السبت، 28 سبتمبر 2013

تقرير ظاهرة الغياب الجماعي المدرسي



تقرير  ظاهرة الغياب الجماعي المدرسي
بقلم الباحث التربوي / عباس سبتي

     هذه الظاهرة عبارة عن تغيب الطالب بل أكثر الطلاب عن المدرسة قبل عطلة الأسبوع وقبل العطل الرسمية وبعدها وبعد الاختبارات الفصلية  ،ويقصد بها  ليس تغيب بعض الطلاب بعذر مثل المرض وإنما تغيب أعداد كبيرة من الطلاب عن المدرسة بحيث يعرقل هذا التغيب الدراسة والعمل المدرسي وظهور ظاهرة أخطر من الغياب وهي ظاهرة عدم حب الدراسة والاستهتار بالدوام المدرسي بل والدوام العام في بقية مؤسسات الدولة ،  وهذه الظاهرة منتشرة ليس فقط في مدارس الكويت بل تشير الدراسات إلى انتشارها في دول مجلس التعاون وبقية الدول ومعظم أسبابها وتداعيات متشابهة .

أسباب غياب الطلاب :
     توجد أسباب كثيرة ومتشابهة لظاهرة غياب الطلاب في دول الخليج العربية وبقية الدول العربية وبعد الإطلاع على بعض الدراسات بهذا الشأن فأن هذه الأسباب تتلخص بالآتي :
     دراسة أجريت في الكويت ( 2010) ونشرت بعض مؤشراتها في جريدة الرؤية ومن الأسباب عدم تطبيق إدارات المدارس اللوائح والنظم الخاصة بالغياب .
     وكما تشير دراسة محمد صالح مصطفى ( 2007) في الشارقة ، وأهم أسباب ظاهرة غياب الطلاب  انعدام العقاب والبيئة الجاذبة في المدرسة والخوف من الزملاء وتشجيع الزملاء على الغياب واصطحاب رب الأسرة أولاده إلى الأسواق لشراء ملابس العيد ، وتساهل ولي الأمر مع تغيب ولده أو قبول عذر تغيبه لأسباب تافهة ، وترجع دراسة أجريت في مكة ( 2004) من أسباب الغياب هي اصطحاب ولي الأمر أبنائه أثناء السفر أو السهر بعد منتصف الليل نتيجة لحضور حفلة الزفاف والاتفاق الجماعي بين طلاب الفصل الواحد على التغيب وتلهي وإشغال الطالب بألعاب الكومبيوتر وغيرها عن الاهتمام بالدراسة وعدم شعور بأهمية المدرسة دورها ، والمشكلات الأسرية وأثرها على الطالب الذي يفقد الانتماء إلى المدرسة والمواظبة على الدراسة وتساهل إدارات المدرسة عن ظاهرة الغياب وعدم الجدية في حل هذه الظاهرة ، والتهرب من عمل الواجبات المنزلية من خلال الغياب خوفاً  من التوبيخ والعقاب ـ وقصور بقية قنوات الاتصال والتأثير الجماهيري كالصحافة والتلفاز والمذياع في التنسيق بينها وبين وزارة التربية للحد من هذه الظاهرة ، فقر البيئة المدرسية من مظاهر الترفيه والانجذاب مما يعني هروب الطلاب من هذه البيئة والبحث عن بيئات أكثر جاذبية وأكثر متعة واستفادة ، والخوف من الامتحان ومن الرسوب يجدها الطالب فرصة للهروب من المدرسة لعدم استعداده لهذا الامتحان ووجود فرصة لإعادة الامتحان له ولغيره من الزملاء  ، دراسة باحثي جامعة الملك عبدالعزيز (1410هـ ) ترجع أسباب الغياب إلى أسباب مدرسية منها مرتبطة بالمعلم وبالمناهج وبيئة المدرسة وأسباب نفسية منها القلق والخوف وأسباب صحية منها بعض الأمراض وأسباب أسرية منها التفكك الأسري وانشغال الأبوين عن الأبناء  ودراسة وزارة التعليم والتعليم في المملكة العربية السعودية (2005) قدمت بعض طرق علاج للحد من ظاهرة الغياب منها عدم إعادة اختبار للطلبة الغائبين بدون عذر وإجراء مزيد من الدراسات لرصد أسباب الغياب من اجل علاج الظاهرة ، ودراسة المطاعلية (2009) من سلطنة عمان من أسباب الغياب عدم إحساس الطلبة بفوائد المواد الدراسية في حياتهم اليومية  ، ودراسة ابن وليد ( 2002 ) من أسباب الغياب سوء معاملة المعلم لطلبته مما يؤدي ذلك إلى كراهية الطلاب للمدرسة وشعورهم بالقلق والخوف والإحباط في المدرسة ، كذلك عدم فهم نفسية المراهق الذي لا يريد فرض الأمور عليه دون معرفتها ومبرراتها ، ودراسة المنطقة الشرقية بالمملكة ( 2009) من الأسباب إيحاء المعلم لطلابه بعدم وجود دراسة وغياب المعلم ، ودراسة مدرسة الإمام السيوطي ( 2007) بالمملكة العربية السعودية شعور الطالب في عدم جدية الدراسة بعد تسرب بعض الطلاب من المدرسة وعدم تدريس بعض المعلمين نتيجة لغياب أكثر طلاب الفصل ، دراسة الشوريجي (2009) بورسعيد ، مصر ، من الأسباب انتشار الدروس الخصوصية والذهاب إلى محلات الترفيه الاكتروني (الكافيهات ) ، دراسة الحسكة ( 2006) دير زور بسوريا من أسباب الغياب الكم الضخم من المواد الدراسية والدورات الخصوصية .

أخطار ظاهرة الغياب :
-  لقد ذكرت في أحد مقالاتي عن سلبيات هذه الظاهرة في إحدى المجلات التربوية أن تأثرها يجعل بعض أولياء الطلبة خاصة الأمهات العاملات يتغيبن عن العمل لتغيب أبنائهن عن المدرسة وما لهذا السبب من أثر على تنمية البلاد .

-  هدر المال العام لعدم عمل المعلمين أو تسربهم عن المدرسة بحجة عدم وجود طلاب فيها وإهدار الوقت وعدم استغلاله في الدوام الرسمي .


-  ظاهرة الغياب الطلابي تولد في نفوس الطلبة التمرد على لوائح المدرسة وبالتالي التمرد على قوانين المجتمع ، والتساهل مستقبلاً بدوام العمل واحترام نظمه وضعف الانتماء إلى مؤسسات الدولة .

-  تعطل الدراسة والعمل في المدارس وتسرب المعلمين وتركهم المدرسة بحجة عدم وجود طلاب في المدرسة .


طرق العلاج :
-      إيجاد بيئة مدرسية جاذبة من خلال إقامة الأنشطة الرياضية .

-  التنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة والأسرة وأجهزة الاتصال الجماهيري بمحاربة ظاهرة الغياب الطلابي ، وبث الوعي الشعبي والرسمي بسلبيات هذه الظاهرة .


-  سن لوائح صارمة للغياب غير مبرر تكون على مستوى أخطار هذه الظاهرة منها حرمان الطلبة من تقديم الاختبارات الفصلية أو النهائية والذين يحرضون بقية الطلاب على الغياب والاستهتار بنظم ولوائح المدرسة .

-  سد أية ذريعة لغياب الطالب من وجود ممرض في حال المرض وغيرها من الذرائع التي تشجع على الغياب .


-      إعادة النظر بالمناهج المدرسية لتكون متفقة مع ميول الطلاب وتطلعاتهم المستقبلية .

-  خلق بيئة مدرسية جاذبة بحيث يفضلها الطلبة على البيئات خارج المدرسة ، مثل مشروع مدارس بلا غياب قدمته مديرية التعليم بالزلفي في المملكة العربية السعودية خاصة في المدارس الابتدائية .


-  مشاركة الطلاب الكبار بدراسة ظاهرة الغياب وتأثيرهم على زملائهم والاستفادة من الحلول والبدائل التي يقدمونها .

-  مشاركة رجال الأعمال في تقديم الدعم المادي للمدارس لزيادة وسائل الترفيه الأنشطة الرياضية والاكترونية وغيرها في المدارس .


-      الإستفادة من برمجيات الكمبيوتر في تعزيز المواد العلمية في نفوس الطلاب .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق