السكوت (  S) : التوقف ، أو فترة سكوت قصيرة .
7- التأنيب (X) : التشويش والاضطراب نتيجة عدم فهم العلاقات ، النقد والتأنيب ، وعدم موافقة المعلم لسلوك التلميذ ، أو الجمود .

 أهمية التفاعل اللفظي :
     يعد أسلوب التفاعل اللفظي من الأساليب الحديثة التي تزيد العلاقة والتفاعل بين المعلم والتلاميذ .

وتأتي أهمية هذا الأسلوب :
     أنه يساعد المعلم على تطوير طريقة التدريس ، وتنمية قدرة الإبتكار والإبداع لديه وربط بين الجانب النظري والعملي وتعزيز العلاقات الإنسانية بينه وبين التلاميذ وإكسابه مهارات جمع المعلومات عن موقف تعليمي معين ، وتشخيص نقاط القوة والضعف لديه .
     ويساعد التلاميذ على الاستقلالية والاعتماد على النفس في طرح الأفكار ، تنمية التفكير وبث روح الإبداع لديهم وتعويدهم على مهارة الاستماع ، وتدريبهم على احترام آراء زملائهم من  التلاميذ وتنمية العلاقات الإنسانية فيما بينهم . ( إدارة الصف المدرسي ، شفشق والناشف ) . 
 
أدوات التفاعل غير اللفظي :
     وتركز على حركة المعلم داخل الفصل أو حركة أحد أعضاء جسمه .

حيوية المعلم :
     عبارة عن مهارات في التلميح والتلقين والثناء ، وبعضها تدخل ضمن التفاعل اللفظي وبعض تدخل ضمن التفاعل غير اللفظي ، والتلميحات تعني تلك الإشارات التي يقوم بها المعلم وهي تنقل الأحاسيس والمشاعر ، وتعتبر الإيحاءات غير اللفظية من أهم عناصر حيوية المعلم وتساعد على حث ودفع التلميذ وتركيز انتباهه ، لذا من أهم معايير حيوية المعلم :
1- تحركات المعلم : يتحرك المعلم في الفصل بشكل طبيعي وهادف ، ويعرف متى يتحرك ولماذا كل ذلك من أجل جذب انتباه التلاميذ .
2- إيماءات المعلم : سواء باليدين أو الرأس أو أي عضو آخر ، وتختلف شدة وضعف الإيماءات في المعنى والمقصود من كل منها ، إذا كانت إيماءة الرأس بسرعة فهي تعني فهم الرسالة ، وإذا كانت الحاجبين إلى الأعلى فهي دليل على الدهشة ، وإذا كانت الحاجبين مرتفعة قليلاً فهي تعني " أكمل الحديث " .
3- لغة العيون ( حركاتها ) : للعين لغة اتصال ، إذا حدق المعلم بشدة فأن التلميذ لا يقاطعه ، وإذا نظر إلى جزء من جسمه أثناء حديث له ، لا يستطيع التلميذ أن يركز ذهنه .
4- صوت المعلم : التغيير في نوعية الصوت ارتفاعاً وانخفاضاً وتناغم درجات الصوت كلها تساعد في حيوية المعلم ، وتجديد في جو الفصل وتجديد انتباه التلاميذ .
5-  وقفات المعلم : عبارة عن فترة السكوت فتوقف فترة قبل الكلام وتوقف فجأة أثناء الحديث .
 له أثر في جذب الانتباه ، لكن لا يزيد السكوت من ثلاث ثوان خاصة إذا سأل المعلم سؤالاً .
6- التركيز على قناة حسية واحدة ، فعند استخدام جهاز الفيديو كوسيلة تعليمية يفتح المعلم للتلاميذ في استخدام حاسة البصر ، وإذا حاول أن يبين أو يشرح فكرة عليه أن ينبه التلاميذ إلى ما سوف يقوله .

تمرين :
     صنف الإيماءات والإيحاءات غير اللفظية حسب معيار حيوية المعلم :
     رفع الحاجبين ، العبوس والتهجم ، إيماءة الرأس ، الابتسام ، حركة باليد تشير إلى أن يقترب ، حركة بالأصابع تشير إلى أن يقترب ، حركة باليد لكي يبتعد ، حركة بالأصابع لكي يبتعد ، وضع الأصبع على الفم ، ليعني السكوت ، يضغط على أذنه ، يرفع ذراعيه يعني التوقف ، يأخذ وضع المفكر ، يهز رأسه ليعني " لا" ، يتحرك من مكان إلى آخر ، يشير بأصبعه لأحد التلاميذ يحرك يده حركة دائرية يضع يده خلف ظهره ، يشير من تلميذ إلى تلميذ ، يمسك بذقنه ، يحك رأسه ، يضرب الأرض بقدمه ، يطرق بأصبعه على المنضدة ، ينقر بالقلم ، يزم على شفتيه ، ينظر بعينين نصف مغمضتين ، يطرف بعينه ، يشابك يديه ليعني لماذا ؟ ، يطوي ذراعيه يضع يديه حول خصره ، يضع يديه في جيوبه ، يتكيء على المنضدة أو المقعد ، يحك أنفه ، يمسك بيده اليد الأخرى .
     أدوات الاتصال والتخاطب الإنساني : وهي تبين كيفية اتصال المعلم مع تلاميذه ، وما أنواع هذا الاتصال ؟

الاتصال الإنساني ( العلاقات الإنسانية ) :
     يقصد بالاتصال على أنه عملية إنسانية تقوم على استخدام للقدرات الإدارية والنفسية والعاطفية والاجتماعية لدى الفرد بهدف إبلاغ رسالة إلى جهة أو فرد ما .
     أو الاتصال عبارة عن نشاط حركي وظاهرة اجتماعية معقدة وعملية ديناميكية تتطلب الاستمرار في مزاولتها ، و إظهار علاقات التأثير والتأثر بين طرفي الاتصال  ، وليس بالضرورة أن يتفاهم أو يتصل الناس فيما بينهم خلال إجراء المعاملات وغيرها .
     الاتصال هو نقل للمعلومات أو أنه عملية تعامل ( قاموس إكسفورد الانجليزي ) .

أنواع الاتصال :
1- ينقسم الاتصال حسب : اللغة مثل :
     الاتصال اللفظي أي استخدام اللفظ المنطوق .
     الاتصال غير اللفظي : ويعتمد على اللغة الصامتة مثل لغة الإشارة ولغة الحركة أو الأفعال ولغة الأشياء فالملابس قد تستخدم بقصد استعملها نقل الإحساس بالجو والزمان المسرحي إلى المشاهدين .

2- ينقسم حسب حجم المشاركين :
     الاتصال الذاتي حيث يتم الفرد الاتصال بنفسه من خلال التحدث مع نفسه ويتم هذا الاتصال داخل العقل والاتصال الشخصي أو بين الأشخاص وهو اتصال مباشر ويستخدم فيه الفرد أكثر حواسه ، وينتج عنه التفاعل بين الأطراف وفرصة التعرف على أثر الرسالة .
     والاتصال الجمعي الذي يتم بين أفراد المجموعة الواحدة مثل أفراد الأسرة وزملاء الدراسة ، حيث يشتركون في موقف اتصالي ، والاتصال العام وهو أن يوجد فرد ضمن مجموعة كبيرة من الأفراد كما في قاعة المحاضرات أو دور السينما أو المسرح ، وتوجد وحدة الاهتمام والمصلحة والاتفاق حول أهداف أو مصالح مشتركة ، والاتصال الوسطي أو الاتصال السلكي كالاتصال من خلال أجهزة الاتصال : الهاتف والفاكس والتلكس وشبكة الانترنت ، والاتصال الجماهيري ويتم بواسطة أجهزة الأعلام والأفراد غير مغروفين للقائم بالاتصال ، وقد يؤدي إلى خلق رأي عام وتنمية سلوك غير موجود .

3- ينقسم الاتصال حسب أدواته :
     لهذا الاتصال وجهان : الاتصال الورقي أو الاتصال الرسمي ويتم عن طريق الورق كما إذا أصدر رجال الأعمال القرارات ، وهناك من يلتزم بما جاء فيها ومن أهم أدواته :النشرات والتقارير والقرارات والتعليمات والخطابات والمذكرات والشكاوي والمجلات .
     والاتصال غير الورقي ويسمى الاتصال غير الرسمي ويكمل الاتصال الورقي ويقوم على أساس العلاقات الشخصية والاجتماعية ، ومن أدواته : الاتصال الشخصي غير الورقي ( وجهاً لوجه ) مثل الندوات والحفلات واللجان والجمعيات العمومية والرحلات العملية والزيارات  ، والاتصال بسماع الصوت فقط مثل الحديث التلفوني والإذاعة المحلية .

4- ينقسم الاتصال حسب درجة رسميته :
     هناك اتصال رمسي ويتم بين العاملين والموظفين في المؤسسات الحكومية أو الأهلية ويعتد الاتصال على الخطابات  والمذكرات ، واتصال غير رسمي وهو الذي يتم التفاعل فيه بطريقة غير رسمية وينتهي بتبادل معلومات أو أفكار أو اتجاهات معينة

استخدم بعض الباحثين وسائل الاتصال الإنساني بين المعلم والتلاميذ ، ولهذه الوسائل  أثر إيجابي في تنظيم وتحسين إدارة الفصل ، هناك الاتصال الجسمي والاتصال العاطفي والاتصال الميكانيكي (الحركي ) والاتصال التقني .

     الاتصال الجسمي :
     هو عبارة عن حركة عضو أو أكثر من الجسم بهدف التفاعل والاتصال بين الأطراف ، مثل الاتكاء باليد أو بالرجل على مقعد التلميذ أو الاستناد بالحائط في الحديث مع التلميذ أو في الاستماع إليه ، أو حركة الرأس وهزه كالإيماء للموافقة والاستحسان .

     الاتصال الحركي :
     مثل التلويح أو الإشارة المقصودة إلى التلميذ للقيام بسلوك ما ، أو استخدام الأصابع لتوضيح فكرة أو شرح موقف .

     الاتصال العاطفي :
     مثل الضحك واحمرار الوجه (الخجل ، أو الفرحة ) في حال الموافقة الثناء والتشجيع  ، والتحدث الهادئ مع التلميذ  .

     الاتصال التقني :
     استعمال الأجهزة والوسائل التكنولوجيا السمعية والبصرية
     ( أدوات ملاحظة التدريس ، محمد زياد حمدان ، ص189)

     تعزيز مهارة الاتصال تحتاج إلى عدة وسائل أو مهارات ، منها مهارة الاستماع وحسن الإصغاء ، إذ  يدع المعلم الطلبة يتحدثون فيما بينهم ولا يقاطعهم طالما أن ذلك لا يشكل عائقاً لسير خطوات الدرس ، أو يطلب من بعض الطلبة أن يتحدثوا عن تجاربهم الشخصية واستمع لهم باهتمام ، وقد تأخذ مهارة الاستماع طريقة " تمثيل الأدوار " من خلال الحوار والنقاش حول موضوع أو قضية ما ، ضمن دائرة الجلوس المستنيرة أثناء اللقاء الصفي ، على أن لا يحرج المعلم الطلبة أو يقاطعهم أثناء الحديث بل يشعر الطلبة أنهم محترمون من قبل معلمهم لهم ، ويشعروا بتقدير الذات لأنه ترك لهم فرصة التعبير عن الرأي وتبادل الآراء .( تقييم وتوجيه التدريس ، محمد زياد حمدان ، وكتاب مع المعلم في صفه ، محمد عبدالرحيم عدس ) .

     مهارة تعزيز العلاقات الإنسانية (الشخصية ) مع الطلبة ، ويقصد بمهارة تعزيز العلاقات الإنسانية بمجموعة السلوكيات التي يقوم بها المعلم بدقة وبقدرة على التكيف مع ظروف المواقف التي يمر بها داخل حجرة الدراسة بهدف تنمية العلاقات الإنسانية بينه وبين الطلبة ، وتقوم على مبادىء القبول والتقارب الشخصي والتعاطف والاحترام والمشاركة وحل المنازعات والصداقة ، وأهمية تعزيز هذه العلاقات هو شعور الطلبة بالأمان النفسي والمرح ، حيث يصبح مناخ الصف مناخاً اجتماعياً مريحاً ، ويشعروا أنهم محل تقدير من قبل المعلم ، وهذا يساعد على زيادة التحفيز والدافعية لديهم .
     يبدأ الاتصال بمجرد فكرة لدى الراسل وتتحول إلى كلمات ., أو أحاديث ...وتختلف درجة استيعاب الرسالة حسب التشابه في محتويات الإطار الفكري للطرفين ، وحسب مهارات الاتصال ، ولابد من سلامة الحواس ( السمع والبصر والفؤاد ) التي تتأثر بعوامل خارجية ، لكن لها تأثير في عملية الاتصال .
     يستمد الاتصال أهميته في الزمن المبذول في أي نشاط ، وكل فرد يقضي معظم وقته في الاتصال مع غيره ، وتشير الدراسات أن مقدار الوقت المخصص في الاتصال يتراوح ما بين 75% - 90% من وقت العمل الرسمي ويتوزع هذا الوقت كما يلي :

     5% وقت الاتصال في الكتابة .
     10%  وقت الاتصال في القراءة .
     35% وقت الاتصال في الحديث .
     50% وقت الاتصال في الإنصات .
___
المجموع : 100%  


     المدير الذي ينتمي إلى مدرسة الفكر الحديث يهمه نقل الرسالة وضمان التنفيذ واستمرار العمل ، ويجعل منظمته ذات نظام مفتوح تظهر فيه العلاقات الإنسانية بوضوح من خلال التأثير والتأثر ، وإحساس العاملين بالمشاركة بالعمل والرأي والمشاعر .
     وللاتصال وسائل يمكن من خلالها نقل الرسالة منها سهولة اختيار الكلمات واستعمال الرموز والعلاقات المكانية والتلميح غير اللفظي .
     وأما دور المستقبل فيتوقف دوره في مدى تفهمه للرسالة وميله لسماع ما يريده ودرجة فهمه وتأثير الجماعة عليه ، لأن عملية الاتصال عبارة عن نشاط اجتماعي يتم من  خلال قنوات بين مجاميع الناس ، والناس يزاولون عملية الاتصال كي يحصلوا على ما يريدونه أو لإشباع حاجة ما ، مثل إشباع الجنس يتطلب تبادل المشاعر والعواطف ، وإشباع تحقيق الذات واحترام النفس يتطلب مراعاة الشعور واحترام رأي الآخر.

اعتبارات عامة عند حدوث الاتصال :
     الحرص على الإصغاء الجيد ، وهذا يعطي المتكلم فرصة للتعبير عن رأيه .
     سيادة الثقة : بين الأعضاء كي يستمر العمل .
     الوقت المثالي للاتصال كي تصل الرسالة في الوقت المحدد .
     إعطاء الآخرين حق النقد البناء .
     وضوح شبكات الاتصال .
     توخي الصدق والإخلاص عند مزاولة الاتصال .
     الابتعاد عن المصطلحات التي لا تساعد على الاتصال .
     تنمية مهارات الإصغاء ومهارات الحديث .
     حسن الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة .
     استخدام الوسائل السمعية والبصرية في شرح المعلومات .
     ( استراتيجيات التغيير وتطوير منظمات العمل العربية ، سعيد يس عامر ، ط1993 ، القاهرة ) .

هناك بعض المقترحات لتعزيز هذه العلاقات الإنسانية  :
     التعرف على أسماء الطلبة .
     التفاعل مع الطلبة داخل وخارج الفصل .
     شعور الطلبة بوجود احترام متبادل بينهم وبين معلمهم .
     عدم تكلف وتصنع المعلم في التعبير عن مشاعرهم اتجاه الطلبة .
     نقل المعلم بعض التجارب الشخصية التي مر بها إلى طلبته .
     إتاحة فرصة التعبير عن الرأي وتبادل الآراء .
     تحلي المعلم بروح الفكاهة والمرح مع الطلبة .
     حسن الإصغاء للطالب وإظهار المعلم تفهمه لأفكار الطالب ومشاعره  ( مهارات التدريس ، حسن زيتون ، ص417) . 

مهارة التوحد الانفعالي :  
     ومن أدوات الاتصال تنمية مهارة التوحد الانفعالي التي أوجدها " كرخوف Carkhuff " عام 1969م وقد حدد " كرخوف خمسة مستويات للتوحد الانفعالي ، الأربعة الأولى تبين أشكال السلوك الصفي بينما المستوى الخامس قد لا يكون من مهمة المعلم في الفصل .

المستوى الأول :
     عبارة عن تعبيرات تصدر من المعلم سواء تعبيرات كلامية أو لفظية أو تعبيرات سلوكية ، ولا تنسجم هذه التعبيرات مع تعبيرات التلاميذ أو تختلف معها أو يتجاهل المعلم تعليقاتهم .

المستوى الثاني :
     عبارة عن استجابة المعلم لمشاعر التلاميذ لكن هذه الاستجابة تكون بطيئة أو سطحية مثلما ينصت لهم دون أن يلبي رغباتهم وهو مستمر في عمله .

المستوى الثالث :
     عبارة عن استجابة المعلم لردود فعل التلاميذ لكن لا تتفق هذه الاستجابة مع المشاعر العميقة للتلاميذ ، خاصة إذا رأى المعلم أن الموضوع قد أثارهم لكنه لا يرتبط بالمادة .   

المستوى الرابع :
     يتفهم المعلم تعبيرات التلاميذ ومشاعرهم بصورة أعمق ، حيث أتاح لهم التعبير عن بعض المشاعر .
     ( إدارة الصف المدرسي ، شفشق والناشف ، ص65) .

     ويحدد كارخوف 1969أربعة مستويات لأشكال السلوك ، يستخدمها لإظهار درجة احترامه للتلاميذ في الموقف الصفي ، المستوى الأول : ويمثل أدنى مستوى من الاحترام الذي يظهره المعلم ، وقد ينقل المعلم لهم بأن مشاعرهم لا تستحق الاحترام ، والمستوى الثاني يستجيب المعلم لهم ويظهر قليلاً من الاحترام وقد تكون استجابته آلية لا تلتفت كثيراً لمشاعرهم ، والمستوى الثالث ويظهر المعلم احتراماً ظاهراً واهتماماً بمشاعرهم وينقل إليهم الإحساس بأنه يثق في قدراتهم ، والمستوى الرابع : يكون أعمق احتراماً مما يجعل التلاميذ يشعرون بالحرية والحركة ، وينقل المعلم ثقته الكاملة في قدراتهم في معالجة الموقف التعليمي ( الإدارة الصفية ، الرويشد وتقي ) .

مهارة ضبط النظام داخل الفصل :
     يقصد بمهارة ضبط النظام هي مجموعة من السلوكيات التي يقوم بها المعلم ويكيف نفسه مع كل موقف تدريسي من أجل منع سلوكيات الشغب Disruptive Behavior   قبل حدوثها أو التعرف عليها .
     يعتقد بعض المربين أن مهارة ضبط النظام في الفصل من أهم الأساليب ، حيث يحاول المعلم المبتديء والمعلم القدير والقديم السيطرة على نظام الفصل ، لما لنظام الفصل من أثر على فعالية عملية التعليم ، وقد زاد اهتمام المربين بحفظ نظام الفصل وإعطائه الأولوية والاهتمام الكبير على إثر تردي الأحوال التعليمية ، ومن مظاهر هذا التردي عدم احترام المعلم بل والتعدي عليه ، جاء في التقرير الأمريكي تحت عنوان " أمة في خطر  -  A nation at Risk   " : ينبغي تخفيف الحمل الملقى على كاهل المعلم بشأن حفظ النظام بالفصل من خلال تنمية وتحسين قواعد صارمة تطبق ثبات مسلك التلاميذ وضبطهم في الفصول ، ولو استدعى ذلك إلى تحويل التلاميذ المشاغبين إلى مدارس أخرى .
     نادى كوينن  بإشغال التلاميذ بأنشطة كي يستتب النظام في الفصل ، وقال أن التيقظ الاجتماعي Group Alerting   عبارة عن ترقب التلاميذ لما سيعملونه مما يشد انتباههم ، ويشعر التلميذ أزاء ذلك بروح المسئولية عندما ينظر إليه المعلم ويلاحظ أداءه ، ثم يصل إلى مرحلة الإشباع بعد الانتهاء من المهمة أو بعد الأداء الصحيح .
     اهتم بعض التربويين مثل هوي 1968 و بلاودن 1967 وسبنجس 1971 بإدارة الفصل وزيادة فاعليتها من أجل التغلب على المشكلات السلوكية للطلبة المشاغبين ، هذا وقد صمم ويلور Willower  عام 1967م مقياساً يسمى " أيديولوجية ضبط الفصل " للمعلمين ، يصف بعض المعلمين بالنمط الإنساني والآخر بالنمط التسلطي ، وأن النمط التسلطي يهتم أكثر في ضبط النظام ، بينما النمط الإنساني ينظر إلى الطلاب كأفراد ويوفر جو المحبة والتسامح في الفصل ، وتنمية الضبط الذاتي في كل تلميذ بدلاً من فرض النظام عليهم .
     أجرى هوي Hoy  عام 1969م دراسة أثر الخبرة في التدريس على المعلم المبتديء بتطبيق مقياس " أيديولوجية ضبط الفصل " على بعض معملي المرحلتين الابتدائية والثانوية أثناء التربية العملية وبعد التحاقهم بالعمل ، وتوصل هو وزميله إلى أن أيديولوجية ضبط الفصل لدى المعلمين المبتدئين تزداد تدريجياً نحو الأكثر تسلطية سواء أكان المعلم في المرحلة الابتدائية أو الثانوية .
     في دراسة ويلور ولاندرز Willower and Landis  عام 1970م استخدما مقياس " أيديولوجية ضبط الطالب " ، وظهرت النتائج على أن المعلم في المرحلة الثانوية  أكثر تسلطاً من المعلم في المرحلة الابتدائية بقصد حفظ النظام ( أيديولوجية ضبط  الفصل  ، عكاشة والحدابي ، مجلة التربية المعاصرة ، العدد 18 أغسطس 1991م ) .

     اقترح جلاسر Gelasser  نظرية " الضبط " وقال على المعلم أن يبين ضوابط وقواعد نظام الفصل واقترح سبع خطوات تساعد على تعديل السلوك الصفي :

تقوية العلاقة مع التلميذ :
     بمعنى أن يقبل التلميذ لكن لا يرضى عن سلوكه السيء .
     يحاول أن يحلل أو يصف السلوك بهدف العلاج .
     أن يجعل التلميذ ينقد هذا السلوك .
     أن يساعد التلميذ طرح البدائل المرغوبة من السلوك .
     أن يراقب التلميذ وينبهه على التقدم الذي أحرزه .
     أن لا يقبل عذر التلميذ إذا أخطأ ويشعره أن مسئول عن خطأه .
     أن ينبه التلميذ بالعواقب المترتبة لهذا السلوك وأن ينمي شعوره بفداحة سلوكه .

     قد يكون وراء السلوك السيء عوامل التقدير أو القبول الاجتماعي ، فقد يتصرف التلميذ سلوكاً خاطئاً من أجل  الحصول على أساليب التقدير ، كجذب الانتباه أو البحث عن السلطة ، أو السعي وراء الانتقام ، أو التظاهر بالقصور والعجز ، ويقول " دريكرز  Dreikurs "  على المعلم أن يتجاهل التلميذ الباحث عن الانتباه ، وأما التلميذ الذي يطلب التسلط فقد يطلب من الفصل مواجهته ، وقد يرغبه في قيادة الفصل كي يعدل سلوكه ، والذي يطلب الانتقام فعلى المعلم أن يدرس حالته ويعالجه والذي يظهر العجز والقصور ، فعلى المعلم أن يضع معايير لرفع أداءه  ، وتساعده على الشعور بالنجاح والثقة  بالنفس .
     يوصي " جينوت  Ginott " بعدم الهجوم على شخصية التلميذ والحط من قدر ، بل يكون التركيز على سلوكه وفعله ، وعلى المعلم أن يقوي علاقته بالتلميذ وأن يوفر البيئة التعليمية التي من شأنها تجعل التلميذ يعدل سلوكه من الداخل ، مع مناقشة السلوك السيء ، واختيار القواعد والنتائج التي تمكن التلاميذ على التعلم .ويوصي " جيبوت " ببعض التوصيات منها:

     توجيه النقد للسلوك ولا تقلل من شأن التلميذ .
     عبر عن مشاعر اتجاه التلميذ .
     التعاون مع التلاميذ في الأنشطة .
     عدم استعمال أسلوب التحدي والأوامر كي لا ينفر منك التلاميذ .
     احترام آراء ومشاعر التلميذ .
     تجنب التعليقات أو السخرية التي تثير الحقد والكراهية وردة الفعل المعاكس .
     التريث في طرح الحلول المتسرعة ، بل شجع التلاميذ على الاستقلال الذاتي في إنجاز المهام .
     استخدام الثناء والمدح .
     الإصغاء للتلاميذ وتشجيعهم على التعبير عن الرأي .
     وقد أثبتت الدراسات أن الفصول التي ينشغل فيها التلاميذ فرادى أو جماعات في أنشطة تعليمية تثير اهتمامهم وتتحدى قدراتهم ، لا توجد الحاجة في استخدام أسلوب التسلط والشدة ، حيث يستمر التلاميذ في نشاطهم سواء أكان المعلم في الفصل أم لا ، لكن قد يتسبب التلاميذ ذو الذكاء المرتفع في خلق مشكلات إخلال نظام الفصل خاصة إذا كانت الأنشطة لا تتحدى قدراتهم ، فيستخفون بها لذا على المعلم أن يراعي الفروق الفردية لتلاميذه عند تدريس بعض الأنشطة والمهارات ... .
     ( الإدارة الصفية ، الرويشد وتقي )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق