الخميس، 5 سبتمبر 2013

مكونات العملية التعليمية



مكونات العملية التعليمية
الباحث : عباس سبتي
8/10/1996م

مقدمة :

     عند الحديث عن العملية التعليمية لابد من معرفة مكوناتها وهي المبنى المدرسي والصف الدراسي وإدارة وقت الحصة وتنظيم المادة الدراسية  وتنظيم الطلبة وهناك ومكونات أخرى لم نتطرق لها .

المبنى المدرسي :
     مقدمة : لا بد من الحديث عن تنظيم المبنى المدرسي وخصوصاً الحديث عن الفصول الدراسية قبل الحديث عن إدارة الفصل لأن المبنى له دور في إنجاح العملية التعليمية .
     هناك عدة أشكال للمبنى المدرسي هناك شكل ( U ) وشكل (L  ) وشكل (E)  وهذه اهم الأشكال والتصاميم للمبنى المدرسي التي تعتمد عليها هندسة المباني المدرسية الحديثة ، تراعي هذه الهندسة ظروف المناخ وتقلباته وحركة اتجاه الشمس ، ولكن للأسف هناك عوامل تمنع من مراعاة ظروف المناخ منها موقع المدرسة أو موقع مواقف السيارات أو موقع البوابة الرئيسة للمدرسة على أي حال لنا حديث آخر مع المينى المدرسي لكن نريد ان نركز هنا على مبنى الفصل ، هناك الفصول الكثيرة عرضة لتقلبات وظروف الجو والطقس إلى درجة ان عمال النظافة يقومون بالتنظيف أكثر من مرة في اليوم ، وتكون بعض الفصول عرضة لشروق الشمس وتمركز إشعتها في الفصول مما يزيد في حرارة الفصل ولو في الشتاء ، ويلعب مساحة الفصل دوراً في أداء المعلم على الرغم من أن الهندسة المدرسية تشترط أن لا تكون مساحة الفصل تضم أكثر من 20و25 تلميذا في الفصل الواحد ، ولكن نتيجة للكثافة الطلابية في كثير من المدارس فان الفصل الواحد يضم أكثر من ( 40) طالباً .
     بعض الطلبة يعاني من ضعف السمع او البصر خاصة في بداية السنة  فلا يتفاعلون مع المعلم خاصة إذا وضعوا في آخر الفصل وقد يرسب الطالب مرة وآخرى نتيجة عامة يعاني منها دون ان تعرف المدرسة هذه العاهة ، ومن الطلاب من يعاني من شدة البرد خاصة إذا فتح المعلم  باب الفصل لأي سبب دون أن يشعر ببرودة الجو ولعل هذا الطالب لا يفهم شرح المعلم نتيجة لإنشغاله كيفية تدفئة  نفسه .

مفهوم الصف الدراسي :
     هناك اتجاهان يفسران مفهوم الصف الدراسي ، الاتجاه الأول يقول أن الفصل الدراسي عبارة عن المكان المعين الذي يتعلم فيه الطالب العلوم المدرسية ، والاتجاه الثاني يقول: إن الفصل ليس مكاناً معيناً بل هو كل مكان يتعلم فيه الطالب ويمارس أنشطة مخنلفة سواء أطلق عليه الفصل الدراسي أو لم يطلق عليه ويكون خارج جدران وأسوار المدرسة كما أن الطالب الذي يتعلم تجربة جديدة او يمارس نشاطاً ما في مكان معين ولو خارج المدرسة يعد فصلا له .

دور المعلم في تطبيق الاتجاه الثاني :
     يلعب المدرس دوراً هاماً في إدارة فصله فهو يوزع طلبته على شكل مجموعات صغيرة لمزاولة الأنشطة التي تتطلب في أدائها أكثر من طالب على أن يرأس كل مجموعة طالب ، هناك اقتراح بوزارة التربية بتعديل نظام جلوس التلاميذ في حجرة الدراسة بإلغاء المقاعد المتراصة والثابتة وتحويل الفصل إلى أركان تعليمية تسمح بمرونة حركة المتعلمين وممارسة النشاط التعليمي بحرية .
     إن المدرس له دور في تجديد نشاط طلبته وبتغيير أماكنهم في الفصل او مطالبتهم بالوقوف والمشي ، وعليه بمطالبة التلاميذ ممارسة بعض الأنشطة خارج الفصل خاصة في محيط المدرسة ، و قد يقضي معهم أسابيع خارج الفصل خاصة في حصته المخصصة بممارسة الأنشطة وقد يستعين بسبورة متنقلة او يصطحب طلبته إلى جمعية تعاونية قريبة من المدرسة ليعلمهم القراءة والتعرف على أنواع السلع في هذه الجمعية مثلاً ، إن هذه الحصة تحتاج إلى إعداد جيد وتعاون من الإدارة وأن يستعين معلم الفصل بأحد زملاء القسم .

إدارة الوقت :
     تعتبر إدارة الوقت من الأمور الهامة التي تتناولها الإدارة العامة الحديثة ـ وتضعها في الحسبان عند التخطيط الإداري لأي مشروع وعامل ومن عوامل نجاحها للأسف إدارة الوقت لم تؤخذ بالحسبان والاهتمام عند التربويين وحتى مناهج إعداد المعلم .
     ترتبط إدارة وقت الحصة بأمور منها حجم الموضوع الذي يريد أن يتناوله المعلم ونوعية طريقة إلقاء الدرس هل يعتمد على الأسلوب الإلقائي ( المحاضرة ) أو يوزع المعلم أدواراً على طلبته لهضم الموضوع كذلك ترتبط بترتيب الحصة أي هل هي الحصة الأولى أو الحصة الأخيرة ؟ وترتبط بنوع المادة العلمية .
     كنت من المعلمين الذين لا يراعون وقت الحصة وتنظيمه في الغالب ، فكثيرا أنتهي من الشرح وهناك وقت باقي للحصة فأقضيه بالجلوس وإسكات التلاميذ ، حتى ان مشرف الجناح يأتي ظناً منه ان الفصل يخلو من المعلم ، يقول التربويون ان جذب انتباه الطلبة يستغرق (27) دقيقة فقط ويسمى وقت التعليم الأكاديمي وبعده وقت ضائع إذا لم يستغله المعلم .
     إن أسلوب شرح الدرس يختلف من فصل إلى آخر ومن حصة إلى آخرى ومن مادة إلى مادة ثانية ، وقد يقوم المعلم بشرح الدرس بنشاط وحيوية خاصة في الحصة الأولى والثانية بينما يقل نشاط المعلم والطلبة في الحصة الأخيرة ، وقد يتفاعل الطلبة مع معلم ما ولا يتفاعلون مع معلم آخر بسبب طريقة الشرح وجذب انتباههم .

تنظيم المادة العلمية :
     بعض المواد العلمية تعتمد على التسلسل المنطقي في المعلومات كما في مادة الرياضيات والعلوم عكس المواد الأدبية التي يشعر الطلبة بالملل والضجر خاصة إذا لم يتفاعلوا مع المعلم ولم تراعى إدارة وقت الحصة وإلى جانب شخصية المعلم .
     بحكم تجربتي لا أرى المعلم والطلبة يستفيدون من حصة المكتبة التابعة لمادة اللغة العربية ، فالمعلم إما يوزع قصصاً على طلبته في الفصل دون مراعاة للفروق الفردية  ، وأماا يصطحبهم إلى مكتبة المدرسة ويتركهم مع أمين المكتبة ويذهب أين يشاء ، أو يجلس ويطلب من التلاميذ السكوت والقراءة ويثرثر مع أمين المكتبة وقد يعيق عمله ، لذا في الغالب لا يستفيد التلاميذ من حصة المكتبة ولا يوجد أحد يتابع المعلم في حصة المكتبة .
     في حصة " الكيمياء " كنت أرى بعض الطلبة خارج الحصة خاصة إذا اصطحبهم المعلم إلى المختبر وهم ينتقلون من مكان لآخر دون علم المعلم بهم وكيف تسربوا عن بقية زملائهم ، صحيح كثير من الطلبة يفرحون وهم ينتقلون من مكان إلى آخر بالمدرسة نتيجة رتابة النظام المدرسي وإطالة جلوس الطلبة على المقاعد الثابتة او المتنقلة في الفصول ، لذا يفضل بعضهم المختبر على الفصل الدراسي لأن الطالب يشارك في إجراء التجارب وهذا يحقق أسلو " التعلم الذاتي " الذي نفتقر إليه في المدارس المس واليوم ، عدم استغلال الحصة وعدم توزيع الأنشطة على التلاميذ أو الطلبة بالتساوي يجد بعض الطلبة نفسه في عددا " النكرة " أو " مهمش" وهذا من أسباب التسرب عن الحصة والتنقل في ساحة المدرسة دون ان يتابعه أحد ، أو أن بعضهم يعيق عمل المعلم في الفصل أو في المختبر فيحوله المعلم إلى مشرف الجناح الذي بدوره يوقف الطالب المشاغب خارج غرفته دون ان يتخذ موقفاً ضد هذا الطالب لأنه مشغول بالتحضير وبرصد إحصائية الغياب و...... وقد يجد الطالب مضطراً أن يتنقل من مكان إلى آخر دون علم مشرف الجناح او قد نسيه المشرف وهو في خضم العمل .
     الخلل يأتي بعدم تنظيم الحصة بالنسبة للمادة التي تعتمد تواجد الطلبة في الفصل خاصة الحصص الأخيرة لذا يتطلب الأمر جهداً مضاعفاً من المعلم كي يتفاعل معه الطلبة وإيجاد طرق شد وجذب انتباههم نحو المعلم منها تنويع الأنشطة الصفية ولعل بعض المعلمين يلجأون إلى فرض الصمت الإيجابي إن صح التعبير  والمرور بين الطلبة كل ذلك وغيره يعمله المعلم وهو سيد الموقف .

تنظيم الطلبة :
     كثيراً يشعر الطلبة بالملل وهم يمارسون النشاط السلبي بين أربعة جدران الفصل ، هل التعليم اليوم مثل الأمس حيث يتلقى الطالب المعلومات من المعلم وينتهي الأمر ؟
     وقد يكون بعض المعلمين لا يهمه فهم الطالب الدرس وإنما يركز على ما قطعه من موضوعات الكتاب كي لا يتأخر وهؤلاء المعلمون يعتمدون على أسلوب الإلقاء ( المحاضرة) ويكون دور الطلبة سلبياً .

     توجد عدة طرق لتنظيم الطلبة داخل الفصل منها أسلوب " التعلم الذاتي" :
     توزيع الطلبة على شكل مجموعات صغيرة كل مجموعة تحاول أن تشرح فقرة في الكتاب أو تحل تمريناً .
     توزيع عدة نماذج من الاختبارات التجريبية على الفصول الدراسية على أن لا تكون فترة الاختبار جزءا من وقت الحصة وبقية وقت الحصة يناقش المعلم مع الطلبة الإجابات .
     حل الطلبة أوراق عمل على أن يستعين الطالب بالإجابة على الكتاب المدرسي أو على مقالات وموضوعات توزع عليهم على ان يفسح المعلم وقتاً من الحصة لمناقشة إجابات الطلبة .
     إقامة مسرحية أو تمثيلية يقوم بها بعض الطلبة الهدف منها حل مشكلة طلابية سواء في الصف أو على خشبة مسرح المدرسة .
     عقد مسابقة ( سين وجيم ) بين مجموعات طلابية على أن يتولى رئيس كل مجموعة الإجابة عن الأسئلة ويكرم الفريق الفائز .
     في هذه الطرق يحاول المعلم أن ينظم وقت الحصة أو يستخدم طريقة واحدة في كل الفصول وكلما ابدع المعلم في الطرق كلما كان ذلك مؤثراً على طلبته وزاد تفاعلهم معه ، وقد  يصطحب المعلم طلبته خارج الفصل فمثلاً في حصة العلوم يصطحبهم إلى حديقة المدرسة فيوزع الطلبة إلى مجموعات مجموعة تقوم بزراعة بعض النباتات تحت إشرافه على أن تقوم مجموعة أخرى من الطلبة بكتابة الملاحظات .
     ويقوم المعلم بإلقاء درس عن الطقس أو المناخ خارج الفصل خاصة في فصل الشتاء للتعرف على أنواع الرياح وحركتها وفوائدها وغيرها ، مع تكليف بعض الطلبة بجمع بيانات كواجب منزلي ، او يكلف بعضهم بإجراء مقابلة مع أحد معلمين العلوم عن الرياح وفوائدها ، ومجموعة تقوم بزيارة فصل يقوم معلم بشرح درس عن الرياح ويدونوا ما استمعوه من شرح المعلم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق