الأربعاء، 29 أبريل 2015

العنف لدى الأطفال








العنف لدى الأطفال
الباحث / عباس سبتي
سبتمبر 2014

     قرأت هذه المقالة في موقع : NOBullying.com  ، واسم المقالة : التحرك ضد العنف .

العنف لدى الأطفال:
     منذ قرون مديدة توجد ذكريات حالات العنف والبلطجة في أذهان الأطفال عندما كبروا ، وتشير التقديرات أن نصف عدد الأطفال قد تورطوا في حوادث وأشكال العنف قبل السن (18) , وللأسف بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهم في زيادة حوادث العنف بين طلبة المدارس .
     كيف تعرف أن ابنك قد تعرض إلى تخويف وتهديد ؟
     وكيف تعرف أن ابنك قد أساء إلى غيره ؟

     علامات التخويف والتعنيف في الغلاب لا تكون ظاهرة ، ومع أشكال الترهيب التي تم جمعها في جملة " عنف الطفل " قد يكون من الصعب على الآباء معرفة هذه العلامات .

تعريف العنف :
وفقاً لموقع :   stopbullying.gov فقد تم تعريف العنف : " سلوك عدواني غير مرغوب فيه بين طلبة المدارس نتيجة وجود خلل في القوة بين الأطراف المتنازعة ، وهذا السلوك يتكرر مع مرور الوقت " .

     الذين يستخدمون قوتهم في السيطرة على غيرهم ، يستهدفون الطلبة الضعاف البنية أو الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم  .

     عندما يريد الطفل شيئاً من طفل آخر فأنه يستخدم أي وسيلة لممارسة قوته ونفوذه عليه لكي يأخذ هذا الشيء ويظن  أنه حق مكتسب له . وليس هذا الشيء يكون مادياً دائماً ، لكن جعل الضحية يشعر بالطرد من مجموعته ليكون هدف مرتكب التسلط او العنف .

أنواع العنف :
     هناك ثلاثة أنواع من الترهيب والتخويف بين الأقران  : اللفظية ، الجسدية والاجتماعية .

لا يقتصر التخويف اللفظي على الشتم فقط وإنما على :
     السخرية
     التهديد
     الإغاظة
     التعليقات المسيئة

والترهيب الجسدي هو عبارة عن سلوك يضر جسم الضحية مثل:
     الدفع
     البصق
     الضرب
     التعثر

     والتخويف الاجتماعي هو عبارة عن إلحاق الضرر بالضحية بسمعته وبعلاقاته الاجتماعية ، ويتمثل هذا التخويف بأشكال اهماها :
     الشائعات
     النبذ والنفي عن الأصدقاء
     الإذلال
     المحاكاة والتقليد

     في العصر الحديث أصبح التسلط عبر الانترنت النوع الرابع من التخويف بين الأقران وبين الأطفال .

ما هو التسلط ؟
التسلط يتم باستخدام التكنولوجيا مثل الانترنت والهاتف المحمول للتخويف والتهديد والمضايقة لشخص آخر .

     الرسائل النصية وغرف الدردشة والمنتديات العامة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك هي أكثر الأدوات شيوعاً للتعنيف لإيذاء الضحايا .

أكثر أشكال الترهيب شيوعاً هي:
     سرقة حساب آخر لنشر عنه  أشياء غير صحيحة ومسيئة ومهينة ومحرجة .
     إرسال رسائل تهديد .
     إرسال شائعات وأكاذيب إلى الأصدقاء عبر الرسائل النصية أو البريد الالكتروني .
     التظاهر أنه شخص آخر لإغراء ومضايقة الصديق .

     وعكس أشكال العنف الأخرى فإن التسلط يحدث أحياناً  ولا يمكن تفسيره على أساس أنه من أشكال العنف التقليدي .

     على سبيل المثال عندما يقوم شخص أمامك بمحاولات واضحة لاستبعادك عن نشاط تقوم به مع مجموعة أصدقاء فهذا التعريف هو ترهيب أكثر ما هو إرسال رسالة نصية فقط . لذا عندما يتعلق الأمر بالتسلط من خلال نماذج من السلوك فأنه أكثر تأكيداً لأشكال الترهيب .

علامات التحذير :
     على الرغم من وجود علامات يمكن أن يظهرها الطفل أو المراهق  على انه تعرض للمضايقة من قبل غيره ، إلا أنه من المهم أن ليس كل الأطفال يظهرون هذه العلامات والسلوكيات التي تبين أنه هناك خطأ ما .

أكثر العلامات التي تظهر على الطفل ضحية التسلط هي :
     انخفاض درجاته في المواد الدراسية ، وعدم الاهتمام بالمدرسة .
     قلة الأكل أو النوم  .
     ضعف الثقة بالنفس .
     الخوف والقلق من الذهاب إلى المدرسة .
     الإصابات التي لا يبينها الطفل الضحية  ولا يفسرها .
     السلوك المدمر  .
     الانسحاب .

     نتائج وآثار التسلط عبر الانترنت تشبه إلى حد ما نتائج وآثار العنف التقليدي ، فإضافة إلى ما ذكرناه من علامات فأن الطفل يحاول الحصول على الانترنت وعدم إظهار أنشطته عبر الانترنت .

     من جانب آخر فأن الأطفال الذين يتنمرون على أصدقائهم تظهر عليهم سلوكيات خاطئة :
     العدوانية .
     العراك المتكرر ( لفظياً وبدنياً ) .
     رفض ما ارتكبوه من أفعال التسلط والعنف .
     لديه أصدقاء من مرتكبي العنف .
     محاولة السيطرة على الأصدقاء .
     لديه قضايا تأديبية بالمدرسة .

إحصائيات لمرتكب العنف :
     في أحيان كثيرة ترتبط قضية العنف بأشكال من العدوان من أشكال التعدي والصراع مع الأصدقاء وحمل السلاح او الآلة الحادة ، ومن أكثر الحالات الخطرة لإيذاء الأقران هي إيذاء النفس من قبل مرتكب العنف ويسمى :  bullycide  أي ارتباط التسلط بانتحار الضحية .

     وفقاً لمشروع منع الانتحار للمنظمة الأمريكية فأن معدلات الانتحار بين اعمار (10- 14 ) سنة  أخذت تتزايد وهناك علاقة بين العنف وأذى النفس ، وأشارت الجمعية الأمريكية لجريمة الانتحار : أن الانتحار بين هذه الفئة العمرية تزايد 50%  عن العام الماضي  فقط .

     وأشارت المنظمة التعليمية الوطنية أن أكثر من 150 ألف طالب يغيبون عن المدرسة في اليوم الواحد بسبب تعرضهم للتخويف والمضايقة , وأكثر من 50% منهم شهدوا شكل من أشكال العنف بالمدرسة .

     المعدل يزيد بين طلبة المرحلة الثانوية ، ففي كل شهر أكثر من 250 ألف طالب ضحايا العنف الجسدي .

     حكايات الطلبة الذين يحملون معهم أسلحة إلى المدرسة لإيذاء أصدقائهم او العاملين بالمدرسة تزداد وتشيع بين اوساط الطلبة . وما يقرب من 75% من عمليات إطلاق النار لها علاقة بالعنف المدرسي ، وحتى مطلق النار إلى غيره يصبح ضحية من ضحايا العنف ، ومهما يكون وضع الطالب فأن الدافع إلى حمل السلاح بقصد استخدامه هو من أجل الانتقام .

     حالات التنمر بين الطلبة في المجتمعات المثلية في تزايد أيضا ، في دراسة حديثة لاستطلاع آراء ستة ألاف طالب مثلي في عام 2007 التي أجراها  الباحث :  "  Gay  "   في  شبكة التعليم  من أهم نتائجها :
     9 من أصل 10 طلبة مثليين اعترفوا بتعرضهم إلى التحرش اللفظي بالمدرسة .
     أفاد أكثر من 20% تعرضهم إلى المضايقة الجسدية .
     ما يقرب من  1/4 تعرض إلى الاعتداء الجسدي .
     ما يقرب 2/3 من الطلبة تعرضوا إلى المضايقة أو الاعتداء ولم يبلغوا عنها  لإدارة المدرسة .

الخطوات الاستباقية لمنع العنف :
     أشارت نقابة التعليم إلى عشر خطوات لوقف العنف لمن يستفيد  منها مثل الأسرة  والمدرسة و الشباب أنفسهم :
كن على حذر :
     التعرف على علامات التحذير من البلطجة وفتح قنوات الاتصال مع الطلبة .

لا تفترض أن كل شيء على ما يرام :
     فإذا شعر الطالب بعدم الارتياح أو قال أن هناك خطأ ما قد وقع فاهتم بقوله .

التدخل :
     إذا كنت شاهد لفعل من أفعال الترهيب فافعل ما تراه مناسباً ولا تجعل المشكلة تتفاقم ويمكن الاستعانة بالغير لتهدئة الوضع .

الهدوء :
     بمجرد السيطرة على الوضع المتأزم  استخدم الهدوء ومع فصل الطلبة  إلى مكان آمن والحديث عما جرى لهم .

المارة وشهود العيان عليهم مسئولية :
     العنف ينتشر بين الناس اللامبالين ، مع فهم هؤلاء المارة أن سلوك العنف خاطيء  ويجب الإبلاغ عنه دون أن يصابوا بأذى .

فتح العقل :
     عدم إصدار الأحكام ضد الأطراف المتنازعة و عدم تعنيف الجاني لعل هناك أسباباً يجب معرفتها قبل إصدار الحكم ضده لذا يجب دراسة الوضع بدقة ثم اتخاذ القرار السليم .

الانفراد بكل طالب :
     التحدث مع كل طالب بشكل محايد أفضل من التحدث بحضور الجميع .

الهدنة :
     لا تجعل الأطراف تقدم اعتذارها أو يمد كل واحد منهم  يده إلى الآخر ، وقد يساء فهمها من قبل مرتكب العنف ، البدء بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء المشكلة أولاً . 

البحث عن الدعم :
     لا تكن مستشاراً أو تقدم نصيحة من باب تأدية الواجب ، وإذا اقتضى الأمر استغل مساعدة المستشار وعلماء النفس وغيرهم الذين هم أفضل تعاملاً مع الأقران الذين يساعدون على حل عنف وتسلط الأقران .

توعية النفس :
     إذا تعاملت مع الأطفال بشكل منتظم في المدرسة وغيرها التحق بدورات تدريبية للتعامل مع حالات العنف والتسلط  ، وكيفية الحد من هذه الحالات بدلاً من المساهمة في استفحال هذه المشكلات .

أقول:
     هذه الخطوات مفيدة في الحد من قضيتي العنف التلقليدي والالكتروني ، لكن كتبنا عن : برامج حل مشكلات العنف لدى طلبة المدارس في مارس   2014 م وهذه البرامج تمنح الطلبة بحل بمشكلات العنف الطلابي بأنفسهم وقد نجحوا في الحد من هذا العنف بالمدارس اكثر من تدخل  إدارة المدرسة ومجتمع الكبار والبرامج هي :
     برنامج القرين المراقب والموجه : CyberMentor 
      برامج القرين المساعد :Peer Helper Programmes
     برنامج توسط القرين : Peer Mediation Program 

توجد هذه البرامج في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق