الاثنين، 13 يونيو 2016

تعليم الأطفال ألا يكونوا معتدين




تعليم الأطفال ألا يكونوا معتدين
بقلم / D'Arcy Lyness, PhD
يوليو 2013
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
يونيو 2016

      قد يكون صدمة وإزعاج لك كأب أن تعلم أن طفلك قد تورط مع الآخرين بارتكاب العنف وأصبح معتدياً  ، ومن الصعب معالجة هذا الخبر ولكن المهم  التعامل معه بشكل صحيح، وسواء أكان العنف لفظياً أو بدنياً ولم يتوقف ،  فأن هذا السلوك  يصبح  سلوكاً  معادياً للمجتمع ويؤثر على مستوى ونجاح الطفل بالمدرسة والقدرة على المحافظة على الأصدقاء أو عقد الصداقة مع الآخرين .

معرفة سلوك العنف :
يصبح الأطفال عدوانيين لأسباب ، بعضهم يصبح عدوانياً لأنه يشعر بعدم الأمن ، فهو يختار شخصاً ضعيف البنية والمشاعر ليعتدي عليه كي ، وفي بعض الحالات يعتدي بعض الأطفال لأنهم ببساطة لا يعرفون أن هذا العنف غير مقبول اجتماعياً عندما يختارون شخصاً يختلف عنهم بضعف جسمه أو بعرقه أو بدينه .

في بعض الأحيان العنف يصبح جزءاً من نمط مستمر من السلوك المكرر أو العدواني ، هؤلاء الأطفال بحاجة إلى إدارة غضبهم ، الإحباط الذي ينتابهم وغيرها من المشاعر السلبية ، وقد لا تكون لديهم المهارات التي تجعلهم يتعاونون مع الآخرين ، لذا فالمشورة المهنية مطلوبة هنا في الغالب للتعامل مع هذه المشاعر وضبطها وتعديلها للحد من العنف وتنمية المهارات الاجتماعية .

مساعدة الأطفال لوقف العدوان :
دع طفلك يعلم أن العنف غير مقبول اجتماعياً وله عواقب وخيمة على البيت والمدرسة والمجتمع إذا أصبح متكرراً و مستمراً ، وحاول كأب أن تعرف الأسباب الكامنة وراء عدوان طفلك على غيره ، ففي بعض الأحيان الأطفال يلجاون إلى العنف لأن لديهم مشكلة في إدارة المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط وانعدام الأمن ، وفي حالات أخرى لم يتعلم الأطفال أساليب التعاون للحد من النزاع وفهم الاختلاف بين الناس .

جرب هذه الاستراتيجيات :
تأكد من أن :
-         خذ العنف بمحمل الجد : دع أطفالك يدركوا  أنك لا تتسامح بوجود العنف في المنزل أو أي مكان آخر ، وضع قواعد بشأن العنف واجعلهم يلتزمون بها ، فإذا عاقبت طفلك بحرمانه من بعض الامتيازات تأكد أن ذلك يمنعه من العدوان ، فعلى سبيل المثال إذا اعتدى طفلك على غيره من الأطفال من خلال البريد الالكتروني أو الرسائل النصية أو من خلال أحد المواقع الاجتماعية امنعه من استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر لفترة من الزمن ، وإذا اعتدى طفلك على أحد أخوته أو أحد أقاربه بالمنزل ضع حداً لهذا الاعتداء ، تعلم أساليب أكثر ملاءمة وغير عنيفة للرد مثل الابتعاد عنه . 

-         علم الأطفال كيف يتعاملون من الآخرين بالاحترام واللطف  : علمهم أن هذا خطأ عندما يسخرون من غيرهم بسبب الاختلاف في : العرق أو الدين أو الإعاقة أو المظهر الخارجي أو الجنس أو الوضع الاقتصادي ، وحاول غرس صفة التسامح والتعاطف في نفوس أطفالك كي يتعاطفوا مع غيرهم ، وأن يعملوا مع الأطفال الآخرين المختلفين  ويتعاونوا ويتفاعلوا معهم  .

-         تعلم الحياة الاجتماعية التي يعيشها طفلك خارج المنزل مثل البيئة المدرسية التي تؤثر على سلوكه العدواني ، وتحدث مع الآباء الآخرين وأصدقاء طفلك والمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين ومدير المدرسة : هل هناك أطفال عدوانيون ؟ وهل أصدقاء طفلك منهم ؟ وما الضغوط التي يواجهها طلبة المدرسة ؟ وتحدث مع طفلك عن علاقاته الاجتماعية مع غيره وعن الضغوط التي يتعرض لها بالمدرسة ، ودعه يشارك بالأنشطة خارج المدرسة لكي يقوي علاقاته مع الأطفال الآخرين .

-         شجع الطفل على السلوك الجيد : التعزيز الإيجابي أكثر تأثيراً من الانضباط السلبي على طفلك واجعله أن يكون طيباً مع غيره وأن يتعامل مع المواقف بطرق بناءة وإيجابية وشجعه على ذلك .


-         كن قدوة لأطفالك : فكر وأنت تتحدث مع أطفالك بشان مشكلات العنف وكيف تتعامل معها ، فإذا تصرفت بعدوانية أمامهم فأنهم يقتدون بسلوكك ، و حاول من إظهار الجوانب الإيجابية لديهم بدلاً من الجوانب السلبية ،  وعندما ينشب النزاع في أسرتك حاول أن تدرس الإحباط الذي تتعرض له من جراء هذا الاختلاف الأسري وكيف تتعامل مع المشاعر السلبية التي تواجهك  ؟
-          
ابدأ من البيت :
عندما تفكر بالمؤثرات على سلوك طفلك فكر أولاً ماذا حدث في المنزل ، فالأطفال الذين يعيشون مع الصراخ والشتائم والنقد اللاذع سواء من قبل الوالدين أو الأشقاء فأنهم ينفسون عن ذلك بالعدوان على غيرهم في خارج المنزل ، وانه من الطبيعي والشائع أن يتعارك الأطفال مع أشقائهم بالمنزل وفي حال عدم وجود إصابات بدنية فعلى الوالدين عدم التدخل ولكن في حال  سماع الشتائم أو رؤية الشجار بينهم أن يتدخلا من خلال النصح والإرشاد وبيان ما هو مقبول وغير مقبول من أقوال وأفعال .

من المهم مراقبة الوالدين سلوكهما وهما يتحدثان مع الطفل المشاغب وضبط مشاعر الغضب التي تصدر منهما لأن هناك حالات تستدعي التأديب وتوجيه النقد البناء للطفل المشاغب ولا يستخدم الأب الشتم والتهم ضده ، وإذا كان الأب غير راض عن سلوك طفله عليه أن ينبهه إلى تغيير سلوكه الخاطئ وأن يأمل أنه سيغير هذا السلوك  ، وفي حال تفاقم مشكلة سلوك الطفل على الوالدين البحث عن المصادر الأخرى في المدرسة وفي المجتمع مثل الاستشاري النفسي والمعالج النفسي في العيادات النفسية والاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة .

طلب المساعدة :
لوقف سلوك العنف لدى الطفل يمكن أن يتحدث الأب مع المعلمين والمرشدين النفسيين وغيرهم من العاملين بالمدرسة الذين يحددون الحالة وهل هي خطيرة تستدعي تدخل أهل الاختصاص أو لا ؟ وإذا كان الطفل له سوابق في السلوك الخاطئ وعدم السيطرة على غضبه يستشير المعالج النفسي لتقييم حالته  ، وقد يكون من الصعوبة بمكان السيطرة على سلوك الطفل المعتدي ولا يتوقع الوالدان وقف هذا السلوك من تلقاء نفسه ، عليهما أن يفكرا بمستقبل طفلهما في الدراسة وبعد الدراسة وفي علاقاته مع أصدقائه بالمدرسة وخارجها ، لذا الحد من هذا العنف هو النجاح والتقدم لهذا الطفل .

تعليق :

ترجمنا مقالات كثيرة عن العنف التقليدي والعنف الالكتروني وهي منشورة بموقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وقدمنا الإرشادات والنصائح المفيدة للأبوين خاصة في قضية العنف المدرسي والمجتمعي وإذا كان من اقتراحاتنا للحد من مشكلة العنف هو بناء برامج يلتحق بها طلبة المدارس لكيفية التعامل مع مكونات العنف : الضحية والمعتدي وشاهد العيان ، فأننا نقترح أيضا التحاق الوالدين بورش عمل وحلقات نقاشية كي يساهما في حل هذه المشكلة التي تؤثر على الجميع : الأسرة والمدرسة والمجتمع . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق