الاثنين، 16 سبتمبر 2013

المراهقة هل هي أزمة ؟



المراهقة هل هي أزمة ؟

الباحث / عباس سبتي

لنعذر أبناءنا المراهقين ،،  لماذا ؟
     أغلب الآباء والأمهات بهز رءوسهم استنكارا عندما يصاب المراهقون بحالة هياج ويغلقون الباب بعنف, ويلقي الوالدان اللوم على الهرمونات لدى الأبناء. لكن بحثا جديدا يشير إلى أن هذا السلوك الفظ قد يعود في الواقع إلى (تغير البنية) العادية للمخ الذي يحدث خلال فترة المراهقة.
     وتوصلت دراسة حديثة لباحثين في جامعة سان دييجو, ترأّسهم روبرت مكجيفيرن الحاصل على دكتوراه في الفلسفة وبروفيسور علم النفس, إلى أنه مع الاقتراب من سن البلوغ, تنخفض قدرة الطفل على وضع أحاسيس الآخرين في حسبانه.
     واختبر الفريق قدرة 300 يافع تتراوح أعمارهم بين 10 و22 سنة على الحكم على الأحاسيس التي تم التعبير عنها من خلال الصور والكلمات. وطُلب منهم أن يقولوا ما إذا كانت الوجوه والكلمات تعبر عن السعادة أم عن الحزن. وأوضحت النتائج أن زمن رد الفعل يعتمد اعتمادًا كبيرًا على العمر, وتتناقص السرعة مع اقتراب الصغار من سنوات مراهقتهم.
     ويبدأ رد الفعل يتخلف زمنيًا عند عمر 11 سنة بالنسبة للبنات و12 للأولاد, وهما العمران التقريبيان لبداية البلوغ. وانخفضت القدرة على التعرف على الأحاسيس لدى الآخرين بنسبة 20 في المائة لدى بعضهم. وتخلف ظهور رد الفعل زمنيا خلال السنتين التاليتين ثم استقر أخيرًا عند عمر 15 عاما.
     وأوضحت دراسة مكجيفيرن, التي نُشرت حديثا في (المخ والإدراك), أن المراهقين يعانون من زيادة مفاجئة طبيعية في النشاط العصبي في قشرة مقدمة الفص الجبهي في المخ, وهي منطقة المخ التي تقيّم الخبرة والإدراكات الحسية لتحديد رد الفعل بالتقريب, وتلعب أيضا دورا مهما في التحكم في السلوك الاجتماعي.
     وتبعا لمكجيفيرن, يكون لدى المراهقين (مخ أكثر جلبة) بسبب زيادة النشاط العصبي, ومع ذلك لم يستبعد الدور الذي تلعبه الهرمونات, ووصفه بأنه نوع من إعادة التنظيم يجعل من الصعب على المراهقين معالجة المعلومات وفهم المواقف الاجتماعية. ويمكن استيعاب هذا الأمر بشكل خاص, حيث إن التفاعل الاجتماعي يكون له تأثير طاغٍ على سلوك المراهقين.
     ولعل تعاطفنا مع حقيقة هذه التغيرات, يجعلنا نتفهم أولادنا أكثر.

سن المراهقة :
     أن محاور شخصية الفرد تتشكل في هذه المرحلة والتي تبدأ أيضا منذ مرحلة الطفولة المبكرة، لكن هذه الفترة يتعرض المراهق فيها لتغيرات نفسية واجتماعية وفسيولوجية عديدة والتي تؤثر على تكوينه وبناء شخصيته، ينزعج معظم الآباء بهذه التغيرات التي تحدث لأبنائهم مع أن هذا شئ طبيعى. ويبدأ سن المراهقة من 12 أو 14 سنة ويستمر حتى 19 أو 21 سنة، ويتعرض المراهق في هذه السن إلى بعض المشاكل والاضطرابات الشيء الذي يؤدى إلى حزن الآباء وممارستهم لبعض الضغوط على أبنائهم حتى لا ينحرفوا. ومن بين هذه الاضطرابات: حب الشباب، ومشاكل الوزن،و الدورة الشهرية،و النمو المتأخر أو المبكر للجسم، و نمو الحاسة الجنسية، و ضغوط الدراسة، والملل، و ضغوط الآباء،و ضغوط الأصدقاء، المشاكل المالية والانحرافات (مثل تدخين السجائر، شرب الكحوليات وارتكاب بعض الجرائم) كما تتوتر علاقة الأبناء بآبائهم في هذه الفترة من أجل الاستقلال ونيل الحرية.
     ونجد أن الشائع عن مرحلة المراهقة هي مرحلة غير طبيعية يغلب عليها طابع القلق والإحباط والعديد من المشاكل النفسية الأخرى، وأن المراهق هو شخص ثائر ومتمرد وليس له رأى ثابت وتوجد تناقضات في تصرفاته. كما أنه لا ينصت إلى آراء من يكبرونه في السن وتوجد فجوة كبيرة بينه وبين الكبار. لكن كل هذه الآراء خاطئة وأسطورة غير ناضجة هى نتاج لعدم قضاء الآباء الوقت الكافي مع أبنائهم لمعرفة بل ولتعلم التغيرات الطبيعية والمتوقع حدوثها في خلال هذه الفترة. فمن السهل أن نصدر أحكامنا على الأشخاص لكن الأصعب هو فهمهم. فالمراهقة هي مرحلة عمرية تمر بالإنسان مثلها مثل أي مرحلة عمرية أخرى لكن المختلف فيها هي التغيرات التي تحدث للمراهق والقرارات الصعبة التى ينبغى على الآباء اتخاذها لتنشئة الفتى أو الفتاة إما بطريقة صحيحة أو خاطئة ومنها: اختيار الأصدقاء، و اختيار أسلوب الحياة (الجنس، التدخين، وشرب الكحوليات، إدمان بعض العقاقير ) والاقتناع بالقيم التي يحث عليها الآباء إلى جانب التغيرات الجسمانية والاجتماعية والعاطفية فهي فترة لها متطلبات واحتياجات عديدة ومن أبرز الأسئلة التي يوجهها المراهق لنفسه بل ولمن حوله: من أنا؟ وكيف يمكنني الاتصال بالعالم الذي يوجد من حولي؟
     نجد أن المراحل المختلفة لعمر الإنسان: الطفولة، المراهقة، مرحلة الشباب، الكهولة وا. والمراهقة هي مرحلة وسطى بين الطفولة وعهد الصبا أي أنها مرحله تخطى الطفولة لكن مع عدم الوصول إلى مرحلة النضج الكامل، ونجدها تتكون من ثلاث مراحل:

     - مرحلة المراهقة المبكرة من سن 12 – 14 .
     - مرحلة المراهقة الوسطى 14 – 17 .
     - مرحلة المراهقة المتأخرة 17 – 19 .

     ويمر المراهق بالعديد من التغيرات الفسيولوجية والجسمانية والسلوكية بل والنفسية والتي تؤثر بالطبع على تصرفاته، وسنقوم بسرد بعض هذه التغيرات:

 التغيرات الجسمانية والفسيولوجية

الفتى :
     - سن البلوغ : 10 - 12 سنة .
     - كبر حجم الخصيتين .
     - ازدياد حجم كيس الصفن ويصبح لونه غامقا ويميل إلى الاحمرار قليلا .
     - ازدياد طول القضيب .
     - ظهور الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين وفى جميع أنحاء الجسم .
     - ظهور شعر اللحية والشارب .
     - ازدياد في الطول والأطراف .
     - خشونة في الصوت .
     - ظهور تفاحة آدم .
     - ازدياد سمك الجلد وخشونته .
     - نمو العضلات .
     - نمو العظام وازدياد كثافتها .
     - ظهور حب الشباب .
     - بالنسبة للفتيان وجود بعض الرواسب الجيرية .
     - بروز الأسنان الدائمة كالأنياب والضروس وضرس العقل .
     - ظهور بعض الالتهابات البسيطة لحدوث تغيرات هرمونية قليلة وتمر هذه الفترة في كثير من الأحوال دون أية أعراض مرضية في اللثة والغشاء المبطن للفم .

الفتاة :
     - سن البلوغ: 12 - 15 سنة .
     - استدارة الجسم.
     - نمو الثديين.
     - نمو عظام الحوض التى تتخذ شكل الاستعداد للولادة.
     - نمو الرحم.
     - كبر حجم المبيضين والمهبل وقناتي فالوب .
     - ازدياد حجم الأعضاء التناسلية الخارجية .
     - ازدياد سمك الغشاء المبطن للمهبل.
     - نزول الطمث وهذا دليلا على اكتمال النضج الجنسي عند الفتاة .
     - ازدياد الطول .
     - ازدياد الشحم في منطقة الفخذين والردفين .
     - ظهور الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين.
     - ازدياد إفراز الغدد العرقية .
     - ظهور حب الشباب.
     - تغيرات في الفم) اللثة والأسنان) :
          - وجود رواسب جيرية تسبب التهابات شديدة في اللثة .
          - بروز الأسنان الدائمة كالأنياب والضروس وضرس العقل الذي يصاحبه بعض الالتهابات، وشعور بحرقان في اللثة والغشاء المخاطي المبطن للفم مع الالتهاب في الغدد الليمفاوية في أسفل الفك، كما تحدث آلام في اللثة خلال الدورة الشهرية .

التغيرات النفسية في سن المراهقة:
     تصاحب التغيرات الفسيولوجية أيضا تغيرات نفسانية .
     يصاب المراهق بحالة من الشد حين يلاحظ التغيرات التي تحدث في جسمه عموم.
     حالة الضياع والقلق فهو لم يعد الطفل الصغير وفى الوقت نفسه لم يكتمل نضجه ويرفض الاعتماد على والديه ويفضل أن ينفصل عنهما في حين أنه لا يكون قادرا على الاستقلالية التامة والاعتماد على نفسه .
     العصبية، ويستثار غضبه  بسهولة لأقل سبب من الأسباب أو يفقد شهيته للطعام ويقل نومه ويكثر سهاده .

أما التغيرات السلوكية التي تحدث للمراهق نجدها على النحو التالي:

مرحلة المراهقة المبكرة (12-14) سنة : تحقيق الاستقلالية :
     - الصراع من أجل إثبات الذات .
     - تقلب المزاج  .
     - تحسين القدرات لاستخدام الكلام للتعبير عن النفس .
     عدم الإنصات للآباء، مع إظهار عدم الاحترام لهم في بعض الأحيان .
     - تأثير الأصدقاء والتأثر بتصرفاتهم وتقليدهم .
     - نشاط مفرط .
     - الميل إلى التصرفات الطفولية .
     - تحديد أخطاء للآباء .
     - البحث عن أشخاص آخرين لإعطاء الاهتمام والحب لهم بالإضافة إلى الآباء .

الاهتمامات:
     التفكير في المستقبل الحاضر والقريب .
     قدرة كبيرة على العمل والإنتاج  .

التطور الجنسي:
     الخجل .
     التباهي بالصفات الشخصية .
     الميل إلى الخصوصية .
     صداقة الفتاة لفتاة والفتى لفتى (أي صداقة من نفس النوع) .
     بعد البنات عن البنين .

توجيه النفس:
     القدرة على الأفكار المجردة .
     تجربة السجائر والكحوليات .

مرحلة المراهقة الوسطى (14-17 سنة ) تحقيق الاستقلالية  :
     الشكوى من تدخل الآباء لنيل استقلاليتهم .
     الاهتمام بالمظهر وبشكل الجسم .
     عدم تقدير الآباء وانحراف المشاعر بعيدا عنهم .
     السعي إلى خلق أصدقاء جدد .
     التنافسية وحب السيطرة على النظراء .
     فترات من الحزن .
     اختبار التجارب الداخلية لتشمل كتابة المذكرات .

الاهتمامات:
     المهارات العقلية .
     تحول بعض الطاقات الجنسية والعدوانية إلى اهتمامات إبداعية .

التطور الجنسي:
     الاهتمام بالجاذبية الجنسية .
     تغيير العلاقات .
     مشاعر الحب والعاطفة .

توجيه النفس:
     تطور فكرة المثاليات واختيار القدوة .
     ظهور دور الضمير .
     القدرة العالية على تحديد الأهداف ورسمها .

مرحلة الطفولة المتأخرة (17 - 19 سنة ) : تحقيق الاستقلالية :
     تعريف الذات .
     القدرة على تأجيل إشباع النفس .
     القدرة على التعبير عن الأفكار في صورة كلمات .
     روح الدعابة والفكاهة .
     اهتمامات مستقرة .
     استقرار عاطفي بدرجة أكبر .
     القدرة على أخذ قرارات مستقلة .
     القدرة على الوصول إلى الحل الوسط .
     الكبرياء في العمل .
     الاعتماد على النفس .
     إظهار اهتمام للآخرين .

الاهتمامات:
     عادات محددة في العمل .
     ازدياد الاهتمام بالمستقبل .
     الأفكار الخاصة بدور المراهق في الحياة .

التطور الجنسي:
     علاقات عاطفية جادة .
     هوية جنسية واضحة .
     القدرة على الحب الإيجابي .

توجيه النفس:
     بعد النظر .
     التركيز على الكرامة واحترام الذات .
     القدرة على وضع أهداف محددة مع اتباعها .
     قبول العادات الحضارية والاجتماعية .
     ويعتبر السلوك الخاص بكل مرحلة من هذه المراحل سلوكا طبيعيا ولا يعنى بالضرورة حدوثه على هذا النحو بالضبط فهو ليس قاعدة بحيث تختلف طبيعة كل مراهق عن الآخر، وفى حالة وجود اختلافات جوهرية وكبيرة عن ما سبق ذكره فهذا يعنى مرور المراهق بحالات نفسية وشعورية مرضية ولابد من استشارة الطبيب فيها حتى لا تؤدى إلى مشاكل وعواقب صحية جمة .

المراهقة ودور الآباء والأصدقاء :
     في دراسة ( تطوير مراكز الدراسات الصيفية ، سبتي ) عن الشباب وعلاقتهم بالأصدقاء تبين أن الشاب لا مانع لديه في مصاحبة الصديق غير المتدين :

     هل تزامل الأصدقاء غير المتدينين ؟
          نعم   بنسبة  20%
          أحياناً  بنسبة  38%
          لا  بنسبة  36%

     في حال ضم نسبة " نعم " ونسبة " أحياناً " ماذا نلاحظ ؟
     أكثر من نصف عدد العينة يزاملون الصديق غير المتدين ، لماذا ؟
     الشباب تفكيره في الصديق غير تفكيرنا نحن الكبار ، ألا يعني هذا تأثير الأصدقاء على الشاب ، وألا يعني أيضا يجب أن ندرس عالم الشباب ، مراحل المراهقة .

إذن :
     لماذا نريد منع الولد المتدين وهو في عمر الشباب من مزاملة صديقه غير المتدين .

إقرأ وفكر :
     تقف الأسرة رافضة لانتماء الابنة المراهقة لجماعة الصديقات ، اعتراضًا على أخلاقهن أو ظروف حياتهن أو مستواهن الدراسي، ويدعونها إلى نبذهن ومقاطعتهن، ويرون أنه شيء منطقي أن يطلبوا منها ذلك، ويحاولوا أن يقدِّموا أنفسهم كبديل، ويتعجَّبون من نفور ابنتهم، وكيف تستجيب لصديقاتها أكثر مما تستجيب لهم، وهم لا يدركون أنهم برفضهم لجماعة الأصدقاء يزيدون انتماء ابنتهم إليها؛ لأنها تتأكد أنها بذلك متمايزة عن أسرتها، وأصبحت مختلفة عنهم، وأن رفض أسرتها دلالة على استقلالها .

الحل :
     دخول عالم الأصدقاء والاختلاط بهم مما يجعلهم يمدحون هذا الأب أمام ولده المراهق ، ويكون مصدر فخر له ، وبالتالي يحاول المراهق مزاملة والده ، وبذلك تزال الحواجز بينه وبين والده ، تكون صداقة بينهما صداقة تفاهم وتبادل الآراء ، لا صداقة توجيه وأوامر ، وهذا ما أمرنا الإسلام به " اتخاذ الابن ذي 14 سنة فما فوق " صديق " لاعبه سبعًا وأدبه سبعًا وصادقه سبعًا ثم اترك له الحبل على الغارب" .
     إن تقديم أنفسنا لأبنائنا كأصدقاء يجب أن يتم بشروطهم بحيث نبدو محاورين لهم، ومتفاهمين معهم، وليس فارضين لآرائنا عليهم، وأن دخولنا عالم أصدقائهم سيساعدنا في توجيههم بصورة غير مباشرة لكيفية اختيار الأصدقاء، بغير أن نواجههم أو يشعرون أننا نتدخل في حياتهم، الأمر يحتاج إلى حكمة، وفطنة، وتخطيط.

إرشادات وتوجيهات :
إعطاء الأبناء قواعد واضحة:
     ينبغى أن تكون هناك قواعد محددة يضعها الآباء لكي يلتزم بها الأبناء بصفة مطلقة ولابد من الإصرار عليها ولكن في نفس الوقت على الآباء احترام آراء أبنائهم على أن تتوفر لديهم الرغبة في مناقشة قراراتهم معهم ولا يأتي ذلك إلا بالتزام الأبناء واحترام هذه العادات المطلقة .

عدم المغالاة في ردود الافعال:
     لابد من الصبر، والصبر هو قبول الآباء لمشاعر أبنائهم كما يعنى الاستماع إليهم بالقلب إلى جانب الأذن، وأن تفتح الباب لآرائهم. وغالبا ما ينتاب الآباء القلق على أبنائهم فلذلك فهم يلجئون إلى العقاب عند الخروج عن القواعد المرسومة لهم، والعقاب مطلوب لكنه لا يعطى المراهق الفرصة على أن يسيطر على تصرفاته .

تشجيع الأبناء:  
     لابد من التشجيع لا السيطرة، الاهتمام بنشاطاتهم، واظهار الاهتمام بأصدقائهم، مع توجيه اهتمام خاص إذا كانت هناك مشكلة ما .

التدقيق في الأمور الهامة فقط:
     ويعنى ذلك إهمال الأمور الصغيرة أو التافهة مثل (الملابس والموضة مع الالتزام بالحدود المسموح بها) لأنه إذا دقق الآباء على كافة الأمور سيولد ذلك شعور بالتمرد عند الأبناء .

عدم معاملة الأبناء على أنهم أطفال:
     لا تعاملهم بصيغة الأمر فلا تستعمل الكلمات التالية (أنت لا تأكل على ما يرام، لابد أن تنام مبكرا، لن تستخدم السيارة حتى تظهر نتائج الامتحان) .

تشجيع استقلاليتهم :
     الاستقلال والانفصال وتحقيق الهوية هو ما يسعى المراهق لتحقيقه ويبدأ ذلك منذ سن الطفولة عندما يبدأ الطفل بالزحف والبعد عن أمه، ثم تظهر عند تصميمه لعمل بعض الأشياء بنفسه. أعطى لهم الفرصة للخطأ للتوصل إلى كل ما هو صحيح .

علاج مشاكل الأبناء:
     التحدث بانفتاح عن المشاكل مع الأبناء والتي تعتبر من أهم عناصر العلاقة بين الطرفين وتطوير مثل هذه العلاقة أي علاقة الاتصال تستغرق وقتا طويلا وتحتاج إلى المثابرة، وتنمو هذه العلاقة عن طريق قضاء بعض الوقت مع الأبناء مثل:  أوقات الوجبات- اللعب- التنزه- الإجازات- الاحتفالات الصغيرة مثل أعياد الميلاد كما أنه لابد من تخصيص أوقات لكل طفل على حدة للتحدث عن المشاكل الصعبة التي يقع فيها. وهذه العلاقة معقدة للغاية وتظهر نتائجها عند سن المراهقة على وجه الخصوص لأن المشاكل الصغيرة التي لم يتم علاجها أثناء فترة الطفولة تتراكم وتصبح مشاكل أكبر وأكثر تعقيدا في مرحلة المراهقة .

العقاب:
     لابد أن يفرق الابن بين ما هو صحيح وخطأ فمن هنا جاء دور العقاب لكن العقاب لابد أن يكون إيجابيا وليس سلبيا، فالعقاب الإيجابي هو الذي يحمل بين طيا ته الفهم الآلي لكلمة السماح، وليس الإحساس بالذنب حتى بعد وقوع العقاب عليه. وصحيح أن الأبناء هم من يدفعون آبائهم إلى ممارسة العقاب عليهم علاوة على أنه ظاهرة صحية إلا أنه يتم وسط غضب كبير وقوة أكبر، فلابد أن يشتمل معنى العقاب على الحب كما لا يتم إلا بعد توجيه التحذير .
     ولابد أن تبدأ تنشئة الابن أو الابنة في مرحلة مبكرة على مرحلة المراهقة ولن يتم ذلك إلا من خلال:

      - توفير البيئة الآمنة والصحية التي يغمرها الحب في المنزل أولا .
      - خلق جو من الإخلاص، الاحترام، والثقة المتبادلة .
      - إعطاء كل سن استقلاليته المحددة له .
      - تعليم المسئولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين .
      - أهمية تعلم قبول الحدود .
      - الاستماع إلى الآراء .
      - حل المشاكل .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق