الخميس، 26 مايو 2016

التعليم المقلوب : مفاهيم ...تطبيقات





التعليم المقلوب  مفاهيم ..تطبيقات  
الباحث / عباس سبتي
مايو 2016

مقدمة  :
       لقد جاءت فكرة التعليم المقلوب أو المعكوس بعد الاطلاع على كتاب صدر حديثاً في الغرب واسمه " التعلم المقلوب : بوابة لمشاركة الطلبة " ل " جوناتان بيرجمان وآرون سامز " وقد قام مكتب التربية العربي لدول الخليج  بترجمة الكتاب عام 1435هج /2014م ، وجاء الكتاب في (14) فصلاً تضم : نموذج التعلم المقلوب ، ومفاهيم مغلوطة  ومحتوى وحب الاستطلاع وتوجه إلى تعلم أكثر عمقاً وأوسعاً أفقاً  ذلك التعلم الذي يتمركز حول المتعلم مع رسخ الديمقراطية وكيف يصبح المعلم مربياً عصرياً والتقرب إلى الطلبة وتنمية الإبداع بتطور التعلم المقلوب والتجارب التربوية الجميلة .
فكرة التعلم المقلوب فكرة قديمة لكنها فرض نفسه بشكل موسع مع تطور أدوات التكنولوجيا ولكن اختلف الباحثون بشان مسميات التعلم المعكوس مثل التعلم المقلوب أو الفصل المقلوب ومنهم من طالب تطبيقه في التعليم الجامعي ومنهم من طالب بتطبيقه في المراحل التعليمية الثلاث وبعضهم اعتبر هذا التعليم  مجرد بدعة لكنه سوف تطبق لا محالة .

تعريف التعلم المقلوب :
الوصف الأكثر استخداماً للفصل المقلوب هو البيئة التعليمية حيث تنجز الأنشطة خارج الفصل مثل الواجبات المنزلية والآن تنجز داخل الفصل أثناء الحصة وتنجز الأنشطة من قبل الطلبة حسب الوقت المقرر لها  ، وفي معظم التعاريف لهذا التعلم يتم التركيز على مشاهدة الطلبة أشرطة ومقاطع الفيديو قبل الدرس وعندما يدخلون الفصل يقومون بإنجاز الأعمال أو الأنشطة مع المعلم ومع الزملاء         
وربما تصبح  فكرة التعلم المقلوب  أكثر دراية وشهرة إلا أن هذا المعنى أكثر من مشاهدة الفيديو والمحاضرة  لأن محاضرة ومشاهدة الفيديو هي تبقى محاضرة لذا أهم الأهداف لهذا التعليم هو تجاوز المحاضرة باعتبارها الوسيلة الأساسية لنقل المعلومات وبناء وقت الحصة والمحاضرة المطورة يمكن أن تكون فعالة ولكن المربين يعتمدون عليها بشكل كبير مع استبعاد أساليب التعلم لذا يجعل التعلم المقلوب المعلمين يطبقون طرقاً جديدة وبالتالي إضافة أسلوب جديد يتطلب التخلي عن الأسلوب القديم  وبالتالي يتطلب هذا التعلم أن يتخلى المعلم عن أسلوب المحاضرة مع التركيز على الأساليب الأخرى لتعزيز التعلم بإدخال أساليب التعلم الفعالة تجعل الطلبة في مركز عملية التعليم .

هناك طرق أخرى لتحديد مفهوم التعلم المقلوب ويمكن وصفها أنها الانتقال من بيئة التعلم المتمحور حول المعلم إلى بيئة التعلم المتمحور حول المتعلم ، ويمكن تعريف هذا التعلم أنه تحول من إستراتجية التعلم الفردي إلى إستراتيجية التعلم التعاوني ، وعلى الرغم من  تقلب الفصل الذي يستخدم الأنشطة الفردية مثل اختبارات قصيرة أو ألغاز أو أوراق عمل أو الحث على الكتابة التأملية والتكليف بحل المشكلات ، والأهم شيء هو إنجاز هذه الأنشطة  أثناء الحصة الدراسية  .
هذا التقليب " Flipping " قد يحتوي على استخدام أجهزة التكنولوجيا أو لا ، وشرح كل من " Bergmann and Sams            "   2012بالقول : " تقليب الفصل هو تحول الطاقة والجهد من المعلم إلى المتعلم ومن ثم الاستفادة من الأدوات التعليمية  لتعزيز بيئة التعلم " ، وجدير بالذكر أن هذه الأدوات لا تقتصر على التكنولوجيا فقط وفي حين أشرطة الفيديو والأدوات التعليمية الأخرى تصبح فعالة في الفصل المقلوب ولكنها ليست مطلوبة ، والأهم من ذلك هو التركيز على جهد الطالب .

يمنح تصنيف " بلوم ،   Bloom " الإطار للمقارنة بين المحاضرة التقليدية بالفصل  والفصل المقلوب  ، إذ يركز التربويون على نتائج مستوى التعلم الأعلى أثناء الحصة ونتائج منخفضة خارج الفصل ، وهذا يعني أن التقليب قد يكون بسيطاً كمشاهدة مقطع الفيديو قبل الحصة ثم دخول الفصل لتلقي المناقشات المعمقة المتعلقة بإصدار الحكم والتحليل والإبداع ، وإذا اطلع الطلبة على المواد الأساسية قبل الحصة فاأهم يتهيأون أفضل لتطبيق المعلومات والمشاركة في المناقشات المعمقة مع زملائهم الطلبة والمعلم .
هناك طريقة أخرى للتفكير بالفصل المقلوب وهي التركيز على مشاركة الطلبة في عملية التعلم بالفصل ، وتشير د. باربي ، Barbi Honeycutt " إلى " التقليب ، FLIP " إلى التركيز على المتعلمين من خلال مشاركتهم في عملية التعلم ، وبعد  كل ذلك تصبح الفصول المقلوبة عبارة عن بيئات التعلم المتمحورة حول المتعلم التي تدمج أساليب التعلم النشط  أثناء حصة الدرس ، وهذا يجعل الطلبة يقضون وقتهم بحل المشكلات والإبداع والنقد والتحليل والتركيب في الفصل مع زملائهم ومعلمهم ، فالطلبة أكثر نشاطاً في البيئات المقلوبة مع إضافة مستوى جديد من التعقيد إلى الفصل الدراسي .

بغض النظر لتعريف أو نظام لاستخدام المعلم وتصميم الفصل المقلوب فأن النتيجة النهائية عبارة عن بيئة تعليمية ديناميكية ، لتصبح الفصول المقلوبة تفاعلية في بعض الأحيان يصبح فيها فوضى "   messy "  لأن الطلبة يعملون معاً ويحلون المشكلات أفضل من جلوسهم سلبيين واستماعهم إلى المحاضرة ، والفصول المقلوبة قد تصبح محفوفة بالمخاطرة ، وقد  يتخلى المعلم عن درجة السيطرة وحفظ النظام عندما يتحرك الطلبة وينشطون ، وقد تعمل بعض استراتيجيات التقليب لكن بعض الآخر لا تعمل ، وقد يستخدم المعلمون أي نموذج من التقليب لكن عليهم ان يعرفوا التحديات التي تواجههم في تطبيق استراتيجيات التعلم النشط في فصولهم ، على سبيل المثال البدء بخطة الدرس قد يساعد على تحديد الأدوات المناسبة والاستراتيجيات الأكثر فاعلية التي تساعد المعلمين المحافظة على نظام الفصل المقلوب وضمان تحقق نتائج التعلم .
ربما يكون أن أفضل الأماكن للمعلمين هو  البدء بإعادة التفكير بدورهم في الفصل ، مع التأكيد على إلقاء محاضرة قصيرة في بداية الحصة ولكن معظم وقت الحصة يخصص للتعلم النشط ن ولا يفكر المعلمون ببساطة بشان طريقة التدريس في شكل مختلف فأن عليهم فعل ذلك وأنهم يعلمون استخدام طرق جديدة وأدوات  واستراتيجيات ونتيجة لذلك فان عملية تخطيط الدرس وعملية التقييم سوف تتغير أيضا .

عند تخطيط لحصة مقلوبة يجب أن يبدأ المعلم بطرح سؤال  : ما يجب على الطلبة القيام به لتحقيق النتائج المطلوبة ؟  وهذا التغير في وجهة النظر سوف يقلب في الحال التركيز على الحصة عندما يؤكد السؤال على بيان جهود الطلبة وليس جهد المعلم ويضع المعلم خطة خبرات التعلم التي تعتمد على ما يحتاج إليه الطلبة لفعله وليس ما سوف يتحدث عنه المعلم وقد يحاضر المعلم ولكن يجب أن تصمم المحاضرة لمساعدة الطلبة  إنجاز ما يحتاجون إنجازه مع توفير المعلومات أو المواد اللازمة لتحقيق الأهداف المطلوبة وليس فقط نشر المعلومات .           

ما هو التعلم المقلوب  ؟  " What Is Flipped Learning  " 
التعلم المقلوب هو طريقة تربوية لنقل التعليمات المباشرة من فضاء تعلم المجموعة إلى فضاء التعلم الفردي ، ويتم تحويل نتيجة فضاء المجموعة إلى بيئة تعلمية تفاعلية دينامية حيث يوجه المعلم الطلبة أثناء تطبيق المفاهيم والانخراط بشكل خلاق في المادة أو الموضوع .
وقد يعرف المفهوم بشكل مبسط بأنه " أداء عمل المدرسة في المنزل وعمل المنزل في المدرسة " ، التعلم المقلوب هو طريقة تجعل المعلمين ينفذون المنهج أو المواد الدراسية في فصولهم ، ولمواجهة بعض  سوء الفهم لهذا المفهوم فأن وزارة التعليم وكبار المسئولين في شبكة التعلم المقلوب "    Flipped Learning Network (FLN " وجميع المربين الذين لهم خبرة بهذا التعلم  اتفقوا على تعريف  رسمي ل " التعلم المعكوس " ، وفي الحقيقة فأن المفهوم يبدد بعض الشكوك المكررة لدى المعلمين ووسائل الأعلام والباحثين ، هؤلاء المسئولون للتعلم المقلوب يميزون  بين الفصل المقلوب وبين التعلم المقلوب  ، وهذه المفاهيم ليست قابلة للتبديل ، أن قلب الفصل لا يعني بالضرورة أن يؤدي إلى  التعلم المقلوب  ، وكثير من المعلمين يمكن أن يقلبوا فصولهم من خلال تكليف الطلاب قراءة الكتاب خارج الفصل ، مشاهدة مقطع الفيديو تكميلي أو حل المشكلات الأخرى ولكن الانخراط بالتعلم المقلوب يجب على المعلمين مزج هذه المكونات الأربعة التالية  في عملهم  : F-L-I-P

بيئة مرنة "     Flexible  Environment    F " :
يسمح التعلم المقلوب بمجموعة نماذج التعلم ، ويمكن المعلمون من إعادة ترتيب أماكن التعلم للتكيف مع الوحدة التعليمية أو  الدرس  لدعم أي عمل جماعي أو دراسة مستقلة ، هذه النماذج توجد مساحات مرنة لكي يختار الطلبة  متى وأين يتعلمون ، وعلاوة على ذلك فأن المعلمين الذين قلبوا فصولهم مرنين في توقعاتهم لجداول تعلم الطلاب وفي تقييمهم .
يسمح المعلم بإيجاد مساحات وأطر زمنية كي يتفاعل الطلبة معه ويفكرون أثناء تعلمهم عند الحاجة ، ويراقب المعلم طلابه لكي يقوموا بالتعديلات حسب الحاجة ، ويقدم المعلم لهم طرقاً مختلفة لتعلم المحتوى وتنمية المهارة . 

 ثقافة التعلم "   L   learning   Culture  " :
في نموذج التعليم القديم المتحور بالمعلم ، يصبح المعلم المصدر الرئيس للمعلومات ، وعلى النقيض من ذلك فأن نموذج التعلم المقلوب يسند التعليم إلى المتعلم ، وقد خصص وقت الحصة بالفصل لاكتشاف الموضوعات بشكل مركز وخلق فرص  تعليم وتعلم ، ونتيجة لذلك يشارك الطلبة بنشاط في بناء المعرفة  ويشاركون ويقيمون تعلمهم بطريقة ذات معنى شخصي  ، ويقدم المعلم الأنشطة   للطلبة من خلال التمايز وردود الفعل .

المحتوى المقصود  "  Intentional  Content   I    " :
يعتقد معلمو التعلم المعكوس باستمرار كيف يطبقون هذا النموذج لمساعدة الطلبة تنمية فهم المفاهيم  وأداء الوظائف بشكل مبدع ، ويحدد المعلمون ما يحتاجونه لعملية التدريس وما المواد التي يكتشفها الطلبة بطريقتهم الخاصة ، ويستخدم المعلمون المحتوى المقصود أو المراد تدريسه للاستفادة من وقت الحصة لتبني أساليب واستراتيجيات التعلم المتمركز حول المتعلم واستراتيجيات التعلم النشط وهذا يعتمد على مستوى الصف والمادة الدراسية ، ويستعين المعلم بأشرطة الفيديو لعرض المحتوى على الطلبة مع مراعاة الفروق الفردية .

المعلم المتخصص "   Professional  Educator    P "  :
دور المعلم المتخصص مهم جداً وضروري أيضا في التعلم المقلوب أكثر من التعلم التقليدي ، وأثناء وقت الحصة يلاحظ المعلم طلبته باستمرار ويقدم لهم التغذية الراجعة المناسبة في الحال ، وتقييم أداءهم ويركز على ممارسة الطلبة والتواصل مع بعضهم بعض لتحسين عملية التدريس وتقبل النقد البناء والتسامح والتغاضي عن الفوضى في الفصل ، وبينما يقوم المعلم المتخصص بأقل الأدوار بروزاً في التعلم المعكوس ، يبقى العنصر المؤثر في استمرار هذا التعلم .    

الفصول الدراسية المقلوبة هي الفكرة الرائجة هذه الأيام والتي ينادي بها الجميع، ابتداء من "بيل غيتس" Bill Gates المؤسس والرئيس التنفيذي السابق للشركة العملاقة مايكروسوفت، و "إيريك مازور" Eric Mazur عالم الفيزياء الكبير والتربوي ذي الشهرة العالمية. حيث يرى كل منهما في هذا النوع من التعليم مثالاً للابتكار التعليمي المثير الواعد.
تعرف مؤسسة EDUCAUSE الرائدة في تعزيز الاستخدام الفعال لتقنية التعليم، الفصول الدراسية المقلوبة "كنموذج يعكس محاضرة نموذجية يتم مشاهدتها كواجب منزلي." هذا النموذج يطبق في أكاديمية خان المعروفة، والتي يوفر موقعها على الإنترنت أكثر من 3600 محاضرة صغيرة عبر فيديوهات مخزنة على موقع يوتيوب لتدريس الرياضيات، والتاريخ، والتمويل، والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلم الفلك والاقتصاد. حيث نرى الطلاب يشاهدون عروض فيديو قصيرة للمحاضرات في المنزل، ويعطون الوقت الأكبر لمناقشة المحتوى في الفصل تحت إشراف المدرس. ( شيماء ، 2015 )

ما المكونات الأساسية للتعليم المقلوب ؟
-         إتاحة الفرصة للطلبة إلى اكتساب معارف وحقائق قبل الدخول إلى الفصل وذلك من خلال قراءة كتاب مدرسي وعرض مقطع فيديو وتسجيل صوتي رقمي ومحاضرة
-         إتاحة فرصة تحفيز للتهيئة للدرس ، يحاول الطلبة إنجاز ما يطلب منهم من خلال اختبار قصير وورق عمل وكتابة مقالة قصيرة مع تقديم حافز لهم .
-         توفير أسلوب لتقييم فهم الطلبة ، وذلك بعد إنجاز ما قام به الطلبة يأتي دور التقييم ليعرف المعلم درجة فهم واستيعاب الطلبة من خلال ما يقدمه المعلم لهم من الأنشطة التي يحتاجونها وأيضا الاختبارات القصيرة وأوراق عمل كلها أساليب تقييم الطلبة  .
-         التركيز على الأنشطة التي تحفز مستوى التفكير العالي ، فالطلبة بعد اكتسابهم معارف خارج الفصل يحتاجون إلى تعزيز تعلم أعمق في الفصل من خلال الأنشطة التي تحقق الأهداف التعليمية وثقافة الانضباط الفصلي .
   
 دليل المعلم إلى الفصول المقلوبة :
عندما جرب لأول مرة كل من " Jonathan Bergman " و "  Aaron Sams "  فكرة فصولهما في كولورادو " Colorado " عام 2004 ، فان التعلم المقلوب قد أثير على الساحة التعليمية وكان من أهم المواضيع في  مجال التعليم لعدة سنوات متتالية ويبدو انه لم يفقد بريقه.
الكل قد بدأ عندما استخدم كل من "  Bergman and Sams " بدخول مجال التكنولوجيا التي سهلت تسجيل أشرطة الفيديو ، وكانا لديهما طلبة كثيرين  قد غابوا عن الحصص وراوا الفرصة مواتية للتأكد أن  غياب عن الحصة لا يعني الحرمان من الدرس ، وكان للطلبة خيار مراجعة الدروس في المنزل ، وسرعان ما  أدرك المعلم  أن هذا التحول قد فتح وقتاً إضافياً في الفصل لزيادة إنتاجية وتفاعل الأنشطة من المحاضرات التي تعطى لهم ، وهكذا بدأت الحركة .
في دراسة أجريت عام 2014  بشان شبكة التعلم المقلوب أشارت أن ( 78%) من المعلمين قالوا أنهم يدرسون التعلم المقلوب ، و(90%) منهم الذين جربوا هذا التعلم قالوا أنهم يوصون بهذا التعلم .  

عندما تصبح فكرة جديدة كلمة طنانة ويصبح تعريفها مثل صبي أكثر شغباً ، وقد تطورت شبكة التعلم المقلوب على أمل أن تصبح مفهوم هذا التعلم محدداً ، " التعلم المقلوب هو طريقة تربوية توجهها تعليمات مباشرة من قبل فضاء تعلم المجموعة إلى فضاء تعلم الفرد ، وتتحول نتائج تعلم المجموعة في بيئة تعلم وتفاعل ودينامية حيث يوجه المعلم طلابه إلى تطبيق المفاهيم والانخراط بشكل خلاق في المادة الدراسية .

قد فهم معنى الفصل المقلوب ولكن هذا شيء قليل لكلمة صعبة النطق والخلاصة في أبسط الحالات هو أن هذا التعلم عبارة عن نقل العناصر الأكثر سلبية للتعلم ( الاستماع إلى المحاضرة أو قراءة فصل من الكتاب ..ألخ ) خارج الفصل بحيث أن أكثر وقت الحصة  يخصص للتفاعل والتدريب العملي .
معظم الناس يسمعون عن " التعلم المقلوب " ومشهد الأطفال وهم يشاهدون أشرطة الفيديو في المنزل ، ولكن مؤيدين لهذا التعلم يقترحون ألا ينحصر على أشرطة الفيديو ، بحيث يعطي المعلم خيارات للطلبة ، وان بعض الطلبة قد يتعلم أفضل عن طريق قراءة فصل من الكتاب المدرسي وبعض آخر يستفيد من مشاهدة الفيديو والملفات الصوتية أو أي نوع من الوسائل التعليمية لتحقيق هدف الحصة .     

فوائد التعلم المقلوب للفصل :
بالنسبة لمعلم مخضرم " veteran " فأن تقليب الفصل يعني إعادة التفكير بكيفية القيام بالتدريس بطريقة قام بها المعلم لسنوات عدة ، وأيضا يعني القيام بالعمل الإضافي ، وما دام الأمر كذلك ، لماذا ينزعج المعلم ؟

1-    التعلم المقلوب يجعل الطلبة أكثر مشاركة في الفصل :
يتناول نموذج التعلم المقلوب كيف يتعلم الطلبة أفضل والكل يعلم كيف أنه من الصعب تركيز الطلبة الاستماع إلى المحاضرة لفترة طويلة ولو كان الموضوع مهماً لهم ، فالمناقشات والتدريب العملي يميل مراعاة اهتمامات الطلبة  ، لذا فبينما يعمل المعلم مع طلبته مباشرة في اكتشاف المفاهيم تعلموها بالفصل عليه تقديم التغذية الراجعة الفورية التي تساعدهم على تنمية تعلمهم .
  
2-    يقدم المعلم الاهتمام الخاص :
الطلبة لا يتعلمون على وتيرة واحدة وفي نفس الطريقة ، حيث أن هذا عامل معقد في التدريس والمسألة هي كيف يلبي المعلم احتياجات (30) طالباً أو أكثر ليحافظ على مستوياتهم وهذا يصبح هم المعلم الذي يؤرقه ليلاً , الفصل المقلوب يمنح المعلمين فرصة للعمل مع الطلبة مباشرة ، وبالتالي أنهم يرون من من الطلبة يواجه صعوبة في فهم مصطلح كي يساعده ، وزيادة التفاعل مع الطلبة بالفصل يساعد المعلمين على اكتساب فكرة واضحة عن أنماط التعلم المختلفة مع طلبتهم كي يتمكنوا من تكييف عملية التعليم لاحتياجات كل طالب .

3-    يعمل الطلبة بطريقتهم :
الطالب الذي يستمع إلى محاضرة فأنه يجد بكتابة الملاحظات إلا أنه قد تفوته أشياء أثناء الكتابة وقد يكون ذلك تحسناً للطالب الذي قد لا يمسك بكل أفكار المحاضرة ، فإذا شاهد مقطع فيديو في المنزل بدلاً من ذلك فانه يستطيع وقف المحاضرة ليكتب ما يريد ، فيستطيع ترجيع وتكرار المشاهدة المشهد المعين الذي لم يفهمه أول مرة ، وإذا شعر أنه يستطيع استخدام المشهد الثاني ليفهم المفهوم فأنه له الخيار ، فهو لديه مزيد من القدرة على العملية التي يدرسونها .

لماذا يتوجه الطلاب إلى التعليم المقلوب؟
  يقضي الطلاب معظم أوقاتهم على شبكة الإنترنت مستخدمين نوعاً ما من التقنية، فهم يستخدمون الهواتف المحمولة وأجهزة تقنية المعلومات والاتصالات المتحركة وأجهزة الكمبيوتر المحمول Laptop والتابلت والآي باد iPad ..الخ. ووفق الإحصائيات التي نشرها موقع جوجل في نهاية عام 2013، يحتل موقع "يوتيوب" المركز الثاني من بين المواقع الأكثر زيارة على شبكة  الإنترنت، فعدد مشاهدات يوتيوب يوميًا بلغ حوالي 4 مليارات مشاهدة في اليوم، ويتمّ تحميل 100 ساعة من الفيديو كل دقيقة. يستقبل موقع "يوتيوب" شهرياً ما يزيد عن مليار مستخدم، مما يؤكد أن الفيديو له قوة وشعبية لا يمكن تجاهلها. عملت هذه الشعبية التي يحظى بها الفيديو بين فئة الشباب على التفكير باستخدام الفيديو كأداة تعليمية، في عام 2000، قدم "مورين لاج" (Maureen Lage) و "غلين بلات" (Glenn Platt) و "مايكل تريجليا" (Michael Treglia) فكرة استخدام التقنية لقلب بيئة الفصول الدراسية التقليدية، من خلال ورقة بحثية بعنوان " قلب نظام الفصل الدراسي: مدخل لخلق بيئة تعليمية شاملة" والتي عرفت فيما بعد باسم "الفصول الدراسية المعكوسة" أو "الفصول الدراسية المقلوبة" أو "التعليم العكسي". والذي عرفته موسوعة الويكيبيديا الحرة بأنه: " شكل من أشكال التعليم المدمج الذي يشمل أي استخدام للتقنية للاستفادة من التعلم في الفصول الدراسية، بحيث يمكن للمدرس قضاء مزيد من الوقت في التفاعل مع الطلاب بدلاً من إلقاء المحاضرات. وهذا يتم بشكل أكثر شيوعاً باستخدام الفيديوهات التي يقوم بإعدادها المدرس والتي يشاهدها الطلاب خارج الأوقات الدراسية في الفصول" .

نماذج من الفصول المقلوبة :
كما هو الحال في معظم الأشياء ، ليس هناك طريقة صحيحة وواحدة لقلب الفصل الدراسي ولكن معرفة كيف يعمل المعلمون الآخرون فأنها تساعد غيرهم على إعطاء أفكار حول أفضل ما يعملونه .   
تراجع الفصل إلى الوراء :
فصل المعلمة " Stacy Roshan " هو الأقرب إلى ما يعتقده كثير من الناس على أنه " فصل مقلوب " كما هو مندرج في قائمتنا ، على الرغم من أنها قالت عن فصلها أنه " أنه فصل تراجع إلى الوراء " إلا أنها قلبت فصلها كي تقلل من قلقها بعد تجربة مشاهدة الطلبة لعرض التفاضل والتكامل لحصتها وأنها تريد إدخال مفاهيم جديدة معقدة .
بالنسبة للواجب المنزلي فأن طلبتها شاهدوا أشرطة الفيديو أعدتها عن المفاهيم في كل فصل من فصول الكتاب ، وقد قضى الطلبة وقتهم في الفصل بحل مشكلات الرياضيات التي يقومون بها كواجب منزلي ، وإذا كان لديهم صعوبة  في حل المشكلة فأنها تساعدهم .
قضت وقتاً طويلاً في تصميم أشرطة الفيديو ولكن شعرت بالسعادة لنتائج تطبيق الفصل المقلوب خلال أربع سنوات دراسية ، وتأخذ وقتاً للتجربة مع طرق جديدة لجعل الحصة ممتازة مثل إجراء الاختبارات أثناء مشاهدة الطلبة أشرطة الفيديو في المنزل .

تقليد " الفصل المقلوب "  :
أحد الانتقادات الشائعة للتعلم المقلوب أنه يعتمد على امتيازات قليلة ، فماذا بالنسبة للطلبة الذين لا يملكون أجهزة الكمبيوتر في المنزل لمشاهدة أشرطة الفيديو ؟  عالجت "  Tracey Gillies " هذه المشكلة بما وصفته ب " تقليد الفصل المقلوب " ، فالطلبة الذين لا يملكون الكمبيوتر في المنزل يمكنهم مشاهدة الفيديو في الفصل ، وحيث أن فصلها ذا كثافة طلابية كل منهم يقوم بعمله بمشاهدة الفيديو وحل المشكلات أداء اختبار قصير ونشر وتعليق على حلقة نقاشية على الانترنت ، لذا كل واحد منهم قادر على أداء المهام المطلوبة طالما يحتاجونها ، والمعلمة "  Gillies " موجودة في الفصل لمساعدة من يحتاج إليها في أي مرحلة من مراحل العمل .

تطور الفصل المقلوب :
تبنت المعلمة " Shelley Wright " الفصل المقلوب منذ عام 2011 م ونشرت تجربتها عن الفصل المقلوب ، وتابعت بعد ذلك في السنوات اللاحقة مع تعليق جديد لتجربتها في هذا المجال ولكن ليس ارتداد أو تراجع مرة أخرى إلى الطريقة القديمة ولكن بطريقة مطورة لتعلم قائم على الطالب الذي سعت إليه من خلال تقليب فصولها ، وبعد اخذ طلابها زمام المبادرة في إيجاد الموارد ذات قيمة ومتابعة تعلمهم فأنها ركزت على مساعدتهم في عملية التعلم بدلاً من تعليمهم مباشرة الدرس ، وطريقتها أصبحت محط نظر واهتمام لغيرها من المعلمين ولكن ليس التركيز فقط على مشاهدة الفيديو وإنما تصبج أشرطة الفيديو جزءاً من وسائل التعليم وأنه تحول من التعلم السلبي إلى التعلم النشط وبأية وسيلة عمل للمعلم ولطلابه .

 أدوات التعلم المقلوب :
 قائمة شاملة من أدوات للتعلم المقلوب التي يمكن استخدامها من قبل المعلمين تحتاج إلى كتاب ( على الرغم من عدم رصد كل الأدوات في هذا الكتاب ) ولكن قد نذكر بعض الأدوات التي تستخدم في هذا التعلم ، ويمكن أن تلعب بعض الأدوات المألوفة مثل : "YouTube, Evernote, Google Drive, and blogging platforms " دوراً كذلك ولكن بعض الأدوات المحصورة والمناسبة للتعلم المقلوب  .
1-    أداة " Camtasia " :
عند تصميم أشرطة الفيديو ليشاهدها الطلبة في المنزل  ، يحتاج المعلم برنامج التسجيل الرقمي للشاشة ، وهذه الأداة ليست الوحيدة بالسوق فقد يجد المعلم قائمة من أنواع هذه الأداة التي يمكن استخدامها بما في ذلك الأداة المجانية وتسليط الضوء على هذه الأداة لأن الشركة تأملت أن تستخدم في التعلم المقلوب ، وهذه الأداة بديهياً يستخدمها الجدد من المستخدمين وتسمح لتسجيل البرنامج تلقائياً أو يتم التسجيل بواسطة المستخدم ، وأهم مميزاتها أنها تسمح إضافة عناصر تفاعلية على الفيديو الخاص بالمعلم منها الاختبارات القصيرة لمعرفة فهم الطلبة ومنها الوصلات للمواد الإضافية التي يريد ان يقرأها الطلبة ، وقد تباع ب (75) دولاراً بنسخة " Mac " ، و(179) دولاراً بنسخة " PC ، الانترنت  " ، وهناك خصومات إذا كان هناك عدد كاف من المعلمين يشترونها من المؤسسة الواحدة لفصولهم المقلوبة .

2-    أداة "  Wikispaces " :
من ميزات التعلم المقلوب أنها توفر الوقت الإضافي للدرس للتعلم التعاوني بين الطلبة ، وهي تشجع على هذا التعاون ، وقد تكون الأداة مجانية إلا إذا أرادت المدرسة شراء نسخة أكثر أمناً من المنتج ، هذه النسخة المجانية تمنح المعلم مميزات عديدة له فقد يعطي المعلم الواجبات مثل المشاريع لطالب واحد أو لمجموعة من الطلبة ، ويمكن تحميل المحتوى للطلبة للاطلاع  والتعليق عليه ، وتتبع الفروق الفردية بينهم ، وتفيد هذه الأداة للفصول غير المقلوبة أيضا ، ولكن يمكن مساعدة الطلبة على التعاون والتفاعل داخل وخارج الفصل وبالتالي تفسح المجال لمواجهة تحديات الفصول المقلوبة .

3-    أداة " EdModo  ":
وهي من أهم الأدوات التعليمية المستخدمة في العالم ويمكن أن يطلق عليها شبكة اجتماعية ل " K-12 " ، وتحتوي على مهام كثيرة لأداة " Wikispaces " ، وتحميل المحتوى والواجبات للطلبة وتمنح فرصة تبادل النقاش والتعليق بين الطلبة ، مع إضافة عنصر اجتماعي عند التفاعل مع الطلبة والمعلمين الآخرين خارج الفصل المقرر ، وهذا يعني يمكن أن يستفيد  الطلبة وغيرهم من المحتوى والدروس  التي أعدها المعلم لأكثر من فصل ، وتمنح الأداة المعلم كيف يتعرف على من يحتاج إلى المساعدة وكيف يصبح وق الحصة منتجاً ، ويتمكن الطلبة تحميل أي برنامج لهذه الأداة في الأجهزة النقالة لهم لذا كي يتابعوا تعليمهم بشكل أفضل في أي مكان .

4-    أداة " Moodle " :
 مثل أداتي " WikiSpaces " و "  EdModo " فأن هذه الأداة لها وظيفة لتصبح منصة تعليم للفصل المقلوب ، ويتمكن المعلمون من تحميل المصادر ذات الصلة من قبل بقية المعلمين الذين يستخدمون هذه الأداة لتصميم المهام والمناهج لكل فصل دراسي ، بالمناسبة صمم احد المعلمين من إحدى المدارس الواقعة في إقليم الشمال الغربي درساً في تقليب فصل باستخدام هذه الأداة لذا يمكن لبقية المعلمين الاستفادة من هذه التجربة وبالتالي تحميل جميع المحتويات المتعلقة بدروسهم أو تقسيم الموضوعات إلى دروس مصغرة  حسب محتوى كل مادة دراسية .

5-    أداة "  Poll Everywhere  " :
  هذه الأداة تقوم بتقديم وتنظيم المحتوى والواجبات والتغذية الراجعة للطلبة ، وإذا كان هدف الفصل المقلوب هو تعلم تجربة تتمحور حول الطالب فانه من المنطقي أن يتحقق المعلم من ذلك ، وتستخدم هذه الأداة على حد سواء للاختبارات القصيرة لمعرفة كيف يقوم الطلبة بالمهام والأنشطة أثناء الحصة والحصول على المدخلات من الطلبة بشأن التركيز على المفاهيم ، إذا كان لدى المعلم ثلاث أفكار لأنشطة الطلبة يقومون بها لاكتشاف فكرة معينة يترك لهم الخيار للتصويب عليها ويمكن أن يشكل المعلم من الطلبة مجموعات كل مجموعة تقوم بنشاط .

تطبيقات iPad للفصل المقلوب:

 

   Doodlecast Pro

تطبيق لإنجاز العروض التقديمية بالصوت والصورة.

  Show Me

تطبيق يسمح بتسجيل الدروس صوتا و صورة و مشاركتها مع الطلاب ، هذا التطبيق مناسب أيضا للسبورة التفاعلية.

  Educreations

يقوم هذا التطبيق بتحويل جهاز الآيباد الخاص بك إلى سبورة بيضاء تفاعلية قابلة للتسجيل، حيث يمكن من إنشاء مقاطعفيديو تعليمية جيدة  و مشاركتها مع الطلاب .

  Board Cam Pro

يحول جهازك الخاص إلى سبورة تفاعلية باستعمال الصور ومقاطع الفيديو التي سجلتها، وهي وسيلة جيدة لتقديم العروض التفاعلية.

  Screen Chomp

يسمح بتسجيل كل ما تقوم به من كتابة و رسم على جهازك على شكل مقطع فيديو. مناسب للشرح و التفسير المصور حيث يمكن استعماله لتلقين الأطفال بعض المفاهيم و المهارات.

تحديات التعلم المعكوس وتقنيات تفتح له آفاقا جديدة :

  كما مر أن بنمط التعلم المعكوس الصف المقلوب “، والذي يقوم على إعادة صياغة الطريقة التقليدية وإعادة ترتيب عناصرها بطريقة مختلفة تسمح باستغلال الوقت داخل الغرف الصفية وخارجها بفاعلية، فمن خلال الصف المقلوب يمكن دراسة المحتوى التعليمي للمقرر في المنزل والقيام بالواجبات والأنشطة العملية في غرفة الصف. إلا أن مسألة المحتوى في هذا النظام لا تعتبر تحديا كبيرا لأنها لا تختلف كثيرا عن النمط التقليدي، ولكن ما يعرف تطورا وتحديات بشكل يومي في هذا النمط من أساليب التعليم، هو كيفية توصيل المحتوى التعليمي للطلاب لدراسته في المنزل  ، ويعتقد الكثير أن هذا التعلم  يعتمد على الفيديوهات التعليمية فقط، إلا أن التطور التكنولوجي و التقدم العلمي، و ثورة الوسائط المتعددة التفاعلية ” الأنفوميديا “، أتاحت العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها وتوظيفها في إطار نمط الصف المقلوب. فليس من الطبيعي في ظل هذا التقدم التكنولوجي أن يقتصر هذا الأسلوب على الفيديوهات التعليمية فقط، لذا نجد أنفسنا في هذا المقال أمام تحد هام جدا يواجه الصف المقلوب وهو ثورة التكنولوجيا التعليمية والأنفوميديا، والتي لابد من تفعيل دورها في مختلف الأنماط والأساليب والاستراتيجيات التعليمية. وبالتفكير جلياً في كم وكيف التقنيات والأدوات المتوافرة حاليا يمكن توظيف الآتي في إطار إستراتيجية الصف المعكوس:

  الألعاب التعليمية الرقمية :

فالألعاب النظامية تشهد تطورا ملحوظاً بشكل مستمر، وقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث على فاعليتها في التعليم، وما يضاف إليها من مميزات وإمكانيات في الوقت الحالي يجعلها قادرة على توصيل المحتوى التعليمي للطلاب من خلال ممارسة تلك الألعاب، فبعد تزايد حجم استخدام الأجهزة اللوحية بين فئات المتعلمين المختلفة، من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، أصبح من السهل انتشار تلك الألعاب بين المتعلمين، لذا فمن الضروري العمل على إعداد ألعاب تعليمية نظامية تقدم محتوى تعليميا مقننا ومدققا. ولعل أبلغ التطورات في هذا المجال ألعاب الواقع الافتراضي والألعاب الجادة للتعليم والتعلم، والألعاب الهادفة، وقدمت العديد من الأبحاث تصورات حول معايير تصميم وإنتاج تلك الألعاب كي تؤدي مهمة تعليمية كاملة الأركان. و بالتالي علينا أن نفكر ملياً فى توظيف تلك التقنية في سياق أسلوب التعلم المعكوس.

 المواقع التعليمية الاجتماعية :

وهي تختلف عن الشبكات الاجتماعية الحالية التي يعد الهدف الأسمى منها التواصل الاجتماعي والاستخدامات العامة، ففي ظل عصر الجيل الثالث للويب، ظهرت من ضمن أدواته الشبكات التعليمية الاجتماعية، التي نظمت إدارة العملية التعليمية بطريقة واضحة ومحددة عبر الإنترنت من خلال التعلم التعاوني و التشاركي، بتوفيرها للعديد من الأدوات التي تعمل على ضبط سير التعليم إلكترونيا، ولعل أبلغ الأمثلة على ذلك شبكة الإدمودو Edmodo، أو كما يطلق عليها البعض منصة إدمودو التعليمية ، فلما لا توظف تلك الأدوات في استراتيجية التعلم المعكوس؟

 

 التعلم الانستجرامي :

في يونيو من عام 2013 أضاف القائمون على التطبيق والشبكة الاجتماعية الانستجرام ميزة جديدة للموقع، وهي إمكانية التقاط مقاطع الفيديو ونشرها ومشاركتها عبر الشبكة نفسها أو الشبكات الأخرى، بالإضافة إلى إمكانية رفع الصور ومشاركتها و التي تعتبر المهمة الأساسية للشبكة. فتوافر محتوى تعليمي مصور وفيديو تفاعلي من خلال إحدى الشبكات الاجتماعية، وتوافرها على الأجهزة اللوحية، سيساهم في حل مشكلة تقنيات التصوير التي يعاني منها المعلم أثناء تصوير الدروس، أو عدم توافر أجهزة الحواسيب للمتعلمين، و سيغير الفكرة التقليدية التي ربطت في أذهان الكثيرين المحتوى التعليمي المصور بموقع يوتيوب فقط.

 

 تكنولوجيا التعلم النقال

والتي تشهد حاليا تقنيات متقدمة جدا سواء في الأجهزة والأدوات أو التطبيقات والبرامج، فآخر الإحصائيات تشير أن هذا النوع من التعلم ينتشر بسرعة كبيرة جدا تزامناً مع انتشار الأجهزة اللوحية بين قطاع عريض من المتعلمين، فالتعلم المعكوس لا يقتصر بمفهومه الدقيق على تلقي المحتوى في المنزل بل في إطاره العام هو إدراك وتعلم المحتوى خارج وقت الحصة الدراسية، لاستغلال وقتها في ممارسة الأنشطة والواجبات لتعميق فهم المتعلمين. لذا فمن الضروري أن نجد أبحاثا تقيس فاعلية التعلم النقال وتأثيره باستخدام نمط التعلم المعكوس.

 

 المنصات التعليمية الإلكترونية :

والتي اعتبرها وصنفها الكثيرون ضمن أدوات الجيل الثالث للويب، وبالطبع في الفترة الأخيرة شاهدنا انتشاراً رائجاً لتلك المنصات مثل: ” رواق، إدراك، كورسيرا ، والتي تقوم على تقديم المحتوى التعليمي في شكل محاضرات مسجلة لمعلم المادة ومقسمة على مقاطع قصيرة حتى لا يشعر المتلقي بالملل، فجمعت تلك المنصات بين تقديم المحتوى خارج الصف الدراسي، وبين الفيديو إحدى أهم الركائز في التعلم المعكوس، وبين العديد من الأدوات الأخرى بجانب هذه الأمور مثل: التعليق والتفاعل و طرح التساؤلات حول تلك المحتويات المصورة وإتاحة الفرصة للمعلم للإجابة عليها  .


معوقات التعليم المقلوب :

 

عدم توافر الأجهزة والبرمجيات اللازمة لتسجيل وإعداد الدرس عند المعلم:
قد يعترض بعض المعلمين على تطبيق هذه الاستراتيجية بحجة عدم توافر الأجهزة والبرمجيات اللازمة لتسجيل الدرس وإعداده، إلا أن الأمر أيسر مما يُتصور إذ إن كل ما يحتاج إليه المعلم هو جهاز حاسوب واحد أو جهاز لوحي أو حتى هاتف من الهواتف الذكية و يثبت عليه برنامج من برامج تسجيل الشاشة وكثير منها توجد له إصدارات مجانية بالإضافة إلى كاميرا. وأغلب الأجهزة التي أشرنا إليها تحتوي على كاميرات.

عجز بعض المعلمين عن توظيف التقنية بمهارة لتطوير طرق التدريس والتحفيز والتواصل مع الطلب :
ويمكن تجنب ذلك بإقامة عدد من الدورات التدريبية وورش العمل لتدريب المعلمين على طرق تطبيق استراتيجية الصف العكوس في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وعرض مهارات إدارة الصف في ظل هذه الاستراتيجية.
تمسك بعض المعلمين بالطريقة التقليدية وعدم رغبتهم في التخلي عنها:
وهؤلاء يمكن إقناعهم بذلك من خلال عرض التجارب الحية أمامهم وبيان الفرق بين هذه الاستراتيجية والطريقة التقليدية وإجراء البحوث التجريبية  وعرض النتائج عليهم بغية إقناعهم وحثهم على التجربة و التطبيق.
عدم توافر الإنترنت عند جميع الطلاب:
لا يلزم توافر الإنترنت عند كل الطلاب، إذ يمكن الحصول على الدروس المسجلة مباشرةً من حاسوب المعلم أو شبكات الاتصال غير السلكي(Wireless / Bluetooth) المتاحة في الجامعة أو المدرسة، أو من أي جهاز آخر.
عدم توافر الأجهزة اللازمة عند جميع الطلاب:
فكما أشرنا من قبل، فطلاب هذا العصر أصبح لديهم هوس باقتناء وسائل الاتصال الحديثة من هواتف ذكية وأجهزة لوحية، فيكاد يكون كل طالب لديه أحد هذه الأجهزة وساعد على ذلك التنافس بين الشركات المصنعة لتلك الأجهزة مما ساهم في رخص أسعارها. وإن عجز بعض الطلاب الفقراء عن امتلاكها فيمكن إيجاد طريقة لتوفيرها لهم كمساعدتهم من طرف إدارة الجامعة أو المؤسسات الخيرية المهتمة بالتعليم.
تكاسل الطلاب أو انشغالهم عن الاستماع للدرس خارج الصف:
قد يحدث أن يتكاسل بعض الطلاب عن الاستماع للدرس المقرر لهم خارج الصف، مما يسبب مشكلة داخل الفصل، إذ أن الطالب لن يتمكن من المشاركة في الأنشطة والتطبيقات. وعلاج هذا الأمر قد يكون سهلا، إذ يمكننا تخصيص بعض الدرجات لنشاط الطالب داخل الصف، فهذا النشاط يعكس مدى اجتهاد الطالب في الدراسة ومدى تقدمه.

مصادر إضافية مفيدة :
قد يجد المعلم الكثير من المصادر التي يتعلم الطلبة منها لتطبيق الفصل المقلوب كما مر ذلك ولكن توجد معلومات قبل تطبيق هذا التعلم ضمن المصادر :
-         المعهد المقلوب "  The Flipped Institute"   لديه عدد من الأدوات التعليمية المختلفة لمساعدة المعلمين لتطبيق نظام الفصل المقلوب ويمكن الاطلاع عليها وطرح الأسئلة من خلال ميزة "Ask an Expert للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها .

-         شبكة التعلم المقلوب " The Flipped Learning Network " لديها مصادر عديدة أيضا بما في ذلك الندوات والمؤتمرات لمساعدة المعلمين الجدد على تطبيق هذا التعلم ومتابعة الاتجاهات والتطبيقات العملية عبر هذه المصادر .

-         مركز التعليم والتعلم " The Center for Teaching and Learning " لديه تقليب سريع لتحميل هذا التعلم ومساعدة المعلمين فهم الفصول المقلوبة وكيفية تطبيقها بالمدارس .
أخيراً :
التعلم المقلوب قد لا يستطيع كل معلم تطبيقه لأنه ينطوي على مهام إضافية قد لا تتلاءم مع عملية التدريس لأي معلم ، ولكن يكفي لبعض المعلمين أن يجربوا هذا التعلم وينجحوا عند تطبيق درس أو درسين لهذا التعلم مع مراعاة الظروف والإمكانات .

المصادر :
   “The effects of the classroom flip on the learning environment”, Jeremy F, School of The Ohio State University, 2007, p1.
  Flipped classrooms take advantage of technology”, Greg Toppo, USA TODAY, 2011 ”
 Flipping the Classroom By Cynthia J. Brame, CFT Assistant Director
Berrett D (2012). How ‘flipping’ the classroom can improve the traditional lecture. The Chronicle of Higher Education, Feb. 19, 2012.
Anderson LW and Krathwohl D (2001). A taxonomy for learning, teaching, and assessing: a revision of Bloom’s taxonomy of educational objectives. New York: Longman.
Bransford JD, Brown AL, and Cocking RR (2000). How people learn: Brain, mind, experience, and school. Washington, D.C.: National Academy Press.
Crouch CH and Mazur E (2001). Peer instruction: Ten years of experience and results. American Journal of Physics 69: 970-977.
DesLauriers L, Schelew E, and Wieman C (2011). Improved learning in a large-enrollment physics class. Science332: 862-864.
Fitzpatrick M (2012). Classroom lectures go digital. The New York Times, June 24, 2012.
Hake R (1998). Interactive-engagement versus traditional methods: A six-thousand-student survey of mechanics test data for introductory physics courses. American Journal of Physics 66: 64-74.
Lage MJ, Platt GJ, and Treglia M (2000). Inverting the classroom: A gateway to creating an inclusive learning environment. The Journal of Economic Education 31: 30-43.
Mazur  E (2009). Farewell, Lecture? Science 323: 50-51.
Novak G, Patterson ET, Gavrin AD, and Christian W (1999). Just-in-Time Teaching: Blending Active Learning with Web Technology. Upper Saddle River, NJ: Prentice Hall.
Pashler H, McDaniel M, Rohrer D, and Bjork R (2008). Learning styles: Concepts and evidence. Psychological Science in the Public Interest 9: 103-119.
Walvoord BE, and Anderson VJ (1998). Effective grading: A tool for learning and assessment. San Francisco: Jossey-Bass
Bergmann, J. & Sams, A. (2012). Flip Your Classroom: Reach Every Student in Every Class Every Day. International Society for Technology in Education.
Dr. Barbi Honeycutt is the founder of Flip It Consulting and the director of graduate professional development and teaching programs at North Carolina State University. Jennifer Garrett is a freelance writer based in Madison, WI.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق