السبت، 14 سبتمبر 2013

رعاية الوالدين وتنمية تفكير طفل الحضانة والروضة _ج3



كيف تجعل طفلك ينجح في الروضة ؟
     يكون وقت الطفل الذي يدخل الروضة اول مرة وقت متعة وسرور له ، فالأطفال الذين يشعرون بالسعادة لدخولهم الروضة أول مرة كأنهم يكافئون بالهدايا ، مما يجعلهم يحبون الدراسة ، وهنا يأتي دور الآباء في تهيئة اطفالهم لاستقبال السنة الأولى من دخولهم الروضة وفي تهيئتهم للنجاح الدراسي قبل مرورهم بتجربة النجاح ، وهذا الأمر يحتاج إلى غرس هذا الشعور في الأطفال لتقبل تجارب ومحاولات تتسم بالسعادة والمتعة أثناء وجودهم في الروضة .
     تعلم جديد يعتمد على المعرفة ، لذا فأي اكتشاف وخلفية للطفل يساعده على تقبل الأفكار الجديدة أثناء تعليمه ، فتعليم الأطفال بأبجديات الحروف والأرقام والانتباه والقراءة البسيطة والخط ، سيجعلهم يشعرون بالسعادة والحب للدراسة بعد دخولهم الروضة وتعليمهم هذه المعارف والحقائق ، مع تعليمهم عن مفاهيم القلق والضغط النفسي المصاحب لهذه الحقائق ،  فالأطفال الذين يتسمون بالقلق والضغط النفسي أقل تعلماً وتركيزاً في الروضة .
     الأطفال يملكون دافع التعليم الطبيعي وحب الاستطلاع لما يدور حولهم ، وعلى الآباء تنمية هذا الحافز وحب الاستطلاع في نفوس الأطفال كي يتهئوا على تقبل  أساليب التعليم بروح المتعة   ، على سبيل المثال : ألعاب الطفل تجمع بين التعليم والتعلم وأنشطة البدن وحركاته ، فكلمة " بطة " وكلمة " وزة " تعلم الطفل حروف الهجاء ( باء ، واو )  بعرض صورة " بطة " وصورة " وزة " ، وأيضا لعبة " الإخفاء والبحث " تصبح التجربة والمحاولة للتعلم من خلال إخفاء " أرقام وحروف ، ألوان ، اسم الطفل ، رقم التلفون ، عنوان المنزل " في مكان ما من المنزل وتطلب من الطفل البحث عنها .
     يقول سيمون Simon   : اهم لعبة ممارسة وتعلم كلمات الاتجاه والأماكن مثل : على ، فوق ، تحت .
     لعبة بنغو " لعبة الحظ والمقامرة " تساعد الطفل على التمييز ومعرفة الحرف أو العدد ، معرفة الاختلاف بين الأعلى والأسفل أو الأبعد والأدنى وبين الحروف والأعداد والأصوات والألوان .
     تستطيع أن تحصل على الصيد الثمين ، بينما أنت تتسوق أو تقود السيارة أو وأنت في البيت من خلال رؤية الطفل الحروف والأعداد والألوان والأشكال ، فتعلمه .
     وتستطيع كأب أو أم أن تلعب لعبة " أنا أكتشف " مثال : أنا اكتشف بعيني الصغيرة شيئاً ما " ثم تصف ذلك الحرف أو العدد او الشكل أو اللون الذي رأيته ، ويحاول طفلك أنت يخمن ما الشيء الذي وصفته ، ويحاول الطفل أن يصف شيئاً ، وهذا يساعده على تنمية مهارة التعبير الشفهي  بالكلمات .
     ومن خلال اهتمام كل طفل بشيء ما فأن هذا الاهتمام يزيد في تعلم الأطفال بعضهم ببعض .
     ويتعلم الأطفال من قطع الخشب أو المكعبات بناء برج باستخدام ألوان مختلفة من المكعبات أو العد أو الشكل ، وإذا كان الطفل يحب لون ما تعرض عليه رسم أو شكل قوس قزح ذا الألوان المختلفة للتعرف على اللون .
     يتعلم الطفل من لعبة " العجين " تشكيل الأشكال أو الحروف أو الأعداد .
     وتستخدم لعبة السيارة او الشاحنة ليتعلم الطفل الرسم والخط باتباع أثر السيارة باستخدام الطباشيرة او قلم الرصاص ..
     وتستخدم نماذج الحيوانات والديناصورات  الورقية كيف يقطع الطفل بالمقص ( القطع واللصق ) .
     الأشياء التي توجد في بيئة الطفل تهيؤه للروضة ، ومن خلال تزويد الطفل بعض الكتب ومحاولة القراءة أمامه كي يتعلم القراءة ويتقن مهارات التعبير الشفهي واللفظي ومهارة الاستماع ، التعرف على جهات : اليمين واليسار .. وغرس حب القراءة وفائدة الكتاب كل ذلك تهيئة الطفل لأجواء المدرسة .
     تقبل عقلنا للمعلومات والحقائق عما يدور حولنا على أي مستوى من الإدراك فأن ما بين 80-90% من المعلومات تأتي من خلال حاسة البصر ، لذا تعويد الطفل على الاستفادة من هذه الحاسة في التعلم ، فالحروف والأعداد والألوان يجب ان توضع في الأماكن التي يراها الطفل باستمرار ، وهذا ما تفعله المدارس في عرض المصورات والنماذج على جدران الفصل كي يراها التلاميذ .
     يتعلم الأطفال الكبار من الموسيقا مفاهيم كثيرة ، في العادة يتعلمون حروف (  ABC    )   عن طريق الغناء والإيقاع الموسيقي ، توجد اشرطة تسجيل لتعليم الأطفال الحروف والأعداد من خلال نغم الموسيقا .
     في فترة الابتعاد عن الطفل لفترات قصيرة بسبب انشغال الوالدين في دورة تدريبية أو ترك الطفل مع المربية ، هذا الابتعاد قد يسبب قلقاً للطفل خاصة الطفل الذي لم يتعود أن يبتعد عنه والداه ولو لفترة محدودة ، لكن هذا الابتعاد قد يجعله يتعلم ويمرح في الروضة أحياناً .
     ليس المهم أي طريقة او أسلوب تستخدمه مع طفلك ليتعلم إلا أن المهم هو أن يشعر بالمتعة والسعادة أثناء التعلم كي يحب التعلم و الروضة والمدرسة ، ودعه يختار من الأنشطة التي يحبها ، ولا تستخدم طريقة واحدة في التعلم حتى لا يمل ويكره التعلم .
     الأطفال مثل الزهور تتفتح في بعض الأوقات فيأتي دور الوالدين في غرس حب التعلم فيهم (2010، Tina O,Block) .

خطة رعاية متابعة الطفل : تجارب عملية :
     هل نريد من أطفالنا كيف يعتمدون على أنفسهم في شرب الحليب أو الماء أو هل نريد منهم أن يفكروا قليلاً بثقافة أسرهم ، وهذا غير صعب ؟ لكن كيف نبدأ ؟
     الكثير يتكلم عن الطفل الموهوب ولكن في الحقيقة أن الطفل يولد ولديه طاقات كامنة في داخله وكما قال أوريسون ماردن Orison Marden  :
     في الإنسان قوى نائمة وكامنة تدهشه لا يحلم في امتلاكها ، هذه القوى تغير حياته إذا ما استخدمها .
     هذه العبارة صحيحة في حق طفلك ، ليس فقط أنه موهوب بل حتى في حق غيره من الأطفال ، نافلة القول أن الوالدين قد ينميا تقدير الذات لدى طفلهما .
     الأطفال الذين يقدرون ذواتهم هم سعداء وناجحون ، وعدم تقدير الذات شائع في الأطفال الذين تحصيلهم الدراسي ضعيفاً في المدرسة ولهم مشكلات سلوكية ويعانون من الضعف الدراسي .

الطفل حديث الولادة :
     الطفل حديث الولادة العاجز فيأتي إلى الحياة وهو مزود بقوى وطاقات تساعده على ما يرغب به ، ليس فقط من خلال البكاء ليأتي والداه إليه ، بل ويستخدم أعضاء جسمه أو لغة تعابير الوجه ليقول ما يريده ، فالطفل يتعلم الابتسامة وهو صغير جداً أن الابتسامة أداة تواصل في ذاكرته ( مخه وعقله ) الطفل مع هذه الابتسامة وبتحريك أصابع يديه قد يود أن يقول : " مامي ، بابي " .
     في هذه الخطوة الأولية عليك التفاعل مع كل محاولة تواصل لدى الطفل ، من خلال ملاحظة ومتابعة بكاء الطفل ( وهذا لا يعيقه التدرب على هذا الروتين ) مرآة التواصل من خلال تعابير الوجه ومكافأة واستجابة لصوت الطفل للثناء عليه .

الخطى والدرج ( الحبو ) :
     الخطى والحركة في كل شيء نجده في محيطنا  ، هناك تعلم سريع يمارسه الأطفال خلال ما يدور حولهم ، ليكتشفوا كل شيء وباللمس ومحاولة وضع وأكل كل شيء تتناوله أيديهم ،  أنها خطوة حاسمة يتخذها بعض الآباء عن طريق هذه الملاحظة ، نعم عليك كأب وأم  مراقبة سلوك الطفل كي لا يجرح نفسه أو  يتلف شيئاً ثميناً ، وتحتاج أيضا أن تعطيه فرصة التعبير عن سلوكه دون نقد أو ضجر لأنه يتعلم وينمي تفكيره من خلال اللمس والتذوق .
     ابعد عن الطفل أدوات الطبخ وغيرها ووفر له الدمى و( الألعاب ) كي يلعب بأمان وحاول أن تجلس على الأرض وتداعبه ودعه يراقبك ليحاكيك ويقلدك ، ويستطيع ان يلعب الطفل في المطبخ بقدر أو معلقة من خشب والأم معه في المطبخ وهي تطبخ .

التأديب والتدريب  :
     أريد أن أأكد على ما جاء سابقاً على أن التأديب مهم جداً في هذه المرحلة لأني لا أريد أن يفكر ( الوالدين ) فيما مضى من أني أحاول ان أفسد وأدلل طفلك ، ويقول بعض الآباء  يدعي أن هذا " يسمح للطفل أن ينال حريته عندما يكبر ، هؤلاء الآباء يرغبون أن يتدرب أطفالهم على ما يتمنون ، ولكن إذا أردت أن يتربى الطفل ويصبح ناجحاً عندما يكبر ، عليك أن تعمل جيداً من خلال تربيته وتعليمه من وجهة نظر المجتمع ، ومن المهم على الطفل  أن يتربى بنفسه من خلال مساعدة الوالدين لما ينجزه الطفل وما يريده من الناحية الأخلاقية والعرفية .
     التأديب يكون من خلال الحواس والتفكير وما هو ملائم لمراحل نمو الطفل ، على الوالدين أن يجاهدا ألا يفقدا أعصابهما وإنما أن يأدبا طفلهما بجد ، لكن متى يكون التأديب مناسباً ؟ عندما يرى الوالدان ذلك حسب الظروف المتاحة .

التحدث مع الطفل :
     تجنب أسلوب توجيه النقد للطفل ، مع الثناء والمدح والتشجيع له عند كل فعل حسن حاول أن تمدح الطفل على فعل حسن يومياً ، هل تجد صعوبة ومشكلة في هذا الثناء أو المدح ؟ حاول أن تكلفه عملاً يقدر عليه لكي تمدحه ، لأن الأطفال يحبون الاستحسان من الكبار ، ولا تنسى أن تشجعه دائماً ولو أنه فشل في أداء الفعل المطلوب دعه يجرب ويجرب .
     والمثال الجيد أن توضح أهدافك في تربية الطفل باستخدام أسلوب المدح وقاوم الإغراء ولا تغتر أو تترفع في عدم مدح الطفل ، كلمة : شكراً مهمة في تنمية تقدير ذات الطفل .
والجانب الآخر من صياغة ابتكار التحدث هو الاستماع ، أنه مهم جداً أن تستمع إلى طفلك ، متى ما أقلق طفلك شيء ما لا تجعله تحت السجادة بقولك : لا تكن ساذجاً وبسيطاً ، وقد يبدو لك ذلك تافهاً لكن طفلك ينظر إلى ما تهتم به وما تؤكد عليه ، فإذا قلت : أنا آسف أنك حزين وقلق ، فأن طفلك سيبحث عن حل المشكلة ، أو يضع الحادثة خلفه دون طلب مساعدة منك ، أو تقدم له حلاً .

قوة الرغبة :
     يمكنك منح طفلك ظروف تعليم حسنة ، ابحث عن أساليب النجاح له ، ضع أهدافاً في تحقيق مواقف لو خيالية ولكن  هذا لا يكفي ، كل هذه الأشياء الجيدة لها مطلب حيوي واحد ، وهو ماذا تريده بالضبط في تنمية التعلم لدى طفلك ؟
     الرغبة المثيرة والمتوقدة  هي أول شيء في طريق إنجاز المهام ، وكأب أو أم أنت في موقع فريد من تأثير على رغبات شخص آخر أي طفلك ، وبعد بلوغه العاشرة من عمره فأن تأثيرك يقل عليه لأنه يتأثر بآراء زملائه وأصدقائه أكثر من تأثره بآراء أبويه .
     علم الطفل بالتدريج خلال سنواته الأولى من عمره ومن خلال ما يرغب به من رغبات نافعة ، علمه كيف يكون مجتهداً في المدرسة حتى يكون مميزاً في عمله بالمستقبل بدلاً من الاعتماد على فطرته وموروثاته .

كيف تغرس الرغبات بالطفل ؟
     من خلال سرد القصص لأن الأطفال يحبون القصص ، اخلق قصة أبطالها يضحون في بعض رغباتهم من أجل شيء بالتغلب على التحديات ، جرب سرد القصة له والطفل يعرف معنى النجاح وأثر المراجعة والاستذكار على تقدمه بالمدرسة ، وقصة تبين رغبة الطفل في التخطيط لسفر إلى مكان ما ، وكيف يتمتع بهذه الرحلة ويحقق رغباته .

اختر القصة التي تعكس حياة الطفل وما يتمنى أن يحققه من أماني .
     المؤلف الشهير نابليون هيل ، Napoleon Hill  كان يسرد قصة لطفله الذي لديه إعاقة سمعية كي يتغلب طفله على مشكلة السمع ، وأن هذه الإعاقة يفتح له آفاقاً في النجاح بالحياة ، واستطاع الطفل أن ينهي دراساته الجامعية ، واستطاع أن يعالج نفسه ويتغلب على هذه الإعاقة ، وأن يحقق امنية والده في علاج ملايين من فئة الصم .
     إيجاد بيئة ملائمة لراحتهم وسعادتهم كمطلب أساس في تربيتهم ورعايتهم ولكن ذلك ليس سهلاً عليهم إذ كيف يتقنون بما يختارونه ، ويمكن أن يعتمدوا على العوامل الخارجية التي تؤثر على إعاقة اختيارهم ، دعنا ننظر كيف ننحرف في تشكيل بيئة المنزل  بوجود هذه العوامل ونحن بصدد تعديل سلوكهم ، هناك ثلاثة سلوكيات للآباء تؤثر في اتجاهات الأطفال وفي سلوكياتهم : سلوكياتنا اليومية التي يشاهدوها فينا ، وموقفنا اتجاههم ، وعدم الثقة بهم .

النموذج الخارجي لسلوكياتنا :
     الطريقة التي تؤثر على نظرتنا لسلوكيات أطفالنا مهمة ، لأنا نرسم صورة لشعورهم من خلال  تصرفاتنا التي يشاهدونها ، كيف نتصرف وكيف نشعر ؟ وكيف نفكر ؟ أطفالنا يرونا  وبنظرة خاطفة من خلال ما تعكسه سلوكنا عليهم من الداخل فيتأثرون بهذا السلوك الذي يرغبون به أثناء نموهم الطبيعي ، عند عدم الاهتمام بهذا فان العامل الخارجي يؤثر على سلوكهم .

حالة ظروفنا مع الأطفال :
     والزلة الأخرى للسلوك الاجتماعي هي سلوكنا المشروط مع أطفالنا ، وليس هناك قوة تقنع أطفالنا للنظر الظاهري أكثر من النظر الداخلي للعبارات  ، هناك أمثلة على ذلك :
     - استخدام عبارات ملاطفة مع اللمس للتعبير عن حبنا لهم : كقولنا " أنا أحبك ولكن ... " ،"  أنا أحبك إذا ....، " و " أنا أحبك متى ... " .
     - إظهر حبك لهم ليعلموا أن هذا الحب يتفق مع الفعل السوي والجيد الذي نتوقعه منه .
     - هذا الاعتقاد يجعلهم يعتقدون أن حبنا لهم بسبب أفضل من حبنا لهم كأفراد .

عدم الثقة في أطفالنا :
     ليس هناك ثقة بأطفالنا في اختيار ما يناسبهم ، وهذا الأمر يجعل الأطفال يعتمدون على الظروف الخارجية بدلاً من الاعتماد على انفسهم .

كبح جماح :
      إخماد روح الإبداع في أطفالنا .
     منع إتاحة  فرص لهم في تجربة واكتشاف الظروف غير خطرة .

رقابة الوالدين وسيطرتهم :
     خلال القرون الماضية الوالدان يعملان غسيل مخ للطفل لاعتقاد أن أفضل طريقة لمساعدة الأطفال في بذل الرقابة باستخدام حجم وتجربة ما يمتازون به من صفات ليختار الأطفال ما يشاؤون بأنفسهم من صفاتنا .

أمثلة للتعامل مع الطفل من خلال المواقف التي تبين سيطرة الوالدين :
     إذا أذنب وأخطأ الطفل يقال له : كم أنت حقير ؟ هذا الأمر يجعل الأطفال يشعرون بالأثم ويجعلهم يفكرون إنا لا نحبهم .
     ولكن  إذا قلت له : أنت شاطر وإذا كنت تحبني يجب عليك أن تبذل مجهوداً أكبر في المدرسة ، ( الطفل يشعر بالإحراج ويعلم أنه قد أخطأ  ) .
     أوه كم هو جميل أن أجهز لك وجبة الطعام للمدرسة غداً ، وأخدمك أكثر ، كأني خادم  ( الفداء والتضحية ) .
     ماذا يعني أنك رسبت بمادة الكيمياء ؟ ووالداك كيميائيين من أجل الرب ، لقد جئت عاراً لاسم العائلة ( الخجل ) .
      هذه العبارات قد تنبه الأطفال للاعتماد على ذواتهم وتوجيهها نحو الأفضل ، و يجعلهم يعتقدون ما هو الشيء الحسن الذي نريده فيهم أكثر مما يريدونه هم .
     لا تفكر دع ذلك لي ؟ الأب ( الأم ) يعلم أحسن .
     توجد ست حيل يستعملها الآباء ليخبروا أطفالهم كيف يفكرون ، كيف يتصرفون ، كيف يشعرون ؟ وعلى الرغم من أنا لا نستطيع وقف هذه العادات إلا أننا نجرب ما هو صالح لهم .

النقد والسخرية :
     هناك شكل من التقويم يرسل إشارة إلى الأطفال أنهم في طريق خاطيء قد يؤثر على ما تقرره أنفسهم ، لذا يعتقدون أن هناك أشياء تحل محل حبنا لهم ، وعليهم أن يعتمدوا علينا وعلى الآخرين ( الكبار ) لزيادة تحصيلهم الدراسي وتنمية ذاتهم .

إصدار الحكم والتقويم :
     حكمنا وتقويمنا يمثل ملاحظتنا ومواقفنا على أطفالنا مما يجعلهم يظنون أننا نفكر أفضل لهم وآراؤنا أحسن من آرائهم .

مثال:
     " مادة القراءة  مادة صعبة وقاتلة " .
     " أنت غير ماهر وبارع وهذا ليس عيبك ؟ "

التأكيدات نوع من التقويم أيضا أنظر إلى هذه الجملة :
     " حسناً ، كنت قلقاً عندما كنت في المدرسة الإعدادية أيضا " .

     هذه العبارات ترسل رسائل للأطفال إذا كانوا ليسوا مثلنا فأنهم غير مرغوبين فيهم مما يجعلهم يصيبهم الإحباط وعدم الثقة بالنفس ، وعلينا أن نبين لهم أن هذه العبارات مجرد  آراء وليس مرسوماً رسمياً محفوراً في الحجر .

التأنيب والعقوبة غير المنطقية :
     النقد والتوبيخ عبارة عن تحذير إلى أطفالنا عن الطريق الذي رسمناه لهم يأخذ صفة التأنيب القاسي وهو اعتراف أنهم وأخطأوا الطريق ، وقد يعكسوا شعورنا السلبي خاصة الغضب وخيبة الأمل .
     مثال : كيف تجرأ أن تتحدث معي بهذه النبرة من الصوت ، أيها السيد ؟
     لم تأخذ القمامة إلى الخارج بعد ، لا أصدق أنك كسلان إلى هذه الدرجة ؟ 

تلقين التفكير :
     هذه الخطوات تحول عمليات تفكير أطفالنا إلى تفكير تلقيني أمثلة على ذلك :
     " يجب أن تثق بنفسك لتحصل على درجات عالية في تقريرك  " .
     " يجب أن تخجل من نفسك هذا أخوك شكل فريق كرة القدم بدون مشكلات " .

     هذا التلقين يجعل الأطفال ماذا  يجب أن يفكروا ، بينما سيوقفون تفكيرهم كيف سيفكرون وكيف سيشعرون ، من الأفضل اتباع ما يلي :
     " لقد بذلت مجهوداً في حلقة المناقشة ، ليس بمستغرب أن تحصل على " امتياز " فما شعورك ؟
     "  لم تشكل فريق كرة القدم ، حسناً أنا أعلم أنك بذلت ما في وسعك ، ماذا تشعر  ؟  هل ستحاول  تشكيل هذا الفريق في الفصل الدراسي القادم ؟

كما ترى هذه الأمثلة تشجع أطفالنا على كيف يستخدمون مهارة الجدال ليدركوا عملية تقويمهم وحلهم للمشكلات ، وهذا لا يجبرهم على قبول آراء غير آرائهم .

فوق الرقابة :
     للتأكد في خلق الفشل في النفس فأننا نستخدم أساليب قسرية ( جبرية ) مثل الفرض والعقاب البدني والتهديد والإنذار .
     في الفرض والضغط نخبر أطفالنا كيف يديرون حياتهم ، أمثلة على ذلك :
     " لا تنسى أدواتك ، بدلاً من هل نسيت شيئاً قبل أن يأتي باص المدرسة " ؟
     " عليك أن تلبس خوذة الرأس إذا ركبت دراجتك وأنت خارج ؟ بدلا من ركوب الدراجة بدون خوذة الرأس  فأنه غير آمن  " .
     " البس معطفك ، الجو بارد جداً في الخارج ، بدلا من المفترض أن تنخفض درجة الحرارة دون العشرينات بعد الظهر " .

     وكما ترى أن من السهل أن تخبرهم ماذا يفعلون لكن  من الأفضل عليك أن تعطيهم الإرشادات والتعليمات لينموا مهارة الاعتماد على النفس حل المشكلات من خلال ما يمرون به من صعاب وتحديات وما يختارونه من آراء خاطئة .
     العقاب البدني لا يشجع على توجيه النفس ، يشعر الآباء ان التوبيخ والصفعة ( الضرب ) قد يجعل الأطفال مطيعين ويرسم على توفير السعادة معظم اليوم  بينما يرى الآخرون فقد السيطرة والفشل في إيجاد البدائل ، هناك طريقتان  :الأول أن العقاب حل لكثير من المشكلات  والثاني : يخبر أطفالنا أنهم أناس حقراء ويجب السيطرة عليهم بسبب مشكلاتهم .

التهديد والإنذار من أساليب الآباء للسيطرة على الأطفال :
     " إذا لم تضع الفراش تحتك سوف تنام على الأرض لمدة شهر " .
     " هذه أخر مرة انذرك فيه ، إذا لم ترفع درجاتك في الفصل الدراسي القادم " .

     العقاب البدني يكره أطفالنا على ما نريده منهم ، وعندما نوجههم نحتاج أن نتركهم ليفكروا ، وكي يعتمدوا على أنفسهم ويوجهونها ننمي فيهم حسن التصرف وكيف يفكرون بأحسن طريقة .

الإنقاذ :
     من الشائع في المجتمع وعند الوالدين عدم تعرض الأطفال إلى التحديات وفك نزاعهم وصراعاتهم وإنقاذهم من نتائج تصرفاتهم الخاطئة ، نفعل ذلك كي لا نكون مثل الآباء المهملين ولا نكون مزعجين ، ولا نتحمل أن نراهم يعانون أو يتأذون ، ونجنب عنهم المشكلات والنزاع .
     وإذا أجزنا لهم أن نجنب عنهم عملية التفكير  ، سوف نشجعهم على إخفاء الفشل فيهم فيكبر الأطفال ويعتقدون أن ليس هناك أمان لنجيب عن أسئلتهم بما يعانون لأننا لم نعطهم فرصة للتعبير مثال :
     دعني أجعلك ترى كيف تكون ؟
     هناك ثلاثة سلوكيات في هذا المجال : الضغط على الأطفال ليكونوا النموذج الذي نرسمه في ذهننا ، أو أن نقارنهم مع غيرهم ،  أو نستخدم المعايير الدولية في تقييمهم .

الضغط مع التعديل :
     نحن نخضع لطبيعة أطفالنا ولكن نضغط عليهم ليتلاءموا مع الآخرين ، ونصر أن عليهم أن يلبسوا الملابس التي نحبها ونشتري لهم ما يضرهم أو لا ينفعهم .

مثال :
     لا يمكن أن تخرج هكذا لتبدو أمام الناس أضحوكة .
     لا تلبس هذا المعطف ( الصوف الكشميري ) مع هذه الملابس ليس هناك تلائم بينهما اذهب والبس القميص الأبيض .
     يجب أن نرض ما يحلو لهم ولأذواقهم ولا نفكر ونختار ما نريده لهم ، هذا يجعلهم يتأثرون بالعوامل الخارجية في صنع قراراتهم مستقبلاً .

أسلوب المقارنة :
     استخدام أسلوب الآباء أسلوب المقارنة من الأساليب للضغط على الأطفال وجعلهم أفضل في نظرهم .

مثال:
     لماذا لم تقدر أن تكون مثل الآخرين في اختيار فريق كرة القدم .
     اسمع هراء ( صوت) خلف الباب ، لا تكن مثله في إزعاج الآخرين .

     هذه المقارنات تجعل الأطفال شعورهم عن أنفسهم غير صالح وتالف ، وهذه المقارنة تجعلهم أننا لا نثق بهم وأن يكونوا أملاً لنا مستقبلاً ، لذا يخاف الأطفال من تقويم أنفسهم ويجعلهم يعتمدون على العوامل الخارجية مثل آراء الآخرين ليقيمونهم .
     من المستحسن أن نقارن نحن بين أداءهم وتحصيلهم في الماضي بدلاً من الآخرين وهذا يدعهم يكتشفون التغيرات في أنفسهم ، عندما يتعلمون استخدام أنفسهم في التقويم لقياس التحديات  يكونوا سادة انفسهم .

الحيل والخدع  :
     هذه من أساليب الضغط على الأطفال لكي يفكروا ما نقرره عليهم  ، وغير مهم هذه الملاحظات تحدث أم لا ؟ ومهما كنا كباراً أو حكماء ، سوف يفشل الأطفال ، وهذه امثلة :
     " يا عزيزي لا تستطيع أن تساعده ، أنت دائماً تكون قاريء بطيء .

     هذه الإشارات تكون مادة للاعتذارات والتبرئة للأطفال في المستقبل ، وسيصبحون قلقين ومشوشين حول حقيقة شخصيتهم ، يريدون أن يعرفوا من هو بداخلهم .

وهذه بعض التعميمات :
     " أنت تفقد كل شيء ، سوف تفقد رأسك إذا لم تحافظ على أدواتك " .
     " أنت دائماً تضيع وقتك سدى " .
     " أنت دائما لم تحصل على الشيء الجيد " .

     تحمل هذه التعميمات معنى كلمات " أبداً " ، "  دائما"  وتجعل الأطفال ينزعجوا من انتقادنا لهم وتثير حفيظتهم ، ويفكرون أن هذه المواقف تجعل تفكيرهم وحركتهم سالبة وتمنعهم من التعرض إلى التحديات التي تواجههم في الخارج أو في عالمهم .
     هذه العادات السيئة تنتقل من جيل إلى جيل ، وتتأصل هذه العادات في الأطفال الذين يأخذونها بدورهم من الآباء ، وإذا فهمنا ردة أفعالهم السلبية ، وتعلمنا هذه البدائل تكون صلبة وراسخة مما يعنى تجاهلهم للرعاية الأبوية ، وعندما نفهم ما نقول إلى أطفالنا وكيف نتصرف حيالهم عندما نقرر ذلك بعد أن يكبروا وأن يفكروا بأنفسهم أو يصبحوا كالدمى تحت رحمة ثقافة الاستهلاك أو سوء الاستعمال ،  ونشكل خطوة أولى في بناء أفضل عالم للأطفال (   2010،  Dr. Elisa Medhus ) .

المصادر والمراجع :
جريدة الوطن الكويتية 1/12/2011 .
جريدة الجريدة الكويتية  2009 .
كتاب علم نفس النمو ، مجموعة المؤلفين ، ط2 الكويت 2001 .
رمضان محمد القذافي : رعاية الموهوبين والمبدعين ، ط2، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 2000 .
فاتن عبد اللطيف : نمو الطفل والتعبير الفني ، المكتب العربي للكمبيوتر ، الإسكندرية ، 1999.
 كوثر حسين كوجك : منهج مقترح لتنمية مهارات الاختراع والإبداع ، ضمن أعمال المؤتمر القومي للموهوبين ، القاهرة ، وزارة التربية والتعليم ، 9 أبريل 2000.
مجدي عبد الكريم حبيب : بحوث ودراسات في الطفل المبدع ، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 2000 "أ".
 محمود عبد الحليم منسي : الروضة وإبداع الأطفال ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1994. . 
الهولي عبير وجوهر سلوى ، الأركان التعليمية في رياض الأطفال ، دار الكتاب الحديث الكويت 2006 .
المشعان ، منيرة عبدالله ، رياض الأطفال في الكويت من النشأة والتطوير  ، الكويت 1995 .
سبتي ، عباس ، الضعف لدى طلاب الابتدائية ، مجلة المعلم الكويتية العدد 1458 ، 2 نوفمبر 2006 .
الجهني ، ليلى ، دور الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة بعض القيم المرغوب فيها ، كلية التربية المدينة المنورة ، موقع منتدى أطفال الخليج 2008 .
كرم الدين ، ليلى ، رعاية وتربية الأطفال بمرحلة الطفولة المبكرة ، موقع أطفال الخليج الاكتروني 2010 .
موقع كنانة اون لاين الاكتروني .
موقع منتديات ستوب الاكتروني .
 موقع الصفوة لتنمية المهارات الاكتروني .
موقع بلدية الكويت الاكتروني .

 Larson ,Susank,Computer-assisted instruction in literacy skills for kindergarten students and perceptions of administrators and teachers., University of North Texas, 2007
Meckes, Shirley A ,The effect of using the computer as a learning tool in a Kindergarten curriculum   Salve Regina University, 2004
   Meyer, James , A Five-Year follow-up:Teachers perceptions of the Benefits of Home Visits for Early Elementary Childern , 2011 
   Andrew Loh ,     Reggio Emilia Approach ,2006
Elisa Medhus , Families That Think - Creating the Proper Family Environment So Our Kids Can Think for Themselves ,2010
        Carrie Lauth   , Another Breastfeeding Benefit – QI Intelligence and Brain development,2011   ،   

Linda Milo , 5 Tips On How Parents Can Take Control of Their Lives,2011


 How to Help Your children be Successful in Kindergarten , 2012 Tina, O,  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق