الجمعة، 12 أغسطس 2016

رؤى مستقبلية في معالم تربية الجيل الرقمي




رؤى مستقبلية في معالم تربية الجيل الرقمي
بقلم الباحث / عباس سبتي
أغسطس 2016


مقدمة :

             يتناول الباحث معالم تربية جيل الانترنت ويقصد بهذا الجيل الذين ولدوا قبل الانترنت بسنوات قليلة وبعد ظهور الانترنت ، ويبين الباحث عجز مؤسسات التربية التقليدية : المنزل ، المدرسة ، المجتمع أو البيئة وأجهزة الإعلام في تربية هذا الجيل  ، وهذا الجيل يختلف من حيث تأثره بتربية الانترنت فهناك مع تأثره إلا أنه  يتقيد بثوابت الدين و المجتمع وهناك من يتقيد ببعض القيم والعادات لكنه يحمل أفكاراً مشوشة عن عقيدته بسبب تأثره بالألعاب الالكترونية إلى درجة الإدمان ، وهناك من تظهر معالم تربية الانترنت عليه واضحة وهو ما نقصده هنا وهو الذي سيرسم معالم التربية في المستقبل وهو الذي سيكون آباء للجيل الثاني للانترنت  .
تنقسم التربية في العصر الرقمي إلى قسمين : التربية في المنزل والتربية في المدرسة ، ونقصد بالتربية هنا كيف أن مواقع الانترنت أو الشبكات الاجتماعية قد رسمت معالم تربية جيل الانترنت خاصة  ، طرح مفهوم جيل الانترنت في الغرب لكن الباحث يبين وجهة نظره الخاصة عن هذا الجيل كما في تعليقاته على أخبار سلبيات سوء استخدام أجهزة التكنولوجيا عبر الصحافة الرقمية  .

لقد علقنا في مقالة " التربية انسلخت من قيمها " في أحد أعداد مجلة المعلم الكويتية (30/10/2013 )  عندما التقطت إحدى المعلمات بهاتفها صورة لتلميذتين في بداية السنة الدراسية  وهي تسخر منهما وتضحك مع زميلتها المعلمة ، وقلنا أن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب أو سنات ششات في السخرية والاستهزاء من  أناس أبرياء من التلميذات الصغار وغيرهن يعد أمراً مرفوضاً ثم أن دور المعلمة دور تربوي وقيمي فأين شرف وأمانة المهنة وتطبيق الأخلاق والقيم التي تعطى للتلاميذ والطلاب بالمدارس ، وأضيف هنا هل وضحت معالم التربية في عصر الانترنت بحيث نرى مشاهد سوء استخدام الأجهزة المحمولة  من قبل الجميع فهل  تصبح الشبكة العنكبوتية تشكل معالم التربية المستقبلية وتسلب الدور من المؤسسات التربوية التقليدية ؟    
 هذه الدراسة المستقبلية تعتمد على قواعد لأية دراسة أو استشراف للمستقبل منها استخلاص العبر من الماضي وتعتمد على  النموذج الاستكشافي الذي يشير إلى مستقبل ممكن من خلال مثال يوضح العلاقات والتشابكات؛ وهذه العلاقات والتشابكات تقوم على ثلاثية الماضى والحاضر والمستقبل والعلاقة التناغمية القائمة بينهم فمستقبلنا نرسمه في حاضرنا وحاضرنا كان مستقبل ماضينا يكون هذا الماضي هو ما يعيشه الباحث في وقته فيرسم له صورة مستقبلية  أو تصور مستقبلي  لعقدين أو أكثر  ( ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ) ، ولعل القرآن الكريم قد أشار إلى هذا النموذج عندما تناول سقوط الحضارات ( سبتي ، السقوط الحضاري في نظر القرآن ) .
أخيراً تهدف هذه الدراسة تنبه المسئولين في مجال التربية والتعليم في دول العالم إلى  وضع آليات للحد من سوء استخدام الأطفال والشباب للأجهزة المحمولة كي لا يتمادى جيل الانترنت ويفرض معالم تربيته حسب ما يتأثر به من المواقع الالكترونية المشبوهة كما نشاهد بعض معالم هذه التربية .   


تنقسم الدراسة إلى :
التربية في العصر الرقمي
تعليقات الباحث  عن جيل الانترنت
إرهاصات عصر الانترنت 
التربية المنزلية
التربية المدرسية
رؤى مستقبلية معالم التربية  الرقمية

التربية في العصر الرقمي :
فرضت هذه التربية نفسها على الجميع بعد انتشار الانترنت في دول العالم حتى خبراء وباحثي التربية أوصوا بالأجهزة المحمولة كوسائل تعليم وتعلم بالمدارس  بعد عجزهم عن أن لا يفرط ويدمن استخدامها طلبة المدارس والجامعات ، هذا وقد ظهرت معالم هذه التربية واضحة في بعض المواقع الالكترونية وفي بعض الدراسات التي تهتم بهذا الشأن .
يختلف جيل الانترنت عن الأجيال السابقة وأقصد أنه كمصطلحات مثل جيل الراديو وجيل التلفاز وجيل الأفلام وجيل المجلات والصحف الذين كانوا في الستينات وما بعدها من القرن (20) ، تأثرت هذه الأجيال بالوسائل التكنولوجية في تبني أفكارا وسلوكيات غريبة عن مجتمعه  ولكن جيل الانترنت يختلف عن بقية الأجيال في أنه يعزف عن الدراسة المدرسية ( سبتي  وله صفات أخرى ينفرد بها عن الأجيال كما بسطها الباحث تحت عنوان " تعليقات الباحث " .

ونقصد ب " جيل الانترنت " أنه الجيل الذي ولد في عصر الانترنت بعد انتشار شبكة الانترنت في ربوع الأرض منذ عام  1985 ، لذا يختلف الباحث معه مفهوم هذا الجيل الذي طرحه الباحثون بالولايات المتحدة وغيرها وهو أن :الجيل " الألفي " الذين تتراوح أعمارهم بين (18-33) سنة هم الذين يستخدمون الانترنت باستخدام أجهزة الكمبيوتر ( اللابتوب ) والهواتف المحمولة  ( جيل الانترنت 2010 ، بينما في دراسة أخرى أن أفراد جيل الانترنت  تتراوح أعمارهم : جيل الألفية ( أعمار 18-29 سنة ) " Millennials: Confident. Connected. Open to Change   "  ، كذلك ليس هناك تحديد لأعمار أفراد هذا الجيل لدى الباحث سوى إنهم ولدوا في عام 1985 ، مع بداية ظهور الانترنت بين الناس  قد يشترك الأطفال الصغار الذين ولدوا قبل عام 2015 أي يكون عمرهم سنة ضمن هذا الجيل طالما تأثر بعصر الانترنت .

هناك الكثير من التغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم بسبب دخول التكنولوجيا في كل مناحي الحياة اليومية ولكن دراستنا ستركز على الجانب التعليمي والتربوي وكيف تؤثر هذه التغيرات في المنظومة التعليمية في مختلف البلدان حيث نرى بعض معالم هذه التربية في عصرنا الحالي بعد تكوين جيل الانترنت منذ (25) السنة الماضية

تعليقات الباحث عن جيل الانترنت :
حاول الباحث رسم صورة حقيقية عن شخصية جيل الانترنت من خلال تعليقاته على الأخبار التي تتداول وتبرز سلوكيات هذا الجيل الذي يغفل عنها الكثير بل حتى أفراد هذا الجيل نفسه يجهل أنه ينتمي إلى هذا الجيل ، ولعل الباحث يطرح لأول مرة بعض الصفات لهذا الجيل ، وجدير بالذكر أجرى الباحث دراسة بشأن :" جيل الانترنت صفاته ..أخلاقياته قد استقى مادة بحثه من تعليقاته اليومية في الصحف الالكترونية المحلية ولكن هناك صفات أخرى ذكرها في هذه التعليقات علماً بأن هذه التعليقات كانت منشورة في موقعه المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وتعود إلى قبل سنة 2012 ، وكان يستخدم مصطلح " جيل التكنولوجيا " ثم استخدم مصطلح " جيل الانترنت "  .
مكن أحد لاعبي لعبة الواقع المعزز بوكيمون غو "Pokémon Go" من الوصول إلى المرحلة النهائية من اللعبة في وقت قياسي، وذلك عن طريق استخدام البرامج التي تقوم بأداء مهام تلقائية موكلة بها والتي تسمى بوت Bot. ( الأنباء 1/8/2016 )
تعليق:
أنه جيل الانترنت يستخدم كل الوسائل التي تعلمها من الألعاب الالكترونية وغيرها من البرامج والتطبيقات التي تعرضها مواقع الانترنت ومنها الغش هذا وقد حرم الكثير من طلبة المدارس والجامعات من تأدية الاختبار بسبب الغش في الامتحان بالاستعانة بهذه الوسائل ، ونؤكد هنا أننا من خلال دراسة سلبيات مواقع الانترنت وتطبيقاتها وجدنا وجود جيل يحمل صفات سلبية لم توجد في أجيال قبل الانترنت لا بأس بالاطلاع على دراستنا : جيل الانترنت صفاته ..أخلاقياته المنشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية . 
لم يجد أمريكي حلاً للخروج من حالة الملل التي لازمته إلا بدفع الشرطة إلى مطاردته عبر مقاطعتين معرضاً حياته للخطر، باحثاً عن المتعة، وفقاً لمسئولين في مكتب مأمور بولاية واشنطن ( الأنباء 27/7/2016 ) .
 
تعليق:
أنه جيل الانترنت الذي تأثر بممارسة الألعاب الالكترونية من أجل التسلية والمتعة وهو جيل تربى على عدم احترام القانون نتيجة تأثره  بأجواء هذه الألعاب
في تغريدة لنا: أنه جيل الانترنت ليس له هدف في الحياة يحتاج إلى دراسة نفسيته

لم يكن المسكين يتخيل أن نصيحة صادقة يوجهها لابنه، أملاً في إصلاح أحواله، سيدفع ثمنها حياته التي قضى منها ثلاثة عقود في تربيته، بعدما كانت كلماته بمثابة قطع من الجمر أشعلت نيراناً في قلب الابن، وصنعت منه شيطاناً تناسى في لحظة كل شيء، فأجهز على والده، ( الوطن 24/7/2016 ) .
تعليق:
أنه جيل الانترنت يحتاج إلى علاج اطلع على دراستنا : جيل الانترنت صفاته ..أخلاقياته المنشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية كذلك دراستنا المرتقبة : بوكيون غو .. سراب .. تقييد فكر .. منع  التي تحلل نفسية هذا الجيل .

"ساتوشى تاجيرى" مخترع لعبة "بوكيمون غو" ومصمم ألعاب الفيديو جيم، ولد في اليابان يوم 28-8-1965، كانت هويته جمع الحشرات خاصة الخنفساء والكائنات الصغيرة المتواجدة في حقول الغابات والبحيرات، ويتميز بشخصيته الإنطوائية كونه مصابا بمرض التوحد، وصوته الخجول وجسمه الشاحب الذي يجعله أقرب إلى الطفل من الرجل ، رفض تاجيري، إكمال دراسته وقرر التفرغ للإبداع في خلق كل ما هو جديد في التكنولوجيا، وهذا ما ساعده علي نجاح "البوكيمون" من لعبة في يد الأطفال إلي فيلم كرتوني ثم إلي لعبة مواكبة للعصر ( الأنباء 24/7/2016 ) .
في تغريدة لنا : دراسة تأثير اللعبة السلبية بعد  ظهور جيل زرع الفوضى في كل مكان وهو يصيد بوكيمون
د ب أ)- أعلنت الشرطة الباكستانية اليوم السبت، مقتل قنديل بالوش المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، في أحدث حادث مما يطلق عليه جرائم «الشرف» في البلاد ( القبس 16/7/2016 ) .
تعليق:
إن جيل الانترنت كمصطلح موجود في التراث الغربي وقد أجرينا دراسة بشأن هذا الجيل وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية بهدف تنبيه المسئولين في الدول العربية إلى وجود هذا الجيل وأثره في المستقبل القريب على الأمة وعاداتها ومصالحها القومية ، ولا بد من تحرك شعبي ورسمي لعلاج سلبيات جيل الانترنت الذي لا يعرف الحدود الجغرافية وموجود في كل مكان وقد يسهم في سقوط الحضارة التكنولوجيا التي قدمت الكثير من أجل التغلب على  الأمراض الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية والعلمية وغيرها في بلدان العالم   .

استغلت عدد من  الشركات العقارية المصرية  ،  النجاح الكبير والاهتمام  العالمي  والانتشار الواسع للعبة Pokemon Go، وقامت بالتسويق لمنتجاتها من خلال إعلانات ترويجية مرتبطة باللعبة الأشهر عالميا في الوقت الراهن، فنشرت إحدى شركات التسويق العقاري  إعلان جاء فيه :" إذا كنت تريد اصطياد  "بيكاتشو" وبلباصور " وفي نفس الوقت تبحث عن شقة ، تعال إلينا واضرب عصفورين بحجر واحد " (الأنباء 15/7/2016 ) .
تعليق:
أننا نعيش في عصر الانترنت حيث سلمنا إرادتنا وعقلنا وشعورنا إلى  ما في مواقع الانترنت من ألعاب وخضعنا لهذه المواقع فهل بعد هذا إلا خسارة وغبن ومسخ في  هوية وشخصية فأصبحنا أمة خاسرة لأن المواقع تربي أطفالنا وفق ما يريده أعداء الأمة.

أظهرت دراسة  طريفة  حول استخدامات  وسائل الاتصال الاجتماعي ،السوشل ميديا ،نشرتها خدمة كلاود على الانترنت في نيويوك  “ميميديا” أن  ما يقارب من 69 %  ممن جرى استفتاءهم في الولايات المتحدة يستعملون الهواتف الذكية في الحمامات بينما قال نصفهم إنهم يتحدثون ويرسلون العديد من المواد على الفيسبوك وتويتر.( الأنباء 16/7/2016  )
تعليق :
وقد تناولنا في دراسة منشورة لنا في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية أن جيل الانترنت يحمل نفس الصفات والأخلاقيات في كل مكان في الشرق وفي الغرب ، ونضيف هنا أن اتخاذ الحمام مكان لاستخدام مواقع الانترنت الاجتماعية لدى بعض الشباب يعني :
حالة الإدمان التي يعاني منها الشباب نتيجة استخدام هذه المواقع .
خوف شباب الانترنت من النقد الاجتماعي الذي يصدر من الكبار له .
ظهور سلوكيات وأخلاقيات لجيل الشباب واضحة  يرصدها خبراء وباحثين بشأن سلبيات مواقع الانترنت .
تنبيه المسئولين و الدعوة للحد وعلاج الظواهر السلبية لدى تصدر من شباب الانترنت .
إدخال قضايا وسلبيات مواقع الانترنت في المناهج المدرسية والجامعية . 

     توقع مسئول في المدارس الخاصة في بريطانيا بأن الامتحانات التقليدية لن يكون لها وجود خلال عقد من الزمان، لتحل محلها تقييمات ستجرى عبر شبكة الانترنت  ، وقال ديفيد هانسون انه سيلقي كلمة خلال المؤتمر السنوي للاتحاد يشير فيها إلى أن الاختبارات التي تستند إلى الورقة والقلم ستصبح شيئاً من الماضي بحلول عام 2023. واعتبر أن جيلا من المعلمين الذين نشأوا مع التكنولوجيا سيتبنون هذه التكنولوجيا بشكل كامل ،لكنه أضاف بأن ( العملية ستحدث على مراحل، إذ أن مواد مختلفة على الأرجح ستنتقل (إلى نظام التقييم الالكتروني) على مراحل ) ،  أشار إلى انه بدلا من الامتحانات المكتوبة، فإن التقييم سيجرى في امتحانات الكترونية تكيفية، حيث سيخضع الطلاب للامتحانات أمام أجهزة كمبيوتر تحلل قدراتهم وتحدد صعوبة الأسئلة وفقا لذلك. (القبس 24/2013 ) .


تعليق :
     الاعتماد على الكمبيوتر في تقييم الطالب مستقبلا سيفرض على مسئولي التربية والتعليم بدول العالم وقد توقع المسئول التربوي البريطاني بعد عشر سنين أن يختبر الطالب باستخدام الكمبيوتر  خاصة في المدارس الخاصة  ولعل جيل التكنولوجيا فرض تعليمه وثقافته على مسئولي النظم التعليمية بالعالم وهذا يسبب خللا في ثقافة الشعوب وتجعل التكنولوجيا حكرا لبعض الدول فقط انتظر . 

إرهاصات عصر الانترنت  :
من خلال تتبع الباحث لأخبار سلبيات استخدام الأجهزة المحمولة وجد أن هناك معالم واضحة لتربية جيل الانترنت دعنا نقرأ هذه المعالم ، أعربت إنجريد شميت رئيسة محكمة العمل الاتحادية في ألمانيا بأن التحديد التقليدي ليوم العمل بثماني ساعات أصبح لا حاجة له في عالم العمل الرقمي  ( القبس 9/1/2016 ) ، أنه عصر الانترنت الذي سيغير أموراً تقليدية اعتادها الناس وقد يؤثر ذلك عليهم في المستقبل ، ولعل الدراسات بهذا الشأن قليلة وغير مهمة لأصحاب القرار بسبب أن التأثيرات السلبية لم تشكل بعد تحديات كبيرة تواجهها المؤسسات الرسمية وغير الرسمية .
تحت عنوان :" كوارث الأخلاق المعاصرة نتيجة أسر ومدارس لا تربي " ذكر د. محمد زياد حمدان في ورقة عمل بعنوان " تربية الأبناء في القرن  21
تربية هوياتهم  الخلقية بالمعرفة والقيم والاستقلال المشترك
قدمت إلى ندوة: تربية الطفل في عصر العولمة. جمعية الاجتماعيين، الشارقة، أكتوبر 2003

لقد أوردت أدبيات التربية في الولايات المتحدة الأمريكية أمثلة عديدة على سوء الخلق الذي يسود سلوك الشباب هذه الأيام، منها أن: مجموعة من الشباب ( الأولاد والبنات ) الأمريكيين قاموا بتعليق أربع قطط من ذيولها بغصن شجرة ثم أضرموا النار ببساطة في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ وعندما سأل البوليس عن أسباب فعلتهم الغريبة،  قالوا بدون إبطاء وتردد: أنهم لم يجدوا شيئاً آخر يفعلونه ؟!!
      وفي مثال آخر، قام شاب يافع بعمر 15 سنة باستدراج قريب له في منطقة شجرية مجاورة ثم باشر في ضربه حتى الموت بأداة رياضية صلبة ... وفي حديث مع أصدقائه بعدئذ أفاد بأنه أراد أن يرى كيف يشعر عندما يرتكب جريمة !!!

أقول : ليس فقط الشباب في أمريكا يقومون بهذه الأعمال غير الإنسانية وإنما سمعنا عن هذه الأعمال في البلدان العربية اقرأ هذا الخبر:
تداول مقطع فيديو منشور على اليوتيوب أن عدداً من الشباب المستهتر قاموا بتصرف غير إنساني وخالي من الرحمة وذلك عندما ربطوا صيدهم المتمثل بثعلب صغير ( حصيني ) ووضعوه أمام «عادم السيارة» الواقفة وسط الصحراء، ليضغط أحد الشباب «دواسة السرعة» ويستنشق الثعلب الهواء المسموم ويلفظ أنفاسه الأخيرة ( موقع إيميلات .سنابات . وانسابات ، 25/2/2013) .

وتحت عنوان " كيف كانت حياتنا قبل زمن الهواتف الذكية "  أحدثت الهواتف الذكية نقلة نوعية في حياة الناس، حتى بات نمط عيشهم، اليوم، مختلفا كثيرا عما كان عليه في عقود مضت (الراي 7/1/2016 ) نعم عصر الهواتف غير مفاهيم الناس كثيراً وفي جميع المجالات ولا يوجد مجال يتعامل معه مستخدمو الهواتف المحمولة إلا ويجدون تحديات تواجههم من شائعات وأضاليل وإساءة إليهم وانتحال شخصيتهم و.. كذلك تعرض بعض منهم إلى موت أو إصابة نتيجة استخدام سيلفي على أي حال لمعرفة المزيد من هذه التحديات والسلبيات زر موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت سلبيات التكنولوجيا  .

أشارت دراسة، أجراها فريق من العلماء الأميركيين ونشرت في مجلة متخصصة بالطب والأسرة، إلى أن العلاقات الزوجية ستفقد مكانتها العاطفية والإنسانية بحلول 2030، بسبب الإفراط في استخدام أجهزة المحمول، فالوقت الذي يقضيه الزوج مع جهازه المحمول خاصة ليلا، ومع مرور الوقت يجعله يفقد الحاجة إلى التواصل مع زوجته ( القبس 10/7/2016 )  ، مهما تكون نتائج الدراسات التي تتناول سلبيات الأجهزة المحمولة دقيقة وصحيحة إلا أن الناس في شغل عن تنظيم وقتهم بين استخدام هذه الأجهزة وتنمية الذات أو جهاد النفس والعبادة وخدمة الناس وتربية الأولاد و.. لذا أصبح تنظيم الوقت من أهم أولويات العصر الرقمي كي نشعر بإنسانيتنا ومشاعرنا اتجاه أنفسنا واتجاه الآخرين ونثق بطاقاتنا الكامنة في النفس أكثر من اعتمادنا على هذه الأجهزة التي سببت لنا أمراض كالكآبة والقلق والتوتر " نوموفوبيا " وحالة الإدمان والعزلة الاجتماعية و المشكلات الاجتماعية مثل الطلاق والانفصال بين الأزواج .

قرأت مقالا في ( الأنباء 10/7/2016 ) عن بعض السلوكيات التي تغفل عنها الأمهات وتأتي ضمن التربية العامة لكن يحذر الحديث عنها مع البنات خاصة بعد السن (18)  مثل التحدث مع الغرباء وهو عادة عدم التحدث مع الغرباء في المجتمعات العربية والقدرة على تدبير الأمور الشخصية وقد اعتاد الأهل مرافقة البنت أين يذهبن وبالتالي تصبح عاجزة في تدبير أمورها  وحدها والقدرة على تولي العمل إذ تتلقى البنت المساعدة من الأهل في حل الواجبات المدرسية والمطلوب الاعتماد على نفسها  وهذا ينطبق أيضا في المساعدة في شئون المنزل بدلا من الاتكال على الأم أو الخادمة ، وأن تتولى حل مشكلاتها بنفسها  ولقدرة على كسب المال وإدارته خاصة بعد الالتحاق بالعمل ، وقلنا في تعليق على هذا الخبر :

للأسف أكثر هذه المهام خاصة بالفتيان حتى في المجتمعات الغربية التي تجعل سن (18) عمر الرشد وتخطي مرحلة الطفولة ، لذا يجب أن نفرق بين عادات المجتمعات العربية والمسلمة وبين المجتمعات الغربية التي لها تأثير في عوامل تربية الأولاد ذكورا وإناثا ، ولو أن عصر الهواتف الغبية قد جعل جيل القرن (21) لا يختلف من حيث العادات وتبني المفاهيم والنظرة إلى الحياة في أية بقعة من العالم ،  لا بأس بالاطلاع على دراستنا : جيل الانترنت صفاته ..أخلاقياته المنشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  .
نلاحظ في عصر الانترنت ظاهرة " إدمان استخدام الأجهزة المحمولة كما في هذه الدراسة التي أجراها مسئولون في «معهد أسنو» الفرنسي، وتشير إلى أن الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 عاماً و24 عاماً، يقضون تسع ساعات و24 دقيقة في المتوسط يومياً أمام الشاشات، سواء الموبيل او الكمبيوتر أو التلفزيون ( القبس 24/6/2016  ) ، أصبحت حالة إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا من قبل الأطفال والشباب ظاهرة ملحوظة في العالم مع قلة الجهود في مواجهة حالة الإدمان لا بأس بالاطلاع على دراستنا إدمان استخدام الانترنت ووجود مقياس لهذا الإدمان لتعرف هل تعاني من الإدمان أم لا ؟   .

 ونلاحظ في عصر الانترنت أيضا جنون بعض الشباب ببعض تصرفاتهم مثل هذا الشاب الذي يدعي أنه فنان وهو أسباني من أصل مغربي أزال حلمتي صدره من أجل بيعها عبر الانترنت ( الأنباء 13/5/2016 ) ، صحيح
جيل الانترنت جيل معقد وقد تربى على ما تطرحها شبكة الانترنت من مفاهيم  خاطئة ، وهذا الجيل يحتاج إلى ضبط في السلوك وتهذيب في الأخلاق والمحافظة على ثوابت الدين والمجتمع لا بأس بالاطلاع على دراستنا وغيرها بخصوص صفات جيل الانترنت وهي منشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  .
لم تسلم المجتمعات المحافظة من ظهور جيل الانترنت في مظهر غير أخلاقي لا يناسب عادات هذه المجتمعات  وكما نقل عن إحدى الصحف المحلية ( الأنباء 23/4/2016 ) أن شرطة المنطقة الشرقية في السعودية ألقت القبض على شبان يركبون الدراجات النارية وهم شبه عراة على كورنيش الدمام ، للأسف هذه هي العولمة كما يدعون وهذه هي إفرازات الحضارة التكنولوجية  التي تنتشر مثل النار في الهشيم ويتأثر بها الأطفال والمراهقون والشباب في كل مكان ونسمي هذه الحضارة بحضارة الدجال أي أنها آخر حضارة تنتشر في الأرض وبعدها تقوم الساعة .

لقد علقنا في مقالة " التربية انسلخت من قيمها " في أحد أعداد مجلة المعلم  عندما التقطت إحدى المعلمات بهاتفها صورة لتلميذتين في بداية السنة الدراسية المنصرمة وهي تسخر منهما وتضحك مع زميلتها المعلمة وجاء في الخبر " أثارت صور ملتقطة في "سناب شات" لطلبة وطالبات صغار في إحدى المدارس وقد كتب عليها عبارتا "أحقر الناس" و"أوسخ الناس" حفيظة النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي ( الأنباء 31/3/2016 ) وقلنا أن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب أو سنات شات في السخرية والاستهزاء من  أناس أبرياء من التلميذات الصغيرات وغيرهن يعد أمراً مرفوضاً ثم أن دور المعلمة دور تربوي وقيمي فأين شرف وأمانة المهنة وتطبيق الأخلاق والقيم التي تعطى للتلاميذ والطلاب بالمدارس   ؟  
جيل الانترنت استغل مواقع التواصل الاجتماعي في تصوير مقاطع بعيدة عن العرف والدين وتنم عن استهتار هذا الجيل بكل قيم المجتمع وقد يكون فعله من أجل السخرية وبث مواد مفبركة غير حقيقية من أجل التسلية والفراغ الذي يعيشه مثل شخص يتظاهر بنحر ابنه وتقديم مادة سائلة تشبه الدم لضيوفه لغسل أيديهم إمعاناً في إكرامهم على حد زعمه ، وبعد انتشار مقطع الفيديو في هذه المواقع قامت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض في تحديد هوية العابثين وضبطهم وهؤلاء كانت أعمارهم تتراوح بين (20-30 ) سنة وهم من جيل الانترنت  ( الأنباء 18/1/ 2016 )

ذكرنا مرارا تأثير مشاهد ومقاطع الفيديو السلبية على الناس وبالخصوص على الأطفال والمراهقين الذين يتخذونها مادة تقليد ومحاكاة وبالتالي يؤدون سلوكيات سيئة وهم بحاجة إلى سلوكيات حميدة لبناء شخصيتهم السوية ، لذا نهيب بمسئولي وإدارة الموقع ألا يعرضوا هذه المشاهدة الهدامة ويقدروا سلبياتها وخطوتها على أفراد المجتمع    .          
 اخترق البريطاني ستيفن أسانتي (33 عاما)، قوانين المستشفى الذي يعالج به من زيادة الوزن، بعد تناوله وجبة بيتزا طلبها بنفسه دون على أحد، ما دفع إدارة المستشفى إلى طرده، حسب ما ذكر موقع "روسيا اليوم" ( الوطن 11/10/2015 ) .
أقول : هذا الجيل يجب أن يعالج من إدمان تناول الوجبات السريعة قبل علاج السمنة لديه ، ما بال هذا الجيل الذي لا يستطيع أن يسيطر على شهيته .

موقع "lolwot" أكد أن تلك الصور تعتبر لأبشع قصات الشعر التي قام بها رجال وشباب على الإطلاق، ومن الصعب أن تجد أبشع منها في أي مكان ، بعض تلك القصات اعتمدت على وضع أشكال للحيوانات، أو تغيير شكل الوجه بالكامل وشكل الرأس أيضا عن طريق رسومات غريبة في الشعر، وبعضها كان يحاول أصحابها تقديم لفتة طريفة ولكن الواضح أن الأمر انقلب عليهم (الأنباء 13/8/2015).

أعلنت "دومينيك" زواجها بالقط ومن بعده بالكلب الخاص بها من خلال موقع "Marryyourpet" المخصص لزواج الحيوانات بمالكيهم من البشر بصورة قانونية، والذى أنشأته دومينك بنفسها عام 2003 مع مجموعة من أصدقائها، ويدخله عدة آلاف الزوار يوميًا ،   لقد أصبحت شبكة الانترنت أداة فساد وانحلال وتخدم أهداف الشيطان لتحطيم هوية الإنسان الذي فضله تعالى على إبليس كما جاء ذلك في التراث الديني ما هذا الزواج بعد أن أجازت الولايات المتحدة زواج المثليين وكيف يسمح لامرأة فتح موقع الكتروني وترويج زواج الإنسان  بحيوان لعل من أسباب ذلك فقر الحضارة التكنولوجية المعاصرة من القيم وعدم هدف للإنسان ، فماذا ينتظر أصحاب الأديان ؟
تفرض شركة صينية شرطاً جديداً، ضمن شروطها لقبول موظفين جدد لديها، يتمثل في تقبيل تمساح حي، لإثبات شجاعتهم وجرأتهم وقدرتهم على تأدية وظيفتهم على أكمل وجه ومن دون خوف (الأنباء 23/7/2015 ) مع أن الخبر لا يستحق الاهتمام لكنا نرصد السلبيات في عالم الانترنت بعد سرعة تغيير مفاهيم كثيرة للناس  وهذا يعني كيف أن الانترنت كوسيلة هدم وانحطاط للقيم الأخلاقية والإنسانية ساهمت في تكوين جيل جديد لا يعترف بالأديان وبالثوابت الاجتماعية والثقافية و..وبالتالي نوجه نداءنا إلى كافة المصلحين وعلماء الدين والاجتماع والساسة  بالسيطرة على شبكة الانترنت وتغذيتها بالقيم الإنسانية بدلاً من القيم التي تنشر في الانترنت وهي قيم هدم وانحلال تهدد الحضارة الإنسانية الحالية ، أليس كذلك ؟ تابعنا 

عينت شركة رومانية ناشئة في مجال التكنولوجيا والانترنت " قطة " في منصب مديرة الاتصالات ضمن عملية تعيين صارمة استغرقت بضعة شهور لاختيار أفضل " مديرة " ليشغل وظيفة تقدم إليها أكثر من (700) سيرة ذاتية ل " قطط " ، وجاء في الخبر أن الشركة قامت بهذا التعيين غير الطبيعي من أجل الشهرة بحسب موقع " ديلي دوت ، الأنباء 8/6/2015 ) وأقول لم يحاول علماء النفس الاجتماع دراسة هذا الجيل ونفسيته ، وقد يؤدي إلى تمادي هذا الجيل في فرض سلوكياته التي اتخذها من المواقع المشبوهة وهدفها إنشاء جيل معقد يرث الحضارة الإنسانية في المستقبل .

     حقق اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الإسباني "حلم" فتاة سعودية، وردّ بشكل شخصي على "تغريدة" كتبتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد أن قالت : "لدي حلم واحد فقط، وهو أن ترد على في هذه التغريدة وتقولي لي.. أهلا دانا"، وبعد وقت وجيز سارع رونالدو للرد ووجه حديثه لها قائلاً: "أهلا دانا.. طلبك لم يعد حلماً الآن". ( الأنباء 11/11/2013 ) .

أقول :
     يتبين أن جيل التكنولوجيا انسلخ من قيمه وثوابته وعاداته وسوف يأتي يوم يصبح هذا الجيل دون عقيدة وقيم ولا تستطيع أن تميز بين جيل في بلد مسلم أو شرقي وجيل في بلد أوربي وأمريكي أو غربي ، والطامة الكبرى ولع الفتيات بالرياضة ونجومها بعد أن كان الفتيان يهتمون بها والسبب هو مواقع التواصل الاجتماعي .
في خبر نشر في ( الأنباء 16/5/2012 )  توجه باراك أوباما إلى نيويورك أمس الأول لجمع تبرعات لحملته الانتخابية، في إطار جولة تضمنت زيارة لمؤيدي زواج المثليين، بعد أن أصبح أول رئيس أميركي يعلن تأييده لزواج المثليين أثناء توليه السلطة ، وأيضا في الخبر أظهر استطلاع للرأي أن غالبية كبيرة من الشعب الأميركي تؤيد الروابط المثلية ولكن ليس بالضرورة من خلال زواج رسمي. وبينت نتائج استطلاع أجرته شبكة «سي بي أس» وصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيتان أن 62% من الأميركيين أي حوالي الثلثين يؤيدون الروابط المثلية إن كانت زواجا أم رابطا مدنيا.

التربية المنزلية :
               كثرة الشكاوى خاصة من الوالدين بانشغال  الأطفال بالأجهزة المحمولة على حساب وقت الدراسة وحل الواجبات المنزلية  مع تداول الناس لشبكة الانترنت في المنازل وهذه الشكاوى عامة ومنتشرة في جميع دول العالم طالما توجد الشبكة  العنكبوتية وانتشار الأجهزة المحمولة  في كل مكان ، وزاد قلق أولياء الأمور بعد ارتكاب الأطفال سلوكيات خاطئة منها الإساءة للغير  ومن هنا بدأت التحديات الكبيرة تواجه الأسر مع ظهور صيحات من المختصين بسلبيات أجهزة التكنولوجيا وتقديم بعض البدائل للحد من هذه التحديات خاصة في المجتمعات الغربية في بداية الأمر ثم بعد ذلك  حدث في بقية الدول كذلك قامت بعض الجهات الربحية بإنشاء مواقع الكترونية تعنى بشئون الأسرة وحماية أفرادها الصغار من مخاطر مواقع الانترنت هذا وقد رصد الباحث عشرات المواقع في أوربا والولايات المتحدة التي تقدم المشورة وكيفية تربية الأطفال في عصر الانترنت توجد نصائح عامة للوالدين في ضبط وقت استخدام الانترنت للأولاد من حيث هل هو استخدام ملزم كواجبات منزلية تطلبها المدارس أو استخدام حر وترفيهي وأظن أن شكوى أكثر أولياء الأمور تأتي من استخدام الأولاد الانترنت للترفيه وممارسة الألعاب  ولو أن قليلاً منهم يشتكي من نوع التعليم الرقمي الذي تنتهجه المدارس ، وعلى سبيل المثال  يقدم موقع " uKnowKids " خدمات  الاستخبارات الأبوية التي صممت من أجل مراقبة استخدام الطفل عدة مواقع الكترونية بدلاً من حظر استخدامها ، وكما في بعض البرامج فأن خدمة " الاستعلام الأبوي " تخبر الوالدين كيف يستخدم الطفل التكنولوجيا الرقمية وإذا كانت هناك مشكلة فأن الخدمة تعطي الرؤية الثاقبة لوجود هذه المشكلة .

تحديد وقت الشاشة مصطلح حديث ظهر في عصر الانترنت  بمعنى تحديد وتقليل من وقت استخدام أي جهاز الكتروني بالنسبة للصغار والكبار ذلك أن الدراسات قد أشارت إلى أن كثرة استخدام الشاشة تؤدي إلى مشكلات عديدة خاصة بالنسبة لطلاب المدارس مثل أمراض نفسية كالقلق والاكتئاب إلى جانب حالة الإدمان من استخدام أجهزة التكنولوجيا ، هذا وقد تم تحديد هذا الوقت كي يوجه أولياء الأمور أبنائهم إلى استثمار وقتهم في قضايا أخرى مثل :  
  عدم استخدام هذه الأجهزة أثناء تناول الطعام وعند النوم .
مشاركة الأب أو الأم فيما يفعله الطفل من أنشطة كممارسة الألعاب الالكترونية وغيرها مع التعليق على ما يراه وطرح الأسئلة .
تحديد الأماكن التي تستخدم فيها الأجهزة .
تحديد وقت استخدام الجهاز المحمول بحيث لا يتعدى ذلك  بين (30 دقيقة –ساعة واحدة ) حسب عمر الطفل .
استخدام أداة تقويم البرامج أو التطبيقات في التلفاز أو الأجهزة المحمولة  .
استخدام أداة فحص ما يعرض على الشاشة خاصة برامج العنف والأفلام الإباحية .
يرسم لنا أحد المدربين صورة عن تحديات أولياء الأمور في تربية الأولاد في عصر الانترنت بالقول : أثناء دورة الأبوة الرقمية  فأنه من الصعب بالنسبة للأطفال فهم قلق الوالدين بشان رفاهية الأطفال ، ومعظم النصائح التي يعرضها الأب  تبدو كأنهم يتجاهلونها أو تشكل تحدياً لهم ، وهناك طرق للتحدث مع الأولاد كي يفهموا قلق الأب ولا يعتبرون هذا القلق مثل معركة ،  لذا يرى المراهق أن الأب أصبح عنيداً عندما يقرر ما يريد ، بينما يرى نفسه في تحدي وهو يستخدم الانترنت
أقول:
     يحتاج الوالدان إلى الالتحاق بدورة تثقيفية في كيفية التعامل مع الأولاد –ذكوراً وإناثاً-  صغاراً وكباراً ولعل الدراسات المستفيضة قد تغني بعض الشيء لكن الدورة تفتح أبواب المستجدات والتحديات التي لا بد من معرفتها خاصة في عصر الانترنت كي يستطيع الوالدان تربية أولادهما تربية واعية بمخاطر الانترنت .

أجرينا دراستين تشيران إلى هذه المخاطر ، الدراسة الأولى : دراسة عزوف طلبة المدارس عن الدراسة أسباب ونتائج وحلول - دراسة مكتبية ، وقد ذكرنا أسباباً لهذا العزوف ومنها تنامي دور أجهزة التكنولوجيا وغياب أو تحجيم دور : الأسرة ، المدرسة ، المسجد ، وسائل الأعلام ، كيف :
     - ألغت أجهزة التكنولوجيا حب الدراسة من قلوب الطلاب ،  كيف ؟؟
     - إجادة أجهزة التكنولوجيا الحوار مع الأبناء .
     - اخترعت أجهزة التكنولوجيا لتشبع ميول الأبناء .
     - تمضية الطالب والمراهق جل الوقت بممارسة الألعاب الإلكترونية .
     - دخول غرف الدردشة و مواقع التواصل الاجتماعي خاصة المراهقين  .
     - استخدام شبكة الانترنت ، البلوتوث والموبايل ( النقال ) ، الأجهزة اللوحية ( الآيباد والآبود )  .


     تشير إحدى الدراسات : إلى أن استخدام الموبايل من قبل طلاب المدارس قد ألهاهم عن دراستهم ، وكان سبباً في انخفاض التحصيل العلمي بل وفي الهروب من المدرسة .
 الدراسة الثانية وهي : دراسة الألعاب الإلكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة نتائج ،حلول  كانت نتائجها ما يلي:
ممارسة اللعب من ثلاث ساعات فأكثر باليوم الواحد بنسبة ( 35،5%) وعدم رضى الوالدين  بانشغال الأولاد  باللعب على حساب الدراسة والاستذكار بنسبة ( 56،3%) وانشغال الطلبة بالحديث عن الألعاب الإلكترونية بالمدرسة بدلا من الحديث بشئون الدراسة بنسبة ( 78،1%)  وسرحان الطلبة والتفكير بهذه الألعاب وهم بالصف الدراسي بنسبة ( 35،3%) وتأجيل حل الواجبات المنزلية من اجل ممارسة هذه الألعاب بنسبة (48%) وتفضيل ممارسة الألعاب على عملية المراجعة والاستذكار بنسبة (49%) وانخفاض درجات المواد الدراسية بسبب ممارسة هذه الألعاب بنسبة ( 51،2%) وتفضيل اللعب الإلكتروني على قراءة الكتاب المدرسي بنسبة (63،1%) والاضطرار إلى أخذ الدروس الخصوصية بسبب انخفاض المستوى التعليمي والعلمي للطلبة بنسبة (41,1%  ) ، وهذا  يعني كيف أن ممارسة هذه الألعاب قد أثرت في طلاب المدارس بدولة الكويت وجعلتهم يعزفون عن الدراسة .

النصائح المفيدة وملاحظات الباحث:
توجد نصائح مفيدة لخبراء السلامة والحماية عبر الانترنت  وهي نصائح عامة وقد يستفيد منها  أولياء الأمور مثل :
قدم خبراء السلامة على الإنترنت نصائح للوالدين، تساعدهم على السيطرة المقننة للعب أطفالهم إلكترونياً، كان أهمها:
-         تحدث مع طفلك عن اللعبة التي يفضلها، واكتشف منه لماذا هي المفضلة لديه، وحاول أن تشاركه اللعب لتعيد الصداقة والمصارحة بينكما.
-         لابد أن يحدد الوالدين فترة زمنية للعب بالاتفاق مع طفلهم، حتى لا يستغرق الطفل وقتاً طويلاً في اللعب، قد يؤدي لإدمانه لها.
-         لابد أن يطلع الوالدين عند شراء لعبة إلكترونية على غلاف كل لعبة، حيث سيجدا تقييماً إرشادياً أعدته «ESRB Rating  اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الإلكترونية - توضح فيه للوالدين ماهية اللعبة والعمر المناسب لها.
-         يوجد في مواقع اللعب الإلكترونية الشهيرة مساحة تمكن الوالدين من مراقبة ومتابعة ألعاب أطفالهم عليها، يطلق عليها «Parental Control Settings»، وهي تمنح الوالدين القدرة على تفعيل المراقبة.
ينبغي على الوالدين الإطلاع على الإنترنت للحصول على مواقع مفيدة تقدم نصائح للوالدين لاستخدام أبنائهم للألعاب الإلكترونية بأمان، مثل«www.getgamesmart.com».موقع سوبر ماما ) .
أقول:
هذه النصائح جيدة ومفيدة لكنها تبقى نظرية أكثر من أن تصبح عملية ، بمعنى قد يواجه أكثر الآباء تحديات عند توفير الحماية بممارسة أبنائهم هذه الألعاب ، وقد يرجع ذلك إلى أن أكثر المحلات التي تبيع هذه الألعاب لا تعطي للآباء دليلاً إرشادياً بسبب أن البائع يجهل ذلك وليس هناك قانون يجبره بتوفير هذا الدليل ، كذلك أن هذا الدليل يوجد لدى اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الالكترونية "  ESRB Rating " وأيضا إرشاد الآباء إلى المواقع التي توعي الآباء والأطفال والمراهقين مثل موقع :www.getgamesmart.com وغيره لا ينفع إلا مع الآباء الذين يجيدون اللغة الانجليزية ويرغبون متابعة أولادهم عندما يمارسون الألعاب الالكترونية  ، وغالباً لا يوجد وقت لهؤلاء الآباء وليس لديهم الوعي الكافي بمخاطر هذه الألعاب

في دراسة لنا (سبتي ،2014 ) وتركز الدراسة على أسباب مشكلة عدم السيطرة على سلوكيات الأولاد في عصر الانترنت وطرق العلاج فقط دون ذكر أنواع السلوكيات الخاطئة التي سيتناولها الباحث في دراسة مستقلة ، وقد تم استطلاع آراء ( الأب ، الأم ) بشأن  أسباب مشكلة صعوبة السيطرة على سلوكيات الأبناء بعد استخدامهم لأجهزة التكنولوجيا  وقد جاءت بعض الأسباب أكثر اختياراً ل ( الأب ، الأم ) خاصة الخمسة الأولى حسب ترتيبها تنازلياً : إدمان الأبناء على بعض أنشطة في الجهاز التكنولوجي ، تحقيق رغبات الأبناء عبر أجهزة التكنولوجيا ، تضخيم وسائل الأعلام لدور آلة التكنولوجيا على حساب دور الإنسان ، انشغال الوالدين بشئون المنزل وخارجه ، تقبل الأبناء للأفكار المطروحة في أجهزة التكنولوجيا .وأيضا تم استطلاع ( الأب ، الأم ) لطرق علاج المشكلة وجاءت بعد الطرق أكثر اختياراً لدى الوالدين خاصة الخمس الأولى منها حسب الترتيب التنازلي : تنظيم الوقت بين الدراسة واستخدام جهاز التكنولوجيا ، فتح الحوار الهادف مع الأبناء ، تنظيم جلسات عائلية بعيداً عن أجهزة التكنولوجيا ، تفاعل الوالدين مع أنشطة الأبناء الالكترونية لتوعيتهم ، عقد اتفاق مع الأبناء في تنظيم استخدام جهاز التكنولوجيا .  هذا واستعرض الباحث بعض التوصيات التي تساهم في حل المشكلة  .

أخيراً أقول : أن الدول الغربية سبقتنا في تجربة توعية أولياء الأمور لتربية أولادهم في عصر الانترنت سواء من خلال مواقع هذه الدول الرسمية  أو الأهلية ، ولا بد من تشكيل لجان رسمية وأهلية تتابع توعية أولياء الأمور في تربية أولادهم في عصر الانترنت إلى جانب سن التشريعات بالقضايا المتعلقة بالأولاد مثل العنف التقليدي والعنف الالكتروني  ، ولو أنا لا نتشاءم إلا أن تيار الانترنت قوي ويجرف كل شيء أو يؤثر في كل شيء حيث تتغير المفاهيم وولد جيل لا يؤثر فيه التوعية الأبوية وأصبح هذا الجيل يبني مستقبله بيده أو أنه فرض تربية خاصة له على الجميع  .

 التربية المدرسية في عصر الانترنت :
يقول أحد الطلبة : المدرسة لم تعلمني كيف أقرأ لكني تعلمت من ألعابي ، وقال احد التربويين : طلبتنا لم يشبهونا ولم يكونوا " طبق الأصل لنا " كما كان الحال في الماضي ، وفي الحقيقة أنهم يختلفون عنا مما يجعلنا غير قادرين على استخدام مفاهيم القرن (20) ولا أسلوب التدريب كدليل على ما هو أفضل لهم تربوياً , لذا بدأت الدول في إدخال الألعاب الالكترونية في المناهج المدرسية كي يرغب الطلبة على التعليم ، وسبق ذلك ظهور مفهوم جديد مع عصر الانترنت وهو " التربية الإعلامية  ، MEDIA EDUCATION " كمقرر دراسي ويتناول محو الأمية الرقمية أي أن يفك الإنسان رموز أجهزة التكنولوجيا الجديدة ويتعامل معها بنجاح من أجل الحد من سلبيات أو سوء استخدام هذه الأجهزة ، وقد طبقت بريطانيا وكندا واستراليا وبعض الدول اللاتينية مقرر التربية الإعلامية في مناهجها المدرسية ، ولكن هذا المقرر لا يستغني عن التربية المنزلية خاصة في قضايا تحديد وقت استخدام الطالب هذه الأجهزة وأماكن الاستخدام وغيرها ، وظهر أيضا  التعلم القائم على الألعاب الرقمية " ل Prensky " وهو مصمم اللعبة التعليمية ومؤسس موقع " games2train " ناقش أن ألعاب الكمبيوتر هي أكثر أدوات تعلم لأنها تزيد في اهتمام وانتباه الأطفال تعويضاً عن الملل الذين يشعرون به  ، وبعد أن رأينا عزوف الطلبة على الدراسة كما مر ذلك فقد  اقترحنا مشروعين تربويين :

مشروع بناء مقرر دراسي بشان سلبيات أجهزة التكنولوجيا ، ومشروع إدخال موضوعات سوء استخدام الطلبة لأجهزة التكنولوجيا ، بهدف توعية الطلبة الذين يقضون أكثر وقتهم مع هذه الأجهزة بل يعزفون عن الدراسة ، خاصة وأنهم على دراية باستخدامات هذه الأجهزة المحمولة أكثر من معلميهم واستغلال ذلك في تطوير المناهج الدراسية والجامعية  أي دمج الأجهزة المحمولة بالفصول الدراسية لتصبح أدوات تعليم وتعلم ، في أوربا والصين واليابان والفلبين والولايات المتحدة يستخدم الناس الهواتف المحمولة كأدوات تعليم ، وفي المملكة المتحدة يقيم المعلمون مشاريع طلبتهم باستخدام الهواتف المحمولة فيصف الطالب مشروعه ويحلل المعلم وصف الطالب من أجل تقييمه ، ويتخذ المعلمون إجراءات من أجل دمج ألعاب الفيديو في عملية التعلم ، ومن المؤسسات الوطنية وإلى الفصول الدراسية الفردية فان مجتمع التربية يقوم بتطبيق طرق جديدة لتنمية التفكير لدى الطلبة وذلك بإدخال لعبة " SimCity " لتشجيع الطلبة على التفكير الناقد بشان التحديات التي تواجه المدن الحديثة  ، و أطلقت مؤسسة " Smithsonian Institution " لعبة" Hidden Expedition " من أجل دراسة الطلبة التاريخ والعلوم والثقافة التي صممت لطلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، تأخذ اللعبة اللاعبين إلى جولة حول العالم للبحث عن ماس الأمل "   Hope Diamond "  ،  ففي الولايات المتحدة يستخدم معلمو الصف التاسع للمرحلة المتوسطة الانترنت منصة التعلم القائم على الألعاب " iCivics " لتدريس مادة التربية المدنية وقامت المحكمة العليا بالتعاون مع كلية الحقوق في جامعة " Georgetown " على تطوير هذه المنصة " الموقع " ، نشرت أول مرة في عام 2009 ، وتضم لعبة " iCivics " أكثر من (21) لعبة بشان القانون الدستوري تناسب معايير وخطط الدروس المقترحة بالمناهج ، وفي الآونة الأخيرة أطلقت " iCivics " لعبة " Argument Wars " التي تقيس قدرة اللاعبين في المناقشة والجدال التي تحدث في المحكمة العليا مثل قضية  "  Brown " ضد وزارة التعليم بالولايات المتحدة ،  صمم الأستاذ Joel Levin " لعبة " MinecraftEdu " وهو من مدرسة " New York City " وهذه اللعبة تعليمية تحفز الطلبة بالفصل ويتعلمون تجارب جديدة وتمكن المعلمين من إدخال  التحسينات على المواد الدراسية  وتساعد الطلبة على إتقان مهارات جديدة مثل إنتاج مقاطع الفيديو والبرمجيات وتجعلهم يتعرفون على الأحداث الجارية ومواجهة المشكلات المعقدة وحلها ، ولعبة "   Democracy 3 " هي لعبة  تساعد اللاعبين على مناقشة الأزمة المالية العالمية وديون منطقة اليورو والفضائح المصرفية وانخفاض مستوى التصنيف الإئتماني واحتجاجات الناس بالشوارع  ، مصممو الألعاب الآخرين يعلمون الطلبة بشان تاريخ الكفاح لنيل حقوق الإنسان من خلال لعبة تعليمية وهي "   EverFi’s 306 " التي تستعرض تاريخ الأمريكان السود ومطالبتهم بالحقوق المدنية ، وهناك لعبة " Minecraft " وهي لعبة رقمية التي تنمي الخيال والإبداع عندما يبني اللاعبون تركيبات خارج نظام المكعبات ، أن لعبة "MinecraftEdu " هي نسخة معدلة من اللعبة التي يبتكرها المعلمون لتحقيق أهداف تعليمية يعلمون الطلاب مصطلحات رياضية تشتمل على المحيط ومجالات محتملة أخرى مثل اللغات الأجنبية ، ولعبة "  SimCityEDU " هي نسخة معدلة من لعبة " city-building " الشعبية وهي عبارة عن أداة تعلم وتقييم طلاب المدرسة المتوسطة  التي تغطي المواد : الانجليزية والرياضيات والمواد الأخرى التي يحتاجها الطلاب حسب المعايير العلمية التي يجب أن يتصف بها الجيل القادم .

قدمنا مشروع الألعاب الالكترونية في المناهج المدرسية كمشروع مستقبلي الذي يفرض نفسه على المجال التعليمي ولو أن نتائج المشروع قد تكون واضحة لدى الخبراء والباحثين في مجال التعليم القائم على الألعاب  لا بأس بذكر بعض هذه النتائج :
الاستفادة من تجارب الدول التي طبقت التعلم القائم على استخدام الألعاب الالكترونية .
إنشاء شركة خاصة لصنع وتصميم الألعاب الالكترونية التعليمية .
إنشاء موقع الكتروني لوزارة التربية لجميع المراحل التعليمية بشأن الألعاب التي تخدم أهداف كل مرحلة تعليمية .
وضع منهج خاص لكل مجال أو مقرر دراسي يتضمن التعلم القائم باستخدام الألعاب الالكترونية
تدريب المعلمين على تدريس التعلم القائم على استخدام الألعاب الالكترونية .
تحديد واجبات منزلية للطلاب بشأن هذه الألعاب ينبغي رجوعهم إلى الموقع الالكتروني .

المعلمة " Kohtala "  تدرس طلبة " K-12 " ( التعليم العام ) عبر الانترنت ، فهي في مدرسة افتراضية ب " فلوريدا " ( ولاية تجارية ) ، حيث تستقبل المؤسسة أكثر من (200) ألف طالب عبر " فلوريدا" وأرجاء العالم ، وغالبية الطلبة يدرسون في جزء من الوقت المدرسي  بمعدل دورة واحدة بينما بقية الطلبة يدرسون وقتاً كاملاً عبر الانترنت بالمدرسة الثانوية على الأقل في (33) ولاية أمريكية  ، وهي الولايات التي شجعت بسن تشريعات بخصوص التعليم عبر الانترنت خلال العقد الماضي  ، وقد تنتشر هذه المدارس الافتراضية بأرجاء العالم بعد أن تعم إيجابياتها 

أقول : أن هذا يعني كيف أن تربية جيل الانترنت قد فرضت على الجميع صياغة مبادئ جديدة في النظام التعليمي ولكن هذا لا يكفي لهذا يلاحظ الباحث أن هذا النظام التعليمي الحالي ستتغير معالمه كثيراً بعد ظهور الجيل الثاني ، وإليك هذا الخبر الذي قرأته من أحد المواقع الالكترونية :
" يجلس أحد الطلاب مسترخيا في غرفته يرتشف ربما فنجان قهوته وهو يتابع محاضرة المدرس الافتراضي Virtuelle Teacher التي يلقيها عليه من صالة الجامعة الافتراضية. ويستطيع الطالب أن يتفاعل مع المحاضر بالصوت والصورة، وكذلك مع الطلاب الآخرين أينما كانوا، فيناقش ويسأل كما لو كان الجميع في غرفة واحدة. ويقوم كل طالب وكذلك المحاضر باختيار ما يعرف بـ Avatare، وهو شكل افتراضي ينوب عن الشخص الحقيقي يقوم هذا الأخير بتصميمه بنفسه ليكون رمزا له. ويتم التواصل من خلال غرف الحوار Chat حيث يقف المحاضر في قاعة افتراضية مستخدما برنامج باوربوينت ليعرض بواسطته المادة العلمية التي يريد إيصالها إلى طلابه. " ( موقع DW ) .
استشهد الدكتور الحربش بما قاله "  بل جيتس "  قبل ما يقارب خمس سنوات في كتابه الشهير الطريق الذي أمامنا The Road Ahead » عندما تحدث عن مستقبل التعليم في ظل التقنية. لقد تحدث عن النظام المندمج الذي تتكامل فيه« أجهزة الحاسوب مع أجهزة الاتصالات وأجهزة الترفيه لتكون مساندة للعملية التعليمية. ولهذا فإن الواجب المنزلي مثلا الذي يعده المعلم سوف يجده الطالب على بوابة المدرسة التعليمية الالكترونية التي يصل إليها من عدة وسائل بعضها تقليدي الحاسب المتصل بالانترنت وبعضها أكثر حداثة أجهزة الترفيه المتنقلة أو الجوالات الذكية التي تتيح أيضاً إنشاء فصول افتراضية يقوم المعلم خلالها بشرح بعض الدروس الإضافية (دروس خصوصية لكن نسخة القرن القادم!!) ويتم خلال هذه الدروس الاتصال المرئي بتقنية اتصال عالية لا تتأثر بنوع الجوال الذي يستخدمه كل طالب ولا ننسى أن هذه الفصول الافتراضية سوف تتيح المشاركة للطلاب من جميع أنحاء العالم ولهذا فإن حاجز اللغة قد ينهار لتكون اللغة الانجليزية (أو لغة أخرى!!) أو لغة تقنية هجينة وسيطا لغويا لأحفادنا عندما يكونون في عمق العملية التعليمية. ( موقع الرياض الالكتروني ، 2006 )
ونقرأ خبر تقييم الطلبة معلميهم عبر شبكة الانترنت :
" قام مجموعة من الطلبة الجامعيين الألمان بإنشاء موقع إنترنت يستخدمه تلاميذ المدارس في تقييم أداء مدرسيهم، الأمر الذي ما زال يواجه معارضة كبيرة من قبل الكثير من المدرسين الألمان. ولا يرجع سبب استياء المدرسين إلى الكيفية، التي يجرى بها تقييمهم، بل إلى نشر نتائج التقييم على الانترنت وإطلاع الملايين من مستخدمي الانترنت عليها. وسجل أكثر من 150 ألف من مستخدمي الانترنت أنفسهم حتى الآن على موقع الانترنت الخاص بتقييم المدرسين وخلال الأشهر الأربعة الماضية وحدها سجلوا تقييمهم لمائة ألف مدرس. " (موقع DW ) .

 رؤى وتصورات الباحث المستقبلية :
يتوقع الباحث أن معالم التربية في العصر الرقمي سوف تظهر بشكل واضح في جيل الانترنت الثاني أي بعد (20 ) السنة القادمة حيث نتخلى عن كل ما نسمعه أو نعرفه عن معالم التربية التقليدية على النحو الآتي :
-          تختفي الكتب المدرسية الورقية وقد نرى بوادر ذلك في توزيع الأجهزة اللوحية على الطلبة اليوم  يستعين بها  في التعليم علماً بأن هناك مبادرة " BYOD " أي " أجلب الجهاز معك " التي انبثقت فكرتها عام 2005 بالولايات المتحدة التي تمهد لإحلال الجهاز المحمول محل الكتاب المدرسي ، وتزيد أهمية محرك البحث " جوجل" في المستقبل ليصبح من أهم مصادر المعرفة البشرية بعد اختفاء الكتب الورقية .

-          عدم وجود مدارس ومباني تعليمية لأن الطالب يتعلم أينما يكون فهو لديه الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي يتواصل مع المواقع الالكترونية التعليمية التي يديرها المعلمون مثل منصة  "  Edmodo " ونسمع الآن عن تطبيقات تعليمية كثيرة تطبق في بعض المدارس الغربية فمثلاً هناك خمسة تطبيقات للقراءة فقط وأظن أن هذه التطبيقات سوف تتطور بحيث يستغني الطالب عن الكتاب الورقي بعد ذلك ، وهناك خمس أدوات تكنولوجية لتطوير التعلم التعاوني  ، كذلك توجد خمس عشرة قناة تعليمية في يوتيوب  ، ومن أسباب عدم وجود المدارس تمرد جيل الانترنت على الدوام الصباحي للمدرسة حيث أنه يعاني من قلة النوم ليلاً لسهره أمام الشاشة  وتناول الكحول والتدخين والمخدرات، ونرى بعض المؤسسات اليوم في إلغاء يوم  مدرسي أو أكثر .  

-          كثير من المواد الدراسية يستغني عنها جيل الانترنت خاصة الكتب الأدبية وقد تختزل هذه المواد في مقرر عام ليفهم الطالب بيئته الاجتماعية والطبيعية ولا توجد كتب تروج للأديان السموية لأن جيل الانترنت جيل لا ديني للأسف بل تروج مفاهيم لا دينية مثل زواج المثليين ، وتبقى المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات وعلم الفضاء .


-          تصبح لغة التعليم لغة واحدة كما نسمع اليوم عن لغة الاختزالات ( المختصرة ) على حساب اللغات الأخرى بل وتختفي هذه اللغات القومية ليس فقط في مجال التعليم وإنما في كثير من المجالات الأخرى  
 
-          سوف تختفي الاختبارات التي يعمل بها النظام التعليمي الآن وذلك بعد إنشاء تطبيقات تكنولوجية لقياس أداء الطالب ، وتوجد خمسة تطبيقات لتقييم أعمال الطالب وسوف تتطور هذه التطبيقات بحيث يقيم الطالب نفسه بنفسه إلى جانب تقييمه من قبل الأدوات الخاصة بعد إدخال بصمة الطالب الرقمية بحيث يقدم إجاباته  باستخدام جهازه وهو في المنزل وهذه العملية معقدة وتعتمد على تقنية عالية سوف تطبق في التعليم الرقمي المستقبلي . 

المراجع :
 سبتي ، عباس أمان الانترنت والخطط لأيام الصيف المملة

التربية الإعلامية
Media Education
تأليف : Victor C. Strasburger, MD
ترجمة وتعليق : الباحث / عباس سبتي
أكتوبر 2015

سبتي ، عباس كيف يتحدث الأب  مع أولاده بشأن حماية أنفسهم عبر الانترنت ؟
سبتي ، دراسة عزوف طلبة المدارس عن الدراسة أسباب ونتائج وحلول ــ دراسة مكتبية ـ 15 / 5 / 2012 ..

التعليم في العصر الرقمي " Learning in the Digital Age "
مجلة القيادة التربوية ، مجلد 63 ،  ديسمبر 2005
بقلم / Marc Prensky
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يوليو 2016

 الألعاب وتطوير التعليم
بقلم الباحث/ عباس سبتي
يوليو 2016

التعلم القائم على الألعاب الرقمية
Digital Game Based Learning
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يونيو 2016

خمسة تطبيقات سيحبها الطلاب
Reading Apps Students Will Love 5
بقلم / Samantha Kotey
ترجمة الباحث / عباس سبتي
مايو 2016

خمس أدوات تكنولوجية لتطوير التعليم التعاوني
TECH TOOLS TO IMPROVE COLLABORATION  5
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
مايو 2016

أفضل خمس عشرة طريقة أو قناة تعليمية  في يوتيوب
Best Educational YouTube Channels for the Classroom 15
إعداد فريق منتدى " WHOOO’S READING BLOG "
ترجمة الباحث / عباس سبتي
أبريل 2016

 أفضل خمسة تطبيقات لجذب وتقييم طلاب " K-8 "
Best Apps to Engage and Evaluate K-8 Students 5
بقلم / KRISHNA PERMI
26/2/2016
ترجمة الباحث / عباس سبتي
أبريل 2016

 مشروع الألعاب الالكترونية في المناهج المدرسية
بقلم الباحث / عباس سبتي
أبريل 2016 م

حقيقة أم خيال  ؟ ألعاب الفيديو أداة تعليمية في المستقبل
Fact or Fiction?: Video Games Are the Future of Education
بقلم / Elena Malykhina
12/9/2012
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
مارس 2016

المدارس الافتراضية جلبت المخاوف الحقيقية بشأن الجودة
Virtual Schools Bring Real Concerns About Quality
بقلم / LA Johnson/NPR
2/2/2015
ترجمة الباحث / عباس سبتي

يونيو 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق