الاثنين، 6 يونيو 2016

المدارس الافتراضية جلبت المخاوف الحقيقية بشأن الجودة




المدارس الافتراضية جلبت المخاوف الحقيقية بشأن الجودة
Virtual Schools Bring Real Concerns About Quality
بقلم / LA Johnson/NPR
2/2/2015
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يونيو 2016

        في نهاية دورة " مهارات القيادة " التدريبية ل "  Angela Kohtala " خطط طلاب مدرستها في تنفيذ مشروع خدمة المجتمع وهو ربما يكون  ترميم فناء المدرسة أو تعليم الطلبة الأصغر سناً بعد الدوام المدرسي ، وبعد ذلك صمموا برنامج بوربونت " PowerPoint " مع صور عن المشروع ، وهذه ليست وسيلة جميلة لتطوير مهارة العرض والتقديم وإنما مطلوب بهم إثبات تنظيف حديقة المدرسة وتجميلها أو أن يجلسوا هؤلاء الطلبة في الصفوف الأمامية  ، تعيش المعلمة في ولاية " Maine " بينما يعيش طلبتها في ولاية " Florida " .

وضع التكنولوجيا في الاعتبار :
بالنسبة لمدرسة المعلمة " Kohtala " التعليم لا يتوقف في يوم نزول الثلج ، فهي تدرس طلبة " K-12 " ( التعليم العام ) عبر الانترنت ، فهي في مدرسة افتراضية ب " فلوريدا " وهي أكبر ولاية تجارية ، حيث تستقبل المؤسسة أكثر من (200) ألف طالب عبر " فلوريدا" وأرجاء العالم ، وغالبية الطلبة يدرسون في جزء من الوقت المدرسي  بمعدل دورة واحدة بينما بقية الطلبة يدرسون وقتاً كاملاً عبر الانترنت بالمدرسة الثانوية على الأقل في (33) ولاية أمريكية  ، وهي الولايات التي شجعت بسن تشريعات بخصوص التعليم عبر الانترنت خلال العقد الماضي .

أهم المشكلة هي مشكلة التكلفة خاصة في الولايات الكبيرة والمناطق الريفية ، وتسمح المدارس الافتراضية أن يتعلم الطلبة مقرر " AP class " أو لغة أجنبية لم تفرضها المدرسة على الطلبة دون تعيين معلم خاص لهذه المقررات ، وهناك ما يسمى الانتعاش الائتماني " credit recovery " : معظم الولايات أنشأت هذه المدارس من أجل السماح للطلبة الذين رسبوا ولديهم انخفاض في التحصيل الدراسي في فترة الصيف  بعد تسلم الشهادة .

أن التعليم الافتراضي من الناحية النظرية  يسمح أن يعمل كل طالب حسب قدراته واستعداداته والاستفادة من الوسائط المتعددة والأساليب الرقمية في التعلم ، لكن توجد انقسامات كبيرة بين مزودي  أو مقدمي التعليم الالكتروني ، فمعظم الطلبة الذين يعملون بدوام كامل في المدارس التي تديرها شريكتان تجاريتان :     K12 and Connections Academy " ، في هذه المدارس  للدوام الكامل لها تصنيفات أكاديمية ، وحسب تقرير مستقل وجد أن ثلثي الطلبة في هذه التصنيفات غير مقبولين ومعدل تخرجهم أقل نصف المعدل في المدارس العامة ، كذلك التدابير والإجراءات في المدارس غير كافية كما قال "   Gary Miron " وهو أحد واضعي هذا التقرير في "  National Education Policy Center " ، قال : ولما نظرنا إلى النفقات الفعلية وجدنا أن إنفاق هذه المدارس هو على جزء  رواتب المعلمين التي تصرفها المناطق التعليمية ، ومن بين واحد إلى عشرة طلاب لديهم صعوبة التعلم لذا ينفقون هدرا دون مردود على معلمي خريجي التعليم الخاص .

قالت "   Allison Bazin " المتحدثة باسم أكاديمية الاتصالات : النتائج في هذه المدارس على نفس المستوى وبالتالي فأن نتائج مادة الرياضيات منخفضة ، تعليم طلبة الثانوية "  K12 " خصوصاً يتعرضون إلى الانتقادات من قبل المستثمرين  وهذا لا يعرف عادة في قلقها اتجاه التعليم العام ، حيث تم رفع أثنتين من الدعاوي القضائية تزعم أن هذا التعليم يضلل المستثمرين بشان توقعات النمو في أعداد الطلبة المسجلين والقضايا التنظيمية التي تواجهها هذه المدارس ، وأشار "   Anthony Guglielmi " المتحدث باسم هذا التعليم إلى تسوية إحدى هذه الدعاوي ، واعترف بانخفاض درجات الاختبارات في هذه المدارس بسبب أن الطلبة ينتمون إلى الأسر ذات دخل منخفض وبالتالي يجب النظر إلى الأسباب التي يدرس الطلبة من خلال الانترنت ، هناك من يتعلم بسرعة وهناك من يواجه صعوبات فقد يشعر بعضهم بعدم الجدوى من المدارس الحكومية بالنسبة لهم وقد يكون نظام المدرسة غير جيد في مناطقهم وبالتالي يريد أولياء الأمور حلا مناسباً  ، أضاف "   Gary Miron " هناك جانب آخر للتعليم الالكتروني فمدرسة فلوريدا الافتراضية على سبيل المثال هي أفضل المدارس على كل المقاييس ولها نتائج جيدة في نهاية اختبار "  AP " وتفوق طلبة هذه المدرسة على بقية مدارس فلوريدا الأخرى ، يقوم الطلبة بالتسجيل في المدرسة كل أسبوع في المختبر وفي المكتبة ويقومون بالعمل الجماعي التعاوني ، وقد يجيب بعض الطلبة عن أسئلة المعلم عبر الهاتف المحمول ، وحالات الغش بالامتحان نادرة ، وقد يختار بعض الطلبة عشوائيا لإجراء اختبار شفي وجهاً لوجه  ، ويتعهد المعلمون بإتاحة الفرصة للطلبة للكتابة والإجابة عبر الهاتف ما بين الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثامنة مساء خلال خمسة أيام في الأسبوع كذلك تخصيص بعض الساعات في عطلة الأسبوع ، وقالت " Kohlata " : أنها تتصفح أعمال وواجبات الطلبة في وقت متأخر من الليل لمن يحتاج إلى مساعدة ودعم دراسي ، وأنها تعلم طلبة فصلها كيف يتعلمون ويبنون أهدافاً والتفكير في الأشياء الجديدة  وقد لا تكشف عن هوية الطلبة الذين يحتاجون إلى المساعدة ، لذا ما هي النتيجة ؟ فهل المدارس الافتراضية جيدة أم لا ؟  قد يكون الجواب مزيجاً من الأثنين ، إذ يوصي "  Miron " وغيره من الباحثين على الولايات  أن لا تسرع في فرض التعليم الالكتروني بدوام كامل حتى يتم ضمان جودة التعليم ، وقال " Miron " : القضية هي ليست منع المدارس من تطبيق التعليم الافتراضي وإنما دراسة سلبيات هذا التعليم خاصة عدم تحقق الجودة المطلوبة .

كلمة المترجم :

التعليم الافتراضي فرض نفسه على مستوى دول العالم بعد انتشار أجهزة التكنولوجيا ورخصها في الأسواق والاستفادة منها في حقل التعليم ، لكن يجب دراسة هذا التعليم دراسة متأنية وعدم تطبيقها دفعة واحدة دون الإحاطة الكاملة بسلبياته وبالتالي ليس المهم توزيع الأجهزة على الطلبة وفيها المحتوى التعليمي وقد نفر الطلبة من الكتاب المدرسي  نفسياً بعد  أن تعاملوا معه  كمعلومات جامدة يحفظونها وقت الاختبار ولا يترك الأمر لحرية واختيار الطلبة كيف يتعلمون في المنزل ويستعينون بشبكة الانترنت ،  وصحيح  أن الألعاب الالكترونية قد استغلت كأداة تعليم وتعلم في بعض الدول الغربية إلا أن هناك مهارات تعليمية لا يستطيع الطلبة تعلمها عبر هذه الألعاب وبالتالي لا بد من تعاون وتنسيق كامليين بين وزارة التربية ومصممي برامج التعليم الالكترونية لدمج التكنولوجيا في النظام التعليمي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق