السبت، 12 ديسمبر 2015

التحاق الطلاب بالجامعة




التحاق الطلاب بالجامعة

بقلم / Steven Dowshen, MD
أغسطس 2014

ترجمة وتعليق : الباحث / عباس سبتي
نوفمبر 2015

     " كاتي  ،  Katie "  طالبة شعبية تخرجت من  مدرستها الثانوية الصغيرة قد التحقت بكلية الجامعة توقعت مع أن  تكون معها زميلتين لها في سكن داخلي ، ولكن الظروف لم تكن كما تشتهي ، فمقرر علم النفس (101) التي تفضله في بداية الفصل الدراسي قد جعلها تعيش المعاناة ، كذلك تختلف زميلتان في مسألة الأكل بالكافتيريا  معها إذ كانت تحضر طعامها من المنزل كالعادة عندما كانت في الثانوية .

     اعتبرت " كاتي" الفصل الدراسي بمثابة تغيير في توقعاتها وأصبحت بعض الأشياء التي تفضلها صعبة مثل طريق وعر ولكن أشياء أخرى كانت سهلة لها .

     نصيحة " كاتي " ألا تتوقع أن الأمور سهلة في الكلية ، وإنما التوقعات تصبح مفتوحة لكل مفاجأة .

الضغوط في الكلية :  Taking the Stress Out of College
     أدركت " كاتي" أن الأمور الواقعية قد تصبح سهلة عند التعامل معها ، وقد تكون صعبة عندما بعيدة عن المنزل وليس فقط البعد عن الأسرة ولكن التعامل مع الأشياء مثل غسيل الملابس  ، وبسبب أن "  كاتي " توقعت هذه الأشياء فأنها الضغوط عليها قد قلت .

     أصبح العيش خارج المنزل خياراً صعباً لطالب الكلية خاصة السنة الأولى ،، وقد يكون للطالب دور واضح في أسرته أثناء حياته : دور ممثل كوميدي ، وسيط وربما مترجم ، وهذه الأدوار تجعلك تشعر أنك تنتمي إلى مكان ما ، وقد يكون من الصعب التكيف مع مكان جديد وبطريقة جديدة كما يبدو أن الأسرة تكون بخير بدونك .

     تشعر طالب جامعي أنك تحن إلى الأسرة في الأسابيع أو الأشهر الأولى ، وأول شيء يجب أن تعرفه عن هذا الحنين هو أنه شيء مألوف وعادي ، وفي الحقيقة أن كل إنسان يواجه في حياته تجارب وقد لا يشعر بها عندما يكون فيها لذا هذا الحنين قد ينمي فينا مهارة التكيف مع الأشياء الصعبة ، وق\ يجبرك الحنين أن تتحدى نفسك في مواجهة أناس لأول مرة ، لا بأس بالانضمام إلى فريق رياضي واخذ تمارين رياضية والاستذكار في الأماكن العامة مثل المكتبات والمقاهي  .

     محاولة التحدث عن  مشاعرك ومخاوفك وما تمر به من المعاناة وكلما سارعت بمعرفة وتحديد مخاوفك وكلما أصبحت في حالة أفضل ، وإذا كنت تعاني من الحنين إلى الوطن أو الأسرة عليك الاتصال بوالديك أو كتابة رسالة لهما وإلى بقية أفراد العائلة والأصدقاء ليعرفوا ما يجري لك بعد فقدهم والغياب عنهم .

     ومن سوف تتحدث معه أيضا ؟  بالنسبة للمبتدئين أن الشخص الذين يسكن معك في غرفة السكن الداخلي  هو الصديق الأكثر رفقة لك ذلك أن طلاب السنة الأولى بالجامعة يشعرون بنفس الشعور الذي تمر به وبالتالي تخفيف معاناتهم او معاناتك بهم سوف يقوي العلاقة بينك وبينهم .

     لكن كيف يصبح وضعك أن يسكن معك صديق ؟

ملاقاة الصديق وعقد الصداقة :
 Meeting Roommates & Making Friends
     في بعض الأحيان أنه من المفيد أن يكون الصديق يشاطرك نفس الرغبات والمشاعر ، مع أن اختلاف وجهات النظر في الأشياء مفيد أيضا ، وفي الواقع أن على الأرجح من الحكمة ألا نتوقع أن تصبح أفضل صديق مع من يسكن معك في السكن لتتجنب خيبة الأمل ، فقد جاءت " كاتي" إلى الكلية لتكون أفضل صديقة لزميلتها في الغرفة ومع مرور الوقت أصبحت الصديقتان تشعران أن " كاتي هي العجلة الثالثة ، ومع سوء الفهم مع الصديقتين والتغير في الموقف حول ما يمكن توقعه انتهى الأمر بها إلى حالة من الغضب و الانفجار   .

     لا يمكن لأي أحد تبديل صديق السكن ولذا السبب يجب على الطالب أن يحترم ويتقبل الاختلاف بينه وبين صديقه مهما كان عميقاً .

     إذا كان الطالب لم يفهمه صديق السكن عليه البحث عن طالب آخر يفهمه في حرم الجامعة وهم كثيرون ، ومنح الطلاب الجدد فرصة للالتقاء بالآخرين فأنهم يستفيدون من نصائحهم ، وكثير من الكليات لديها ترتيبات لتوجيه الطالب نحو التخصص الذي يرغب فيه والالتقاء بالطلاب من نفس التخصص ليستفيد منهم .

     إذا كان لديك مشكلات مع زميل السكن تستطيع مراجعة مكتب الإرشاد الذي يوجد في كل جامعة وكلية ، وأن هذا المكتب لدبه تجارب عن مخاوف الطلاب الجدد وقد يتحدث المكتب معك بهذه المخاوف وقد تجد غيرك من الطلاب  يعاني من نفي نفس المخاوف  وبالتالي يمكن التحدث مع المكتب بشان تبديل زميل السكن .

     قد يلجأ بعض الطلاب إلى تعاطي الكحول أو المخدرات أو النوم الكثير أو التدخين  نتيجة الضغوط النفسية التي يمر بها في السنة الأولى ، وللأسف الطلاب الذين يضيعون جل وقتهم لمواجهة هذه الضغوط قد يدخلون في مشكلات أخرى مثل التأخير في إنجاز المشاريع وضعف في أداء الامتحان ، وفي أسوأ الحالة قد يتورط الطالب مع قسم الشئون القانونية في الجامعة .

البقاء بعيداً عن المنزل :    Staying Healthy Away From Home
     الكثير يأتي إلى غرفة الطالب في الجامعة وبعضهم ينقل مرضه إلى الآخرين وقليل منهم يذهب إلى المنزل عندما يمرض ، مع هذا الوضع فقد أنشأت الجامعات مراكز صحية مزودة الأطباء والممرضين وحتى خبراء التغذية كلهم يخدمون الطلاب المرضى ويمكن للطلاب دخول المواقع الالكترونية للحصول على المزيد من المعلومات عن المراكز الصحية وأين تقع .

استمارة التأمين :  Insurance Plans
     بعض الكليات تطلب من جميع الطلاب استمارة التأمين الصحي وفي هذه الحالة تقدم الكلية أسعار مخفضة لرعاية المرضى الأساسية والإصابات في الأندية الرياضية .

     وفي الكليات الأخرى فأن بطاقة التأمين ليست ضرورية لتلقي العلاج في المركز الصحي ، ولكن هناك رسوم على الخدمات الطبية ، لذا قبل الالتحاق بأي كلية تعرف إذا كانت تطلب بطاقة الضمان الصحي أم لا ومناقشة الوالدين بهذا الخصوص .

الطوارئ :  emergency Care
     معرفة التأمين الصحي أو وجود المركز الصحي لا يعني المحافظة على الوضع الصحي للطالب ولكن قد يحتاج الطالب إلى وصفة طبية أو إلى العلاج في مركز الطوارئ .

     ويجب التأكد كم أن المركز الصحي مفتوح على مدار (24) ساعة وإلا عليك معرفة كيف تتلقى الرعاية الصحية من مركز أو قسم  الطوارئ أو عيادة الرعاية العاجلة .

     لا بد من معرفة وجود الصيدلية إذ على الرغم من وجود صيدلية في بعض الكليات فقد يضطر الطالب في بعض الكليات البحث عن الصيدلية  خارج حرم الجامعة وأن ذلك ليس رحلة التنزه عندما تبحث عن الصيدلية وأنت مريض .

نصائح الوقاية:    Prevention Tips
     من المهم أن تكون مستعداً في حال المرض أن تقي نفسك من المرض ما أمكن ذلك ، مثل التدابير المعتادة كغسل اليدين بشكل مستمر في المنزل والكلية والتعرف على دورات المياه العامة ومراكز الكمبيوتر والأماكن المكتظة وكلها قد تحمل الجراثيم والعدوى إلى الطلاب .

     إذا قضيت بعض الوقت في مختبر الكمبيوتر بالجامعة  يستحسن أن تغسل يديك بغسول اليد المضادة للبكتيريا   وفي حال مريض الصديق بالسكن الداخلي عليك عدم استخدام حاجاته الخاصة مثل المناديل وغيرها .

     كذلك تناول الطعام الجيد والصحي واخذ قسطاً من النوم من العوامل المساعدة على صحة البدن .

     كثير من الكليات توجد فيها مطاعم الوجبات السريعة  وهي في متناول اليدين وقـد يجد الطالب ما يتمناه من وجبة البيتزا والطعام الصيني وفطيرة الجبن وغيرها .

     كثير من الطلاب يأكلون أكثر مما كانوا يأكلونه وهم في المنزل وتناول الوجبة الخفيفة في وقت متأخر من الليل وفي نهاية المطاف زيادة وزن الطالب .

     تشير بعض الدراسات أن الطلاب ينفقون من بين 3-10 جنيهات خلال السنتين الأوليتين بالجامعة ولا  يختلف ذلك بين الذكور والإناث من الطلاب وقد يزيد وزن أحدهم مما يعاني وجود مشكلات صحية لديهم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وقد يلجأ بعض الطلاب إلى الحمية الغذائية أو ما يسمى " الرجيم " أو غيرها من السلوكيات غير الصحية في تناول الطعام .

     للمحافظة على وزن الجسم صحياً يجب تناول الوجبات الثلاث بشكل طبيعي ومنتظم مع وجبة خفيفة بينها إن أمكن كل يوم مع تناول الطعام عند الإحساس بالجوع والتوقف عند الشعور بالشبع مع مراقبة كمية الوجبة ومقاومة إغراءات ما يعرض في " البوفيه" من أصناف الأطعمة .

     ماذا ستأكل ؟ الأكل بشكل طبيعي دون إسراف ،وعليك أن  تأكل مجموعة أطعمة  كل يوم ، فإذا اشتملت وجبتك على  عنصر غذائي واحد  لتوفر المال فأن أكل  أنواع من الأطعمة قد يحمي جسمك من السمنة يرضى عقلك بهذه المجموعة الغذائية لذا لا تقلق بأكل قطعة من الحلوى أحياناً مجرد أنها لا تستبدل بوجبة رئيسة لك .

     الابتعاد مساء عن الأطعمة المحتوية على مادة " الكافيين ،  caffeine "  لأن كثرة هذه المادة تسبب القلق ، الدوخة ، الصداع والتوتر ويمنع النوم ، لكن يمكن تناول الكافيين بمعدل (100 مليغرام ) في اليوم ، مما يعني أنك قد تواجه أعراض الانسحاب مثل الصداع والتهيج في التخلي عن المادة نهائياً ، وقد يعرف معظم الناس أن الكافيين توجد في القهوة لكن احترس من تناول مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والشاي المثلج دون وصفة طبية .

     ممارسة التمارين الرياضية في معدل (60) دقيقة كل يوم مطلوب من طلاب الجامعة لا داعي لممارسة تمارين معينة بل يكفي الهرولة والركض الخفيف في حرم الجامعة أو لعب كرة القدم بعد الدراسة .

     يوجد مركز الترفيه بحرم الجامعة ويعرض التمارين الرياضية المختلفة واليوغا في الدفاع عن النفس والسباحة وتوجد رحلات خارجية  تنظمها الجامعة مثل تسلق الجبال والتزلج على الجليد  .

تعليق:
     هذه النصائح تفيد أبناءنا الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد حيث أن في كثر من الدول المتقدمة جامعات عريقة تقدم إلى جانب الدراسة برامج الترفيه والرياضة وتنمية الذات ، للأسف نحتاج نحن في جامعاتنا أن تصبح مدينة جامعية التي توفر كل شيء للطلاب ، صحيح هناك فرق بين طالب الجامعة الذي درس في بلاده العربية وبين طالب درس في خارج بلاده وفي إحدى الجامعات العريقة من حيث ندرة التخصص وتنمية الهوايات والميول .

     على أي حال الدراسة في الخارج تحتاج إلى إرشاد وتوجيه وهذا أيضا نفتقده بشكل موسع في بلداننا العربية ولعل قطع بعض الطلاب دراستهم في الخارج يرجع إلى الضغوط النفسية التي يمر بها الطالب وهو بعيد عن أهله وأصدقائه  كذلك بسبب عدم توعيته وتهيئته نفسيا للدراسة خارج البلاد ، وبالمناسبة كنت شعرت بالغربة والحنين إلى الوطن في الشهور الأولى من دراستي بالولايات المتحدة  حتى أني كنت أسلي نفسي بكتابة رسائل إلى أفراد الأهل والأصدقاء كي أخفف الضغط النفسي .

     كنت أكتب في نشرة داخلية في إحدى الجمعيات ذات النفع العام تجارب الطالب المغترب وكيف يواجه الصعوبات والتحديات في الشهور الأولى من دراسته وكيف نخفف عنه الضغوط النفسية وتقديم برامج له تنفعه في دراسته وفي تنمية ذاته ونفسه حتى أن بعض الطلاب في الخارج كانوا يشجعوني إلى مواصلة تقديم هذه النصائح المفيدة لهم لكي يواجهوا التحديات التي يمرون بها في الخارج .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق