الخميس، 11 فبراير 2016

كيف تنمي المدارس الصحة النفسية لدى الطىب





كيف تنمي المدارس الصحة النفسية لدى الطلاب
How Schools Can Help Nurture Students’ Mental Health
بقلم / Linda Flanagan
22/5/2015
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
فبراير 2016

بحلول اللحظة التي دخلها الصف الثاني ، ارتكب " Eric " ( ليس اسمه الحقيقي ) سلوك العنف ضد غيره ، حيث أثر ذلك على أسرته فانتقل إلى ولاية جديدة ومنزل جديد ، لكنه لم يكن ناجحاً خاصة بالمدرسة ، قال المعالج  النفسي "   Steve Lepinski " : أصبح "    Eric "  يعاني من صعوبة التعلم ، ويدير "  Lepinski " مركز "   Washburn " للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بولاية "  Minnesota "، وخضع لعلاج مكثف فأصبح يحصل على (90%) في مهارة القراءة حسب مستوى الأطفال الذين في عمره ، والآن هو في الصف  الثالث يقوم بالمهام المناسبة لهذا الصف كما أضاف  هذا المعالج .

" الرضة ، الصدمة ،  Trauma  " هي سبب من أسباب مشكلة الصحة النفسية لدى الأطفال ، ولكن هناك أسباباً أخرى ، فالمشكلات النفسية ترتبط بالفقر وفقاً لدراسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ، ومع أن (20%) من الأطفال يعيشون في الفقر ،فقد أشارت هذه الدراسة  إلى أن والدي هؤلاء الأطفال الذين يعملون بالجيش أكثر عرضة للمشكلات النفسية  بعد عودتهم من الخدمة العسكرية .
لحسن الحظ هناك  تشخيص أفضل لهؤلاء الوالدين وأطفالهم من قبل أطباء الأطفال ، وما قد يتم تجاهله أو عدم توفر العلاج لمدة طويلة أصبح الآن أكثر عرضة لمراقبة هذه الحالات في عصرنا الحالي ، ولكن معرفة هذا التشخيص  قد لا تكشف حقيقة أن يشعر الأطفال يعاني من المشكلات الحقيقية التي تحتاج إلى علاج .

نمو قوة البدن السريع في الحياة العصرية قد يكون من عناصر العلاج ، وقد عالجت د. "  Debra Koss " الأطفال منذ عشرين عاماً قالت : أن المراهقين وأسرهم يواجهون ضغوطاً خارجية اليوم أكثر فيما مضى من العقود .

جزء من هذا هو وقوع ثورة التكنولوجيا خاصة في أجهزة التلفاز ، الكمبيوتر و الهواتف المحمولة والتي تلتهم ما يقرب خمس إلى سبع ساعات من متوسط يوم الطفل ، قضاء وقت غير نافع أمام شاشات الأجهزة بدلاً من قضاء الوقت في العلاقات الاجتماعية ، ممارسة الرياضة البدنية أو التنزه و السياحة وكلها عوامل تساهم في تنمية العاطفة السليمة كما تقول "  Debra Koss " .

وتضيف " Debra Koss " أيضا مواقع التواصل الاجتماعي العنيفة والقاسية مثل " Yik Yak " حيث يقوم الأطفال بنشر تعليقات مجهولة المصدر عن أقرانهم ، وقد تدمر راحة بال الأطفال ولها تأثير سلبي على تقدير الذات والعلاقات الاجتماعية .

تطور في علم الأعصاب قد يساعد على تشكيل التوقعات الثقافية للأطفال ، ولكن حتى الآن فأن البحوث قد فشلت في تفعيل الكثير من التغيير ، والمراهقون يبحثون عن اللذات قصيرة الأمد والأحاسيس بشكل مكثف ، بينما سؤالهم عن المهن وتخصصات الكليات عندما كانوا بالثانوية بعيدة عن أدمغتهم ، بينما نتوقع مستوى من صنع القرار والتفكير المجرد الذي لا يتماشى مع نمو المخ لديهم ، والآن عندما يقوم الطالب بعمل ما فان المعلم قد لا يشتكي من سلوكه السيئ  ولكنه يفكر ما الذي يحدث له ؟

 الضغط الثقافي المشوه على الأطفال لأداء قدراتهم يكون محبطاً ويجعلهم كأنهم كبار في السن ، ولكن الحقيقة أن هذا الجيل قد تعرض لعدة اختبارات معيارية أكثر من غيره ، فهذه الأهداف والرسائل من الآباء ، المدارس ، متطلبات الكلية ووسائل الأعلام  وخلق توقعات غير معقولة  وكل هذه العوامل تساهم في إصابة المراهقين بالاكتئاب ، القلق والمشكلات النفسية الأخرى .
ما هو دور  المدارس في  الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب ؟ بعض التربويين وخبراء الصحة النفسية يجبرون المدارس للمشاركة أكثر في منع المشكلات النفسية والسلوكية وتحديد الطلاب وتحويلهم إلى المعالجين ، وقد تظهر هذه المشكلات في بداية حياتهم لكن عندما يتلقون العلاج الفوري فان النتائج الطيبة تكون لصالحهم .
اتصال اليوم للمعلمين مع الأطفال يجعلهم يحددون من يعاني من المشكلات النفسية ويحتاجون إلى المساعدة ، وكما تقول "   Debra Koss " : الفشل الأكاديمي هي نتيجة حقيقية للمرض النفسي ، وأن المعلمين والعاملين بالمدرسة لا خيار لهم سوى مواجهة هذه المشكلات .
تم اعتماد المبادرات التالية في مختلف الولايات والمدارس في تحديد وعلاج الطلاب المحتاجين :

رعاية الصحة النفسية بالمدارس :
اعتمدت أهم طريقة من الطرق الطموحة لعلاج الأطفال في ولاية " مينيسوتا ، Minnesota " ، حيث يوفر  مختصو الصحة النفسية العلاج لهذه المشكلات في المدارس، ، بدأ نظام " مينيسوتا " عام 2007 كبرنامج تدريبي مصغر في (645) مدرسة في (71) محافظة يتخطى الحدود من أجل الوصول إلى الأطفال المحتاجين إلى الانتقال للمراكز الصحية وتغطية التأمين .
تمثل هذه الطريقة خروجاً جذرياً للتعامل مع الأطفال المرضى حيث يبلغ المسئولون أولياء الأمور عن المشكلة المحتملة لاتخاذ هؤلاء الأولياء الإجراء اللازم ، اليوم فأن " مينيسوتا " لها أكبر برنامج للصحة المدرسية في البلاد .

حيث أن مقدمي الرعاية الصحية النفسية قدموا ما هو المتاح وعبارة عن العلامة المميزة لتلقي الأطفال المساعدة ، فأن الطريقة تساعد المعالجين على تشخيص المرضى ، كذلك المعلمون ومدراء المدارس يرحبون بزيارة الأطباء ويتفاعلون معهم ، وهناك لا توجد  معركة نفوذ بين مقدمي الرعاية الصحية الخارجية وبين ممرضات المدرسة والاختصاصيين الاجتماعيين أو معلمي التربية الخاصة  لأنهم جميعا يدركون الدور المهم لهم في تحديد وعلاج الطلاب .
خلال السنوات الخمس الأولى من البرنامج وجد المعالجون أن أكثر من نصف عدد الأطفال قد تم علاجهم على يد المعالجون أو العاملين بالصحة المدرسية وبعض الأطفال كان يعاني من أمراض خطيرة ، وبدون الحواجز المادية لطلب المساعدة فأن معظم الأطفال تلقوا علاجهم ، وعلاوة على ذلك انعكس أثر العلاج في خفض معدلات الطرد أو الفصل من المدرسة ، الغياب وتكرار المشكلات النفسية .
وفي نفس الوقت فأن معدلات الحضور تقدمت ببطء ، ووجود تفرغ مهني للعاملين أصبحت ثقافة المدرسة أكثر حساسية لدور الصحة النفسية في عملية التعلم ، والآن عندما يقوم الطالب بعمل ما فان المعلم قد لا يشتكي من سلوكه السيئ  ولكنه يفكر ما الذي يحدث له ؟  قال " Lepinski " .
تقييم الكشف الصحي النفسي : OFFER MENTAL HEALTH SCREENING
اختبار الجانب النفسي للإنسان هي طريقة لتحديد الأطفال المرضى ، وبعض المدارس بدأت تستخدم هذا الاختبار بعد ظهور الأزمات ، ومقياس تصنيف درجة الانتحار في كولومبيا وهو مسح مختصر لتحديد دقة الأفراد المعرضين لخطر الانتحار ، في ولاية "  تينسي  " طلبت المدارس المساعدة من الولاية لمنع الانتحار أو إدارة حالة الانتحار فشرعت الولاية في تقييم الوضع العام بالاستعانة بهذا المقياس .
تم تطبيق المقياس على كثير من الأطفال من مختلف الأعمار بعد ظهور الأزمات منذ شهر يوليو قالت :  Melissa Sparks " وهي ممرضة في ولاية تينسي وتشرف على مقياس للكشف عن المشكلات النفسية  مبكراً ، وتم كشف (221) حالة من المراهقين بعد موافقة الوالدين منذ شهر يوليو ، تم العثور على (75) حالة لها أمراض نفسية وتعاطي المخدرات
الاشتمال على التمارين بالمدرسة : INCLUDE EXERCISE IN THE SCHOOL DAY
التمارين الرياضية مفيد لعلاج الأمراض النفسية  تقلل من الضغوط النفسية  وتقوية التركيز والانتباه  وتهدئة المزاج وبما أن ميزانية المدارس قليلة فأن المدارس خفضت حصص التربية الرياضية ، وهذا الأمر يقوض رفاه وراحة الطلاب وتحصيلهم الدراسي  قال " Dr. Lawrence Steinberg " مؤلف كتاب " عصر الفرص : دروس من العلم الجديد لمرحلة المراهقة ، Age of Opportunity: Lessons From the New Science of Adolescence " ، ويعتقد " Steinberg " أنه يجب تخصيص ساعة في اليوم لممارسة الرياضة  لأن النشاط البدني يحسن الأداء الأكاديمي والصحة النفسية .
أوصى أيضا معهد الطب "  The Institute of Medicine "  بتخصيص ساعة واحدة لممارسة الرياضة البدنية بالمدارس وعرض بعض المقترحات والألعاب للمعلمين لتعزيز هذا النشاط  ، ويقدم موقع المعهد الالكتروني النصائح لترتيب الصف الدراسي كي يزاول الطلاب النشاط الرياضي وحتى لا يقضي الطلاب يومهم الدراسي وهم جلوس على المقاعد ، ويعرض المعهد أفكاراً لجعل حصة التربية الرياضية ويومي العطلة الأسبوعية  أكثر نشاطاً وحيوية للطلاب .
 أخذ قسطاً كافياً من النوم : ALLOW KIDS TO SLEEP IN
المراهقون عادة لا ينامون بشكل كاف  وهذا يؤثر على صحتهم النفسية وأدائهم في الفصل ، والكمية الموصى بها لنوم  الأطفال والمراهقين بين 8،5-9،5 ساعات في الليلة ، ولكن نسبة (87%) من طلاب المدارس لا ينامون بما فيه الكفاية ، وأنه من الصعب أن يأوي المراهقون إلى الفراش قبل العاشرة والنصف ليلاً  ، ولا يستيقظون بسهولة صباحاً للمدرسة  ونسبة (40%) من المدارس الثانوية تفتح أبوابها قبل الساعة الثامنة صباحاً .
 بعض المدارس تلتزم بأخذ النصائح من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وتأخير بداية الدوام الصباحي للمدارس لتتناسب أفضل  مع عادة نوم المراهقين ، ووفقاً ل "  Stacy Simera " مديرة مركز تأخير الدوام المدرسي : عدد المدارس التي تفتح أبوابها متأخراً في تزايد مع نتائج إيجابية .
وجد الباحثون في جامعة "  مينيسوتا  ،  Minnesota " الذين درسوا أثر تأخير الدوام المدرسي في (8) المدارس الثانوية تحسن في درجات الطلاب والحضور والالتزام بالمواعيد ، فضلاً  انخفاض  (70%)  من معدلات حوادث الطرق ، وتضيف " Stacy Simera " أن بعض مدراء المدارس والمعلمين يخشون من تأخير الدوام المدرسي على التحصيل الدراسي ، ولكن المئات من المدارس تكيفت مع هذا الوضع .
تنمية الانتباه في اليوم المدرسي : BUILD MINDFULNESS INTO THE SCHOOL DAY
أخذ التنفس بعمق ، التفكير والتركيز  لحظات يمكن أن يقوي الانتباه والسيطرة على المشاعر ، وبدأت بعض المدارس تطبق هذه التمارين على الطلاب ، د ."  Dr. Amy Saltzman " مديرة جمعية اليقظة في التعليم قالت أن المدارس في جميع الولايات الخمسين بدأت تطبق هذه التمارين .
الزيادة في تشخيص الأطفال الذين يعانون من الإعاقة والاكتئاب والقلق مع زيادة الأدلة في فوائد هذه التمارين جعل المعلمين يطبقون هذه التمارين في مدارسهم ، ولكن هناك الحاجة إلى التوعية والإرشاد لهم تقول  . Amy
التقليل من استخدام التكنولوجيا وتشجيع المرح : LIMIT TECHNOLOGY AND ENCOURAGE FUN
إحدى الطرق السهلة للمعلمين لتشجيع العقلية الصحية لدى طلابهم هي اتخاذ خطوات صغيرة في الفصل الدراسي من أجل التغلب على الضغوط الضارة ، ومن أجل التقليل من رؤية الشاشة على سبيل المثال يمكن للمعلمين إنشاء مساحات لاستخدام التكنولوجيا في الفصل ، والتقليل أو الحد من استخدام الأجهزة المحمولة  ونماذج الرسائل التي لا تجلب السعادة عبر " ما يفضل ويحب  ،  likes    " وعبر  " تويتر  ،  tweets " .
قالت  "   Koss   " : اسأل الطلاب ما يسعدهم ثم تشجيعهم على تحقيق ما يرغبون فيه ، وسماح للأطفال والمراهقين لتقييم ما يفضلونه بصرف النظر ما يبدو  حسن أو جيد في رأي الكلية ، وهذا يعلم الطلاب كيف يفهمون أنفسهم .   
                
 خذ السعادة بجد :  TAKE HAPPINESS SERIOUSLY
يلتحق المئات من المعلمين في (43) ولاية بأمريكا بمشروع السعادة العالمية ، Global Happiness ، ويقوم المعلمون بدعوة طلابهم إلى النظر في طبيعة السعادة وتقييم مدى انتشارها في المجتمع ، وتماشياً مع هدف المشروع يقوم المعلمون بتحديد المهام والواجبات التي تناسب الطلاب وظروفهم في المدرسة .
معلمة في مدينة "  Cleveland " من ولاية أوهايو تنصح طلابها  بتنمية تفكيرهم عندما يتعلق الأمر بالتعلم ، لذا  تقول لهم أن ينظروا إلى درجة الاختبار الضعيفة باعتبارها نكسة مؤقتة وفرصة تعلم وليس باعتبارها فشل دائم ، وهذه مدربة من مدينة "  Rochester " من ولاية " أنديانا ، Indiana " تشجع طلابها تحليل فيلم " Our Town " من حيث الشخصيات وسعادة المجتمع من أجل تطوير مشروع الخدمة وتوفير المزيد من السعادة في المدينة .
من خلال دمج الأفكار بشأن السعادة والحياة الطيبة في المنهج المدرسي ، على المعلمين تشجيع الطلاب على تقييم مشاعرهم والسيطرة على منغصات حياتهم .
تعليق:
تركز المقالة على العوامل التي تساعد على ظهور المشكلات النفسية لدى الأطفال والمراهقين منها ما يعاني منه الوالدين وانشغال الأطفال والمراهقين  بشاشة الأجهزة المحمولة لمدة طويلة دون قضاء الوقت المفيد للجسم والفكر  ، والضغوط الأخرى من المدرسة والكلية والحياة الاجتماعية من العوامل المساهمة في بروز المشكلات النفسية لدى الطلاب ، هذا وقد اقترحت الباحثة بعض الطرق للتغلب على هذه المشكلات ومنها النوم الكاف وتغيير وقت الدوام الصباحي المدرسي وتطبيق تمارين التنفس والاسترخاء والتقليل من وقت استخدام أجهزة التكنولوجيا ، هذا وقد قمنا بترجمة المقالات التي تنبي سلبيات الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق