الأربعاء، 29 أبريل 2015

التعامل مع العنف








التعامل مع العنف
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     التعامل مع العنف أو مرتكبي العنف صعب لدى كثير من الناس من مختلف الأعمار ،  إذا كنت ضحية العنف  أو تخشى أن ابنك المراهق تم تخويفه وتهديده يجب أن تقرأ هذه المقالة وهي تحتوي على نصائح للتعامل مع مرتكب العنف وأن هذا السلوك العدواني غير مقبول.

     العنف قد يكون تجربة مؤلمة لابنك ، قد يسبب ضرر جسمي ونفسي له وقد يستمر هذا الضرر طوال فترة حياته ، وفي الواقع ضحية العنف يعاني من إصابات جسدية لكن الآثار الطويلة الأمد لنفسية المصاب تكون عميقة ومستمرة ولو تكون هذه الآثار خفية ، ومن المهم أن نلاحظ أن العنف قد يحدث دون احتكاك جسدي ، فسوء المعاملة  اللفظية والنفسية والالكترونية ( عبر الانترنت أو من خلال الرسائل النصية باستخدام الهواتف المحمولة ) يمكن أن تسبب نفس الآثار النفسية والجسدية ،  والتعرض للمعاملة القاسية يمكن أن يؤدي إلى تشكيل العلاقات الشخصية كذلك يؤدي إلى الاكتئاب وانخفاض تقدير الذات والانتحار .

     تقدر الأكاديمية الأمريكية للطفولة والمراهقة للطب النفسي في إحصائياتها أن ما يقرب نصف الأطفال تم تخويفهم وتهديدهم خلال سنين الحياة الدراسية  ، وما يقرب 10% من الأطفال يتكرر معهم التعنيف والتخويف وهذه نسبة كبيرة بالطبع وهذا يعني أن يتعلم الطفل كيف يتجنب أعمال العنف .

كيف يكون التعامل مع العنف ومرتكبيه ؟
     قد يكون من الصعب التعامل مع العنف ، لذا تأتي أهمية التعامل مع العنف من خلال تدخل الوالدان والمدرسة من أجل تهدئة الوضع ، وإذا شعر الأب أن ابنه ضحية العنف توجد ست خطوات يمكن اتباعها للتعامل مع العنف :
1- يجب يتوفر المكان الآمن لمساعدة الطفل الضحية : فتح الحوار المفتوح معه  كي يكون صريحاً بما حدث وأن يعتقد الأب أن الابن ليس ذنبه ولم يرتكب خطأ في حدوث هذا العنف ، وما هو الإجراء الذي اتخذ أو لم يتخذ لمنع العنف ؟

2- التحدث مع مسئولي المدرسة : مناقشة القضية مع معلم الطفل أو الاختصاصي النفسي والاجتماعي أو مدير المدرسة  ، وهذه المناقشة مع المسئولين يجعل كل واحد منهم يحيط علماً بما حدث ويسهم في مساعدة الطفل التعامل مع العنف ، وفي حالات كثيرة قد يحدث العنف في أماكن غير خاضعة للمراقبة مثل في باص المدرسة ، دورة المياه ، والملاعب وغيرها من الأماكن صعبة المراقبة ، لذا مهم  أن يخبر الطفل ولي أمره أين حدث العنف كي يعرف مسئولو المدرسة ويتخذوا الإجراء المطلوب لمنع العنف في المكان الذي حدث فيه .

3- تجنب الطفل مرتكب العنف : ليس بالضرورة أن يرد الطفل على من آذاه  وعنفه ، لكن أن يتعلم كيف يتجنب مرتكب العنف أو أن يبتعد عنه ويستعين بالمعلم وغيره من العاملين بالمدرسة إذا أمكن ذلك  .

4- تشجيع الطفل أن يكون حازماً : ليس بالضرورة أن يعتدي الطفل على من اعتدى عليه بالمثل لكن أن يقف في وجه مرتكب العنف  ويقول دعني لوحدي ، في بعض الحالات حالة تأكيد الذات هذه قد تنفع .

5- تدريب الطفل على التعامل مع العنف: من خلال تمثيل الدور ماذا يقول لمرتكب العنف أمام والده أو كيف يترك المكان الذي قد يحدث فيه العنف .

6- تشجيع الطفل أن يتحرك مع زملائه الطلبة : وجود نظام الدعم و المساعدة يكون رادعاً لمنع العنف أي أن يذهب الطفل مع من يثق به إلى المدرسة أو غيرها من الأماكن .

     من المهم أن يفهم الطفل وزملاؤه أن الإساءة إلى الغير ( لفظياً ، جسدياً ، نفسياً ، والكترونياً – التسلط ) غير مقبول ،  وأن يقف الطفل ضد من يسيء إلى زملائه ، لذا إذا ساعد الطفل وزملاؤه الضحية فأن مرتكب العنف لا يعنف أحداً .

     والشيء الآخر المهم للتعامل مع العنف هو مشاهدة علامات العنف على الطفل ، قد يكون من الصعب مشاهدة آثار سلوك العنف عليه ، يجب على الوالدين اتخاذ هذا السلوك محمل الجد ، وأن يعرف الطفل أن هذا السلوك خاطئ وغير مقبول وإذا كان الطفل هو المعتدي واستغرق وقت لمعرفة ذلك ، قد يكون من المفيد أن يتدخل المعالج النفسي لتحديد أسباب سلوك العنف ومحاولة تغيير هذا السلوك .

     العنف له آثار طويلة الأمد على الناس ، وما يحدث في مرحلة الطفولة من العنف سوف تبقى آثاره على حياة الطفل في المستقبل لذا من المهم التعامل مع العنف في وقت مبكراً من حدوثه .

أقول :
     لا ينفع إلقاء اللوم على الطفل دائماً بما حدث له في المدرسة أو في المنزل  من أخطاء أو اتصافه بالجبن في عدم الدفاع عن نفسه دون معرفة ملابسات ما حدث له لذا النصائح الواردة في المقالة جيدة يمكن تطبيقها لكن معرفة الآثار النفسية مثل : فقدان الثقة بالنفس والقلق والاكتئاب والعزلة  أو الانسحاب الاجتماعي وغيرها مهمة عندما نريد علاج العنف هناك دراسات ومقالات لنا في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية يجب الاطلاع عليها كي نعالج هذه المشكلة أليس كذلك ؟   


المصدر:
Dealing with Bullying



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق