الأحد، 8 سبتمبر 2013

دورة إعداد المعلم _ الجزء الثاني


قواعد ومبادئ

قواعد أخلاقيات المهنة :
     مهمة المعلمين الالتزام بخلق مناخ أخلاقي في وسط عملهم ، والمقصود بالأخلاقية في عملية التدريس :

 القاعـــدة الأولـــى: 
" التربية الخلقية أن لا تفعل ما يضر بالتلاميذ "
     وذلك أن يكون المعلمين ملتزمين بحماية تلاميذهم بفعالية من التهديدات التي تؤثر على نقدهم خاصة أن أحاسيس التلاميذ الذاتية من السهل جرحها عن طريق وضع عائق العقاب الذي يبدو مفرط أو عن طريق المعاملة السيئة من المعلمين لتلاميذهم.

 القاعــــدة الثانيــــة : 
" التضحية من أجل تحقيق التقدم الدراسي للتلاميذ "
     تكون مسئولية صعبة على المعلمين تضعهم في صراع ما بين احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة وبين التزامهم تجاه الآخرين لذا تقتضي الأساسيات الأخلاقية للتدريس من المعلمين أن يكون لديهم أخلاقيات مهمة ومنها الاقتناع بمهنة التدريس أولاً ثم الاقتناع بمبدأ التضحية من أجل الآخرين ثانياً .

 القاعــــدة الثالثــــة :
" يقصد بالتربية الخلقية وضع مقاييس عالية المستوى من أجل نجاح التلاميذ "
     كثير من التلاميذ يشعرون بالضيق من الاعتراضات التي توجه إليهم كما أن يعض الأباء غير راضيين على مستوى تلاميذهم فهم يريدون أبنائهم أكثر تفوقأً ، لذا ينبغي على المعلمين معالجة أسلوب الفشل لدى التلاميذ خاصة الذين يحصلون على درجات منخفضة.

القاعــــدة الرابعـــة : 
" يقصد بالتربية الخلقية التقيد بالسلوك الحميد " 
     ينبغي أن يمثل المعلمين بالنسبة لتلاميذهم نماذج السلوك الجيد والتفكير السليم حيث يؤثر المعلم في سماتهم الشخصية وفي سلوكهم.

 كيف تصبح معلماً ناجحاً ؟
     - اعرف عملية التدريس : تعليم ، تعلم ، مباديء ، أصول ... .
     - اعرف أهداف التدريس : عامة ، خاصة ، سلوكية إجرائية .

     - اعرف مستوى وخصائص نمو التلاميذ .

     - أعد درسك جيداً .
     - استخدم طريقة تدريس مناسبة .
     - كن مبدعاً وابتعد عن الروتين .
     - استثر دافعية التلاميذ .
     - حافظ على وقت الدرس .
     - علم التلاميذ كيف يتعلمون ، كيف يفكرون .
     - حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني .
     - كن قدوة في العلم و الأمانة والجد و ... .
     - انتبه إلى ما بين سطور التدريس : أي أن الطالب قد يتأثر بشخصية المعلم وحركاته وكلامه و... .
     - قل لا أعلم .
     - استخدم الوسائل التعليمية بفعالية .

     - احسن استخدام السبورة .

     - لا تغضب .
     - احسن التعامل مع مثيري المشكلات من الطلبة .
     - اجري اختباراتك بشكل جيد .
     - كن معلماً مربياً  لا ملقناً .
     - نمي مواهب التلاميذ .
     - راع الفروق الفردية للتلاميذ .

     - اجعل الواجبات المنزلية ذات أهداف .


عملية التعليم والتعلم :

     يوجد فرق جوهري بين التعليم والتعلم ، فالتعليم قد يكون عبارة عن استيعاب الفرد لمعلومات أو حقائق كان يجهلها ، التلميذ الذي حفظ بعض المعلومات وامتحن فيها ونجح فهو قد استوعبها وحصل على قدر من التعليم .
     وقد يكون التعليم عبارة عن اكتساب الفرد لمهارات لم يمارسها من قبل ، مثل مهارة السباحة أو قيادة السيارة أو الرسم ... .
     وقد يكون التعليم عبارة عن تكون اتجاهات وعواطف ومبادئ وقيم جديدة ، التلميذ يتعلم من قصة الأب وأبنائه الذي قدم لهم حزمة من العصا ليكسروها فلم يستطعوا ، ولما قدمها لهم فرادى كسروها ، أن التضامن والتعاون قوة .
     من تعريف التعليم السابق يتبين أن التركيز والاهتمام يكون بناحية العقل ( دور الذاكرة في الحفظ ) ، ويكون مهمة التلميذ سلبياً خاصة وهو يأخذ الحقائق من غيره دون أن يكون له دورً في تقصي أو كشف هذه الحقائق وتحليلها ، ولا يؤثر في تعديل سلوكه ، فهذا التلميذ قد درس اللغة العربية وقواعدها لكنه يصعب عليه كتابة رسالة صحيحة إلى زميله ، وذاك الذي درس الرياضيات ومبادئ الحساب يصعب عليه معرفة ما يتكلفه أرضية حجرته بالسجاد .
     من هذا يمكن أن نعرف " التعلم " بأنه تعديل سلوك الفرد بحيث يتمكن من التفاعل مع بيئته بالأخذ والعطاء ، ويستمر التعلم في كافة مراحل عمر الفرد ، فهو يحدث من المهد إلى اللحد ، وهذا " التعلم " من نصيب التلميذ ، بينما " التعليم " من مهمة المعلم ... .



نظريات التعلم :

     توجد نظريات كثيرة للتعلم نوجز منها ثلاثاً لما لها من علاقة بالعمل التربوي والتعليمي :

1- نظرية المحاولة والخطأ :
     تنسب إلى العالم الأمريكي " ادرواد لي ثورندايك " الذي يرى أن الكائن الحي يتعلم من خلال محاولات الوصول إلى أهدافه وقد تكون هذه المحاولات صائبة أو خاطئة لكن مع التكرار والمران يستفيد من أخطائه .

تقوم هذه النظرية على عنصرين :
     - وجود دافع يدفع الكائن الحي إلى التصرف أو السلوك
     - وجود عائق يقف في سبيل إشباع حاجته        

     وعلى المعلم أن يتخير بعض المشكلات التي تتصل بحياة التلاميذ ويتجه إليها اهتمامهم ، ويدفعهم إلى بذل أقصى جهدهم للحصول على الحقائق المتعلقة بمشكلاتهم .

2- نظرية التعلم الشرطي :
     ترتبط هذه النظرية بالعالم الروسي " إيفان بافلوف " ، ويقول أن سلوك الفرد يتأثر يستجيب لوجود مثير ، مثلاً عندما يسمع الفرد صوت استغاثة يحاول أن يتجه إلى مصدرها ، فصوت الاستغاثة " مثير " والاتجاه إلى مصدرها " استجابة " .
     أجرى " بافلوف " تجاربه على بعض الكلاب ، بعد أن علم أن لعاب الكلب يسيل إذا ما قدم له الطعام وهو جائع ، وقرن بتقديم الطعام برنة الجرس ، فكان لعابه يسيل بعد سماع رنة الجرس ، الاستجابة هي سيلان اللعاب حدثت نتيجة لمؤثر غير طبيعي وهو دق الجرس ، ويسمى دق الجرس مؤثراً شرطياً ، وسيلان اللعاب يسمى استجابة شرطية ، ويسمى هذا التعلم " التعلم الشرطي " ، وتعديل السلوك لا يقوم على المحاولة وإزالة الخطأ كما في النظرية الأولى ، وإنما نتيجة لارتباط استجابة طبيعية بمنبه أو مؤثر جديد .
     وعلى المعلم أن يخلق دوافع للتعلم في نفوس التلاميذ كي يحثهم على التعلم ، من هذه النظرية يمكن التغلب على بعض القلق والخوف في نفوس الأبناء ، بأن نقرن هذه المخاوف بمواقف يشعرون تجاهها بالأمن والطمأنينة ، كيف نزيل قلق الاختبارات من نفوس التلاميذ ؟   

3- نظرية التعلم بالاستبصار : 
     وتنسب إلى بعض العلماء الألمان الذين انتقدوا النظرية الأولى والثانية  ، واجروا تجارب على قرد جائع وضع في قفص وعلق بوسط القفص موزاً ، ووضع في أحد أركان القفص صندوقاً ،  وتسمى نظرية الجشتالت ومعناها النظرية الكلية ، وتقوم النظرية على أساس أن التعلم يقوم على الفهم والملاحظة وإدراك العلاقات بين جميع عناصر الموقف التعليمي ككل ، أو إدراك العلاقة بين الأهداف والعقبات التي تحول دون الوصول إليها ، ثم إعادة تنظيم الموقف وربط عناصره ببعضها بحيث يؤدي ذلك إلى ظهور علاقات جديدة بين الهدف والوسائل التي تؤدي إليه ، لتتلاءم مع مستوى نضج التلاميذ .
   
مبادئ  اختيار أساليب التعليم والتعلم المناسبة:
     - احترام قدرات الطلاب وعقولهم وذواتهم، وتطوير نظرة إيجابية لذواتهم وللعملية التعليمية كافة.
     - تشجيع وحفز الطلاب وتطوير طاقاتهم وإمكاناتهم وتعزيز ثقتهم بقدرتهم على عملية التعلم .
     - إيجاد الفرص والمواقف التعليمية التي تتيح لهم ممارسة مستويات التفكير العليا.
     - تطوير معرفة ومهارات الطلاب من خلال الخبرات العملية والممارسة بدلاً من التركيز على حفظ واسترجاع المعلومات.
     - تطوير مهارات ما وراء المعرفة، وتعليم الطلاب كيف يتعلمون ويخططون تعليمهم ويختارون الاستراتيجيات المعرفية المناسبة للمواقف التعليمية المختلفة.
     - إتاحة فرص عادلة ومتكافئة لجميع الطلاب بجميع أجناسهم ومستوياتهم العمرية والعقلية.
     - تطوير قدراتهم على اكتساب وتكامل المعرفة داخل المجال الدراسي الواحد والمجالات الدراسية الأخرى، والخبرات الحياتية بشكل عام.
     - توسيع وإعادة تشكيل المعرفة من خلال عمليات المقارنة والتصنيف والاستقراء والاستنتاج وتمييز المفاهيم الخطأ واستبعادها.
     -  استخدام المعرفة بشكل فعال ذي معنى يتضمن عمليات التطبيق والتساؤل وحل المشكلات والابتكار والتجديد.
     - إعادة إنتاج الأفكار باستخدام العادات الذهنية الفعالة.
     -  تقويم الخبرات السابقة والحالية للوصول إلى تشكيل ذاتي للمعرفة ينسجم مع المعرفة العلمية الصحيحة.

شروط التعلم الجيد :
     التعلم كأي نشاط بشري يتأثر بالظروف التي يتم بها ، والنشاط أو التعلم الجيد يؤدي إلى النتائج المرجوة في اكتساب المتعلم خبرات متكاملة تعدل من سلوكه ومع مراعاة لحاجاته ورغباته الخاصة ، إلا أن عالم التلميذ قد يصرفه عن عملية التعلم بسبب وجود مغريات يتلهى بها ، وعلى المعلم أن يعمل جاهداً في جذب انتباه التلميذ كي يتعلم ما يفيده .

توجد شروط للتعلم الجيد منها :
     - إثارة ميل التلاميذ وشوقهم إلى الدراسة ( دافعية المتعلم ) :
     على المعلم معرفة خصائص نمو التلاميذ وما يهتمون به ويميلون إليه ، فيختار مشكلة تشغل بالهم فيجعلها محور درسه ، إلى جانب استخدام الوسائل التعليمية التي تجعل الخبرات واقعية ويدركوا عناصر الموقف التعليمي وإدراك العلاقات بينها مما يجعلهم يقبلون على زيادة البحث والتعلم .

     - مراعاة النشاط الذاتي للمتعلم :
     كان في السابق النشاط مقتصراً على الجانب العقلي ، لكن التربية الحديثة تؤكد على أن التلميذ كل متكامل فيجب أن يكون النشاط جسمياً وعقلياً وانفعالياً ، وعلى التلميذ أن يقوم باكتساب الخبرة بنفسه .
     لأن هذا النشاط  مرتبط بميوله ورغباته من حركة  ونشاط وحيوية وحب الاستطلاع - شعور المتعلم  بحريته أثناء عملية التعلم : أي إتاحة الفرصة للتلميذ كي يعبر بحرية عن شعوره ، على أن يكون لهذه الحرية نظام فلا يعتدي على حرية الآخرين .

     - بعث التعلم الطمأنينة النفسية لدى المتعلم : 
     شعور المتعلم بانتمائه إلى مجتمع الذي يقدر نشاطه ويحترم ما لدي من قدرات مما يعزز الثقة بالنفس ، إلى جانب معاملة المعلم للمتعلم معاملة حسنة ، وإتاحة الفرص للمتعلم أن يعمل دون خوف فيشعر بالراحة النفسية .

مهارات التعلم :
     أصبحت مقتضيات العصر ترتبط بشكل كبير بمجموعة المهارات التي تطلبها عملية تعليم المتعلم، وذلك في إطار الأهداف المرسومة ما تسمح له الظروف بالتكيف مع متغيرات سوق العمل ، وفي مقدمتها مهارات التعامل مع المستقبل التي تتضمن على سبيل المثال: مهارة التوقع، وتعني القدرة على رؤية الأحداث قبل وقوعها، وتقويم ما يبرم من قرارات أو يتخذ من إجراءات، واستنباط بدائل جديدة لما لم يكن له بدائل من قبل .
     وكذلك مهارة التشارك، وهي عملية عقلية تؤدي إلى فهم واضح مشترك وفعال للمشكلات، وبلورة نتائجها  من خلال التعاون والتعاطف والتحاور ،. وهناك مهارة اقتحام المجهول التي تتمخض عن تدريب المتعلم على حل المشكلات، وألعاب المحاكاة، والخيال العلمي والربط بين المعارف العامة والمهارات الفنية، والمزاوجة بين الخبرة الشخصية والعملية والأكاديمية.
وتوجد مجموعة المهارات الحيوية التي يجب على أنظمة التعليم إدراكها وعلى المتعلم امتلاكها، وأكدتها بعض الدراسات والبحوث ، وهي :

أ- المهارات الشخصية ، والمتمثلة في:
     الاعتماد على النفس والقدرة على القيادة وتخطيط المستقبل الشخصي.
     القدرة على التكيف.
     القدرة على الوصول إلى المعرفة من مصادرها المختلفة.
     إدراك الحقوق الشخصية والواجبات والمسؤوليات.
     التواصل مع الذات  (القراءة والكتابة والتحدث والاستماع والقدرة على الإبداع).

ب- مهارات إدارة الذات:
     يتطور المتعلمون بشكل مستمر، ويمرون بعدد كبير من التحديات في ظل مجتمع سريع التغير، ويتوقع أن يكونوا مسؤولين بصفة شخصية عن تعلمهم والنجاح في حياتهم، ويتطلب ذلك فيما يتطلبه تطوير عادات عقلية وقيمية تدعم معارفهم ومهاراتهم في هذا الاتجاه، بحيث يمكنهم اتخاذ القرارات الصحيحة، وتحمل مسؤولية تلك القرارات، ورسم خطط مستقبلية بناء على قدراتهم وإمكاناتهم والتغيرات التي تمر بها مجتمعاتهم، لذا ينبغي تزويد التلاميذ بالفرص الكافية لمراقبة الذات، وللتقويم الذاتي. كما ينبغي تشجيع التلاميذ على وضع أهداف تعلمية لأنفسهم، ومن ثم وضع الخطط لتحقيقها.

ت- مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية :
     التواصل والتعاون مع الآخرين.
     احترام حقوق الآخرين.
     إدراك متطلبات التفاعل مع الآخرين.
     إدراك وتوقع نواتج الأعمال وتحمل مسؤولية الأعمال التي تقوم بها.

     الإنسان مدني بالطبع كما قال المؤرخ العربي ابن خلدون: فالإنسان يعيش في مجتمع من البشر؛ ولا يستطيع أن يعيش منفردًا ومعزولاً عن مجتمعه. ولابد له من التعاون مع الآخرين لتلبية احتياجاته، ولذا فهو في حاجة ماسة إلى اكتساب مهارات التعاون، ومهارات التعامل مع المجتمع؛ ويمكن من خلال المنهج المساهمة في تنمية هذه المهارات بطرق متنوعة.

ج- مهارات الحصول على المعلومات : وتتضمن:
     البحث عن البيانات وتنظيمها وتحليلها.
     تركيب البيانات.

د- المهارات الحياتية: وتتضمن:
     الأمن والسلامة.
     العناية الصحية.
     الإدارة المنزلية والتوجيه المهني.
     المواطنة الصالحة.
     التعامل الرشيد مع البيئة.
     تطبيق المبادئ العلمية السليمة.

و- المهارات الأساسية في الرياضيات: وتتضمن:
     استخدام الآلة الحاسبة.
     القياس.
     التقدير والحسابات الذهنية والحدس الرياضي.
     تحديد وتفسير البيانات الإحصائية.

ز- المهارات العلمية: وتتضمن:
     ملاحظة الظواهر العلمية.
     الاستنتاج المبني على معطيات والتنبؤ والتفسير.
     وضع الفرضيات والتجريب والاستنباط.

ل-  مهـارات حـل المشـكلات:
     لقد أصبحت مهارات حل المشكلات من الأهداف الرئيسة التي تسعى إلى تحقيقها المؤسسات التعليمية، ولذلك ينبغي تضمين أهداف المنهج المهارات الفرعية اللازمة لحل المشكلات مثل: استرجاع المعلومات، وتفسيرها، واستخدامها، وإنتاجها، وعرضها أو تقديمها بطرق مختلفة وفي سياقات متنوعة لأنها تعد القاعدة الأساسية لحل المشكلات واتخاذ القرارات. وينبغي توفير الفرص المناسبة لتطوير هذه المهارات واستخدامها في سياقات متنوعة من خلال انخراط التلاميذ في حل مشكلات واقعية ذات صلة بحياة الطلاب واهتماماتهم.

ف-  مهارات التعامل مع التقنية المعلوماتية : مثل:
     اختيار واستخدام أدوات تقنية المعلومات، أي التعلم والبحث من خلال الوسائط التقنية الحديثة مثل الإنترنت.

 ق- مهـارات العمـل والدراسـة:
     إن من أهم سمات هذا العصر سرعة التغير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما ينتج عنه تغير في الحاجات الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوظائف المتاحة وفرص العمل. ونظرًا للتغير المستمر في سوق العمل؛ فإنه من الضروري أن يتعلم الطالب مهارات التعلم الذاتي ومهارات التكيف. هذا فضلاً عن التغير المستمر في آليات التمدرس وتقنياته.

أساليب تعلم الطالب :
     نحو وجود جيل أفضل يُحسن استخدام التقنيات المتوفرة، ويفكر تفكيرًا نقديًا وقادر على الإبداع مطلب من مطالب التربية المعاصرة ،. تعددت أساليب التعلم الموجهة إلى الطالب للتفاعل مع مقتضيات العصر الحالي والمستقبل المنظور، ومن ثم يكون متعلمًا نشطًا يستفيد من جميع المعطيات المتوفرة له في الارتقاء بكفاياته، ومواصلة تعليمه عبر المراحل التعليمية المختلفة.
ويتم تناول هذه الأساليب من خلال صياغة بعض الاستراتيجيات الخاصة بتعلم الطالب، وتساعد على تفعيل أساليب التعلم الموجهة إليه، والتي أكدتها بعض الوثائق المهمة مثل وثيقة (
The Malaysian Smart School Project Team,1997 وهي كالتالي:

أ - استراتيجية التعلم المباشر: وتتم من خلال:
     التدريبات والممارسات، والتعليم المباشر الذي يؤدي إلى إتقان التعلم.

ب - استراتيجيات الملاحظة: وتتم من خلال:
     تعلم ملاحظة الآخرين خلال أدائهم لعمل أو مهمة.

ج - استراتيجيات التعلم من خلال الوسيط: وتتم من خلال:
     - المساعدة المباشرة للطلاب في تعلم تطبيق المعرفة وحل المشكلات، أي يكون دور المعلم وسيطًا وميسرًا لعملية تعلم الطالب.
     - خليط من التفكير الحر والتوجيه من قبل المعلم، ونقاش مفتوح.

د - استراتيجيات توليد المعرفة: وتتم من خلال:
     - مساعدة الطلاب على تعلم كيف يتصرفون في المواقف المختلفة، ويستخدمون أنواع التفكير المتنوعة، وتستخدم هنا إجراءات العصف الذهني- تحليل وتركيب البيانات-التفكير التأملي-الإبداع من خلال وضع تصميم محدد.

هـ- استراتيجيات التعلم التعاوني: وتتم من خلال:
     مساعدة الطلاب على التعاون مع الآخرين لإنجاز المهام.

و - استراتيجيات التعلم المعتمد على أداء النشاط: وتتم من خلال:
     القيام بأنشطة محددة والاشتراك في حلقات مناقشة (سيمنار)، وورش عمل، وبرامج تتطلب أن يؤدي الطلاب أعمالاً ومهام بأنفسهم ( مشاريع تربوية ) .

مبادئ التدريس الجيد :
     - تحديد الهدف :
       لماذا أقوم بتدريس هذا الدرس ؟
       ماذا أريد من التلاميذ في نهاية الدرس أو ماذا أتوقع لهم ؟
     - تحديد الاستعداد التعليمي لدى التلاميذ : لتدريس عملية تفاعل بين المعلم والمتعلم وليس عملية نقل معلومات أو تلقينها ، ولا بد من الاستعداد العقلي والاجتماعي والجسدي للتلميذ .
     - اعتبار التلميذ محور العملية التعليمية : الاهتمام بالتلميذ وحاجاته وميوله وقدراته .
     - مناسبة التدريس مع حالة التلاميذ : أي تناسب التدريس مع حالة التلميذ الإدراكية والانفعالية والجسمية وما يتناسب مع حالة بطيئي التعلم لا يتناسب مع المتخلفين عقلياً أو مع حالة التلاميذ العاديين أو الأذكياء .
     - إثارة الدافعية لدى المتعلم : أي إيجاد رغبة لديه للتعلم
     - مراعاة الفروق الفردية .
     - استخدام الوسائل التعليمية والمعينة : بما فيها وسائل وتكنولوجيا التعليم
     - المرونة والتعديل : يمتاز التدريس بالمرونة وقابلية التعديل يتناسب مع ظرفي الزمان والمكان ، وإدخال التعديلات في الخطة التدريسية
     - استخدام التقويم المستمر : التقويم عمل ضروري وهام للتشخيص والعلاج ، بعد الحصول على التغذية الراجعة ، والتقويم يبدأ مع بداية عملية التعليم ويتماشى مع نمو التلميذ ، وليس مع نهاية هذه العملية .
     - الاعتراف بمبدأ إنسانية الإنسان : التدريس عملية إنسانية وعملية تأثير وتأثر ، وذلك احترام شخصية المتعلمين وتقدير مشاعرهم وتشجيع آرائهم وتنمية ذاتهم .

عناصر عملية التدريس :
     تتفاعل أربعة عناصر لإنجاح عملية التدريس :
          الطالب : قدراته  ، ترتيبه في الأسرة ، وضعه الاجتماعي .
          المعلم : شخصيته ، تأهيله التربوي والعلمي ، خبراته .
          المحتوى ( المنهج ) : ملاءمته للطالب ، احتياجات المجتمع .
          الجو أو المناخ الصفي :  الجو السائد ( توتر ، نشاط ) حرية الحركة ، دور الطالب ، دور المعلم ، الجو المادي .

مراحل تطور عملية التدريس :
     تعلم الإنسان مع وجوده على الأرض ، وذلك من خلال ممارسة أوجه النشاط المختلفة لتوفير لقمة العيش له من صيد ورعي وزراعة و... .
     بدأت مرحلة التقليد والمحاكاة من خلال تقليد الطفل أبويه في المنزل ، وبدأ الكهنة والسحرة وجال الدين يقومون بالتدريس .
     وبدأ تدريب الجنود على فنون القتال كأسلوب من أساليب التدريس (التدريب ) ... .
     وأخذ الإنسان يتعلم في المعمل أو المختبر بعد أن عرف الصناعة ... .
     بعد ظهور الإسلام أصبح المسجد نواة للمدرسة يتعلم فيه المسلمون ، ظهرت ما يسمى بالزوايا والكتاتيب .
     بعد تطور التكنولوجيا تطورت أساليب وطرق التدريس نتيجة لتطور البحوث في التربية وعلم النفس والاجتماع و... .

  مبادئ تحضير الدروس :
     - الفهم العميق لأهداف المنهج المقرر:
     ويمكن الحصول على الأهداف من كتاب منهج المرحلة، وقراءة مقدمة الكتاب المدرسي والهدف من ذلك أن يرتبط المعلم بين ما يعطيه داخل الفصل والهدف العام الذي يسعى لتحقيقه.
     - تحديد خبرات التلاميذ السابقة ومستوى نموهم العقلي ويكون ذلك بـ : -
     أ) الرجوع إلى المصادر التربوية والنفسية لفهم خصائص نمو التلاميذ، وتفهم الفروق الفردية بينهم.
     ب) استخدام الإختبارات التشخيصية لقياس القدرة العقلية العامة والمستوى العلمي للتلاميذ. ( معرفة نقاط القوة والضعف لديهم )
     ج) تحديد المواد التعليمية والوسائل المتاحة للتدريس:
     وهذا يتطلب من المعلم التعرف على المختبر المدرسي وما يتوفر به من إمكانيات والاطلاع على المكتبة وما تحويه من كتب، بالإضافة إلى نظرة عامة على البيئة المحيطة للتعرف على مدى إمكانية الاستفادة من الخامات الموجودة بها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق