الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

كيف يعد الطلبة أبحاثهم في العصر الرقمي ؟ (1)




كيف يعد الطلبة  أبحاثهم في العصر الرقمي ؟ (1) 
بقلم الباحث/ عباس سبتي

نظرة عامة : Overview
     ثلاثة أرباع معلمي المدارس المتوسطة والثانوية قالوا أن الانترنت لها تأثير إيجابي على إعداد الطلبة بحوثهم ، لكن أفاد 87% منهم أن التكنولوجيا صرفت انتباه الطلبة عن التركيز في الصف ، وقال 64% منهم أن تكنولوجيا اليوم اشغلت الطلبة من أن تساعدهم على التحصيل الدراسي .

     هذه الدراسة تركز على تجارب وملاحظات المعلمين كيف أن تأثير العصر الرقمي يؤثر على مهارة إعداد الطلبة للبحوث

     معظم آراء المعلمين المشاركين في الدراسة بشأن تأثير التكنولوجيا على عادات الطلبة في إعداد البحوث كانت إيجابية لكن ذات تعدد الأوجه وغير خالية من العيوب ، ومن الآثار الإيجابية يرى المعلمون أن الطلبة الممتازين يحصلون على المعلومات القيمة لأبحاثهم عبر الانترنت ، ويمكنهم من الاستفادة من المواد التعليمية المتاحة لهم ليصبحوا يعتمدون على أنفسهم في إعداد البحوث .

     مع ذلك تجاوز المعلمون الآثار الإيجابية ضد المخاوف الناشئة خصوصاً خوف بعض المعلمين من الاعتماد الطلبة على محرك البحث لإعداد البحوث ، وصعوبة حكم الطلبة على نوعية المعلومات التي يحصلون عليها وصعوبة إتقان مهارتي القراءة والكتابة والفهم وقلة انتباههم وضعف مهارة إدارة الوقت وضعف  مهارة التفكير النقدي لديهم  ، وسهولة نقل المعلومات بين الطلبة .

     أفاد المعلمون أن الطلبة يعتمدون بشكل أساس على محركات البحث الالكترونية لإعداد بحوثهم بدلاً من الاعتماد على الموارد والمصادر الأخرى مثل قاعدة البيانات بشبكة الانترنت  ومواقع الأخبار الموثقة والكتب المطبوعة وأمناء المكتبات العامة والخاصة .

     معظم المعلمين أفادوا أن الأولوية القصوى في الفصول الدراسية هي تعليم الطلبة الحكم على نوعية المعلومات خلال الانترنت ، ونتيجة لذلك فأن كثيراً من المعلمين الذين تم أخذ آرائهم أفادوا تخصيص وقت كاف في مناقشة الطلبة كيف تعمل المحركات البحثية بالانترنت وكيفية تقييم وثاقة المعلومات التي حصلوا عليها وكيفية تحسين مهارة إعداد البحوث لديهم ، وقضاء وقت في بناء المهام التي مر ذكرها لموارد البحث الالكتروني وتشجيع الاستفادة من المصادر الأخرى لمحرك البحث.

     هذه هي النتائج الرئيسة على المسح الالكتروني على عينة غير احتمالية من ( 2462) معلماً من معلمي المدارس المتوسطة والثانوية الذين يدرسون بمدارس الولايات المتحدة وتم إجراء هذا المسح بين 7مارس إلى 23أبريل لعام 2012 ، بعض المعلمين وعددهم ( 1750) معلماً  انسحبوا من عينة  الوضع المتقدم لمعلمي الثانوية بينما بقي (712) معلماً من عينة معلمي مشروع الكتابة الوطنية واستكملت نتائج المسح من قبل ما طرحه من معلمي المتوسطة والثانوية وطلبة الفصول (9-12) من تصورات ورؤى التي أجريت في الفترة ما بين نوفمبر 2011 وفبراير 2012 .

     عينة الدراسة كانت متنوعة جغرافياً حسب المواد الدراسية وحجم المدرسة وخصائص المجتمع ، والنتائج تعكس واقع التعليم بالولايات المتحدة وهي لييست تمثل كل آراء المعلمين بالمدارس الأمريكية ، وهذه النتائج تعكس أهمية آراء المعلمين في هذه المدارس .

     تقنيات الانترنت تؤثر بشكل كبير كيف يعد الطلبة بحوثهم ، وأفاد (77%) من المعلمين أن التأثير إيجابي لكنهم أطلقوا علامات تحذير .

     رداً على سؤال تأثير تقنيات الانترنت على عادة إجراء الطلبة للبحوث أفاد ( 77%) من المعلمين أن التأثير كان إيجابياً ، وعندما سئلوا ب ( موافق، غير موافق ) بشأن كيف يؤثر الانترنت على إجراء الطلبة بحوثهم فقد كانت إجاباتهم مختلفة .

     تقريباً (99%) من المعلمين ( المتوسطة والثانوية ) وافقوا أن الانترنت تتيح للطلبة الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر والمراجع ، بينما ( 65%) منهم وافق أيضا أن الانترنت تجعل الطلبة أكثر اعتماداً على أنفسهم في إجراء البحوث . 

     (76%) من المعلمين " وافقوا بشدة  " مع التأكيد أن محرك البحث  بالانترنت ساعد الطلبة على العثور على المعلومات بسرعة وسهولة ، ووافق معظمهم ( 83%) على أن كمية المعلومات المتاحة على الانترنت اليوم متوفرة لمعظم الطلبة وأفاد ( 71%) منهم أن تقنيات التكنولوجيا تثبط الطلبة من استخدام مجموعة كبيرة من المصادر في إجراء البحوث ، وحوالى ( 60%) منهم وافقوا أن الطلبة يصعب عليهم إيجاد المعلومات الموثقة في تكنولوجيا اليوم لإجراء بحوثهم .

الانترنت غيرت المعنى الحقيقي لإجراء البحوث :
     ربما أن من أكثر تأثير فئة المعلمين أنهم يرون أن البيئة الرقمية  على عادات البحث لدى الطلبة هو درجة تغيير طبيعة البحث  أو ما يسمى " إجراء البحث " حيث أفاد المعلمون والطلبة لطلبة اليوم أن " البحث" هو محرك البحث  " غوغل " ونتيجة لذلك أفاد بعض المعلمين  لطلبتهم أن معنى عملية البحث تحولت من عملية بطيئة لحب الفضول والاكتشاف إلى عملية سريعة ووتيرة قصيرة الأجل تهدف إلى تحديد مكان المعلومات الكافية لاستكمال المهمة .

     هذه التصورات للمعلمين واضحة في استجاباتهم بالمسح حيث أفاد (94% ) من المعلمين أن طلبتهم استفاد من " غوغل" وغيرها من محركات البحث لإجراء البحث واستعانوا بموسوعات الانترنت مثل " ويكيبيديا ، Wikipedia " ومواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب ، وقال المعلمون من المرجح أن الطلبة استعانوا بهذه الأدوات البحثية لاستكمال بحوثهم مثل:

     غوغل وغيرها من محركات البحث ( 94%)
     ويكيبيديا وغيرها من الموسوعات ( 75%)
     يوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ( 52%)
     أصدقاؤهم ( 42%)
     أدلة اخرى : Spark Notes, Cliff Notes ( 41%)
     مواقع الأخبار من وكالات الأنباء الكبرى ( 25%)
     الكتب المطبوعة المدرسية والالكترونية ( 18%)
     قواعد البيانات على الانترنت مثل : EBSCO, JSTOR, or Grolier  (17%)
     أمناء المكتبة العامة او المدرسية ( 16%)
     كتب مطبوعة غير مدرسية ( 12%)
     محركات البحث الموجهة للطلبة  مثل : Sweet Search ( 10%)

     يقول العديد من المعلمين  أنهم صاغوا وعدلوا في بحوث الطلبة نتيجة اعتمادهم المفرط على محركات البحث وموسوعات الانترنت ، تسعة من أصل عشرة معلمين (90%) وجهوا طلابهم إلى المصادر المحددة التي تناسب أهداف بحوث طلابهم  و(83%) من المعلمين اختاروا أسئلة لبحوث طلابهم من أجل استخدام الطلبة مجموعة كبيرة من المصادر الموجودة في الانترنت وغيرها .

     معظم المعلمين يشجعون البحث عبر الانترنت ، بما في ذلك استخدام التقنيات الرقمية مثل الهواتف المحمولة للبحث عن المعلومات بسرعة ، ولكن ماذا تقول في حواجز البيئة المدرسية التي تعيق جودة البحث عبر الانترنت .

     ورداً على سؤال ما الأنشطة التي يكلف بها طلبة عبر الانترنت ، (95%) من المعلمين أفادوا أن الأنشطة  تتمثل في إجراء البحوث والبحث عن المعلومات في الانترنت  ، وهذا يعني ان إجراء البحوث من  أهم المهام الشائعة عبر الانترنت .

     أفاد المعلمون أنهم يستخدمون مجموعة وسائل رقمية في فصولهم عبر جهاز الكمبيوتر ، وقال أغلبهم أنهم  وطلابهم  يستخدمون الهواتف المحمولة (72%) الكاميرات الرقمية ( 66%) مسجلات الفيديو الرقمية ( 55%) سواء في الفصول الدراسية أو لإكمال الواجبات المدرسية ، وأصبحت الهواتف المحمولة أدوات تعلم شعبية مثل أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها المعلمون في التدريس ، ووفقاً لآراء المستجيبين من المعلمين  فأن  أهم مهمة لطلبة المدرسة هي استخدام الهواتف المحمولة للبحث عن المعلومة في الصف الدراسي  ( 42%) .

     مع ذلك أشارت نتائج الدراسة أن المعلمين يواجهون صعوبات عديدة في دمج الأدوات الرقمية في الفصول الدراسية ، وقد تعيق تعليم الطلبة إجراء البحوث  عبر الانترنت ، وأفاد معظم المعلمين  أنهم يعملون في مدرسة تستخدم فلترة الانترنت (97%)  وسياسة حظر الهواتف المحمولة بالمدرسة ( 97%) والاستخدام السليم للانترنت وفق النظم المدرسية (97%) وتختلف درجة موافقة المعلمين لأثر هذه السياسات على عملية التدريس ، مع فلترة الانترنت لها تأثير كبير  على تدريس المعلمين (32%) واحد من أصل خمسة معلمين (21%) أفاد أن سياسة حظر الهواتف المحمولة لها تأثير كبير على عملية التدريس ، و(16%) منهم أفادوا بشأن استخدام الانترنت وفق النظم المدرسية .

المعلمون يقيمون الطلبة بمهارة إعداد البحث بدرجة متوسطة 
     على الرغم من عرض التأثير العام للبيئة الرقمية على إجراء الطلبة البحوث كان إيجابياً فأن درجة موافقة المعلمين لمهارة إعداد البحث لدى طلبتهم كانت  " جيدة " ، وعدد قليل من المعلمين كانت درجة موافقتهم لمهارة إعداد البحث لدى طلبتهم كانت " ممتازة "

النسب المئوية توضح ذلك :

كيف تقيم  طلبتك في المجالات التالية :
     أ) قدرة الطالب في استخدام البحث المناسب :
          ممتاز (6%)
          جيد جدا (20%)
          جيد (36%)
          مقبول (29%)
          ضعيف (9%)

     ب) كيف يستخرج الطالب نتائج البحث الكترونياً :
          ممتاز (5%)
          جيد جداً (19%)
          جيد (29%)
          مقبول (26%)
          ضعيف(21%)

     ج) القدرة على استخدام المصادر المتعددة لدعم مناقشة  النتائج :
          ممتاز (03%)
          جيد جداً(12%)
          جيد(26%)
          مقبول (39%)
          ضعيف(20%)

     د) القدرة على دخول المعلومات الموثقة عبر الانترنت :
          ممتاز(3%)
          جيد جداً(11%)
          جيد(26%)
          مقبول(37%)
          ضعيف(24%)

     هـ) الصبر والمثابرة في البحث عن المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها  بسهولة :
          ممتاز(19%)
          جيد جداً(6%)
          جيد (15%)
          مقبول(35%)
          ضعيف(43%)

     و) القدرة على تمييز التحيز في المحتوى الالكتروني :
          ممتاز(19%)
          جيد جداً (7%)
          جيد (20%) 
          مقبول (38%)
          ضعيف (33%)

المصدر :
     مؤسسة "  Pew " لأبحاث الانترنت ومشروع حياة الأمريكيين لاستطلاع آراء المعلمين ، 7 مارس إلى 23أبريل 2012 .

     يتلقى الطلبة من معلميهم أعلى الدرجة في " قدرة الطالب في استخدام البحث المناسب "  و" كيف يستخرج الطالب نتائج البحث الكترونياً " ، وحتى في هذه المهارات فان  ربع عدد المعلمين فقط أعطوا " ممتاز " و " جيد جداً " لطلبتهم ، وعلى الرغم من انتشار العصر الرقمي في العالم  فأن المعلمين أفادوا  إلى ضعف قدرة الطلبة على إعداد البحث عبر الانترنت ، وحصل الطلبة على  أدنى الدرجة في " الصبر والمثابرة في البحث عن المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها  بسهولة "  فقد كان تقييمهم لطلابهم " ضعيف" بنسبة (43%)  و" مقبول" بنسبة (35%) .

     على الرغم من ضعف الطلبة المهارات الأساسية لإجراء البحوث فأنه ليس بمستغرب ان (80%) من المعلمين يقضون بعض وقت الحصة في مناقشة الطلبة كيف يقيمون وثاقة المعلومات عبر الانترنت ، و(71%) منهم يقضي بعض وقت الحصة في كيفية الطلبة إجراء البحوث عبر الانترنت و(57% ) منهم  يقضي بعض وقت الحصة في مساعدة الطلبة فهم كيف يستفيد من محركات البحث وكيف يكتب نتائج البحث  ، وسئل المعلمون عن تطوير منهجي المتوسطة والثانوية  أجاب (47%) " أوافق بشدة " وأجاب (44%) " أوافق إلى حد ما " بشان إدخال دورات محو الأمية الرقمية في المنهج المدرسي .

     وجود بيئة أكثر غنى  بالمعلومات تجعل الطلبة يتشتت انتباههم ، وانقسم المعلمين بالتساوي في الإجابة حول سؤال إن كان جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة ، ( 47% ) منهم وافقوا و( 52%) لم يوافقوا مع عبارة " طلبة اليوم لم يختلفوا عن الأجيال السابقة ، والاختلاف في الأدوات التي يعبرون عن أنفسهم " والردود على هذه العبارة غير متضاربة بين العينة الكاملة من المعلمين بغض النظر للعمر أو مستوى الخبرة  والمادة الدراسية ونوع المجتمع الذي  يعملون به .

     سئل المعلمون  ب" موافق ، غير موافق "  عن العبارة " طلبة اليوم لديهم مهارات معرفية بسبب أن التقنيات الرقمية التي يمتلكونها تنتشر في عصرهم " ، (88%) منهم قال  : " موافق" ، ومنهم (40%) قالوا :" موافق بشدة " ، والمعلمون الذين يدرسون طلاب المستوى الاقتصادي عندهم منخفض قالوا " موافق بشدة " نسبتهم (46%) ولكن الاختلاف بين الطلبة في المستوى الاقتصادي والاجتماعي كان طفيفاً ، ولا توجد اختلافات ملحوظة بين المعلمين عينة الدراسة .

     الأغلبية الساحقة من المعلمين وافقوا بشدة على عبارة :" التكنولوجيا الرقمية اليوم تشتت انتباه جيل اليوم مع قصر مدة التركيز " بنسبة (87%) ، وعبارة " طلبة اليوم مشتتة أذهانهم ويحتاجون إلى أوقات أكثر للابتعاد الابتعاد عن التقنيات التكنولوجيا " بنسبة ( 86%) ثلثان من المعلمين (64%) وافقوا على فكرة " أن التقنيات الرقمية اليوم تشتت انتباه الطلبة  أكثر من مساعدتهم دراسياً " وذكر بعض المعلمين العلاقة التي يرونها بين الطلبة الذين يتعرضون بشكل مفرط لأجهزة التكنولوجيا ، وبين ضعف قدرة التركيز  والاحتفاظ بالمعلومات لديهم   ، وإدارة الوقت أصبحت قضية خطيرة بين الطلبة وفقاً لاستجابات المعلمين أن التقنيات التكنولوجية اليوم لا تشجع الطلبة فقط على أن يفترضوا أن  ينجزوا الأعمال بسرعة وفي آخر لحظة ، وإنما أيضا يستخدم الطلبة  أدوات رقمية مختلفة  في إضاعة الوقت والمماطلة .

     على من أن (77%) من المشاركين في المسح يصفون التأثير العام لشبكة الانترنت والتقنيات الرقمية على عادات الطلبة البحثية على أنه عموماً " إيجابي " فأن القضية معقدة كثيراً ، وبينما الغالبية  من المعلمين يرون ان الانترنت والتقنيات الرقمية تشجع على التعلم من خلال ربط الطلبة بالمصادر وبالمعلومات التي يحتاجونها وتمكنهم بالوصول إلى محتوى الوسائط المتعددة وتوسعة نظرتهم نحو العالم فأن المعلمين قلقون بشأن التقنيات الرقمية وتأثيرها على قدرة الطلبة على التركيز على إنجاز عملهم وإدارة وقتهم  .

جمع البيانات :
     عملية جمع البيانات مرت بمرحلتين الأولى  جمعت مؤسسة " Pew " للانترنت البيانات عبر الانترنت مرتين ومرة من خلال المقابلة مع  مجموعة من المعلمين في المدارس المتوسطة والثانوية ومرة أخرى مع الطلبة للفصول (9-12) والهدف من هذه المقابلات هو الاستماع إلى وجهات نظر المعلمين والطلبة واختلاف شعورهم بشان الانترنت ومحركات البحث  ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة التي تعكس مهارات وعادات الطلبة بشان إجراء البحوث ، وطلب من المعلمين أن يتحدثوا عن تدريسهم عملية إجراء البحوث للطلبة والتحديات التي يواجهونها وكيف يستفيدون من التقنيات الرقمية في الفصول الدراسية وفي المهام الأخرى التي يقومون بها بالمدرسة .

     قام الفريق البحثي بمناقشة وضع الدراسة لمدة (30) دقيقة عبر الانترنت  خلال المرحلة الأولى ، ثم دار النقاش في المرحلة الثانية من قبل معلمي المتوسطة والثانوية ، وتشير النتائج التي اعتمدت على العينة غير الاحتمالية من هؤلاء المعلمين وعددهم ( 2462) معلماً الذين ما زالوا يمارسون عملية التدريس بمدارس الولايات المتحدة ، ومن أصل عدد (2462) معلماً فقد استكمل ( 2067) معلماً إجابات أداة الدراسة  .

بشأن المعلمين الذين شاركوا في المسح البحثي :
     (95%) من المعلمين الذين اشتركوا في هذا المسح من المدارس العامة ، لذا النتائج تعكس طبيعة بيئة هذه المدارس  ، وتقريباً ثلث المعلمين المشاركين دخلوا دورات تدريبية مكثفة بشان كيفية إجراء البحوث في البيئة الرقمية ، وقام مشروع الكتابة الوطنية في تزويد المعلمين بالمهارات المهنية والموارد والدعم للمعلمين من أجل تنمية مهارة الكتابة في المدارس .

     (65%) من المعلمين المشاركين يدرسون الطلبة الممتازين ، وهؤلاء المعلمون والطلبة لهم الموارد المتاحة لا سيما في مجال التدريب على الوصول إلى الأدوات الرقمية وهي موارد غير متاحة في كثير  من المؤسسات التعليمية ، لذا المعلمون المشاركون في هذا المسح قد شاركوا في تطوير المناهج خاصة في مجال  الكتابة والبحث في البيئة الرقمية  ودمج التكنولوجيا في أنشطة الفصل الدراسي ، والنتائج تعكس سلوكيات ومواقف المعلمين المشاركين في المسح وليس بالضرورة تعكس جميع المعلمين في المدارس المتوسطة والثانوية بالولايات المتحدة .

     بذل كل جهد  من أجل إجراء المسح  واستطلاع آراء مجموعة واسعة من المربين كعينة في الدراسة الحالية ، وكمجموعة من المعلمين المشاركين (2462) معلماً يدرسون مواد دراسية مختلفة ، ولهم مستويات الخيرة متنوعة ومن المناطق الجغرافية المختلفة في جميع الولايات المتحدة واختلاف في المستويات الاقتصادية والاجتماعية .

     معلمو مواد اللغة الانجليزية وآدابها يمثلون نسبة (36%) من العينة ، إلى جانب معلمو  مواد التاريخ  والعلوم الاجتماعية والرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية  والفن والموسيقا يمثلون بقية العينة ، وكل واحد من أصل عشرة معلمين هو من المدارس المتوسطة ، بينما (91%) من المعلمين يدرسون طلبة فصول (9-12) من المرحلة الثانوية ، وهناك توزيع واسع لحجم المدرسة والوضع الاجتماعي والاقتصادي للطلبة ، لذا نصف عدد عينة المعلمين يدرسون في المدارس الموجودة المدن الصغيرة والضواحي ، وهناك توزيع واسع في مستويات العمر والخبرة للمعلمين المشاركين ، وحوالى (71%) من المعلمين من جنس " إناث" .

مركز بيو "Pew " لأبحاث الانترنت ومشروع حياة الأمريكيين :
     هذا المشروع يمثل واحد من سبعة مشاريع لمركز " بيو " وغير حزبي وغير ربحي الذي يقوم بتزويد المعلومات والمصادر عن القضايا والمواقف والاتجاهات الموجودة بالولايات المتحدة وبدول العالم ، ويقوم هذا المشروع بكتابة تقارير للكشف عن تأثير الانترنت على الأسر والمجتمعات ومقار العمل والمنزل والحياة اليومية والتربية والرعاية الصحية والحياة المدنية والسياسية ، وهذا المشروع لا يتخذ موقفاً اتجاه القضايا السياسية التي لها علاقة بمخاطر الانترنت والتكنولوجيا ولا تؤيد قطاع الشركات التكنولوجية ، وقام المشروع بتصميم وتنفيذ وتحليل وكتابة تقرير المسح البحثي .

المدخل  : Part I: Introduction  
     تهدف الدراسة  إلى فهم الفرص المتاحة والتحديات  التي تواجه معلمي المتوسطة والثانوية  في تدريب الطلبة في كيفة الكتابة وإجراء البحوث في البيئة الرقمية ، وصممت الدراسة لاكتشاف تقييم المعلمين لطلبتهم في مجال كتابة البحوث وتأثير التقنيات الرقمية على الطلبة وإلى أي مدى يستخدم المعلمين التقنيات الرقمية في الفصول الدراسية خاصة في تدريس مهارة إجراء البحوث ، وتستند الدراسة على الدراسات السابقة لمركز " بيو " لاستخدام محركات البحث والهواتف المحمولة لجمع المعلومات وزيادة استخدامات الطلبة العالم الرقمي في حياتهم .

     وصممت الدراسة لجمع آراء معلمي المتوسطة والثانوية عن دور أجهزة التكنولوجيا في الفصول الدراسية  من أجل إجراء الطلبة البحوث ، وتتلخص أسئلة الدراسة في ثلاثة تقارير:

التقرير الأول : كيف يجري الطلبة بحوثهم في عصر التكنولوجيا ؟
     كيف يعرف  الطلبة عملية إجراء البحوث في البيئة الرقمية ؟
     كيف تدرس عملية إجراء البحوث في ظل عصر التكنولوجيا ؟
     كيف تدرس موضوعات محو الأمية الرقمية  في المدارس ؟
     ما المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلبة لإجراء البحوث في البيئة الرقمية ؟

التقرير الثاني : واقع عملية إجراء البحوث في المدارس :
     الآثار المترتبة للتكنولوجيا على مهارة إجراء البحوث لدى الطلبة .
     كيف تشجع التكنولوجيا الطلبة على التعاون ، الإبداع والتعبير عن الذات ؟
     كيف تطور التكنولوجيا عملية تدريس  إجراء البحوث بالمدارس ؟

التقرير الثالث : عملية التدريس والتكنولوجيا :
     كيف تؤثر خبرة واستخدام المعلمين للتكنولوجيا على الطلبة ؟
     إدخال الأساليب التكنولوجيا في عملية التدريس في الفصول .
     تأثير لوائح المدرسة والمصادر على استخدام المعلمين لأجهزة التكنولوجيا في الفصول .
     التغييرات المحتملة في عملية التقييم والمناهج وشعور المعلمين استجابة للبيئة الرقمية المطورة
     كيف تنمي التكنولوجيا أداء المعلمين وتعاونهم في المدرسة ؟
     استخدام المعلمين وموقفهم اتجاه التكنولوجيا في عملهم .

الدراسات السابقة لمركز " بيو " :
     تضمنت الدراسة على الدراسات السابقة التي اشترك فيها مركز " بيو " مع اللجنة الوطنية لإجراء البحوث على مستوى الأسر والمدارس بالولايات المتحدة ، وفي عام 2008 اشترك مركز " بيو " مع مؤسستين بحثيتين بشأن ممارسة الطلبة لمهارة الكتابة وإعداد البحوث ، وأشار الفريق البحثي مع الطلبة وأسرهم  أن المراهقين  جزء لا يتجزأ من من عالم التكنولوجيا وراى الفريق التمييز بين الاتصالات الاجتماعية الالكترونية لدى الطلبة وبين كتابتهم للبحوث المقررة عليهم بالمدارس  وغيرها .

     وتركز هذه الدراسة التي قام بها مركز " بيو " على استخدام الطلبة (12-17) سنة للانترنت والتقنيات الرقمية الأخرى بشكل عام ، ومنذ عام 2001 قام المركز بنشر تقارير عن " استخدام الطلبة للتكنولوجيا بما في ذلك إنشاء المحتوى على الانترنت ، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، وتزايد كتابة الرسائل النصية وإدارة الطلبة الخصوصية عبر الانترنت وممارسة ألعاب الفيديو وكتابة الرسائل أثناء قيادة السيارة  والمواطنة الرقمية ، وخلال العقد الماضي أشارت دراسات  مركز " بيو " إلى  كيف أن التكنولوجيا الرقمية تشكل حياة الطلبة والمراهقين .

     تكشف دراسة مركز " بيو " تصورات المعلمين بشأن الآثار الإيجابية والسلبية للبيئة الرقمية على طلبة المتوسطة والثانوية خصوصاً في إجراء البحوث .

الدراسات السابقة لمركز " بيو " بشأن الاستفادة  عن الانترنت :
     تشتمل الدراسات السابقة لمركز " بيو " كيف أن البالغين أو الكبار بالولايات المتحدة يستفيدون من الانترنت في جمع المعلومات والمراسلات عبر البريد الالكتروني ، وحوالى (91%) من البالغين يستخدمون محركات البحث للعثور على المعلومات وقد كانت نسبتهم (84%) عام 2004 ، وهناك (59%) منهم يستخدمون محركات البحث كل يوم ، وفي بداية عام 2002 ثمانية من أصل عشرة أمريكان يستخدمون محركات البحث ، ولوحظ في التقارير  الثلاثة لمركز " بيو " أغسطس لعام 2011  استخدام الأمريكان الانترنت والبريد الالكتروني في ممارسة أنشطتهم .

     في المسح الذي أجري في فبراير 2012 على ( 2212) من الأمريكان  ممن أعمارهم (18) سنة فما فوق تبين تزايد اعتماد عينة الدراسة على محركات البحث كمصدر للمعلومات وثقتهم بها ويشعرون بجودتها وأهميتها  (66%) من مستخدمي محركات البحث أفادوا أن محركات البحث تعطي معلومات صحيحة  وغير منحازة و(55%) منهم قالوا أن جودة البحث تتحسن مع مرور الوقت وأفاد (86%) أنهم تعلموا أشياء جديدة ومهمة باستخدام محركات البحث التي تساعدهم بالفعل أو تزيد في معرفتهم .

المعلومات في الهواتف المحمولة :

     اعتماداً على دراسة مركز " بيو " فأن هناك تزايد في استخدام الهواتف المحمولة للحصول على المعلومات ، وأن مستخدمي هذه الهواتف يحصلون على المعلومات في الوقت المناسب ، وفي مسح مارس 2012  لاستطلاع آراء الأمريكان الكبار وجد أن (70%) منهم  استخدموا هواتفهم الحمولة في الشهر الماضي للحصول على المعلومات المطلوبة بما فيهم (35%) استخدموا هواتفهم في حل مشكلاتهم غير المتوقعة و(27%) منهم قد سووا نزاعهم ، وأن (62%) من سكان الولايات المتحدة البالغين أو الكبار استخدموا هواتفهم في  الوقت المناسب بهدف تسوية وإدارة شئونهم الحياتية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق