الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

التعامل مع مثيري العنف






التعامل مع مثيري العنف
بقلم / عباس سبتي
سبتمبر 2015

     البلطجة مشكلة خطيرة تسهم في إلحاق الأذى ، الخوف للأطفال ويشعرون بالعزلة والحرج والحزن ، ومرتكب العنف يضرب ، يركل ، يجرح الناس ، ويستخدم كلمات جارحة من اجل السخرية والتهديد ، وقد يستولي على ممتلكات زملائه  ويهدد المعتدي ضحيته بفعل أشياء لا يريد فعلها .

البلطجة صفقة كبيرة : Bullying Is a Big Deal
     العنف مشكلة كبيرة تؤثر على الكثير من الأطفال ، أفاد ثلاثة أرباع الطلاب أنهم تعرضوا إلى حوادث العنف والتسلط والمضايقة  ، وتجعلهم يشعرون بعدم الراحة النفسية وأن ضغط التعامل مع المعتدي يجعل الضحية يصاب بالمرض .

     حوادث العنف تجعل الأطفال لا يحبون أن يلعبوا خارج المنزل ولا يرغبون الذهاب إلى المدرسة ، وتجعل الطفل لا يركز بالدراسة أو يكتب واجباته المنزلية ، هذه الحوادث تجعل المدرسة مكان  غير آمن في غياب برامج الحد من العنف والتسلط .

لماذا يلجأ البلطجي إلى أعمال العنف ؟    Why Do Bullies Act That Way?
     بعض المعتدين بهدفون من هذه الأعمال جلب الانتباه ، وبعضهم يظن أن العنف وسيلة من اجل الحصول على ما يريدون ، وبعضهم يودوا أن يعطي لنفسه قيمة وأهمية أمام الناس  وانه قوي ، وبعض البلطجية يأتون من أسر كثيرة الصراعات والتنازع بين أفرادها ومع غيرهم . 

     بعض الأحيان يعلم المعتدي أنه يجرح مشاعر الضحية بفعل  أو  بكلمة  ، وبعض المعتدين لا يعلمون أنهم يجرحون مشاعر غيرهم  ، لكن بشكل عام لا يهتم أكثر الجناة بجرح مشاعر الآخرين ولكن همهم الوحيد باختيار شخص ضعيف الشخصية والبنية ليسيئوا إليه  .

     يختار المعتدي شخصاً ما بهدف السيطرة عليه وإذلاله غالباً يختار الأطفال الذين ينزعجون بسهولة أو الذين لديهم مشكلات نفسية يعانون منها ، وقد يتأثر الشخص بقوة المعدي مما يجعل المعتدي يشعر بقوته واعتدائه على الناس وقد يختار المعتدي ضحيته من أفراد أذكياء أو شخص يختلف معه أو يختار ضحيته من غير سبب .

     أخبرت " Gemma " أمها أن أحد الفتيان يسيء إليها بسبب أن لها شعر أحمر ونمش في وجهها ، أنها تريد أن تكون مثل هؤلاء الأطفال لكنها لا تستطيع أن تغير شعرها ، وتعرفت "  Gemma " على فتاة شعرها احمر وأصبحتا صديقتين وتجاهلتا التعليقات المسيئة الصادرة من الطالبات بحقهما .

كيفية التعامل مع البلطجة : Bullying: How to Handle It
     الكل يعلم أن العنف مشكلة خطيرة وتؤثر على كثير من الطلاب ، لكن ليسأل الطالب نفسه ماذا أفعل له تعرضت إلى تعنيف أو عدوان من قبل طالب آخر ؟

     هناك طريقتين إما عدم الانصياع لأقوال المعتدي أو ماذا تفعل إذا واجهت المعتدي وجهاً لوجه ؟

     لا تعطي فرصة للمعتدي كي يتمادى ، حاول الابتعاد عنه وقد لا تستطيع الاختباء أو التغيب عن المدرسة ، لكن قدر الإمكان حاول تجنبه .

     أو قف أمامه بشجاعة : فعندما تخاف من أحد فقد لا تشعر بوقتك وشجاعتك ، لذا بعض الأحيان يتطلب منك التصرف بشجاعة كي توقف المعتدي ، كيف يبدو الشجاع وكيف يتصرف ؟

     قف بشجاعة وابعث هذه الرسالة : لا تقترب مني ، ومن السهل أن تشعر بشجاعة عندما تثق بنفسك وبقدراتك .

     أشعر براحة وهدوء : ليس كل إنسان كامل ، لكن ماذا تفعل كي تشعر بإيجابياتك ؟

     ربما تكون ضعيف البنية ، لذا عليك ممارسة الرياضة ولا تسهر أمام التلفاز وتناول وجبات غذائية صحية ، وربما تشعر باللياقة والنشاط عندما تستحم في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة .

     اتخذ صديقا لك : اثنان أفضل من واحد عندما تريد ألا تتعرض للعنف ، وحاول أن تصطحب معك صديقاً أو أكثر عندما تذهب إلى المدرسة أو عندما تتناول وجبة الإفطار وكن مع زميلك عندما تتوقع أن المعتدي يترصدك ، و إذا توقعت  استمرار حوادث العنف بالمدرسة اخبر المعلمين ، وساعد زميلك الذي تعرض هو إلى الاعتداء ، وقف أمام المعتدي واطلب منه وقف عدوانه وإلا وطالما أنتما أثنين فأن المعتدي يفكر ألف مرة قبل أن يعتدي عليكما .

     لا تحاول أن تركل أو تدفع المعتدي لأن ذلك سبب قوي في رد المعتدي العدوان بشدة ، لا تغضب كي تفكر بشكل صحيح كيف تخرج من هذه الورطة ،  وحاول الاستعانة بأي كبير أو ألا تسير وحدك في الطريق  .

ماذا يحدث للمعتدي ؟   What Happens to Bullies
     في أحيان كثيرة المعتدي يكون في ورطة إذا استمر في تصرفاته المسيئة ثم أنه يفقد أصدقاء كثيرين كي لا يتورطوا معه . 

     " لويس ، Luis "  يخاف من " بريان ،  Brian " كل يوم يعطي مبلغ غذائه إلى " بريان " لكن " بريان " ما زال يضربه ، وقال له إذا أخبر أحداً فسوف يضربه أمام الطلاب في الفصل ، وبكى " لويس " يوماً فأخبرت إحدى الطالبات كل الطلاب أن " لويس " طفلاً و يبكي ، فشعر " لويس " بالحرج وكره المدرسة ، وأرسل " لويس" و" بريان " إلى الاختصاصي الاجتماعي وتم إبلاغ أهلهما ولام الأبوان " بريان " بشدة ، ومع مرور الوقت تعلم " بريان " كيف يكون صداقات له وكان يسأل والديه المال لوجبة الغذاء ، بينما " لويس " لم يزامل " بريان " بعد ذلك ، وتعلم كيف يتصرف بشجاعة ويثق بنفسه .

     يلقي بعض المعتدين اللوم على الآخرين ، لكن كل طفل له حرية اختيار كيف يتصرف ، وبعض المعتدين أدركوا أنه لم يحترمهم الناس بسبب تهديدهم للآخرين وربما ظنوا أن البلطجة قد تجعلهم محبوبين لدى الأصدقاء إلا أن الزملاء يعتقدون أن المعتدي يخلق متاعب لغيره .

     ويستطيع بعض المعتدين تغيير سلوكهم السيئ بعد أن يعلمهم المعلمون ، الاختصاصيون الاجتماعيون وأولياء الأمور كيف يتخلون عن هذا السلوك وبحيث يمكنهم ملاحظة بقية الأطفال كيف يتعاملون مع زملائهم باحترام ، يغير المعتدي سلوكه إذا أراد بطريقة إيجابية ويصبح طالباً مثالياً بينما هناك من المعتدين لا يتغيرون .

     ليس هناك أحد يتحمل سلوك المعتدي لذا يمكن الاستعانة بأحد موثوق ليوقف سلوك المعتدي فكل واحد يحق له أن يشعر بالأمان لذا المعتدي لا يجعل أحد يشعر بالأمن .

     أخيراً يوجد مكون ثالث مهم من مكونات عملية التسلط والعنف فإلى جانب المعتدي والضحية هناك المارة أو شهود العيان لهم دور سلبي أو إيجابي ، سلبي إذا شجعوا المعتدي على عدوانه بينما هناك دور إيجابي لشاهد عيان الذي يمنع المعتدي من سلوكياته الخاطئة ويقف إلى  جانب الضحية ويسهم في وقف العنف والتسلط ،هذا  وقد ترجمنا مقالات كثيرة بأهمية دور المارة مثل : دراسة سلوك المارة بشان التسلط باستخدام منظور الأهداف المتعددة ، وتدخل المتفرج ( المارة ) في حوادث التسلط : تجربة بلا إ{شاد ، والمارة يسهمون في وقف العنف ، وهذه المقالات منشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق