العنف لدى الأطفال
الباحث / عباس سبتي
سبتمبر 2014
قرأت هذه المقالة في موقع : NOBullying.com ، واسم المقالة : التحرك ضد العنف .
العنف لدى الأطفال:
منذ قرون مديدة توجد ذكريات حالات العنف والبلطجة في أذهان الأطفال عندما كبروا ، وتشير التقديرات أن نصف عدد الأطفال قد تورطوا في حوادث وأشكال العنف قبل السن (18) , وللأسف بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهم في زيادة حوادث العنف بين طلبة المدارس .
كيف تعرف أن ابنك قد تعرض إلى تخويف وتهديد ؟
وكيف تعرف أن ابنك قد أساء إلى غيره ؟
علامات التخويف والتعنيف في الغلاب لا تكون ظاهرة ، ومع أشكال الترهيب التي تم جمعها في جملة " عنف الطفل " قد يكون من الصعب على الآباء معرفة هذه العلامات .
تعريف العنف :
وفقاً لموقع : stopbullying.gov فقد تم تعريف العنف : " سلوك عدواني غير مرغوب فيه بين طلبة المدارس نتيجة وجود خلل في القوة بين الأطراف المتنازعة ، وهذا السلوك يتكرر مع مرور الوقت " .
الذين يستخدمون قوتهم في السيطرة على غيرهم ، يستهدفون الطلبة الضعاف البنية أو الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم .
عندما يريد الطفل شيئاً من طفل آخر فأنه يستخدم أي وسيلة لممارسة قوته ونفوذه عليه لكي يأخذ هذا الشيء ويظن أنه حق مكتسب له . وليس هذا الشيء يكون مادياً دائماً ، لكن جعل الضحية يشعر بالطرد من مجموعته ليكون هدف مرتكب التسلط او العنف .
أنواع العنف :
هناك ثلاثة أنواع من الترهيب والتخويف بين الأقران : اللفظية ، الجسدية والاجتماعية .
لا يقتصر التخويف اللفظي على الشتم فقط وإنما على :
السخرية
التهديد
الإغاظة
التعليقات المسيئة
والترهيب الجسدي هو عبارة عن سلوك يضر جسم الضحية مثل:
الدفع
البصق
الضرب
التعثر
والتخويف الاجتماعي هو عبارة عن إلحاق الضرر بالضحية بسمعته وبعلاقاته الاجتماعية ، ويتمثل هذا التخويف بأشكال اهماها :
الشائعات
النبذ والنفي عن الأصدقاء
الإذلال
المحاكاة والتقليد
في العصر الحديث أصبح التسلط عبر الانترنت النوع الرابع من التخويف بين الأقران وبين الأطفال .
ما هو التسلط ؟
التسلط يتم باستخدام التكنولوجيا مثل الانترنت والهاتف المحمول للتخويف والتهديد والمضايقة لشخص آخر .
الرسائل النصية وغرف الدردشة والمنتديات العامة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك هي أكثر الأدوات شيوعاً للتعنيف لإيذاء الضحايا .
أكثر أشكال الترهيب شيوعاً هي:
سرقة حساب آخر لنشر عنه أشياء غير صحيحة ومسيئة ومهينة ومحرجة .
إرسال رسائل تهديد .
إرسال شائعات وأكاذيب إلى الأصدقاء عبر الرسائل النصية أو البريد الالكتروني .
التظاهر أنه شخص آخر لإغراء ومضايقة الصديق .
وعكس أشكال العنف الأخرى فإن التسلط يحدث أحياناً ولا يمكن تفسيره على أساس أنه من أشكال العنف التقليدي .
على سبيل المثال عندما يقوم شخص أمامك بمحاولات واضحة لاستبعادك عن نشاط تقوم به مع مجموعة أصدقاء فهذا التعريف هو ترهيب أكثر ما هو إرسال رسالة نصية فقط . لذا عندما يتعلق الأمر بالتسلط من خلال نماذج من السلوك فأنه أكثر تأكيداً لأشكال الترهيب .
علامات التحذير :
على الرغم من وجود علامات يمكن أن يظهرها الطفل أو المراهق على انه تعرض للمضايقة من قبل غيره ، إلا أنه من المهم أن ليس كل الأطفال يظهرون هذه العلامات والسلوكيات التي تبين أنه هناك خطأ ما .
أكثر العلامات التي تظهر على الطفل ضحية التسلط هي :
انخفاض درجاته في المواد الدراسية ، وعدم الاهتمام بالمدرسة .
قلة الأكل أو النوم .
ضعف الثقة بالنفس .
الخوف والقلق من الذهاب إلى المدرسة .
الإصابات التي لا يبينها الطفل الضحية ولا يفسرها .
السلوك المدمر .
الانسحاب .
نتائج وآثار التسلط عبر الانترنت تشبه إلى حد ما نتائج وآثار العنف التقليدي ، فإضافة إلى ما ذكرناه من علامات فأن الطفل يحاول الحصول على الانترنت وعدم إظهار أنشطته عبر الانترنت .
من جانب آخر فأن الأطفال الذين يتنمرون على أصدقائهم تظهر عليهم سلوكيات خاطئة :
العدوانية .
العراك المتكرر ( لفظياً وبدنياً ) .
رفض ما ارتكبوه من أفعال التسلط والعنف .
لديه أصدقاء من مرتكبي العنف .
محاولة السيطرة على الأصدقاء .
لديه قضايا تأديبية بالمدرسة .
إحصائيات لمرتكب العنف :
في أحيان كثيرة ترتبط قضية العنف بأشكال من العدوان من أشكال التعدي والصراع مع الأصدقاء وحمل السلاح او الآلة الحادة ، ومن أكثر الحالات الخطرة لإيذاء الأقران هي إيذاء النفس من قبل مرتكب العنف ويسمى : bullycide أي ارتباط التسلط بانتحار الضحية .
وفقاً لمشروع منع الانتحار للمنظمة الأمريكية فأن معدلات الانتحار بين اعمار (10- 14 ) سنة أخذت تتزايد وهناك علاقة بين العنف وأذى النفس ، وأشارت الجمعية الأمريكية لجريمة الانتحار : أن الانتحار بين هذه الفئة العمرية تزايد 50% عن العام الماضي فقط .
وأشارت المنظمة التعليمية الوطنية أن أكثر من 150 ألف طالب يغيبون عن المدرسة في اليوم الواحد بسبب تعرضهم للتخويف والمضايقة , وأكثر من 50% منهم شهدوا شكل من أشكال العنف بالمدرسة .
المعدل يزيد بين طلبة المرحلة الثانوية ، ففي كل شهر أكثر من 250 ألف طالب ضحايا العنف الجسدي .
حكايات الطلبة الذين يحملون معهم أسلحة إلى المدرسة لإيذاء أصدقائهم او العاملين بالمدرسة تزداد وتشيع بين اوساط الطلبة . وما يقرب من 75% من عمليات إطلاق النار لها علاقة بالعنف المدرسي ، وحتى مطلق النار إلى غيره يصبح ضحية من ضحايا العنف ، ومهما يكون وضع الطالب فأن الدافع إلى حمل السلاح بقصد استخدامه هو من أجل الانتقام .
حالات التنمر بين الطلبة في المجتمعات المثلية في تزايد أيضا ، في دراسة حديثة لاستطلاع آراء ستة ألاف طالب مثلي في عام 2007 التي أجراها الباحث : " Gay " في شبكة التعليم من أهم نتائجها :
9 من أصل 10 طلبة مثليين اعترفوا بتعرضهم إلى التحرش اللفظي بالمدرسة .
أفاد أكثر من 20% تعرضهم إلى المضايقة الجسدية .
ما يقرب من 1/4 تعرض إلى الاعتداء الجسدي .
ما يقرب 2/3 من الطلبة تعرضوا إلى المضايقة أو الاعتداء ولم يبلغوا عنها لإدارة المدرسة .
الخطوات الاستباقية لمنع العنف :
أشارت نقابة التعليم إلى عشر خطوات لوقف العنف لمن يستفيد منها مثل الأسرة والمدرسة و الشباب أنفسهم :
كن على حذر :
التعرف على علامات التحذير من البلطجة وفتح قنوات الاتصال مع الطلبة .
لا تفترض أن كل شيء على ما يرام :
فإذا شعر الطالب بعدم الارتياح أو قال أن هناك خطأ ما قد وقع فاهتم بقوله .
التدخل :
إذا كنت شاهد لفعل من أفعال الترهيب فافعل ما تراه مناسباً ولا تجعل المشكلة تتفاقم ويمكن الاستعانة بالغير لتهدئة الوضع .
الهدوء :
بمجرد السيطرة على الوضع المتأزم استخدم الهدوء ومع فصل الطلبة إلى مكان آمن والحديث عما جرى لهم .
المارة وشهود العيان عليهم مسئولية :
العنف ينتشر بين الناس اللامبالين ، مع فهم هؤلاء المارة أن سلوك العنف خاطيء ويجب الإبلاغ عنه دون أن يصابوا بأذى .
فتح العقل :
عدم إصدار الأحكام ضد الأطراف المتنازعة و عدم تعنيف الجاني لعل هناك أسباباً يجب معرفتها قبل إصدار الحكم ضده لذا يجب دراسة الوضع بدقة ثم اتخاذ القرار السليم .
الانفراد بكل طالب :
التحدث مع كل طالب بشكل محايد أفضل من التحدث بحضور الجميع .
الهدنة :
لا تجعل الأطراف تقدم اعتذارها أو يمد كل واحد منهم يده إلى الآخر ، وقد يساء فهمها من قبل مرتكب العنف ، البدء بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء المشكلة أولاً .
البحث عن الدعم :
لا تكن مستشاراً أو تقدم نصيحة من باب تأدية الواجب ، وإذا اقتضى الأمر استغل مساعدة المستشار وعلماء النفس وغيرهم الذين هم أفضل تعاملاً مع الأقران الذين يساعدون على حل عنف وتسلط الأقران .
توعية النفس :
إذا تعاملت مع الأطفال بشكل منتظم في المدرسة وغيرها التحق بدورات تدريبية للتعامل مع حالات العنف والتسلط ، وكيفية الحد من هذه الحالات بدلاً من المساهمة في استفحال هذه المشكلات .
أقول:
هذه الخطوات مفيدة في الحد من قضيتي العنف التلقليدي والالكتروني ، لكن كتبنا عن : برامج حل مشكلات العنف لدى طلبة المدارس في مارس 2014 م وهذه البرامج تمنح الطلبة بحل بمشكلات العنف الطلابي بأنفسهم وقد نجحوا في الحد من هذا العنف بالمدارس اكثر من تدخل إدارة المدرسة ومجتمع الكبار والبرامج هي :
برنامج القرين المراقب والموجه : CyberMentor
برامج القرين المساعد :Peer Helper Programmes
برنامج توسط القرين : Peer Mediation Program
توجد هذه البرامج في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق