الأربعاء، 29 أبريل 2015

هل يؤثر العنف على نمو الدماغ لدى الطفل؟






هل يؤثر العنف على نمو الدماغ لدى الطفل؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     يعتقد بعض الناس أن العنف لا يشكل أذى طالما لا توجد إصابات واضحة ولو أنه يؤثر نفسياً على الطفل وذويه ، لكن الدراسات الموثقة أشارت إلى أن العنف يؤثر على الضحايا من الناحية النفسية والعاطفية ، وتشير دراسة في علم الأعصاب ان العنف البدني يؤثر على نمو أدمغة الأطفال ، وإليك خمس دراسات تشير إلى أن مسار عمليات الدماغ  يخرج عن أداء وظيفته عندما يتعرض الطفل إلى العنف المستمر .  

1- دراسة  " Mice  " من جامعة  " Rockefeller " :
     أجرت هذه الدراسة جامعة " Rockefeller "   تستهدف كشف عن  أدمغة الفئران (mice )  التي تعرضت إلى ضرب وعنف ، اكتشف الباحثون أن الجينات أصبحت أكثر نشاطاً مما يساعد على إفراز كميات كبيرة من هرمون ، فاسوبريسين " vasopressin " تنطلق داخل منطقة الدماغ ، التغييرات في الأنظمة الهرمونية العصبية تؤثر في السلوكيات الاجتماعية ، والفئران التي تتعرض إلى تعنيف من قبل فئران أخرى لا تتكيف معها اجتماعياً ، وتبقى جامدة في مكانها لا تتحرك ويظهر عليها الخوف والقلق ، وفي البشر التعديلات في مكونات أنظمة الغدد الصماء العصبية ترتبط بالاكتئاب والخوف الاجتماعي وغيرها من الاضطرابات النفسية  وتشير نتائج الدراسة إلى أن العنف تنتج عنه صدمة اجتماعية قاسية بشكل جزئي .

2- دراسة " Teicher " :
     أجرى عالم الأعصاب  "  Teicher " دراسة على (63) شاباً ضحايا العنف اللفظي ، حيث وجد الباحث الانحرافات في الألياف العصبية التي تربط نصفي الأيمن والأيسر من الدماغ مما يتيح التواصل بين نصفي المخيخ .

     تم العثور على الخلايا العصبية في الرأس لديها كميات صغيرة من تغليف " المايلين ، myelin " التي تساعد تعزيز التواصل بخلايا الدماغ ، وهذه التشوهات قد تعيق قدرة الفرد على معالجة الأحداث التي تحدث أمامه والاستجابة لها ، ضحايا العنف لديهم مشكلات مع الذاكرة والتركيز والاهتمام بشكل متكرر ، وهذه التشوهات تسهم في إيجاد الصعوبات المعرفية لدى الفرد .

3- دراسة " Vaillancourt " :
     " Vaillancourt " هو طبيب نفسي في جامعة " أتاوة ، Ottawa " تتبع دراسة المراهقين بما فيهم الذين تم إذلالهم ونبذهم من قبل زملائهم بشكل منتظم ، بهدف إن كان هناك اختلافات رئيسة بالمقارنة من غيرهم من ضحايا العنف .

     كل ستة شهور يتم تقييم الأداء المعرفي للمراهقين ويتم فحص أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI ) لتقييم الأضرار التي لحقت بالدماغ  خاصة في قرن آمون " hippocampus " الذي يشارك في تكوين الذاكرة ، وتشير نتائج دراسة " Vaillancourt " إلى أن العنف قد يضعف نمو الدماغ :
أ‌)  في عام 2008 اكتشف "  Vaillancourt " مستويات عالية من هرمون الكورتيزول " cortisol " ، هرمون الإجهاد في المراهقين الذكور الذين تعرضوا إلى العنف ، ومستويات منخفضة من هذا الهرمون في المراهقات ، فعندما يعاني المراهق من استجابات الصراع أو الهروب فان السكر يعوق نقل الدم إلى العضلات ويؤدي إلى الإجهاد المزمن وعندما يكون هناك كمية زائدة من الكورتيزول في الدماغ فأن القدرة على خلق ذكريات جديدة تصبح ضعيفة ، ولم يتم تحديد لماذا الفتيات مستوى هذا الهرمون منخفض لديهن سوى أن الفتيان يجهد أنفسهم أكثر من الفتيات .

ب‌) اكتشف "  Vaillancourt " في نطاق الألياف العصبية عيوباً مثل عدم الاتصال بين نصفي الأيمن والأيسر للدماغ ، وقد يؤدي التخويف او التعنيف  لدى بعض الأفراد إلى العجز المعرفي وقلة التركيز وضعف الإدراك .

4- دراسة " Peterson " :
     بيترسون " Peterson " عالم الأعصاب في كلية شيكاغو الطبية وقد لاحظ من خلال جلسة واحدة أن تعنيف الفئران  أدى إلى تغير في دماغها إذ وجد هو وزملاؤه أن الخلايا الجديدة في الدماغ تموت قبل النضج الكامل وذلك عند  تكرار العنف والإجهاد على الفئران .

5- دراسة " Radua "
     قارن " Radua " أدمغة الأطفال والكبار الذين تلقوا سوء المعاملة لفترة طويلة مع غيرهم الأشخاص الأسوياء باستخدام تقنية تصوير الأعصاب  ، لاحظ " Radua " أن هؤلاء المشاركين الذين تعرضوا لسوء المعاملة وجود حجم صغير من المادة الرمادية في مناطق متعددة من الدماغ .

     تكون المادة الرمادية الخلايا العصبية تقوم بمعالجة المعلومات لذا استنتج " Radua " أن الضغوط على الأطفال  يؤدي إلى التغيرات الفسيولوجية والعصبية الحيوية لبناء الدماغ .

     الآباء قد يعرفون أن العنف يسبب أضراراً عاطفية للضحية لكنهم يجهلون أثر ذلك العنف على بنية دماغ الضحية ، وتشير الأدلة إلى أن الضرر قد يصيب بعمق جلد وقشرة الدماغ ، وأن العنف البدني يعيق نمو الدماغ وأن الأمر يحتاج إلى اهتمام بجدية أكثر من قبل أولياء الأمور والمعلمين والمدرسة بهذه القضية .

     لمعرفة المزيد بحماية الأطفال من التسلط والعنف اطلع على أداة : uKnowKids ، في موقع : uKnowKids.com


المصدر:
January 16, 2015   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق