الأربعاء، 26 يوليو 2017

الحد من مخاطر السمنة لدى الأطفال




الحد من مخاطر السمنة لدى الأطفال
Reducing the risk of childhood obesity
بقلم / Melissa Galea Holmes
20/1/2017
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
يونيو 2017

كلمة المترجم :
مشكلة البدانة لدى الأطفال أصبحت ظاهرة عالمية تعاني منها معظم دول العالم خاصة بعد انتشار مطاعم الوجبات السريعة وللأسف تعود الأطفال على تناول الشبس " البطاطا المقلية " وغيرها من السكريات مرات ومرات في اليوم وهذه المكملات غير الصحية تزيد من وزن الطفل وقد يصاب بمرض السكري النمط الثاني وتصلب شرايين القلب وارتفاع ضغط الدم ، وتوجد عوامل عديدة في زيادة وزن جسم الطفل منها اصطحاب الطفل إلى سوبرماركت او البقالة او أسواق الجمعيات التعاونية يجعله لا يميل إلى الغذاء الصحي المفيد لجسمه بالمنزل لأنه تعود على تناول بعض الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات في هذه الأماكن ، ومنها  إهمال الوالدين بتقديم الغذاء الصحي للطفل بالمنزل ويجب أن يرجعا إلى مختصي التغذية لمعرفة نوع الغذاء ومدى ملائمته للمرحلة العمرية للطفل ، كذلك عدم توعية الطفل بأضرار الأطعمة الغذائية المكملة التي توجد في كل مكان .   
أخيراً توجد الأنشطة اللامنهجية بمدارس الغرب وهي عبارة عن الأنشطة المختلفة تحددها المدارس للطلبة وهي تنمي هواياتهم وميولهم وتقوي أبدانهم وقد تمارس خارج وقت المدرسة خاصة في فترة العصر ونحن نحتاج إلى هذه الأنشطة في عصر انتشار السمنة في أوساط طلبة المدارس ولكن للأسف تلغى هذه الأنشطة في كثير من المدارس بالدول العربية لعوامل منها قلة الإمكانات المادية وتعارض وقتها مع وقت الدراسة خاصة وأنها تخصص أثناء الدوام المدرسي ، ولكن مع ذلك لا يمنع من تشجيع الوالدين على تبني بعض الأنشطة بالمنزل وخارجه أو التحاق الطفل بأقرب نادي رياضي مع تعويد المدرسة والبيت الطلبة على عادة ممارسة النشاط البدني يومياً .  
.
مقدمة :
العودة إلى المدرسة هو وقت مناسب لمكافحة البدانة في مرحلة الطفولة ، إذ أن ممارسة الرياضة  والتغذية الجيدة وخطة فيتامين احتياطية تساعد الأطفال على تبني نمط حياة صحي ونشط  .
يواجه الأطفال اليوم تحديات فريدة لصحتهم ،  فالتكنولوجيا والإعلان التجاري هي مجرد عدد قليل من العوامل التي تساهم في بيئة متزايدة نحو السمنة  ، فعالم اليوم " المادي والاجتماعي "  يجعل الخيارات غير الصحية أسهل في حياة الناس ، لذا مع تغييرات نمط الحياة  السهل يمكن أن تمنع زيادة الوزن  لدى الأطفال ويصبحوا أصحاء .
خلال الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي  تضاعف معدل البدانة لدى الأطفال ، ففي كندا ثلاثة أضعاف من 5 % إلى 15 % ،  واليوم  ما يقرب من ثلث عدد الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ،  كيف حدث ذلك بهذه السرعة ؟ عامل الوراثة تلعب جزءاً صغيراً في مشكلة السمنة ،  بدلا من ذلك  توجد عوامل كثيرة ترتبط بهذه المشكلة وهي التغيرات السريعة في نمط حياة الناس ،العوامل البيئية في كل من البيت والمدرسة والمجتمع .

النظام الغذائي وممارسة الرياضة هي القضايا الرئيسة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إدارة الوزن في مرحلة الطفولة ولكن هل هناك قضايا أخرى ؟
وفقا ل " Casey Gray " مدير مشروع بحوث السمنة والصحة في مستشفى " Eastern Ontario " قال : عندما نتحدث عن الحيوية في مقابل الحيوية والنشاط تظهر لنا مشكلة معقدة .
تشمل القضايا الناشئة في المعركة ضد البدانة في مرحلة الطفولة على امتلاك أجهزة التكنولوجيا مما قد يؤدي إلى استغراق وقت أكثر للخمول ( كثرة الجلوس ،   sedentary time )   مع تغير نمط النوم السيء وتغير الأيض والشهية  وقلة فرص اللعب والحركة  .

فترة الكسل والخمول " Sedentary time " :
الحركة والنشاط يجعل الأطفال في أصحاء ، هناك فقط " 7%" من الأطفال في كندا يمارسون النشاط البدني لمدة " 60 دقيقة " في اليوم بما في ذلك عملية التنفس وخروج العرق من الجسم وأيضا يلاحظ أن معدل النشاط البدني يقل لدى المراهقين ، لذا ماذا يفعل الأطفال في وقت فراغهم ؟
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5  إلى 17 سنة  يقضون 67 في المئة من ساعات وقت الاستيقاظ  ، ونصف هذا الوقت يقضونه أمام أجهزة الشاشة، إما مشاهدة التلفزيون أو لعب ألعاب الفيديو أو على جهاز كمبيوتر، ولكن يمكن بدلاً من استغلال وقت الشاشة في محاولة المنع و الحد من المسنة  ، وإلا أن زيادة فرص وصول الأطفال إلى وسائل الإعلام الاجتماعية " مواقع الانترنت " وسلبياتها وعدم محاولة الوالدين إبعاد الأطفال عن هذه الأجهزة فأنها تشكل تحدياً كبيراً للوالدين .

مخاطر الدعاية التجارية " The dangers of advertising " :
التقليل من مشاهدة التلفزيون له أهمية خاصة للحد من  للوقت ما يعرف ب " الخمول" ، ولكن أيضا لمنع التعرض للإعلانات التي تستهدف الأطفال خلال مرات المشاهدة ،  وفي المتوسط، يتم بث خمس إعلانات تجارية متعلقة بالأغذية في الساعة الواحدة ، ومعظمها يضم الأطعمة غير المرغوب فيها " الوجبات السريعة " ،  وتزداد معدلات البدانة لدى الأطفال كلما زادت ساعات مشاهدة التلفزيون، ويتأثر النظام الغذائي لديهم بما يرونه ويسمعونه عبر شاشة التلفزيون، وما يفعلونه أثناء مشاهدته ويستهلكون ما يقرب من خمس السعرات الحرارية اليومية  وهم جلوس على الأريكة .

الجلوس على الأريكة " Getting kids off the couch " :
يتعلم الأطفال من خلال تصفح واجهة الكمبيوتر، فإنهم ينمون ويطورون لديهم مهارات مثل التنسيق، وخفة الحركة، والمرونة، والتوازن ، ووفقا ت "  Gray  " فأن  "المدارس هي مكان مناسب للتدخل لأن الأطفال يجبروا بالذهاب إليها ، وأنها فرصة مثالية للاهتمام بممارسة الرياضة ، وزيادة النشاط البدني ، وتطوير محو الأمية المادية أي زيادة  المعرفة والدافع والثقة والكفاءة البدنية لأن الأطفال بحاجة إلى البقاء نشطاء طوال فترة نموهم في الحياة " ، ففي المدارس هناك اختصاصي التربية البدنية كما أن معلمي التربية الرياضية يستخدمون الأجهزة والأدوات لزيادة النشاط البدني لدى الطلبة في الصالات المناسبة لحصة الرياضة ، ومع ذلك فإن معظم الآباء يقولون أن الأطفال غير نشطين بما فيه الكفاية بالمدرسة ، وأن نصف عدد  المدارس لديها سياسة لتنفيذ وتحقيق النشاط البدني اليومي .

أنشطة ما بعد المدرسة " After-school and community activities " :
في حين أن نظام التعليم يساعد على غرس العادات الصحية لدى الطلبة ، فأن الأطفال أيضا يتوقعون الدعم من الوالدين ،  ويمكن للبرامج اللامنهجية التي ترعاها المدارس أن تساعد في زيادة النشاط البدني بعد الدوام المدرسي ، وأن تقوي العلاقة بين المدرسة والبيت من خلال تشجيع الآباء على التدريب أو الحضور أو المشاركة في الأنشطة ، ويمكن للوالدين أيضا الاستعانة على مجموعة متنوعة من البرامج والنوادي خارج المدرسة في المجتمع المحلي أو مراكز الترفيه.
ليس هناك نوع معين من الرياضة لكل طفل ،  وليس هناك معنى لإجبار أطفالك لممارسة كرة القدم إذا كانوا لا يريدون أن يمارسوا هذه اللعبة ، لذا على الآباء  معرفة الاهتمامات والميول الأخرى  لدى أطفالهم مثل الرسم ( الفن ) و دروس الموسيقى أو الرقص ، فالوقت الذي يقضيه الطفل بتنمية ميوله وهواياته هو الوقت الذي ينفقه بما ينفعه  وخلاف ذلك هو الخمول والكسل .

مجرد ملعقة من السكر " Just a spoonful of sugar :
تماما مثل النشاط البدني فأن أنماط الأكل للأطفال معقدة وتتأثر بالبيئة المادية والاجتماعية ، وبحلول السن الرابعة لم يعد الجوع حافزا يدفع الأطفال نحو الأكل ، فبدلا من ذلك فقد يتناولوا الطعام من خلال الإشارات أو الإيحاءات  حولهم  بما في ذلك وسائل الإعلام والأصدقاء وجرس الغداء  والروتين العائلي ، ويلعب الآباء دورا هاما بشكل خاص ليس فقط في ما يأكل الأطفال ولكن أيضا في كيفية ما يتناولون من الأطعمة ، وأيضا يصبح الوالدان قدوة لأطفالهما فيما يأكلون من أجل مكافحة السمنة  وزيادة الوزن ، وكما بالنسبة للكبار فان الطعام يجب أن يكون في نتناول اليد أي تجهيز الطعام الصحي للأطفال في العلب الجاهزة مشتملة على الفواكه والخضار ، وإتاحة فرصة لهم لمعرفة الأنواع المتنوعة من الأطعمة تتيح لهم فرصة الاختيار خاصة حاجتهم إلى تناول الفواكه والخضار وغيرها مع توعيتهم فوائدها ، وعكس من ذلك فأن فرض بعض الأطعمة والضغط على تناولها مع مكافأ الطفل بقطعة حلوى قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومع تأثير سلبي على نفسيته  .
كيف تعرف إذا كان طفلك يعاني من زيادة الوزن؟ معرفة مشكلة زيادة الوزن ليست سهلة وبسيطة دون مراعاة  المعايير : العمر، الطول، نمو الجسم، والعوامل الأخرى تحتاج إلى النظر فيها ،لذا  معظم الآباء والأمهات سوف يبالغون أو يقللون من وزن جسم الطفل ، والذين يلاحظون بوجود مشكلة زيادة الوزن فأنهم يخطأون في التشخيص حيث يعتبرون أن هذه الزيادة نتيجة نمو جسم الطفل طبيعياً ، يقول " Gray " : ينظر الآباء إلى الأطفال على أنهم مثل " الوضع الراهن " أي أن السمنة منتشرة بين الناس بشكل عام ، وهذا الاعتقاد يقودهم إلى أن وزن جسم الأطفال طبيعي ، ولكن الاعتراف بالمشكلة تعد الخطوة المهمة نحو ضمان صحة الطفل لذا على الوالدين استشارة الطبيب المختص لمعرفة المشكلة .

التحرك لضمان مستقبل صحة الطفل " Act now for a healthy future " :
تسبب السمنة في مرحلة الطفولة مخاطر مباشرة على  صحة الطفل ، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري إلى جانب ذلك  تشمل المضاعفات الأخرى كصعوبات في التنفس، مثل الربو وانقطاع التنفس أثناء النوم، فضلا عن أمراض الكبد وحصى المرارة، وحتى مشكلات  حرقة المعدة  التي كنا نربطها بأمراض كبار السن وليس بمشكلات مرحلة النمو ، وبدون العلاج ستستمر هذه الأمراض خلال مرحلة البلوغ ،  ويزداد احتمال زيادة الوزن لدى الأطفال ضعفين عكس زيادة الوزن عند الكبار أو البالغين، ويزداد الخطر مع التقدم في السن، حتى أن ما يقرب من 60 في المائة من المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن لا يتلقون العلاج ،  وهذا هو السبب في أنه من الأهمية بمكان معالجة المشكلة في أقرب وقت ممكن .
آثار سوء إدارة الوزن في مرحلة الطفولة تتجاوز الصحة البدنية ويمكن أن تؤدي إلى صعوبات عاطفية واجتماعية، مما يضعف التعلم والأداء الأكاديمي. يقول "   Gray  " : "عندما لا يكون الأطفال واثقين من استخدام أجسادهم،" قد يكون لديهم فرص أقل للتواصل الاجتماعي أو تكوين الصداقات، مما قد يؤثر على نموهم النفسي – يعانون من مشكلة كبيرة " .
تتشكل العادات الصحية في مرحلة الطفولة المبكرة ، وقد يتعرض الآباء إلى الكثير من الضغوط لكي يكونوا نموذجا يحتذى به الأطفال ، بينما يتحملون مسؤولية العمل والمسؤوليات المنزلية  إلا أن تخصيص وقت اللعب مع الأطفال مهم جداً ، " 38 % " فقط من الآباء يشاركون بانتظام في اللعب النشط مع أطفالهم ، دع الأطفال يختارون قواعد اللعبة ليستمتعوا بأية لعبة ولو خيالية ، ولا داعي لوضع برنامج بل لتكن لعبة عفوية ومفتوحة  ، وبعد العطلة الصيفية والعودة إلى المدرسة فأنها فرصة جيدة للتغلب على العادات غير الصحية ، وفي البداية وضع برنامج غذائي لأفراد الأسرة معاً ، وتوفير وجبات الغداء معبأة متوازنة وصحية للأطفال، وتشجيعهم للانضمام إلى النادي بعد المدرسة أو ممارسة النشاط البدني الحر ، وتحديد وقت الشاشة مع مشاهدة برامج التلفاز معاً .
هل يحصلون على ما يكفي من الأطعمة  ؟
الإفراط في تناول الطعام لا يضمن أن الأطفال يلبون المتطلبات الغذائية ،  وهذه بعض النصائح تساعد على تحقيق التوازن بين مكونات الغذاء الصحي :
الألياف " fibre ":
يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين " 9إلى 13 سنة " إلى " 26-38 غرام من الألياف في اليوم ، والحبوب هي أفضل مصدر لشبعهم وتقليل وزنهم .
البروتين " protein " :
يحتاج الأطفال إلى البروتين النباتي بنسبة " 35%" من الغذاء الذي يتناولونه في اليوم من أجل نموهم مع تناول البقوليات والحبوب والمكسرات لتحقيق التوازن بين الأحماض الأمينية .
الحديد " iron " :
يجب أن تناول الحديد فقط إذا تم تشخيص نقص مستويات النمو بشكل طبيعي من خلال الحبوب المدعمة، الدبس، والفاصوليا المجففة، والبازلاء .
فيتيامين " vitamin B12 " :
ضروري لتقوية الجهاز العصبي وتتكون من الألبان والبيض ومنتجات الصويا .
فيتامين " vitamin D " :
يحتاج الأطفال بين " 400إلى 600 وحدة دولية " IU " خلال فصلي الخريف والشتاء مع اتباع نظام غذائي صحي مكمل لفيتامين " D " من أجل تقوية العظام .
الكالسيوم " calcium " :
ترتبط الوجبات الغنية بالكالسيوم بخفض وزن الجسم لدى الأطفال بين أعمار " 4-8 سنوات " بمعدل " 1000 ملغ " يومياً وبمعدل " 1300 ملغ حتى السن 18 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق