الخميس، 4 ديسمبر 2014

قراءة الكتب للأطفال الرضع






قراءة الكتب للأطفال الرضع
بقلم الباحث / عباس سبتي

     يوسف يحب الكتب وأمه تعرف لماذا ؟ فهي عندما تقرأ له كل ليلة فأنه يحرك ذراعيه بحماس ، وصفحته المفضلة لحكاية " وداعاً يا قمر " عندما يشاهد بقرة تقفز على سطح القمر فأنه يصرخ ويريد أن يمسك الكتاب ، عندما تنتهي الأم من القراءة  فأنها تسمح له بإمساك الكتاب وتقريبه إلى فمه . يوسف لم يتجاوز عمره ستة شهور لكنه سوف يصبح قارئاً جيداً .

لماذا نقرأ للطفل ؟
     قد يتساءل الوالدان عن فائدة القراءة للرضيع ، أن الرضيع لا يفهم كل شيء تفعله أمه ولماذا ؟ ولكن لا تنتظر الأم كي يفهم الطفل ماذا قالت حتى تتكلم الأم إليه ، لا الترنيمات ( الأغنيات لهدهدة الطفل ) حتى يفهمها أو يهز يديه قبل إعطائه لعبة .

     القراءة بصوت عال للطفل هو نشاط متبادل بين الأم والرضيع وقد تستمر الأم بهذه القراءة كلما كبر الطفل ، وهذه القراءة شكل من أشكال التحفيز .

القراءة بصوت عال
     تعلم الطفل على التواصل مع والديه .
     مقدمة لفهم المفاهيم مثل الأرقام ، الحروف ، الألوان والأشكال بطريقة ممتعة .
     تبني مهارات الاستماع والتذكر وفهم المفردات .
     تعطي للطفل معلومات عما يدور من حوله .

     يصدق الوالدان أم لا يصدقان ، الرضيع ما أن يبلغ السنة الأولى من عمره إلا ويتعلم كل الأصوات كي يتكلم بلغة الأم ، فقراءة القصص بصوت عال فأنه يكتسب الكلمات التي يسمعها ويقلدها وينطقها .

     الاستماع إلى الكلمات يساعد على بناء شبكة من قائمة الكلمات في دماغ الطفل ، فالأطفال الذين يقرأ لهم أو يتحدث معهم الوالدان يتعلمون كلمات كثيرة عندما يبلغون السنة الثانية من عمرهم  أكثر من الأطفال الذين لا يقرأ أو يتحدث معهم ، والأطفال الذين يقرأ لهم خلال السنوات الأولى من عمرهم يتعلمون القراءة بسرعة  من غيرهم .

     عندما تقرأ الأم للطفل الرضيع فأنه يعلم  استخدام الأم للمشاعر المختلفة والأصوات المعبرة التي تنمي المهارات العاطفية والاجتماعية لديه ، وتجعل القراءة الطفل ينظر ، يشير ، يلمس ويجيب عن الأسئلة التي يسمعها وكل ذلك ينمي فيه مهارات التفكير والعلاقات الاجتماعية ، ويتعلم الطفل نطق الكلمات من خلال النطق بالأصوات ورؤية الصور وتعلم الكلمات .

     من أهم أسباب القراءة للطفل بصوت عال أن القراءة تربط بين  الطفل والأشياء التي يحبها الطفل أكثر ، مثل قرب الأم منه والكتب التي ينظر لها ، وقضاء وقت  القراءة للطفل يعني تنمية مهارة التعلم لديه ، وعند استماع الأطفال إلى القراءة مع التسلية والإثارة والتقارب والتفاعل فأنهم يتعلقون ويحبون الكتب أكثر ويصبحون قراء صغاراً .

اختلاف الأعمار واختلاف المراحل التعليمية
     الأطفال الصغار قد لا يعلمون معنى الصور في الكتب لكنهم يركزون عليها أو يمعنون النظر إليها ، خاصة النظر إلى الوجوه ، الألوان والنماذج المختلفة ، فعندما تقرأ الأم او تصدر أصوات الترنيمات لهدهدة الطفل فأنها تسليه تضاحكه .

     ما بين الشهور الأربعة والستة فأن الطفل يبدأ في الاهتمام بالكتاب ، فيبدأ بإمساك بالكتاب أو أخذه بشدة مع فمه ومضغه ورميه ، المهم اختيار الكتب من القماش وذات ألوان زاهية والكلمات الكبيرة المتكررة .

     وما بين الشهور الستة والإثنا عشر يبدأ الطفل يفهم أن الصور تتعلق بالأشياء ويتعرف على تفاصيل أكثر عن الصور ، الصفحات والقصة بكاملها ، والطفل يردد ما يقرأ عليه وقد يمسك بالكتاب ويصدر أصواتاً ، ويبدأ في السن (12 شهراً) بقلب الصفحات ويشير إلى الأشياء في الصفحة ويكرر ما يسمعه من أمه .

متى وكيف يقرأ الطفل؟
     القراءة بصوت عال شيء جيد ولا تأخذ من الأم مهارة معينة  سوى وجود الطفل بقرب الأم ومعها الكتاب ، القراءة بصوت عال بشكل متكرر كل مرة ولا  تقلق الأم من عدم الانتهاء من  قراءة الكتاب بكامله  وإنما التركيز على الصفحات والصور التي يفضلها الطفل .

     تخصيص وقت للقراءة كل يوم خاصة قبل النوم مع احتضان الطفل ليشعر بالسعادة ، ولكي يشعر الطفل بوقت النوم ويتعود على هذا الروتين .

     ولابأس بالقراءة في أوقات أخرى من اليوم ، مثل اختيار وقت بعد قضاء حاجته  أو أثناء تناول الطعام وعند زيارة عيادة الطبيب  .

هذه بعض النصائح للقراءة الإضافية :
     احتضان الطفل عندما تقرأ الأم له يشعره بالأمان والدفء والارتباط بالأم .

     القراءة مع النبرات الصوتية المختلفة كخفض وعلو الصوت واستخدام الأصوات المختلفة مع كل شخصية في القصة .

     عدم القلق في إنهاء قراءة كل كلمة ، وتوقف لطرح أسئلة أو تعليق على الصور ، وقد لا يرد الطفل على بعض التساؤلات في البداية لكنه بعد مدة يفهم تسلسل حوادث القصة وشخصياتها فيتفاعل مع  أمه .

     الغناء بأغاني الأطفال وجعل أصوات الحيوانات مضحكة ووضع الطفل على ركبة كي تصبح القراءة ممتعة له .

     الأطفال يحبون ويتعلمون من التكرار ، لذا لا تقلق الأم من قراءة الكتاب مرات ومرات ، وهذا الأمر يساعد الطفل على التركيز أكثر على الأصوات  والكلمات .

     عندما يكبر الطفل يسمح له بلمس الكتاب وحمله ، ولا تقلق الأم من مضغ الطفل الكتاب فأن ذلك تجربة مفيدة له من خلال التعلم باللمس والعض والتذوق وأن الكتاب لا يؤكل .

ماذا يقرأ الطفل؟
     يجب أن تكون كتب الأطفال سهلة وكلمات مكررة وصور واضحة وجذابة ، وخلال الأشهر الأولى من عمر الطفل يحب الطفل سماع صوت أمه وأبيه لذا يمكنهما قراءة أي شيء خاصة كتب  أغاني الأطفال ، وعندما يبدأ الطفل يهتم أكثر بالنظر إلى الأشياء ينبغي اختيار الكتب ذات صور واضحة وخلفية صلبة .

     عندما يبدأ الطفل بانتزاع الكتاب يختار الوالدان الكتاب من القماش ذات وجوه متعددة وألوان زاهية ، وعندما يفهم الطفل ما بداخل الكتاب يختار له الكتب فيها ألعاب ودمى أطفال وأشياء مألوفة له بالمنزل ، وعندما يقضي الطفل حاجته أو يتناول طعامه اختيار القصص متعلقة بالأنشطة اليومية مثل وقت النوم ووقت قضاء الحاجة بالحمام ، وعندما يبدأ بالكلام يتم اختيار الكتب التي تشجع الطفل على تكرار الكلمات أو العبارات البسيطة  .

     الكتب بالأشكال والمواد المختلفة مثل أن تكون مجعدة ولينة وخشنة تناسب الفئة العمرية ويمكن بسهولة فتح الكتاب ويمكن أخذ الكتاب إلى أي مكان مع الطفل حتى إلى حمام السباحة أو الباينو ، ويحب الطفل ألبومات الصور التي تضمه مع أراد عائلته .

     أفضل الطرق لجعل الطفل يحب القراءة هي  أن توجد بأنحاء المنزل كتب متنوعة وتكون ضمن ألعابه ليختار مرة لعبة ومرة كتاب .

     إلى جانب الكتب والمجلات التي يمتلكها الوالدان يمكن استعارة كتب من المكتبة العامة حيث توجد في كل المكتبات كتب الأطفال الرضع وغير الرضع ، إلى جانب أن يعود الوالدان أنفسهما بقراءة كتاب أمام الطفل ليكون قدوة ومثال قاريء جيد للطفل .

أقول:
      مهما كانت المقالة جيدة ويستفيد منها القارئ خاصة الوالدان في تعليم الأطفال عادة القراءة أو الاستماع إلى قراءة أبويه ، فأن هناك شيئاً لم يأتي ذكره في المقالة وهي البيئة التي ينحدر منها الأطفال أو يعيشون فيها ، فكثير من البيئات العربية تفتقر إلى عادة القراءة حتى أصبحت هذه العادة معدومة لدى الصغار والكبار ، فكيف نعلم الطفل الرضيع الاستماع إلى قراءة والديه  والوالدان لا يدركان أهمية هذه العادة ؟ وإذا تأثر الوالدان بالمقالة وحاولا اتباع النصائح فيها فأن الوالدين يوجهان تحديات اجتماعية من زيارات الأهل وغيرهم  بحيث لا يستطيعان اتباع هذه النصائح إلى جانب انشغال الوالدين  بالهواتف المحمولة خاصة الأم التي تكاد تطعم أو تغير ملابس الطفل الرضيع بسرعة  لتعود إلى الانشغال بالهاتف أو بمواقع التواصل الاجتماعي ..


المصدر:
Reading Books to Babies
Carol A. Quick, EdD
Date reviewed: May 2013  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق