الاثنين، 16 سبتمبر 2013

رعاية الوالدين بتنمية ورعاية تفكير طفل الروضة ...



رعاية الوالدين بتنمية ورعاية تفكير طفل الروضة - دراسة مكتبية
الباحث / عباس سبتي
أبريل 2012

مقدمة :
     إن فترة الطفولة تحتاج إلى مزيد من العناية والإمداد بجميع الوسائل التي تؤدي إلى نمو الطفل الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي ، وتوجد مؤسسات تعنى بتربية ورعاية الطفل منها الأسرة ثم بقية المؤسسات التعليمية ، وسواء بتوفير الأمن والراحة والحنان أو توفير الغذاء الجيد أو تنمية الفكر وتنمية التواصل الاجتماعي .
     فبدايات التفكير الإبداعي ومقوماته لدى الطفل تتمثل في تلك الخصائص التي تميز  مرحلة الطفولة المبكرة مثل اهتمامه بتبادل الأشياء والتعامل معها والتعرف عليها ، واهتمامه بالاستكشاف والاستطلاع ، واهتمامه بالتجريب والتعرف على مكونات أو عناصر الشيء ، بجانب القدرة التخيلية التي يتميز بها الطفل ، والتي تظهر في مواقف وأنشطة لعبه الإيهامي ، وكثرة الأسئلة التي يحاول أن يحصل منها على إشباع حب الاستطلاع وحاجاته إلى البحث والاستقصاء ، بحوث تعليم الأطفال أكدت على أن الأطفال كثيرا ما يخبروننا ‏بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم واستعمالهم للدمى والمكعبات ‏والألوان والصلصال ، من حلول القرن الحادي والعشرين ظهرت أهداف جديدة للتربية  تنمية التفكير الإبداعي من خلال حل المشكلات بطريقة غير متوقعة .
     يعتمد الوالدان على تعليم ابنهما على مراكز ومؤسسات الحضانة قبل سن الرابعة ، و رياض الأطفال ما بين الرابعة والسادسة ، ولما يأتي الطفل إلى البيت لا يمارس أو يتابع ما أخذه في هذه المؤسسات  لأنه ليس هناك واجبات منزلية ولا متابعة منزلية خاصة لإنشغال الوالدين بالعمل والوظيفة ، وليس من واجبات الوالدين تعليمه لأن ذلك من اختصاص المؤسسات التعليمية ، مع ذلك هناك من أولياء أمور الأطفال من يشتري الألعاب الكثيرة أكثرها لا تعلم الطفل كيف يفكر وكيف يتعلم بنفسه ، وأكثرها إما دون مستواه العقلي أو فوق مستواه العقلي وبالتالي هذه الألعاب عديمة الجدوى ويتلفها الطفل ، ومنهم من يترك الخدم والمربيات تحل محل الأم في التربية وتوفير الحنان والرعاية قبل ذهاب الطفل إلى الحضانة أو الروضة وبعدها .

مشكلة الدراسة :
     تطور منهج مرحلة رياض الأطفال بعد أن كان التعليم التلقيني الذي يعتمد على حشو المعلومات إلى التعليم الإبداعي الذي يعتمد على التفكير وطرق مواجهة المشكلات وتقديم الحلول الإبداعية لها ، ولكن يشتكي كثير من أولياء أمور الأطفال أن طفلهم لم يتعلم شيئاً مفيداً في الروضة سوى الرقص والغناء حتى أن بعض أولياء الأمور من يلحق ابنه بمؤسسة رياض أطفال أهلية وخاصة حيث يتعلم الطفل اللغة الانجليزية والتعامل مع الحاسوب والرياضيات وكيفية التفكير و... .
     في تقرير البنك الدولي نشر في إحدى الصحف المحلية في 30/8/2006 م بخصوص أوضاع التعليم بالكويت أن أضعف مراحل التعليم في الكويت هي المرحلة الابتدائية بسبب ضعف كفاءة المعلمين ، وهذا الضعف يستمر بعد انتقال الطلبة إلى المرحلة المتوسطة ، صحيح أن التقرير لم يتعرض إلى ضعف مستوى أطفال الرباض إلا أن ضعف مستوى الطلبة بالابتدائية من أسبابه تدني مستوى الأطفال المنقولين من مرحلة الرياض إلى المرحلة الابتدائية ( سبتي ، مجلة المعلم الكويتية العدد 1458 ) ولعل هذا الضعف جاء من سلبية التعاون والتفاعل بين الروضة والبيت وعدم  متابعة الوالدين طفلهما بعد عودته من الروضة .

الهدف من هذه الدراسة :
     تؤكد هذه الدراسة على التركيز على الجانب المعرفي والعقلي للطفل مع الإشارات مختصرة بالجوانب الأخرى لبناء شخصية الطفل : الجسمية والنفسية والاجتماعية ، ولو أن هناك ترابطاً وثيقاً بين هذه الجوانب بعضها ببعض .

ومن أهم أهداف الدراسة :
     تعزيز دور الوالدين في تنمية التفكير لدى الطفل .
     بيان بعض المعوقات التي لا تشجع الطفل على التفكير في الروضة .
     تشجيع الدولة  الوالدين ماديا ومعنوياً  للاهتمام بالطفل .

المفاهيم :
     مرحلة الطفولة المبكرة تشير إلى الأطفال من عمر الميلاد وحتى عمر ثماني سنوات .

رياض الأطفال :
     يعرف قاموس التربية روضة الأطفال بأنها "مؤسسة تربوية خصصت لتربية الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3، 6 سنوات، وتتميز بأنشطة متعددة تهدف إلى إكساب الأطفال القيم التربوية والاجتماعية وإتاحة الفرصة للتعبير عن الذات، والتدريب على كيفية العمل والحياة معا"ً .
     وفي مفهوم آخر الرياض هي مؤسسات تربوية تنموية لها دور هام في تنشئة الطفل وإكسابه فن الحياة باعتبار دورها هو امتداد لدور ألأسرة فالروضة توفر للطفل الرعاية لكل صورها وتحقق مطالب نموه وتشبع حاجاته وتتيح له فرص اللعب المتنوعة ليكتشف ذاته ويعرف قدراته ويعمل على تنميتها ويتشرب ثقافة مجتمعه، فيعيش سعيدا متوافقا مع ذاته ومجتمعه  .

اللعب التربوي :
     هو نشاط موجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية ، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية لهم .

الرسوم المتحركة :
     وهي عبارة عن أفلام كرتونية تمثل شخصيات إنسانية وحيوانية ونباتية وجمادية تثير انتباه الطفل وتفكيره .

أنشطة مساعدة على إثارة فكر الطفل :
     وهي أنشطة أو ممارسات أو مهارات يقوم بها الطفل لإثارة تفكيره مثل : الملاحظة والتنبؤ والتجريب وإيجاد العلاقات بين الأشياء والتصنيف والتواصل .

خصائص ومراحل نمو الطفل :
     سيكون الحديث عن الطفل منذ الميلاد وإلى السنة السادسة بداية دخوله المدرسة يبدأ نمو جسم الطفل ويزداد وزنه كلما كبر كذلك يصاحب النمو الجسمي النمو الحركي ، والحركة تساعد على توازن الجسم ونمو العضلات ومن مظاهر النمو الحركي الجلوس والوقوف والحبو والمشي ، والحركة تساعد الطفل على مسك الأشياء ورميها وملاحظتها ، ويعد اللعب نقطة بدء في للنمو المعرفي وهناك تداخل بين العمل والعب في عقل الطفل بهذه المرحلة .
     وينمو الخيال مع الطفل بنمو حركات أعضاء جسمه وقد يستغل بعض التربويين الرسم والتلوين لتنمية خيال الطفل مع عدم استخدام كراسات الرسم والتلوين دائماً من أجل استخدام وتنمية خياله .
     توجد في الطفل آلات أو حواس تساعده على التعلم وملاحظة ما يدور في محيطه فالحواس الخمس تساعده على معرفة الأصوات وشم الروائح وتذوق الأطعمة  والتواصل مع غيره .
     وينمو الذكاء عند الطفل حتى السنة الثانية ويسمى بالذكاء الحسي والحركي وهذا الذكاء يجعل الطفل يتعامل مع الأشخاص والأشياء ويتعرف على النافع له والضار .
     في دراسة هولندية حديثة نشرت جريدة الوطن الكويتية بعض نتائجها :  أن فترة عامين هى أفضل فاصل زمني بين الولادات لتنشئة أذكياء، حيث تقول الدراسة أن الأطفال الكبار ممن تم إنجابهم قبل عامين من ولادة شقيق آخر، أكثر ذكاء، ويسجلون درجات أعلى في اختبارات الرياضيات والقراءة عن أقرانهم ممن ولدوا في تباعد زمني أقل ، ويري بعض أن اطالة مدة الفاصل الزمني للإنجاب تتيح للآباء منح كامل الانتباه والاهتمام للطفل الأول وتنمية قدراته العقلية  ( جريدة الوطن الكويتية  1/12/2011) .
     يتعلم الطفل النطق وسماع اللغة وتقليد الأصوات ويناغي الطفل نفسه ويبتسم كي يتصل بالآخرين خاصة بأمه وأبيه ويبدأ بالكلام بنطق كلمتي " ماما وبابا " وقد يصرخ كي ينبه غيره أو أنه يريد شيئاً ما ثم يقلد الكبار في تلفظ بكلمات وتزداد حصيلة الطفل اللغوية خاصة في السنة الخامسة خاصة إذا ما استمع إلى القصص .
     وتمثيل الطفل أحد ادوار القصة مع تنمية حاسة السمع أثناء قراءة المعلمة أو الأم لمقطع من قصة او حكاية ، وتشجيع الطفل على تبادل الحديث والنقاش معه حول قضايا تهمه في الروضة وفي المنزل .
     مرحلة الطفولة المبكرة تعد مرحلة الاكتشاف والتجريب لدى الطفل حسب درجة ذكائه وتوفير الأدوات اللازمة لنمو الجانب العقلي ، وخاصة من خلال ممارسة اللعب التمثيلي بأن يقلد الطفل دور الأب  والكبير والطفلة دور الأم .
     يمتاز طفل هذه المرحلة بالتمركز حول الذات ونمو الأنا او ما يسمى " الأنانية " أي يحب كل شيء لنفسه ، وقد يتنازل عما يريده أثناء اللعب من أجل السرور مع زملائه ، يعتقد أن كل شيء فيه حياة وله حركة حتى اللعبة او الجماد ولكن الطفل لديه مفاهيم ثابتة لا تتغير : العدد والحجم والوزن  قبل السنة الثانية لكنه يتعرف على العدد والحجم والألوان بين السن 2و3  ، ويطابق بين صور الأشياء بين السن 4 و5 ، ولديه قدرة التصنيف على اللون والشكل ويتعرف على أجزاء الجسم والأشكال الهندسية والتعرف على الحيوانات وأنواع الفواكه .
     ويدرك طفل 5و6 من عمره مفهوم الزمن الصباح والليل إذا ارتبط ذلك بنشاطه ووصف الجو وكتابة بعض الحروف والعلاقة المكانية مثل الأسفل والأعلى والخلف والأمام .
     تنمية مهارات تفكير الطفل من خلال تشجيعه بالتعبير عما يفكر به دون خوف والانصات إليه كي يشعر أنه محط اهتمام الكبير خاصة إذا سجلت المعلمة أفكاره على الورقة ، وطرح أسئلة تبدأ ب " كيف : و " لماذا " حتى نحصل على الإجابة منه ، وترغيبه بالاستماع إلى زميله والإجابة عن أسئلته ، وإعطاء وقت كاف كي يجيب الطفل وليس مهم الإجابة بقدر ما نساعد الطفل على التفكير معرفة كيف نميز بين طفل وآخر .
     انفعالات الطفل تتأثر بالتعامل الاجتماعي وتكوين علاقاته الاجتماعية وقد تكون لديه جوانب إيجابية مثل الحب والتعاون او جوانب سلبية مثل الكره والغضب ، وقد تلعب البيئة المنزلية او الروضة وغيرهما في تنمية الانفعالات النفسية للطفل ، ولو أن الطفل في هذه المرحلة يمتاز بالعنف والتقلب ولكن تزول هذه الحالات السلبية بسرعة  حسب الظروف والحالات التي يمر بها .
     يحتاج طفل هذه المرحلة إلى بعض الحاجات مثل الحاجة إلى الحب والشعور بالأمان والشعور بالانتماء أي وجود التقبل من الطفل لأسرته وأسرته له ، والحاجة إلى التقدير الاجتماعي ويكون محط تقدير واحترام الآخرين له فهو يجب الثناء والمديح ، والشعور بالتعبير عن الذات من خلال التعبير بالرسم واللعب واعطائه الحرية والاعتماد على النفس وزيادة ثقته بنفسه وأخيرا الحاجة إلى اللعب هناك لعب المحاكاة خلال السنتين الأوليين واللعب التعاوني بعد السنة الخامسة ( كتاب علم نفس النمو ، مجموعة من المؤلفين ، ط2 ، الكويت  2001م ) .

المشكلات النفسية :
     المشكلات النفسية التي يعاني منها الطفل في هذه المرحلة كثيرة ويمكن حصرها : الخوف والغيرة والعصبية والقلق النفسي والانطوائية ومشاكل التغذية ونوبات الغضب والبكاء والشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس والاكتئاب النفسي والعيوب الكلامية والتبول اللاارادي وبعض العادات السيئة مثل قضم الاضافر ونتف الشعر ومص الابهام وجرش الاسنان وهز الكتف ورمش العين ، وعلى الوالدين معرفتها كي يعرفا كيف يربيا طفلهما تربية سليمة لأنه معرفة هذه الأمراض النفسية وعلاجها تسهم في تنمية تفكير الطفل .

واقع المناهج في مرحلة الرياض بالكويت في تنمية التفكير والإبداع
     تعتمد مناهج رياض الأطفال على الخبرات التعليمية ففي المستوى الأول يتعلم الطفل : خبرة روضتي ومن أنا وأسرتي وصحتي وسلامتي والماء والهواء وحيوانات ونباتات وأصوات وأشكال وألوان والجمعية التعاونية والمواصلات وبلدي الكويت والبر والبحر ، وفي المستوى الثاني يتعلم الطفل الحاسوب في روضتي أنا إنسان والناس يعملون ( وظائف الناس ) غذائي والماء والهواء حيوانات ونباتات والفصول الأربعة والإسلام ديني والاتصالات والمواصلات وبلدي الكويت والنفط والبحر .
     وتوجد فترة النشاط وهي عبارة عن برنامج يومي موجه تحت رعاية المعلمة تعرض على الأطفال نشاط بهدف اكتساب معلومات ومهارات من خلال القصة أو اللعب ، وتوجد فترة اللعب الحر حيث يمارس الطفل بعض الألعاب مثل التسلق والتزحلج والقفز والجري بهدف تنمية الجانب الاجتماعي لديه باختياره أصدقائه .
     وتوجد فترة اللعب الحر في الأركان يمارس الطفل مختلف الألعاب من خلال التعلم   الذاتي لإشباع حاجاته وتنمية القدرة على الإبداع : هناك أركان : المكعبات والبيت والمطبخ والماء والرمل والفنية (الرسم ) والمكتبة والألعاب التربوية والعلوم وركن الحساب والأشكال الهندسية وركن الحاسوب (  الهولي و جوهر 2006 ) .
     وفترة الوجبة حيث يتعلم الطفل الاعتماد على نفسه في تناول الغذاء وتعلم آداب الأكل .
     فترة الأنشطة اللاصفية يمارس الأطفال نشاطاً تحدده المعلمة بعد مناقشة الأطفال مثل التدريب على السباحة واحتفال الأعياد والزراعة وجمع النباتات القواقع والرحلات الخارجية .
     هذا وقد طبق منهج جديد في الرياض بالكويت وهو عبارة عن تعلم الطفل كيف يتعرف على جهاز الكمبيوتر وتعليم اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات من خلال مشروع تطوير مناهج رياض الأطفال لعام 1999-2000 وتناول التطوير :
1- الاعتماد على مبدأ التعليم الذاتي.
2- تطوير أداء المعلمة.
3- الارتقاء باسلوب التعليم.
4- تنمية شخصية الطفل عن طريق الحوار والمحادثة.
5- توازن أنشطة البرنامج اليومي لتلبي شتى حاجات الطفولة المبكرة منها: (الانتماء - الحرية – الترويح – القوة – الحاجات الفسيولوجية)
6- الاعتماد على مبدأ الحرية وتحمل المسئولية.
7- تنمية القدرة على الإبداع.
8- تنمية حب الاستطلاع والاستكشاف عند الأطفال.
9- تنمية مهارات الإتصال والانفتاح على الآخرين وتشجيعه على اتخاذ قراراته وإبداء الرأي.

     وهذا المختصر من عرض سريع لمنهج الروضة كي يتعرف الوالدان على هذا المنهج ويحاولان أن يتابعا طفلهما بعد عودته من الروضة لممارسة الأنشطة والألعاب المناسبة له وهذا يثبت المعلومات لديه ويتقن المهارات المطلوبة وينمي لديه التفكير والإبداع .
     يحاول توجيه مرحلة الرياض بالكويت ( توجيه منطقة العاصمة ) تنمية مواهب بعض الأطفال المبدعين من خلال المسابقات مثل مسابقة " أطفالنا يتنافسون " من أجل تنمية مهاراتهم اللغوية والعقلية والتواصلية وتشجيعهم على اتخاذ القرار وإبداء الرأي ( جريدة الجريدة ، 2009) .

مدارس ريجيو اميليا   Reggio Emilia

     لقد  كتبت عن مدارس ريجيو أميليا قبل سنة بعدما كثر الحديث عن تطوير مناهج رياض الأطفال ،  هذه المدارس عبارة عن رياض أطفال تطبق مناهج مطورة في كيفية تعلم الأطفال وظهرت هذه المدارس في إيطاليا ، وتسارعت كثير من دول العالم إلى تبني مناهج هذه المدارس منها الكويت التي نفذت مشروع المنهج المطور بالرياض من اجل تطوير منهج مرحلة الرياض و يؤدي المشروع إلى ادخال بعض المقررات الدراسية مثل اللغة العربية واللغة الانجليزية  واستخدام الحاسب الآلي ليتعلم الطفل بعض المهارات ومنها اتقان بعض اللغات  ، ويركز منهج هذه المدارس على فتح المنهج على البيئة الخارجية كالجمعيات التعاونية والأسواق والحدائق من أجل تنمية شخصية الطفل .
     هذا ما أكدته بعض الصحف المحلية في 10/2/2007 ، وتشكلت لجنة لمتابعة تنفيذ مشروع تجربة مدارس (ريجيو اميليا) لتعزيز مدارس رياض الأطفال في الكويت برئاسة  مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم ،  وتشكل وفد تربوي لزيارة إيطاليا للإطلاع عن كثب لمدارس ريجيو اميليا برئاسة مدير المجلس الوطني لتطوير التعليم وحضور اجتماعات مدارس ريجيو اميليا في ابريل 2011 ، ونأمل أن ينفذ هذا المشروع مع دخول المليفي وزارة التربية ، لكن مع كل ذلك وبعد الإطلاع على بعض الدراسات والمقالات الأجنبية حول مدارس ريجيو اميليا أود طرح هذا المقال كي يستفيد المعنيون بتطوير مرحلة رياض الأطفال بالكويت  حيث نادت إحدى المجلات العلمية الأسبوعية بلندن في 1991 أن أفضل روضة في العالم الروضة التي تطبق منهج ريجيو اميليا ، الذي أدخل في تعليم الطفولة المبكرة و لقي هذا المنهج ترحيباً كبيراً لدى التربويين والباحثين ومن يهتم بمرحلة رياض الأطفال قدمت المنظمة الوطنية لتعليم الأطفال رؤية وتصوراً  لتحسين سلوكيات الأطفال من خلال دليل يحتوي على منهج ريجيو اميليا ، بعد أن طبق هذا المنهج في بعض دول العالم منها الولايات المتحدة وانجلترا ونيوزيلاند واستراليا .
     اخترع  لويس مالجيوزي  Loris Malaguzzi   (1920-1994) منهج ريجيو اميليا في مدينة ريجيو اميليا التي تقع شمالي ايطاليا ، واقترح هذا المنهج من أجل رعاية الطفل وصياغة برامج التعليم التي تعنى بأطفال دون السن السادسة من العمر يهدف هذا المنهج غرس النضج العقلي والخيال وحب الاستطلاع والرغبة في التواصل مع الآخرين وحسن التصرف في المواقف في نفوس ألأطفال وينظر هذا المنهج إلى الطفل باعتباره  متعلم ومؤهل فهو محور هذا المنهج ، وأهداف المنهج متسلسلة لا يتحقق هدف إلا بعد هدف قبله وهكذا ، والمعلمات تراعي ميول ورغبات الأطفال وإن أدى ذلك إلى أن تتخلى عن حصة القراءة أو الكتابة كي تلبي رغباتهم ، ولعل تحقيق رغباتهم تهيؤهم لتعليم القراءة والكتابة لاحقاً ، ويؤكد هذا المنهج أن تعليم الأطفال يتم من خلال التفاعل مع الآخرين وأولياء أمورهم والهيئة الإدارية في مرحلة رياض الأطفال ضمن بيئة اجتماعية تركز على الصداقة وتبادل المشاعر .

مبادي منهج ريجيو اميليا :
     يتضمن هذا المنهج الملائم للطفولة المبكرة عدة مبادئ :

دور البيئة كمكان تعليم :
     في مدارس ريجيو اميليا يهتم التربيون بجعل البيئة المدرسية ومحيط الروضة  مكان تعليم الأطفال ، وهي مثل الفصول الدراسية لكن الأطفال يتحركون إليها ، بمعنى أن تكون هذه البيئة عبارة عن معلمة ثالثة إلى جانب المعلمتين لكل فصل دراسي في الروضة ، وفي هذه البيئة يتعلم الأطفال معنى جمال الطبيعة الذي يجعل الأطفال يحافظون على مرافقها ، ويعرفون ما يدور في البيئة وأنه ليس هناك فارق وحاجز بين هذه البيئة والروضة .
     ويأتي دور المعلمة في تنظيم مرافق البيئة التعليمية وأركانها كي تحفز الأطفال على اكتساب مهارة الاكتشاف وحب الاستطلاع وحل المشكلات من خلال التعاون والمناظرة والمحادثة الممزوجة بالمرح واللعب ضمن المجموعات الصغيرة ، ويتعلم الأطفال بعض المهن التي توجد في البيئة مثل الإنبات والزراعة والاقتناء بخامات البيئة البحرية أو الزراعية مع ممارسة الأطفال الرسم والتلوين لمعرفة ما يوجد في البيئة تحت رعاية المعلمة للتأكيد أنهم ينتمون إلى بيئتهم .
     وتوجد في هذه البيئة التعليمية أماكن اللعب المفعمة بالحركة والمرح وتهدف إلى تعليم الأطفال كيفية التعاون والتفاعل مع بقية أطفال الفصول الأخرى في الروضة .

اللغة الرمزية لدى الأطفال :
     استخدام الفنون وأشكالها كلغة رمزية من خلال تعبير الأطفال عما ينجزونه من أنشطة ومشاريع ،  وكما نادى " هوارد Howard  " بتطبيق أسلوب الذكاء المتعدد ، فأن منهج ريجيو اميليا يدعو إلى دمج الرسوم ( الفنون التصويرية ) لتكون أدوات لتطوير الجوانب الاجتماعية واللغوية والإدركية لدى الأطفال ، ويتعلم الأطفال من أشكال الفنون : الموسيقا والدراما والمسرح والتمثيل وفن تحريك الدمى وخيال الظل .

التوثيق وملف الانجاز :
     لكل طفل ملف يحتوي على ما تم جمعه من خامات ومقتنيات التي يمكن وضعها في الملف إلى جانب ما قام به من أنشطة وغيرها ما أساليب التعلم والرسومات التي قام بها الطفل ، وأيضا ما تكتبه المعلمة من ملاحظات تبين تقدم الطفل وما يحتاجه من دعم وتشجيع أو تقوية في بعض المهارات .

المشاريع طويلة الأمد :
     توجد فترات محددة لتعلم الطفل كيفية انجاز مشروعه خلال الفصل الدراسي ، وهناك مشروع ينجز خلال أسبوع واحد ومشروع ينجز خلال شهر أو أكثر وهكذا ، ويشترط في المشروع أن يلبي رغبات الطفل وأن يضيف الطفل شيئاً جديداً أن أمكن ، وتساعد المعلمة الأطفال في اتخاذ القرار وإبداء الرأي أو التعبير عن مشاريعهم سواء تكون مشاريع فردية أو مشاريع جماعية .

المعلمة كباحثة :
     ليس دور المعلمة في مدارس ريجيو اميليا سهلاً بل معقد ومتشابك ، فالمعلمة تعمل كباحث وتكون أحد الأطفال في المجموعة وتنقل خبراتها وتجاربها إلى أفراد المجموعة ، ويأتي دور مديرة الروضة والموجهة الفنية في تقييم عمل الأطفال ضمن هذه المجموعات في الفصل ، ويقيمان عمل معلمة الفصل من خلال أنشطة الأطفال ومدى استيعابهم لما يقومون به ومدى إثارة المعلمة تفكيرهم ومدى استخدامها أساليب متعددة في التعليم والتعلم .

 

علاقات الروضة بالبيت :

     في مدرسة ريجيو اميليا يعمل الأطفال والمعلمات وأولياء الأمور والعاملون مع بعض بعضهم من أجل بناء جماعة رأي عام بين الأطفال والكبار ، ويتم ذلك من خلال التواصل والتفاعل مع عالم الطفولة كي يعرف الأطفال ما يدور في محيطهم الاجتماعي ( الروضة والمنزل والمجتمع والحي ..) .

     برامج هذه المدرسة تهتم بالأسرة وتدعو رسالة ريجيو اميليا إلى تنمية العلاقات خاصة علاقات الأطفال بغيرهم من الأطفال ومع أفراد الأسرة والمعلمات والمجتمع .

     مدرسة ريجيو اميليا ليست مثل نموذج والدورف Waldorf   أو مونتسون Montesson  اللذان يركزان على ما تحمله المعلمة من مؤهلات علمية ، كي تعمل في مرحلة رياض الأطفال لكن نموذج ريجيو اميليا يؤكد على ما عند المعلمة من تجارب وخبرات عن عالم الطفولة وكيفية التفاعل مع الوالدين في تربية الطفل ، لذا مع للنموذجين من جوانب قوة إلا أن نموذج ريجيو اميليا لا يعتمد عليهما .

     إن ما يجعل مدرسة ريجيو اميليا تقف على أقدامها بفخر واعتزاز هو التأكيد على اكتساب الأطفال مهارة التفكير الناقد وتنمية العمل الجماعي ( سبتي ، منتدى أطفال الخليج الاكتروني  ، 2012) .


المعوقات والتحديات تواجه تفكير طفل الروضة :
     عدم اهتمام بعض المعلمات بإثارة تفكير كل الأطفال في الفصل ، وبعضهن لا يقدرن إثارة تفكير كل فطل في الفصل ، وعدم إدراكهن أهمية تدريب الطفل على عملية التفكير في مرحلة الرياض ، وعدم تركيز المعلمة على تدريب الطفل للتعرف على الأشياء من خلال الجانب الحسي ( الحواس ) ومنها إثارة تفكيره من خلال الحواس ، وقد تعيق المعلمة الحركة الزائدة للطفل في الصف بحجة إخلال نظام الفصل ، ولعل الطفل بهذه الحركة يتعلم ، وقد يسأل طفل أسئلة فتسرع المعلمة بالإجابة مع أن عليها التريث وترك المجال للطفل وغيره الإجابة ، وعدم مراعاة المعلمة الفروق الفردية بين الأطفال وقد تعتقد أن كل الأطفال على درجة واحدة من الذكاء او النشاط والتفكير ، ويجعلها  ذلك تركز على طفل واحد أو أثنين فقط من الفصل وتهمل بقية الأطفال  ، وقد تثير المعلمة تفكير الأطفال في الصف فقط بينما تهمل هذا النشاط في الأماكن الأخرى من الروضة أو خارج الروضة .
     وتوجد ثغرات وخلل إن صح التعبير في بطاقة تقويم أو متابعة الطفل خاصة في جوانب النمو المعرفي المتعلقة بالدراسة الحالية ، إذ أن هناك ثمانية بنود مثل القدرة على الحفظ وقراءة الأناشيد الكلمات والقدرة على العد وإدراك مفهوم العدد وإدراك مفهوم الألوان والأشكال وإدراك العلاقات البسيطة والقدرة على الفرز والتصنيف والقدرة على التذكر والقدرة على التعبير والسرد (  المشعان ، 1995 ) .
     تشير دراسة أن الحضانة او الروضة لا تنمي قدرة الطفل على الإبداع والابتكار وتكون قدرته اللغوية بدرجة متوسطة وأيضا مهاراته الحركية وتنمية تفكيره بدرجة متوسطة (مؤسسات تربية الطفل ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي .


     ليس هناك من معلمات الروضة من تتقيد ببنود متابعة الطفل لتقويم الطفل  الفترة الأولى أو الثانية ، هناك من المعلمات من لم تفهم احتياجات النمو للأطفال أو مراعاة الفروق الفردية بينهم او مدى احتياجات البيئة التعليمية في الروضة وهل تخصص لكل طفل ملف خاص به عن الرسوم التي قام بها   وما جمعه من صور وغيرها ومن أجل التمييز بين طفل وآخر من خلال الملف الإنجازي .
     هذا وقد أشارت بعض الدراسات وجود سلبيات وثغرات في تقويم طفل الروضة وأهمها عدم التقويم الشامل لجوانب نمو الطفل ، ولا يتصف هذا التقويم بالاستمرارية .

أهم الملاحظات التي رصدتها في بطاقة متابعة وتقويم المعلمة لمظاهر نمو طفل الروضة :
     البطاقة تناولت الأهداف السلوكية التي يجب أن يحققها الطفل وهو في الروضة منها الجانب المعرفي وجانب النمو الحركي ( المهارات الأدائية ) وجانب النمو النفسي والاجتماعي ، وعلى كل طفل على حدة ان يتقن هذه الأهداف وهو يمر بمراحل النمو من خلال السنوات : الرابعة إلى السادسة ، لكن يتبين أن المعلمة لا تستطيع ان تقيس كل هذه الأهداف ومدى تحققها في كل طفل ، بسبب كثرة عدد الأطفال في الفصل الدراسي وعدم و جود الوقت الكافي لتتبع كل طفل ومدى ما حققه من الأهداف السلوكية ، لذا تركز المعلمة على بعض جوانب النمو المعرفي مثلاً وتهمل بقية الجوانب وهكذا بالنسبة لجوانب النمو الحركي وجوانب النمو النفسي والاجتماعي .
     كذلك غالباً ما تركز المعلمة على الأطفال المميزين وتتفاعل معهم أما بقية الأطفال خاصة الخجولين أو من لديهم بطء التعلم او صعوبة التعلم فأنها تهملهم كي لا تضيع وقت النشاط ولكي تقطع شوطاً في المنهج المطلوب قطعه خلال السنة الدراسية ، وهذا يعني عدم وجود معلمات من تتخصص في التعامل مع الأطفال الخجولين أو من لديهم بطء التعلم او صعوبة التعلم وغيرها من المشكلات التي يعاني بعض الأطفال منها في مرحلة رياض الأطفال ، ثم أن الطفل من هؤلاء الأطفال قد يتفوق في جانب من الجوانب السابقة إلا أن المعلمة لا تتعرف على هذا الجانب غالباً ، لهذا هؤلاء الأطفال يتعثرون في الدراسة بعد تحويلهم إلى المرحلة الابتدائية .
     وقياس ذكاء الطفل أو كيفية جعله يفكر فأنه لا بد أن يقاس ذكاؤه في كل جوانب النمو العام وليس في جوانب النمو المعرفي ولو أن هذه الجوانب أكثر بنوداً بالنسبة لجوانب النمو الحركي او جوانب النمو النفسي والاجتماعي ، وأيضا أن القدرة على الحفظ والقدرة على التذكر يعدان مهارة واحدة لا يمكن الفصل بينهما كما جاء في بطاقة متابعة المعلمة لنمو الطفل ، وهذا يعين أن المعلمة تحتاج إلى دورات تدريبية لقياس كل بند من بنود الجوانب السابقة ، وقد لا تقيس أو تثير المعلمة تفكير الطفل عند قياس جوانب النمو الحركي أو جوانب النمو النفسي والاجتماعي وذلك لعدم تمكنها من قياس درجة التفكير وكيفية جذب انتباه الأطفال عند تفوق طفل في بنود بعض الجوانب الثلاثة  السابقة ، ولعل بند " مدى نشاطه وحيويته " بالنسبة لطفل كثير الحركة او لديه نشاط زائد قد تجعل المعلمة تسيء معاملته لأنها لا تستطيع ان تميز بين طفل عادي له حركات عفوية وبين طفل لديه نشاط زائد يحتاج إلى معاملة خاصة وامتصاص هذا النشاط ، وتشتكي المعلمة إلى إدارة الروضة من هذا الطفل .

دور الوالدين في رعاية الطفل :
     على الوالدين الالتحاق بدورات تدريبية في كيفية التعامل مع مرحلة الطفولة المبكرة وخصائصها كي يرعيا الطفل خير رعاية ، قام رونر Rohner في الثمانينيات بتطوير نظرية حديثة في التنشئة الاجتماعية على أساس بعدي القبول والرفض الوالديين أطلق عليها اسم : "نظرية القبول والرفض الوالدي وهذه النظرية تبين نوع التعامل مع الطفل وكيفية تربيته .
     أكد عليه هيوارد جاردنر، Gardner  قرب بداية التسعينيات في القرن الماضي في نظريته  حول تعدد الذكاءات من أن هناك ما لا يقل عن اثنى عشر نوعاً من الذكاء لا ذكاء واحداً ، وأن كل طفل يمكن أن يكون لديه بعض هذه الذكاءات. ويلزم على الأسرة والمعلمات أن يسعوا لمعرفة جوانب التميز في كل طفل ورعايتها والبناء عليها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة له فيما يقدم له من رعاية وتعليم وتثقيف وتنمية وتؤكد نظريات النمو المعرفي العقلي للطفل قد أكدت على أن أصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل من أنشطة حسية ــ حركية خلال المرحلة المبكرة من عمره ، وقال علماء التربية وعلم نفس نمو الطفل : يولد الطفل الإنساني وهو مزود بما يسمى نوافذ الفرص    Windows of Opportunities ، وهو ما يشير إلى وجود فترة يكون فيها الطفل أكثر قدرة على الاستفادة وبناء الرصيد الذي سيبني منه تفكير و عقله بعد ذلك ، وهناك فترة زمنية قصوى، Optimum Period، إذا لم يتم خلالها الاستفادة من هذه الفرص فإن الاستفادة بعد ذلك تكون أقل بكثير ، وربما تنعدم وقد تمر مراحل تعامل الطفل مع الأشياء وفهمها بثلاث مراحل مرحلة الاستطلاع ومرحلة إدخال المفاهيم ومرحلة تطبيق المفاهيم ، وذلك من خلال تطبيق بعض الاختبارات لقياس النمو المعرفي للطفل .
     ضرورة الحرص الشديد على أن يستخدم الأطفال الصغار أجسامهم في العمل على الأشياء المحيطة به : و الأطفال يستفيدون بصورة أفضل من الأشياء والخبرات التي يخبرونها ويمارسونها مادياً وعملياً، كما أنه من المعروف أن كافة الأنشطة الحركية تساعد على التنمية العقلية وتعتبر مطلباً أساسياً لها (   كرم الدين ، 2011 ) .
     وعلى الوالدين تجهيز غرفة تشبه الفصل الدراسي في الروضة وتوضع ألعاب الطفل  وأجهزة الألعاب وطاولة وكرسي و....... وتخصيص وقت للعب التعليمي واللهوي .
     يمكن للأم أن تبدأ القراءة للطفل منذ الشهور الستة الأولى من عمره ولا تنتظر حتى يستطيع الطفل النطق الصحيح عند ثلاث سنوات مثلا فالقراءة للطفل تزيد من حصيلته اللغوية منذ هذه السن المبكرة وذلك من خلال اختزال عقل الطفل للمعلومات في شكل صور ذهنية يستخرجها عقله حين يراها أمامه مرة أخرى .
     هناك فرق بين رياض الأطفال كمرحلة تعليمية وهي تبدأ من سن ثلاث سنوات إلى ست سنوات وبين دور الحضانة التي تبدأ في استقبال الأطفال من عمر ثلاثة شهور بعد انتهاء إجازة الوضع للأم إلى ثلاث سنوات ويجب أن تكون المعلمة أو المشرفة في المرحلتين مؤهلة تربويا ونفسيا وصحيا خاصة مرحلة الحضانة لتعاملها مع " الرضع " الذين يحتاجون إلى صبر وخبرة أكثر ( موقع كنانة أون لاين ) .
     يقل إرتباط الطفل بوالديه عند ابتعاده عنهما خاصة فترة الصبح إلى الظهيرة ، وهذا ما أثبتته بعض البحوث من أن الأطفال الذين يذهبون لدور الحضانة فى عمر سنة أو أقل يقل إرتباطهم بوالدتهم ( موقع منتديات ستوب ) ثم ليس هناك متابعة للوالدين على متابعة طفلهما ما تم تعلمه في دور الحضانة وهذا يعني وجود معوقات لتنمية تفكير الطفل خاصة خلال السنوات الثلاث الأولى قبل مرحلة الروضة .

استخدامات الحاسوب :
     لقد ادخل الحاسوب كمادة تعليمية ووسيلة تعليمية في مناهج الرياض بهدف مساعدة  المعلمة  على تنمية التفكير الإبداعي وتنمية المهارات الحركية والحسية لأطفال من خلال التعلم الذاتي ، ولكن هل تساعد المعلمة كل الأطفال باستخدام الحاسوب الوحيد في الفصل الدراسي ؟ وهل تدربت المعلمة التدريب الكافي على كيفية تطبيق عمليتي التعليم والتعلم باستخدام الحاسوب ؟
     على أي حال هناك مزايا كثيرة يمكن للوالدين تدريب طفلهما على استخدامات الحاسوب خاصة في تنمية تفكيره ، ولا بأس بعرض بعض الدراسات لبيان فوائد الحاسوب لتنمية تفكير الطفل في الروضة .
     في دراسة (Larson,Sosan,2007 ) أن أطفال الروضة يتقون القراءة أسرع عند استخدام الحاسوب ، لذا على اولياء أمور الأطفال تشجيع أبنائهم على استخدامات الحاسوب ليس فقط ممارسة الألعاب التربوية بل حتى إثارة فكرهم مثل ألعاب المتاهة وتركيب اجزاء وتلوين ... .
     وفي دراسة (     Meckes, Shirley A ، 2004  ) حيث أشارت إلى أن الحاسوب كوسيلة تساعد المعلمة على عملية التدريس وكوسيلة تعليمية خاصة وأن الأطفال يرغبون في استخدام الحاسوب لممارسة الألعاب التربوية .
     لقد أثبتت هذه الدراسات و التجارب على أن 50%  من ذكاء الأولاد البالغين السابعة عشرة من العمر؛ يتكوّن بين فترة الجنين وسنّه الرابعة، وأنّ 50% من المكتساب العلميّة لدى البالغين من العمر ثمانية عشر عاماً تتكوّن ابتداءً من سنّ التاسعة،وأنّ 33% من استعدادات الولد الذهنيّة والسلوكيّة والإقداميّة والعاطفيّة يمكن معرفتها في السن الثانية من عمره، وتتوضح أكثرفي السنّ الخامسة بنسبة50 %.
     وعلى الوالدين التحاق بدورة تدريبية بكيفية استخدامات الكمبيوتر في مجال التعليم والتعلم خاصة التعلم الذاتي .

تنمية المواهب الإبداعية لدى المتعلم :
     تهدف التربية إلى تنمية مواهب الطفل وقدراته ثم إعداده ليكون عضواً نافعاً في المجتمع انطلاقاً من رغبته وهوايته ليبدع في مجال عمله، ويمكن اكتشاف موهبة الطفل وقدراته من خلال اللعب والأعمال الأخرى، وهذا الاكتشاف المبكر يساعد في توجيهه نحو البرامج التي تصقل قدراته، ويجب على المربي أن يمد الطفل بالأدوات والمواد ويشجعه لكي يكتشف مواهبه الكامنة ، وقد دعا بعض علماء المسلمين  إلى النظر إلى استعداد الطفل فإن كان سريع الفهم صحيح الإدراك قوي الحفظ وجهه نحو العلم، وإن كان يحب صنعة  أخرى مكنه من أسبابها ، وهذا يعني عدم الضغط على المتعلم في دراسة تخصص ما وهو لا يميل إليه ، خاصة بعد أن يقطع شوطاً من عمره ويشعر أن له رأياً ، وهذا ما أكد عليه الإسلام وطبقه مفكرو الإسلام ، فالإنسان في صغره قد يلتجأ إلى العلم لكنه يترك حلقة العلم ويميل إلى الحرف اليدوية دون ضغط من والديه أو معلمه ، وبالتالي حرية ترك للولد ما يختار يجعله ينمي المواهب التي تكون كامنة في نفسه سواء العلمية منها أو غبر علمية .

خصائص الطفل الموهوب :
شعوره بالغربة والوحدة عندما يجد الفارق بينه وبين أقرانه ، ونضج عقله وتعاونه وسرعة تعلمه وطرحه أسئلة فوق مستوى سنه الزمني .
     الطفل يجد متعة كبيرة أيضاً في الحركة تدفعه إلى ممارسة الرياضة والرقص ومن خلال استمتاعه بالحركة يكتشف بأكثر من طريقة العالم المحيط به ، ويتلذذ باكتشافه طرق جديدة للحركة غير المألوفة كالجري والقفز والوثب ، وكل هذه الحركات تقوي البناء العضلي للطفل وتساعده على التحكم في جسمه ، ولأن الحركة هي المكون الأساسي للتعبير فهي تعتبر الخطوة الأولى نحو الدراما الإبداعية (فاتن عبد اللطيف ، 1999) .
     لذا على الوالدين عدم الانزعاج من حركة الطفل وإن كانت كثيرة وعنيفة في بعض الأحيان ، حيث أن من أسباب الحركة تفريغ الطاقة الزائدة في الجسم وبالتالي هذه الحركة تساعد الطفل على توازن صحة جسمه إلى جانب تنمية تفكيره من خلال هذه الحركة .
على الوالدين التعرف على بعض الأنشطة بالروضة التي تنمي وتثير تفكير الطفل مثل :

اللعب :
     على الوالدين أن يتعرفا على أنواع اللعب التربوية ومدى مناسبتها لطفلهما ، فالطفل قبل السن الثالثة  يميل إلى اللعب التلقائي أي أنه يلهو وغالباً ما يدمر ويمزق نموذج اللعبة ، لذا ينصح بعد توفير وشراء الألعاب بأنواعها المناسبة لطفل في هذه السن ، وهناك الألعاب التمثيلية التي تساعد الطفل على تقمص شخصية الكبير وقد تعتمد هذه الألعاب على الخيال وتنميته لدى الطفل ، وهناك الألعاب التركيبية المناسبة للسن الخامسة والسادسة حيث يضع الطفل الأشياء بقرب بعضها دون تخطيط ويتبادر إلى ذهنه أنه عمل شيئاً حسناً مثل بناء منزل أو غرفة ، وقد تتناسب الألعاب التركيبية لأطفال الطفولة المتأخرة (10-12 سنة) .
     الألعاب الفنية وهي من أنواع الألعاب التركيبية وتعبر عن وجدان الطفل وتذوقه الفني مثل رسوم الأطفال التي تعكس شخصية الطفل وما يفكر به ، وقد يقيس التربويون درجة الإبداع والذكاء لدى الطفل من خلال ما رسمه ، وتميز الرسومات  جنس الطفل ( الذكر أو الأنثى ) .
     الألعاب الرياضية والترويحية وهذه الألعاب يمارسها الطفل مع غيره من الأطفال ويتقيد بقواعد اللعبة ويطيع قائد اللعبة ، ولو ان هناك أنواع من هذه الألعاب يمارسها الطفل لوحده مثل لعبة نط الحبل خاصة مع السن الخامسة ويتعلم الطفل في هذه الألعاب التعاون مع الآخرين وتقوية عضلات الجسم .
     الألعاب الثقافية ويكتسب الطفل من خلالها المعلومات والخبرات وقد تزخر البرامج الثقافية للأطفال في التلفاز والراديو والسينما والمسرح ، فالطفل يحب سماع الغناء والنظر إلى الصور ذات ألوان  ، وقد يشجع الوالدان طفلهما على القراءة من خلال قراءة القصة المصورة له .
     اللعب خاصة ألعاب تنمية الخيال من خلال سرد القصص الخالية والخرافية .

الكتاب العلمي : 
     يساعد على تنمية هذا الذكاء ، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل ، من خلال القراءة له وعرض الصور عليه ، وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء والابتكار .

الرسم والزخرفة
     يتعلم الطفل في السن الخامسة والسادسة كيف يرسم ويلون لذا عدم شراء الوالدين كراسة الرسم والتلوين قبل السنة الخامسة ولو أن بعض الأطفال من يرسم بعض الرسومات المعبرة في السنة الرابعة أو الخامسة لكن على العموم معظم الأطفال يتعلمون الرسم الهادف والتلوين في السنة الخامسة .

المسرح :
     يبدأ الطفل في السنة الخامسة والسادسة تقليد أدوار الكبار لذا من اهداف الروضة تنمية مهارة الطفل في تقليد دور الأب أو الأم أو الطبيب ..ألخ .

القراءة :
     هي عملية تعويد الأطفال : كيف يقرؤون ؟ وماذا يقرؤون ؟ وتبدأ هذه العملية بقراءة الوالدين او احدهما امام الطفل كي ينميا لديه حاسة السمع وخزن الكلمات في العقل ثم يعودا الطفل على القراءة في السن الخامسة والسادسة حسب استعداد الطفل .
     وأيضا يعرض الوالدان بعض الصور على الطفل ليقوم الطفل برواية قصة من خلال عرض الصور عليه لكي يكتشف الوالدين موهبة الإبداع في الطفل من خلال ترتيب هذه الصور حسب أحداث القصة .
     الأنشطة والهوايات تعتبر خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل، ويعتبر استثمار وقت الفراغ من الأسباب الهامة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية .

الرسوم المتحركة :
     بدأت الدول العربية الاهتمام بالرسوم المتحركة في دعم عملية التعليم ، وأشارت دراسات عربية إلى اهتمام الأطفال والكبار بهذه الرسوم ، حيث أن اهتمام الأطفال بهذه الرسوم جعل بعض الدول العربية تنتج برامج للرسوم المتحركة ولو أن تفتقر إلى الجودة المطلوبة إلا أنها  تخدم العملية التعليمية ، كذلك ركزت محطات التلفاز العربية على برامج للأطفال ولو أنه أكثرها غير محلية لكنها تستحوذ اهتمام الأطفال والنقد الموجه لهذه البرامج أنها تقدم قيماً بعيدة عن قيم المجتمع المسلم ( الجهني 2008 ) .

تعرف الوالدان على بعض الاختبارات التي تقيس درجة ومستوى التفكير أو الإبداع لدى طفلهما :
     تستخدم عدة اختبارات في قياس التفكير الإبداعي في مختلف المراحل التعليمية .  وأشهرها : مجموعة اختبارات "تورانس" و"جيلفورد" التي يمكن استخدامها في جميع المراحل العمرية ابتداء من الحضانة حتى مرحلة الدراسات العليا .ويعتمد اختبار "تورانس" لقياس القدرات الإبداعية على تقديم مجموعة من المواقف الخاصة بالعمليات الإبداعية بشكلها الطبيعي المعتمد ، ويمثل كل اختبار فرعي عنصراً من العناصر ، أو بعضاً منها ، أو كلها مجتمعة ، ويتكون الاختبار من بطارية مكونة من اثني عشر اختباراً فرعياً مقسمة إلى ثلاثة مجموعات : مجموعة لغوية ، ومجموعة مصورة ، ومجموعة مسموعة .  (رمضان القذافي ،2000) .
     بينما اشتملت اختبارات "جيلفورد" للتفكير الإبداعي على الأنشطة التالية : تحليل الجمل ، تحليل الفقرة ، تحليل الشكل ، اختبار مفهوم الشكل ، اختبار المستحيلات ، عناوين القصص ، اختبار المواقف العامة ، اختبار الطلاقة ، اختبار المرونة ، تداعيات الأرقام ، اختبار المتتابعات ، اختبار الدائرة أو المربع ، اختبار ترتيب المشكلات ، اختبار الاستعمالات  المتضمنة ، اختبارات التداعيات ، اختبارات الاستخدامات غير العادية . (محمود منسي ، 1994) .
     ويشير مجدي عبد الكريم (2000 ) إلى أدوات مقياس Assessment Tools  التي يمكن من خلالها التعرف على الإبداع ، من هذه الأدوات : الاختبارات  المقننة ، الملاحظة ، التقدير الذاتي ، الحقائب ، الاستنتاج .
     كما كشفت دراسة كوثر كوجك (2000) عن سمات وخصائص الطفل المبدع التى يمكن أن تعتبر مؤشراَ يساعد في التعرف عليهم واكتشافهم وهي على النحو التالي : يتميز الطفل المبدع بكثرة أسئلته وحب الاستطلاع في مجالات متعددة ، الطفل المبدع يستمتع بالعمل وينغمس فيه ، ولديه القدرة على التركيز والتذكر ، يتمتع بالحيوية والنشاط ، مع روح المرح والفكاهة ، وهو عادة واسع الخيال ، متجدد الأفكار ، كما يلاحظ على الطفل المبدع المرونة ، وعدم الجمود في الأفكار أو الآراء وقدرته على تبني آراء جديدة مغايرة ومختلفة كما يتمتع بقدرة على ملاحظة العلاقات بين الأشياء والأحداث ، ويستطيع الطفل المبدع إدراك التفاصيل المهمة مع المحافظة على الصورة الكلية للأشياء .
     مثل : إثارة الطفل لكي يلعب أدواراً خيالية كأن يمثل دور حيوان ما ، أو موضوع ما ، أو أن يقلد أدوار الكبار ، ويقيس هذا الجزء من الاختبار قدرة الطفل على التخيل وإتباع أدوار غير مطروقة ، أو إثارة الطفل لكي يظهر أكبر عدد ممكن من الطرق التي يمكن من خلالها وضع كوب مستعمل من الورق في سلة المهملات ويقيس هذا الجزء من الاختبار قدرة الطفل على استخدام طرق غير عادية في القيام بواجب بسيط .
     إثارة خيال الطفل لكي يعبر ويتخيل العديد من الأشياء التي يمكن أن يتحول إليها كوب من الورق المستعمل على أساس الافتراض أنه ليس كوباً من الورق فما هي الأشكال التي يمكن أن يتخذها هذا الكوب ، ويقيس هذا الجزء قدرة الطفل على إبداع استخدام أشكال مختلفة لكوب الورق المستعمل .
     قدم "هوارد جاردنر" H. Gardner  , 1993) طريقة جديدة لتقييم الأطفال بهدف تحديد القدرة الإبداعية لدى كل طفل ، والتعرف على المجال النوعي المميز له ، وكذلك نقاط الضعف .  وقد تم بناء هذا المقياس على أساس مسلمة "أن كل طفل لديه القدرة على إظهار القوة في أكثر من مجال" ، وقد مر أن هناك (12) نوعاً من الذكاء في الإنسان حيث قد يحمل الطفل أكثر من نوع منها   واحتوى هذا المقياس على (8) مجالات ، تتضمن (15) نشاط ، وهو على النحو التالي :
1.               مجال الأعداد : يحتوي على نشاط "لعبة الديناصور" لقياس قدرة الطفل على استخدامه لمفهوم الأعداد .
2.     مجال العلوم : يحتوي على نشاط "التركيب والتجميع" لقياس قدرة الطفل الميكانيكية ، القدرة على حل المشكلات ، ونشاط "لعبة صيد الكنز" لقياس قدرة الطفل على الاستنتاج ، وتنظيم المعلومات ، ونشاط "المياه" لقياس قدرة الطفل على توليد العديد من الافتراضات من خلال الملاحظة وإجراء التجارب البسيطة .
3.               مجال الاكتشاف : تضمن أنشطة تثير ملاحظات الأطفال لإدراكهم وفهمهم للظواهر الطبيعية .
4.     مجال الموسيقى : تضمن نشاط "الإنتاج الموسيقي" لقياس قدرة الطفل على الإيقاع الحركي الموسيقي ، الغناء ، ونشاط "الملاحظة الموسيقية" لقياس قدرة الطفل على تمييز أنواع الحركات تبعاً لطبيعة الموسيقى .
5.     مجال اللغة : تضمن نشاط "لوحة القصص" لقياس المهارات اللغوية (مفردات اللغة – بناء الجملة – استخدام حروف الاتصال – المناقشة والحوار) . ونشاط "البيان" لقياس قدرة الطفل على وصف حدث مع النظر إلى المعايير التالية : القدرة على تقدير مضمون دقيق ، مستوى التفاصيل ، بناء الجملة ، ومفردات الكلمة) .
6.     مجال الفنون البصرية : وتضمن نشاط "حقيبة الفنون" ، ويتم فحصها أو مراجعتها مرتين في العام ، وتقييم المعايير التي تتضمن استخدام الخطوط ، والأشغال ، والألوان ، المسافات ، التفاصيل ، التصوير ، التصميم .
7.     مجال الحركات والاتجاهات : تضمن نشاط "الحركات الإبداعية" لقياس قدرات الطفل على حساسية الإيقاع ، التحكم في التعبير الحركي ، توليد الحركات الإبداعية ، والاستجابة للموسيقا .
8.     المجال الاجتماعي : وتضمن نشاط "نموذج للفصل" لقياس قدرة الطفل على ملاحظة وتحليل الأحداث الاجتماعية والتجارب في الفصل ، نشاط "قائمة بيان تفاعل الأطفال" لقياس السلوكيات التي تجذب الأطفال أثناء التفاعل مع الأصدقاء ، نماذج مختلفة من السلوك الإنتاجي للأدوار الاجتماعية المختلفة .

دور الحكومات في تشجيع الوالدين بتربية ورعاية الأبناء دراسياً :
     إن عصر التكنولوجيا والتقنية الرقمية ساهم في توعية الوالدين في تربية الأبناء وخاصة الأطفال الذين يحتاجون رعاية مستمرة لا تنقطع بالتحاق الطفل بمؤسسات التربية والتعليم مثل دور الحضارة ومرحلة الروضة ، وقد اتاحت أجهزة الاتصال أو شبكة الانترنت فرصة التعرف على المواقع الاكترونية التي تهتم بتربية ورعاية الأطفال وكيفية اكتشاف الوالدين الطفل الموهوب ، وكيفية تنمية تفكير الطفل ،  خاصة وأن أهم المراحل العمرية  بتربية ورعاية الطفل مرحلة الطفولة المبكرة التي يحتاج من الوالدين التواصل مع مؤسسات التعليم باستمرار ، لأن أثر السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل يترك بصمات هذه السنوات على بقية المراحل العمرية سلباً أو إيجاباً يصل الأمر أن يشارك ولي الأمر ( التربوي أو الباحث وغيرهما ) في تدريس الأطفال حيث أن تربية الأسرة للطفل لا تنتهي بالتحاق الطفل بدار حضانة أو بمرحلة روضة بل تتواصل هذه التربية في المنزل جنباً إلى جنب مع بقية مؤسسات التربية والتعليم ، ونتيجة لأهمية هذه المرحلة العمرية فان بعض الجماعات الضاغطة تضغط على حكوماتها لجعل تعليم طفل قبل المدرسة رسمياً وإجبارياً .
     إذا كان التربويون يشجعون التعاون بين الأسرة والمدرسة ، فأن دعوة أولياء امور الطلبة إلى زيارة المدرسة أو الروضة من أهم مظاهر هذا التعاون فيجب على المدرسة الاهتمام بدعوة هؤلاء الأولياء ، وتسجيل نقاط إيجابية لتعاون هؤلاء مع المدرسة ، خاصة في مجال الترقية والمكافآت المادية في مجال عملهم ، وخاصة في مرحلة الرياض ، حيث يتعرف أولياء الأمور على أساليب التدريس وكيفية تعلم أبنائهم وكيف يتابعونهم في المنزل خاصة الأطفال عن طريق البريد الاكتروني الذي يسهل التواصل بين ولي الأمر ومعلمة الروضة .
     إن مساهمة الوالدين في مواصلة تربية وتعليم  أبنائهم دراسياً تجعلهم يحملون هموم التربية وحركة التعليم وهل تسير بخطى ثابتة متطورة أم لا ؟ وبالتالي تشكل الأسرة ضغطاً على الحكومات في مواصلة تطوير التعليم ، وأخذ آراء أولياء الأمور عند أي تطوير .
     ولا ننسى دور أجهزة الأعلام الرسمية والأهلية بتوعية الأسرة بمرحلة ما قبل المدرسة ، من خلال التحاق الوالدين بالدورات التدريبية في مجال تربية أفراد الأسرة .

المصادر والمراجع :
جريدة الوطن الكويتية 1/12/2011 .
جريدة الجريدة الكويتية  2009 .
كتاب علم نفس النمو ، مجموعة المؤلفين ، ط2 الكويت 2001 .
رمضان محمد القذافي : رعاية الموهوبين والمبدعين ، ط2، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 2000.
فاتن عبد اللطيف : نمو الطفل والتعبير الفني ، المكتب العربي للكمبيوتر ، الإسكندرية ، 1999.
كوثر حسين كوجك : منهج مقترح لتنمية مهارات الاختراع والإبداع ، ضمن أعمال المؤتمر القومي للموهوبين ، القاهرة ، وزارة التربية والتعليم ، 9 أبريل 2000.
مجدي عبد الكريم حبيب : بحوث ودراسات في الطفل المبدع ، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 2000 "أ".
محمود عبد الحليم منسي : الروضة وإبداع الأطفال ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1994.
الهولي عبير وجوهر سلوى ، الأركان التعليمية في رياض الأطفال ، دار الكتاب الحديث الكويت 2006 .
المشعان ، منيرة عبدالله ، رياض الأطفال في الكويت من النشأة والتطوير  ، الكويت 1995 .
سبتي ، عباس ، الضعف لدى طلاب الابتدائية ، مجلة المعلم الكويتية العدد 1458 ، 2 نوفمبر 2006 .
الجهني ، ليلى ، دور الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة بعض القيم المرغوب فيها ، كلية التربية المدينة المنورة ، موقع منتدى أطفال الخليج 2008 .
كرم الدين ، ليلى ، رعاية وتربية الأطفال بمرحلة الطفولة المبكرة ، موقع أطفال الخليج الاكتروني 2010 .
موقع كنانة اون لاين الاكتروني .
موقع منتديات ستوب الاكتروني .
Larson ,Susank,Computer-assisted instruction in literacy skills for kindergarten students and perceptions of administrators and teachers., University of North Texas, 2007 .
Meckes, Shirley A ,The effect of using the computer as a learning tool in a Kindergarten curriculum            Salve Regina University, 2004 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق