الاثنين، 30 مارس 2015

فهم عسر القراءة (Dyslexia )




فهم عسر القراءة (Dyslexia )
ترجمة الباحث / عباس سبتي

     القراءة قد تبدو سهلة وتلقائية للناس الذين لا يجدون صعوبة في القراءة ، ومع ذلك القراءة مهمة معقدة وصعبة لأدمغتنا لذا لا ينبغي لنا أن ندهش أن نرى كثيراً من الأطفال يعانون منها .

     في الواقع حوالي (15% ) إلى (20%) من سكان الولايات المتحدة لديهم عجز في القراءة أو ما يسمى ب "  Dyslexia " ، وهو السبب الرئيس في فشل بعض الطلبة  بالقراءة  في المدرسة  ، ويمكن التعامل مع تحدي التعلم الذي يؤدي إلى الإحباط والشك في قدرة النفس خصوصاً عندما لا يشخص لفترة طويلة .

     ولحسن الحظ وهو أن عسر أو صعوبة القراءة يمكن التعرف مبكراً والأطفال يمكن علاجهم من هذه المشكلة ليصبحوا قراء ناجحين  .

     هناك واحد من خمسة أمريكان يعانون من صعوبة القراءة .

القراءة وعسر القراءة :
     معظم الطلبة  يبدأون تعلم القراءة من خلال التحدث بالكلمات أو ما يسمى بالوعي الصوتي " phonemic awareness " ، ثم يربطون تلك الأصوات بالحروف الأبجدية ، ثم يتعلمون كيف يمزجون تلك الأصوات بالكلمات وبعد ذلك يمكنهم التعرف على الكلمات التي يسمعونها أو يرونها من قبل .

     تعلم القراءة مثل تعلم ركوب الدراجة أنه يتطلب بعض الأشياء  مع مرور الوقت ، ومع الممارسة والمران فان القراءة العادين يتعلمون تلقائياً  قراءة الكلمات لذا يركزون على جهدهم الفكري لفهم وتذكر ما قرأوه .

     الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة على الرغم من ذلك  لديهم مشكلة الوعي الصوتي والصوتيات  ، وأشارت الدراسات أن عسر القراءة يحدث بسبب مشكلات خفية في معالجة المعلومات خصوصاً في المناطق المسئولة عن النطق في الدماغ ولهذا السبب لا تصبح القراءة تلقائية بل تصبح بطيئة ، وعندما يجهد الطفل نفسه مع بداية القراءة فأن فهمه أيضا يعجز فيصيبه الإحباط .

     الشائع بشأن عسر القراءة أن  الحروف أو الكلمات تظهر معكوسة مثل كلمة " was " أي كان تظهر " saw  " أي منشار وهذه المشكلة جزء من مشكلة " عسر القراءة "  ، ولكن الانتكاسة التي تصيب الأطفال شائعة في الصف الأول  أو الثني الابتدائيين ، أن المشكلة الرئيسة لدى الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة هي فيما يسمى بالوعي الصوتي والصوتيات وسرعة التعرف على الكلمات .     

 تشخيص عسر القراءة :
     في الغالب يتم تشخيص عسر القراءة في المرحلة الابتدائية ، في بعض الحالات فانه لا يصبح ظاهراً حتى يكبر التلميذ ويتوقع منه أن يقرأ ويفهم أكثر كلما كثرت المواد الدراسية تعقيداً ، ومع استمرار المشكلة مع تقدم القراءة ، هجاء الحروف وتعلم اللغة الأجنبية  لتصبح علامات  أن التلميذ المراهق يعاني من عسر القراءة .

     إن التأخير في تحديد المشكلة قد يخلق مشكلات أخرى أكبر من مشكلة عسر القراءة ومشكلة انخفاض تقدير الذات ، لذا من المهم التعرف على أعراض المشكلة مبكراً في المرحلة الابتدائية وبدء في برنامج القراءة المتخصصة على الفور .

     في مرحلة قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية يعاني الطفل من عسر القراءة مع صعوبات :
     تعلم المحادثة .
     نطق الكلمات الطويلة .
     قراءة بيت من الشعر .
     تعلم تسلسل الحروف الأبجدية ، أيام الأسبوع ، الألوان ، الأشكال والأرقام .
     تعلم أسماء وأصوات الحروف .
     تعلم قراءة وكتابة اسمه .
     الكتابة باليد .

     الطلبة أكبر سناً مثل المراهقين يعاني من أعراض أخرى لمشكلة عسر القراءة مثل:
     القراءة والتهجئة أقل من مستوى الصف .
     تجنب القراءة والكتابة .
     البطء في القراءة والكتابة وحل الواجبات المنزلية والاختبار .
     صعوبة تعلم اللغة الأجنبية .

     مشكلة عسر القراءة قد تكون متوارثة بين أفراد الأسرة ، فآباء وأمهات هؤلاء الأطفال كانوا يعانوا من هذه المشكلة عندما كانوا صغاراً ، والأطفال الذين يعانوا من تعلم نطق الحروف والكلمات  مثل أطفال قبل مرحلة المدرسة هم أيضا عرضة لظهور مشكلة عسر القراءة لديهم ، ومع تقدم مستوى القراءة لدى الأطفال فأن المشكلة تظهر لمن يعاني من مشكلة عسر القراءة .

     يتم تشخيص مشكلة عسر القراءة  من خلال تقييم شامل من قبل مختصي القراءة أو طبيب نفسي في المدرسة وفي المجتمع ، وقد يعرف أطباء الأطفال أعراض هذه المشكلة ويمكنه توجيه وإرشاد الأسرة ، ومن المهم أن الشخص الذي يقيم الطفل لديه خبرة ومدرب على تشخيص المشكلة

الآثار السلبية لهذه المشكلة :
     التلاميذ الذين يرون زملاءهم يقرأون وينجحون قد يشعرهم بأنهم " أغبياء وفاشلين " لأنهم من الصعوبة بمكان مواكبتهم عندما ينتقلون من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة أعلى ، وتزداد المشكلة سوءاً عندما تصبح القراءة أكثر أهمية للتعلم  .

     التلاميذ الذين لديهم هذه المشكلة يحاولون تجنب القراءة بسبب أنها صعبة أو تطلب مجهوداً أكبر  لا يمكن بذله ، لذا يصبحون في عداد غير جيدي ممارسة القراءة والفشل في المدرسة وعدم اللحاق بزملاء الفصل عندما ينتقلون إلى فصل أعلى ، ويعانون من ضعف الثقة بالنفس.

علاج مشكلة عس القراءة :
     لحسن الحظ مع المساعدة لعلاج المشكلة فأن معظم التلاميذ الذين يعانون من هذه المشكلة قادرين على تعلم القراءة وتنمية الأساليب التي تسمح لهم أن يبقوا في الفصول مع زملائهم ،  يتعلمون على يد معلم متخصص أو مدرب ليتعلموا كيف يقرأون  ويتهجؤن ومقاومة المشكلة ، وقد يوصي المعلم أو طبيب الأطفال أخصائي العلاج الأكاديمي ويسمى أيضا  أخصائي العلاج  اللغوي المختص لعلاج هذه المشكلة .

     في الولايات المتحدة تخول القوانين الفيدرالية الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة إلى مساعدة خاصة في المدارس العامة مثل التعليم الخاص ، تخصيص وقت إضافي للاختبارات والواجبات المنزلية أو المساعدة في تدوين الملاحظات وعلى  آباء هؤلاء الأطفال مناقشة هذه القوانين مع العاملين بالمدرسة وطرق العلاج .

النجاح في علاج المشكلة :
     مع التدخل المناسب فأن هؤلاء الأطفال يجدون المدرسة مشكلة يكرهونها ، لذا من المهم دعم مجهود ومحاولات الطفل من خلال التشجيع والمساعدة على تعلم القراءة في المنزل ، وإعطاء الطفل فرصة لبناء الثقة وشعور النجاح في مجالات أخرى غير القراءة مثل الرياضة والهوايات والفن والمسرح و ... .

     لم تعد مشكلة عسر القراءة عقبة لتحقيق النجاح ، وهذا لا يعني أن يخفض الأب أو المعلم توقعاته عن الطفل ، لأن الفنانون والرياضيون والعلماء ورجال الأعمال والأطباء والمحامين ورجال الدولة حققوا الأشياء العظيمة على الرغم من مشكلة عسر القراءة .

     قالت امرأة : عمري (29) سنة كنت أعاني من مشكلة عسر القراءة ، ومع أني فنانة ناجحة والمشكلة كانت تشكل لي ألماً تفسياً يكبر معي ولكن أردت أن يعلم الأطفال الذين يعانون من المشكلة كيف يتعاملون معها ، أنهم أذكياء وأنهم يتعلمون بطريقة مختلفة فلا داعي للقلق . توقيع : Debbie   .

     إذا كان لديك أيها الأب طفل يعاني من هذه المشكلة تحدث مع المعلم أو الطبيب المختص أو أخصائي القراءة وكلما بادرت إلى تحديد  المشكلة كلما توفر العلاج بسهولة .

أقول:
     عسر القراءة    Dyslexiaهو  عبارة عن اضطراب عصبي غالباً ما يكون وراثياً ضمن العائلة.  ويؤثر هذا الاضطراب على اكتساب اللغة وطرق تداولها، بحيث تتراوح درجة شدته إلى حد كبير.  ويتجلى ذلك من خلال الصعوبات التي تظهر في اللغة الاستقبالية والتعبيرية بما في ذلك المعالجة الصوتية، وتظهر أيضاً في القراءة والكتابة والهجاء وخط اليد وأحياناً في الحساب.

     لا يحصل عسر القراءة   Dyslexia نتيجة عدم وجود الدافع، أو نتيجة ضعف الحواس، أو عدم كفاية الفرص التعليمية أو البيئية، أو غيرها من الشروط المقيدة، ولكنه قد يحدث مجتمعاً مع هذه الظروف .

     وحيث أن المشكلة أسبابها متعددة وتختلف من حالة وأخرى فأن بعض التلاميذ قد فشلوا في مواصلة تعليمهم نتيجة لعوامل منها عدم جدية علاج المشكلة وعدم توفر الإمكانات المادية وغيرها لحصر هذه المشكلة  وأهم عامل عدم توفر مختص للقراءة المعسرة في مدارسنا  .


المصدر :
Understanding Dyslexia
Laura L. Bailet, PhD
Date reviewed: July 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق