الأربعاء، 29 أبريل 2015

مواجهة الزمرة أو الشلة




مواجهة الزمرة أو الشلة
بقلم الباحث / عباس سبتي

     هذه المقالة مفيدة لمن تورط بسلبيات الزمرة أو الشلة خاصة طلبة المدارس وعليك كمعلم أن تتبع الخطوات التالية :

     هل تشعر أنك تقوم باختبار موديلات " البنات المسيئات " ؟
     هل تسمع القيل والقال هنا ؟
     وهل تعبت من اتباع قواعد اللبس لمجموعتك وتعتقد أن ذلك ستفشل إذا لم تفعل ؟ 
     هل تود أن تتخذ أحداًَ صديقاً  لك وهو خارج فريقك أو جماعتك ؟
     وهل أنت قلق بشان أنك سوف تبقى بالمدرسة أو تشعر كأنك منبوذ أو أسوأ من ذلك بأن يساء إليك ؟

     سواء أكنت خارج تنظر داخل الزمرة أو كنت بالداخل  تريد الخروج منها  ، من المفيد أن تعلم ما تفعله الزمرة أو الشلة ؟

مجموعة الأصدقاء مقابل الزمرة :
     التعرف على الأصدقاء هو جزء من مراحل النمو يمر بها الأطفال والمراهقون ، أنه من المهم أن يكون للطفل أصدقاء يعتمد عليهم ، وأن يكون الفرد  عضو في المجموعة فأنه يجعل يومه سعيداً ويتعلم مهارات الحياة بأن يكون مستمعاً ويتبادل الخبرات مع الآخرين ويحترم الناس .

     الرغبات والاهتمامات تجمع الناس في مجموعات صغيرة ، مثال الرياضيين يجتمعون في الأندية كذلك التخصصات العلمية كل تخصص يجمع أعضاؤه في جمعية ونقابة .

     بعض الجماعات تتواصل بعضها بعض لمدة طويلة وبعضها ينجرف مع الآخرين حسب الاهتمامات المشتركة بينها وحسب تكوين الصداقات الجديدة وكان لهم اهتمامات قصيرة وقليلة ، بعض الناس ينضم إلى أو يخرج من المجموعات المختلفة ويصبحون أعضاء في كل مجموعة ، وحتى في المجموعة الواحدة فان العضو له صديق أو صديقين الذين يتواصلون معهم .

     بعض مجموعات الصداقة تظهر فيها المرونة واضحة وإذ ترحب بانضمام أعضاء جدد لها ، وبعض مجموعات أخرى تفرض قيوداً على الانضمام لها ، وفي هذه المجموعات ليس كل  عضو يمثل مجموعته ، وتسمى هذه المجموعة بالجماعة المحظورة  أو  الزمرة أحياناً أخرى .

كيفية التعامل مع الزمرة ؟
     الزمرة في العادة مجموعة منطوية أو ضيقة  ولها شروط صارمة للانضمام لها وطرق العمل فيها ، فبدلاً أن تركز على القيم والمعتقدات المشتركة ، فأن كثيراً من الزمر تركز على الحفاظ على شعبيتها ووضعها ، على سبيل المثال زمرة معينة قد تحاول أن تجعل أفرادها أفضل من الناس خارج الزمرة أو تشعر زمرة أفرادها أنهم أفضل مكانة من أفراد في زمرة أخرى .

     في أحيان أخرى  يحاول أفراد زمرة ما إيذاء الناس بقصد ، إما عن طريق استبعادهم أو تحقيرهم أو كلاهما ، وفي بعض الأحيان قد يهينون أناساً من خلال محاولة إصلاحهم أو ليصبحوا مصلحين ، وفي أحيان يصبحون أكثر خطورة  فيستهدفون أفراداً خارج الزمرة ويصبحون ضحية لهم .

     بخلاف مجموعات الصداقة المنتظمة حيث أن أفرادها أحرار في الاختلاط بغيرهم خارج المجموعة ، فأن أفراد الزمرة يقومون بنفس الأعمال معاً ، يجلسون في الصف معاً ، يذهبون إلى مجمع تجاري بعد المدرسة  ، ويفعلون أشياء فقط مع أفراد الزمرة أو من أناس وقحين  مثلهم .

     على الرغم أن الأطفال يفكرون أنه من الأفضل الانتماء إلى الزمرة بدلاً من العزلة والاستبعاد ، فأنه في أحيان كثيرة الأطفال في الزمرة يتعاملون مع ضغوط كثيرة وقواعد صارمة ، سرعان ما يخافون بأن لا يكونوا محبوبين في الزمرة أو يخافون من الطرد منها ، ولكن بعد فترة يبدأ أفرادها يدركون أن الأصدقاء الحقيقيين غير متسلطين أو لا يتأمرون على غيرهم .

لماذا تحاول الزمرة جذب الأطفال لها ؟
     تجذب الزمرة الناس لها لعوامل عدة ، بالنسبة لبعض الناس يحب أن يكون أكثر شعبية أو أكثر أهمية لدى الناس ، فالزمرة تعطيهم هذه المكانة الاجتماعية ، بعض الناس يودون أن يكونوا في الزمرة كي لا يشعروا بالعزلة والاستبعاد ، وبعض الناس يشعرون ببساطة أنه من الأفضل أن يكونوا داخل الزمرة  من أن يكونوا خارجين عنها .

     تعطي الزمرة بعض الناس الذين يحبون السلطة  فرصة ليكونوا قادة فيها  ( طيبين او أشرار ) وبالنسبة للأفراد الذين يميلون إلى اتباع الأوامر فأنهم يعلمونهم  كيفية الالتزام بالقواعد داخل الزمرة ، ومن الواضح لأفراد الزمرة  أن يعلموا  كيفية القيام بالمهام الموكولة لهم ، وفي بعض الأحيان هذا يعني التضحية ببعض حريتهم الشخصية وإتباع أوامر القائد أكثر من فعل شيء يودون فعله بإرادتهم .

     في العادة أفراد الزمرة يخضعون لأوامر القادة بشكل صارم ، فالقائد هو الحارس لهيكل الزمرة ويقرر من يكون فعالاً ومن غير فعال ويسود هذا النوع من السيطرة في الزمر البنات .

     ليس هناك ضمان لانضمام الأطفال الأكثر شجاعة وبسالة إلى الزمر ، في الواقع فالفتاة الأكثر شعبية ومحبوبة قد تكون مستبعدة من الانضمام للزمرة بسبب  شخصيتها وثقتها بنفسها التي تكون خطراً على القادة ، فلا تكون تابعة جيدة لا سيما إذا كانت تتميز بشعبيتها الخاصة ، ولهذا السبب في بعض الأحيان صديقات  هذه الفتاة قد يدعن بالانضمام إلى الزمرة بينما هي لا تدعى , وقد يستبعد أفراد الزمرة الفتاة عن عمد عن أفراد الزمرة لاعتقادهم أنها قد تؤثر على أفرادها سلباً .

     الزمرة ليست حكراً للفتيات وإنما هناك زمر للفتيان أيضا خاصة في مجال الرياضة وألعاب الكمبيوتر أو في الفن أو  في اللباس ، فقط يكونون مثل الفتيات بشأن من يطرد من الزمرة  أو لا ينضم لها .

النظر إلى داخل هيكل الزمر :
     ليس الناس كالورود داخل الزمر ، حيث أن مكانة الشخص داخل الزمرة قد تكون مهددة دائماً ، مع أن أكثر الأعضاء يتمسكون بالقائد ليس من باب طلب الصداقة الحقيقية بل بسبب المحافظة على مكانتهم في الزمرة وحتى لو فقد القائد سلطته بعد ذلك ، في الواقع أن ملكة النحل كما في زمر الفتيات  ربما تقلق أكثر من كونها محبوبة كما بالنسبة للغرباء الذين يطمعون فيها بسبب عدم شعور أحد بالأمان  ، فأفراد الزمرة يستخدمون أسلوب المداهنة والإذلال أو الشائعات من أجل التلاعب بالأوضاع والمحافظة بمكانتهم .

     بعض الفتيات يحاولن أن يصادقن صداقات داخل وخارج الزمرة ولكن هذا صعب لأن هناك ضغط كبير من أفراد الزمرة عليهن  ألا يتخذن صديقات خارج الزمرة ، وهذا يتطلب الثقة بالنفس لدى بعض الفتيات لكي يجرأن اتخاذ صديقات خارج مجموعة الزمرة .

     في بعض الأحيان يقرر بعض أفراد الزمرة الخروج منها ، لأنهم لا يريدون التقيد بالقواعد الصارمة داخل الزمرة ولا يحبون بعض أناس خارج الزمرة أو أن يؤذوا مشاعر غيرهم ، وكلما كبر الأفراد فأنهم لا يشعرون بانتمائهم إلى الزمرة ، وعادة في نهاية المرحلة الثانوية يحب الطلبة من يكون داخل أو خارج الزمرة ، على أي حال يحتاج الطالب إلى الشجاعة الكافية لكي يقرر ترك الزمرة ويكون خارجها .

     حذار من الجماعات أو الزمر التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ، خاصة أن هذه المواقع أكثر شعبية وجذباً في إيذاء الآخرين  ، ذلك بدعوة الأصدقاء الخاصين إلى الحفلة  لإرسال صور وتعليقات مؤذية عن الآخرين أو إنشاء شخصية وهمية والقيام  بأنشطة تسيء إلى الشخصية الحقيقية  .  

النجاة من الزمر :
     سواء أكنت داخل أو خارج الزمرة فإن حياتك تصبح صعبة ، لكن هناك طرقاً للتعامل مع الوضع :
اعرف نفسك ، شخصيتك :
     حان الوقت لتعرف من  أنت ؟ وما هي قيمك واهتمامك وعقيدتك ؟ إذا كنت تواجه الزمرة عليك  أن تسأل نفسك أسئلة تدور عن اكتشاف الذات وما تقدمه لأصدقائك وما يقدمونه لك ؟  هل تريد أن تكون عضواً في المجموعة بسبب أنك تريد أن تكون مقبولاً لدى الآخرين أم أنك تؤمن بقيمهم ؟ هل مجموعة أصدقائك فعلت شيئاً لا تحبه ؟ كيف  يؤثر أصدقاؤك على الطريقة التي يفكر بها الناس عنك ؟ هل هذا الشيء يجعلك سعيداً أم كئيباً ؟

كن مشاركاً في الأنشطة التي تجعلك سعيداً :
     إذا كنت في الزمرة فلا تستسلم لضغوط المجموعة عليك كي تتخلى عن أشياء تحبها أو تنفق وقتاً ومالاً على الأشياء ليس لها أهمية لك ؟ وإذا شعرت أنك خارج المجموعة وشعرت بالإهمال فاعمل أشياء تحبها فأن ذلك يجعلك تشعر بالانتماء وأنك هام وتعتمد على عقلك بدلاً من الاعتماد على فكر الجماعة ، وإذا لم يكن لك أصدقاء بالمدرسة انضم إلى فريق المتطوعين ( مساعدة الآخرين ، نظافة البيئة مما يجعلك ترضى عن نفسك ) .

حافظ على روابطك الاجتماعية مفتوحة ومتنوعة :
     الزمرة قد تفرض قيوداً على تفكير أعضائها وعلى لباسهم وعلى سلوكياتهم ، فلا تجعل الزمرة تجعلك تفقد أصدقاءك المقربين لك ، وإذا كنت خارج الزمرة فأن ذلك يساعدك على اختيار الأصدقاء الذين يشاركونك في القيم والأهداف والسلوكيات ، والدعم والرعاية منهم يجعلك لا تشعر بالوحدة ، وبالتالي ولو تعرفت على بعض أعضاء الزمرة فأنك سلطتهم عليك تكون محدودة .
التحدث بصراحة :
     إذا كان مجموعة من الأصدقاء ينتمون إلى الزمرة ، حافظ على  معتقداتك وكن مستعدا أن الزمرة سوف تتخلى عنك وتذكر أن بعض الشباب والشابات يشعرون بالتهديد والتهميش إذا خرجوا من الجماعة ، وقد يقتدي بعضهم بك ويتخلون عن أنشطة الزمرة ، وإذا كان من الصعب التحدث بصراحة فعليك  ألا تشارك في السلوكيات الخاطئة مع الجماعة ، و كنت خارج الزمرة وتعلم أنها تسيء إلى الناس  عليك الاتصال بالمعلمين .

فكر بعقلك :
     أن تكون حساساً مع الآخرين ولا تكن تعمل شيئاً لا تعتقد به فأنه عين الصواب  ولو عمله غيرك ، وأنت الوحيد من يتحمل تصرفاتك ، والأصدقاء الحقيقيون يحترمون تفكيرك وحقوقك وخياراتك المستقلة حتى لو أخبرك أحد أن تعمل شيئاً من باب المزاح فقل له كلا إذا كان ذلك خطأ ، فلا تكن جباراً ، ولا تنصاع لأوامر الجماعة .

     تغيرت الصداقات وكما أن الزمرة قد تجعل الحياة بائسة ، فأن التغييرات في الجماعات الاجتماعية قد يسلب منها نفوذها وقوتها ، قد تواجه الزمرة الطالب الجديد بالجامعة  وهذا نادر ، ولكن لحسن الحظ فأن الزمر والجماعات تختفي في نهاية المرحلة الثانوية .

     هل تريد أن تعلم ما السر كونك  أكثر شعبية ولك أصدقاء ؟ هو أن تكون صديق مخلص لنفسك  ، الناس الذين يتمتعون بشعبية حقيقية هم الذين يمتلكون مهارات الصداقة  الجيدة ، أن تكون صديقاً يعني أن تكون محترماً ونزيهاً وجدير بالثقة لدى الآخرين وصادقاً ومهتماً بغيرك وطيباً ، لذا إذا كنت تريد أصدقاء فاختر الصديق الذي تحبه ويكون وفياً ك .

أقول:
     توجد نصيحة هامة في التراث الإسلامي تقول : لا تكن أمعة أي تتبع الناس دون روية وتفكير لكن للأسف كثير من النصائح والتوجيهات الاجتماعية لا تطبق في مجتمعاتنا بسبب عوامل كثيرة منها عدم تفعيل هذه التوجيهات في المناهج المدرسية وعدم وجود برامج توعوية لأفراد الأسرة .

المصدر :
 Coping With Cliques  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق